نفي التشبيه عن الله إذا جاء في كلام السلف والأئمة فالمراد به التمثيل لا التشبيه المطلق، فإن نفي التشبيه المطلق عن الله قول الجهمية الذين يقولون: "إن الله لا يشبه المخلوق بوجه من وجوه التشبيه"، وهذا يلزم منه إنكار وجود الله، وهو قول الجهمية كما رد عليهم الإمام أحمد في رسالته: الرد على الجهمية والزنادقة([1]) ، وكما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه: بيان تلبيس الجهمية([2])، ومجموع الفتاوى([3]) وغيرها؛ لأن مطلق التشبيه بين الخالق والمخلوق في الذات والصفات عند عدم الإضافة والتخصيص لا بد من إثباته، كما في مطلق الوجود والذات ومطلق العلم والقدرة، فمن نفى مطلق التشبيه في ذلك فقد أنكر وجود الله، وقد أنكر صفات الله، وهو مذهب الجهمية المعطلة، تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا.
تقييد الشوارد ص 19
[1] - الرد على الجهمية والزنادقة (ص98) .
[2] - بيان تلبيس الجهمية (1/359) .
[3] - مجموع الفتاوى (12/27-157) .