حديث: «هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ، وَلَوْلاَ أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ» ([1]). أخرجه مسلم في صحيحه في قصة شفاعة النبي r لأبي طالب، احتج به بعض العلماء في جواز قول: لولا كذا لكان كذا، ومنه تكراره ذلك من ابن القيم في القصيدة النونية:
وانظر إلى أنهار كفر فجرت ... وتهم لولا السيف بالجريان([2])
وقال آخرون: هذا من الشرك في الألفاظ، والذي ينبغي أن يقول: لولا الله لكان كذا، واحتجوا بقول ابن عباس في تفسير قوله تعالى {فلا تجعلوا لله أندادا} البقرة آية : 22. قَالَ: "الْأَنْدَادُ هُوَ الشِّرْكُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ عَلَى صَفَاةٍ سَوْدَاءٍ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَهُوَ أَنْ يَقُولَ: وَاللَّهِ وَحَيَاتِكَ يَا فُلَانُ وَحَيَاتِي، وَيَقُولُ: لَوْلَا كَلْبَةُ هَذَا لَأَتَانَا اللُّصُوصُ البارحة، وَلَوْلَا الْبَطُّ فِي الدَّارِ لَأَتَى اللُّصُوصُ، وَقَوْلُ الرَّجُلِ لِصَاحِبِهِ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ، وَقَوْلُ الرَّجُلِ: لَوْلَا اللَّهُ وَفُلَانٌ لَا تَجْعَلُ فِيهَا فُلَانَ، هَذَا كُلُّهُ بِهِ شِرْكٌ" ([3]).
وأجابوا عن الحديث بأن هذا كان أولاً قبل المنع من الحلف بغير الله أو أنه تصرف من بعض الرواة.
تقييد الشوارد ص 171
[1] - أخرجه البخاري : كتاب المناقب ، بَابُ قِصَّةِ أَبِي طَالِبٍ ، رقم (3883) , ومسلم : كتاب الإيمان ، رقم (209) .
[2] - نونية ابن القيم (ص229) .
[3] - تفسير ابن كثير (1/105) .