الحكم على والديّ النبي ﷺ

لا، قل: في حكم.

أما والد النبي ﷺ لقد ثبت في الحديث الصحيح أن رجلا جاء للنبي ﷺ فقال أين أبي قال في النار فكأنه تأثر فلمّا ولى فدعاه فقال إن أبي وأباك في النار رواه البخاري في الصحيح.

وذلك أن أهل الفترة -الذين ماتوا قبل بعثة النبي ﷺ أقسام:

منهم من بلغته الدعوة، و هذا هو الظاهر من حال والد النبي صلى الله عليه وسلم لذا قال: إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ.

ومن ذلك: ابن جدعان كان له جفنة يطعم به الحجيج فسئل النبي ﷺ: هل ينفعه ذلك؟ قال: لَا يَنْفَعُهُ، إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا: رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ يعني: لم يؤمن بيوم الحساب  ، فورد في بعضهم أنهم في النار قامت عليهم حجة .

و بعضهم بعض أهل الفترة طلب التوحيد طلب دين إبراهيم فلم يفعلوا الشرك، مثل: قس بن ساعدة الإيادي وزيد بن عمرو بن نفيل وجماعة، طلبوا التوحيد و ماتوا على التوحيد فهؤلاء لم يشركوا بالله .

وقسم آخر مسكوت عنه، لم يأت ما يدل على هذا ولا هذا واختلف العلماء فيهم لكن أرجح الأقوال هو ما اختاره شيخ الإسلام وابن القيم إنهم  يُمتحنون يوم القيامة فيُخرج لهم عنق من النار، ويؤمرون بالدخول فيها، فمن وردها كانت عليه برداً و سلاما، ومن لم يردها عصى الله -تبين أنه عصى الله-، و رد فيهم أحاديث و منها أحاديث صحيحة وأحاديث ضعيفة و أحاديث حسنة و يشد بعضها بعضا تدل على أن من مات ولم تبلغه الدعوة يمتحن يوم القيامة.

وكذلك جاء حديث الأصم الذي ما سمع بالإسلام و الذي ليس له عقل و غيره و هؤلاء كلهم يمتحنون يوم القيامة.

 و أما والدة النبي ﷺ فإنه ثبت عن النبي ﷺ زار قبرها و بكى و أبكى من حوله و قال: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي لأنها ماتت على دين قومها على أهل الفترة ومسكوت عنها ، والله أعلم.

فأهل الفترة هكذا منهم من بلغته الدعوة ، ومنهم من لم تبلغه الدعوة.

هناك رسالة في كلية أصول الدين قديما مضى عليها سنين طويلة ، كنت مشرف على رسالة ماجستير في كلية أصول الدين  اسمها: حكم أهل الفترة كان أذكر واحد عراقي اسمه (موفق) كتب فيها، وكنت أنا المشرف عليها توصل إلى أن هذا حكم أهل الفترات.