الموقف من اختلاف العلماء
يقول أحسن الله إليك، كثُرَ في الآونة الأخيرة برنامج سؤال وجواب في المذياع أو في غيره، ويلتقي بمشايخ ثقات إن شاء الله ولكن كثرة الاستماع لهذه البرامج يحصل أن يجيب الشيخ عن سؤال بإجابة مختلفة عن شيخ آخر، مما يسبب كثرة الشك والظن وتضارب أقوال العلماء، ما رأيكم بذلك؟
جاز الخلاف حتى بين الصحابة فالعالم يفتي بما ظهر له من الأدلة الشرعية، بما تبين له، وقد يفتي عالم آخر بفتوى تخالف ومازال الصحابة يختلفون، ابن عباس خالف الخلفاء الثلاثة، كانوا يفتون بمشروعية الإفراد في الحج وكان ابن عباس يفتي بالمتعة وكان يناظر في ذلك ولما قال رجل لابن عباس أنت تفتي بالمتعة– بأنه يشرع للحاج أن يتمتع بالعمرة إلى الحج - قال: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر؟!
فلا زال الخلاف موجودا عند الصحابة، العالم يفتي بما ظهر له من الأدلة، ولكنهم يختلفون ولا يحصل بينهم شحناء ولا بغضاء وهم مختلفون في الفتوى ولكنَّ قلوبهم متفقة؛ لأن المبدأ واحد وهو العمل بالنصوص، كلهم عملوا بالنصوص لكن الأفهام تختلف، هذا فهم من النص ما لم يفهمه الآخر.
وأنت إذا كنت طالبا للعلم تعبَّدَكَ الله بما ظهر لك من الأدلة وإن كنت ليس عندك أهلية فأنت تسأل، تأخذ الفتوى ممن تثق بعلمه ودينه وورعه، ولا تأخذ بخلافها وليس لك أن تتشهى ولا أن تأخذ بالأخف أو تترخص.