شعار الموقع

رمضان شهر الصيام

00:00
00:00
تحميل
56

بسم الله الرحمن الرحيم  

إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره وعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد إن سيدنا ونبينا محمد عبد الله ورسوله وصفيه وخليله من خلقه صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: 

فإن الله خلقنا لعبادته وتوحيده وطاعته خلق الله الثقلين الجن والإنس ليعبدوه ويوحدوه كما قال سبحانه وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.

وابتلاهم واختبرهم وشرع لهم الشرائع المتنوعة ليظهر صدق الصادق ومحبة المطيع لله .  

ابتلى عباده بالعبادات التي شرعها ليتبين صبرهم وامتثالهم وطاعتهم وتقديم محبتهم بمحبة الله ورسوله ﷺ.

وجعل هذه العبادات متنوعة حتى يظهر طاعة المطيع.

والصلاة الصلاة عظيمة هي أعظم الأعمال البدنية وهي مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم كل عضو من أعضاء العبد يأخذ قسطه من العبادة ركوع وسجود وخضوع وثناء وقراءة وتسبيح وقد يحافظ بعض الناس على هذه الصلاة يحافظ عليها وإذا جاءته الزكاة التي شرعها الله لمسلم للغني الذي أعطاه الله الكثير الذي يخرج جزءا من ماله بخل بذلك الصلاة أعظم الأعمال البدنية عبادة بدنية محضة والزكاة عبادة مالية.

 ابتلى الله العبد بأن يخرج المحبوب ويقدم محبة الله على محبة المال المال غريزة حبة غريزة في الإنسان وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا فإذا أخرج المسلم هذا المحبوب دل على تقديمه محبة الله وهو يبذل هذا المحبوب لما هو أحب منه وهو طاعة الله .

ثم الصيام عبادة فيها كف النفس عن المشتهيات وفطمها عن المألوفات الصيام كف النفس ومنعها عن المألوفات والمفطرات هو كف النفس عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس الصيام عبادة سرية بين العبد وبين ربه ولهذا أضاف الرب الصيام إليه فقال الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ.

ومن المعلوم أن الصلاة لله والحج لله والزكاة لله ولكن هذه الخصوصية خصصهم إلى الله لأنهم عبادة سرية لا يطلع عليها إلا الله الصيام يحتاج إلى صبر لأن مدته تطول فتنفطم النفس عن الشهوات بخلاف الصلوات فإن وقتها لا يطول فالصوم من الصبر والصابر أخبر الله انه يرفع أجره بغير حساب إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.

هذا الصيام صيام رمضان أحد أركان الإسلام التي لا يقوم الإسلام ولا يستقيم إلا بها اختار الله هذا الشهر شهر رمضان وجعله احد أركان الإسلام وذلك أن شهر رمضان هو أفضل الشهور وسيدها واختاره لإنزال القرآن كما قال تعالى شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ.

فالصائم والقائم موعود بالأجر والثواب العظيم إذا كان أدى العبادة كما أمره الله وكما أمره رسوله ﷺ قد ثبت في الصحيحين من حديث أبو هريرة أن النبي ﷺ قال مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ثبت في الصحيحين أيضا أن النبي ﷺ قال مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وثبت في الصحيح أن النبي ﷺ قال مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ 

هذه بشارات بشارات ثلاث من نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام الذي هو أفضل الخلق والذي هو أفضل الناس وأبرهم يبشرنا بهذه البشارات مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ فهذه البشارة لها هذا الشرط وهو أن يصوم عن إيمان واحتساب يعني عن إيمان بالله ورسوله واحتساب الأجر والثواب ورضى بشرعيته لا عن رياء ولا عن تقليد لا عن عادة وكذلك أيضا لا بد أن يجتنب الكبائر حتى يكون صومه مكفر السيئات حاطا للذنوب والخطايا رافعا للدرجات لما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال الْصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالْجُمُعُةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانِ إِلَى رَمَضَانَ مُكفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ.

فلا بد من اجتناب الكبائر حتى يكون صوم رمضان مكفرا للسيئات من الكبائر التعامل بالربا وأكل الرشوة وأكل مال اليتيم والغيبة والنميمة وقطيعة الرحم والسرقة والغش والخداع والزانا والعدوان على الناس في دمائهم والعدوان على الناس في أموالهم والعدوان على الناس في أعراضهم لا بد أن يجتنبه المسلم لأن هذه المحرمات محرمات في كل وقت وفي كل زمان ويتأكد في حق الصائم.

أما إذا كان الصائم يباشر هذه الكبائر أو يفعل شيء من الكبائر فإن صومه يكون ضعيف لا يقوى على تكفير السيئات هو صوم مخرق ولطخ بالمعاصي إذا كان الصائم يطلق بصره في الحرام ينظر إلى النساء الأجنبيات يتأمل محاسن المرأة في الشارع أو في المستوصف الصحي أو في مجلة أو في تلفاز أو في قناة فضائية أو في جريدة أو في أي مكان إذا كان الصائم ينظر إلى المسلسلات الهابطة إذا كان يسمع بأذنه ما حرمه الله عليه من غيبة والنميمة والغناء إذا كان يطلق لسانه بالحرام بالسباب والشتام وأذية الناس والغيبة والنميمة إذا كان الصائم يطلق يده في الحرام يتناول المحرمات يتعامل بالربا والغش والخداع يبطش بها بغير حق إذا كان الصائم يمشي برجليه إلى الحرام إذا كان الصائم لا يحفظ قلبه عن الحرام لا يحفظ قلبه عن الغل والحقد والحسد وتمنى الحرام ما قيمة هذا الصوم هذا الصوم يكون صوما ضعيفا لا يحصل به الثمرة المرجوة.

حتى قال بعض أهل العلم إن الغيبة تفطر الصائم والصواب أنه أنها لا تفطر الصائم بمعنى أنه يقضي ذلك اليوم ولكنها تنقص الثواب ولا ثواب له الصائم الذي يستبيح المحرمات لا ثواب له وإن كان صومه مجزءا لا يأمر بإعادته ولهذا ثبت في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ. قال بعض السلف أهون الصيام ترك الطعام والشراب لا بد من حفظ الجوارح عما حرم الله.

ولا بد من أداء الفرائض المحافظة على الصلوات الخمس جماعة في المساجد يؤدي صلاة الفجر فيحذر من تأخيرها كما يفعل بعض الناس يحذر من فعل بعض الناس الذين ينامون عن صلاة الفجر ويرتب المنبه على العمل هذه جريمة عظيمة حتى افتى بعض من أهل العلم أنه يكون مرتدا نسأل الله السلامة والعافية.

وكذلك بعض الصوام يجمع الظهر والعصر جميعا ولا يصليهما إلا عند غروب الشمس هذه من المصائب.

ومن البلاء يزعم أنه يحافظ على الصيام وهو يضيع فريضة الصلاة التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين الواجب المحافظة على الفرائض وأداء الواجبات والبعد عن المحرمات.

ثم بعد ذلك يتقرب المسلم إلى الله بالنوافل النافل السنن الرواتب يحافظ عليها يحافظ على صلاة التراويح مع الإمام قال النبي ﷺ مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ قِيَامَ لَيْلَةٍ.

يكثر من التسبيح والتكبير والتهليل يحافظ على صلاة الضحى يحسن إلى الناس يحسن إلى جيرانه يبر والديه يصل رحمه يأمر بالمعروف ينهى عن المنكر يدعوا إلى الله على بصيرة ينصح إخوانه المسلمين يحب الخير للمسلمين ويكره لهم الشر بقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ هكذا المسلم الموفق يصوم هذا الشهر العظيم يصوم عن إيمان واحتساب ورغبة ورهبه ثم يؤدي الفرائض التي فرض الله عليه والواجبات ثم يبتعد عن المحرمات ثم يؤدي النوافل والمستحبات يتسابق مع إخوانه ويتنافس معهم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ.

وبهذا يكون الإنسان موفق يحافظ على الإخلاص إخلاص العمل لله وأن يكون موافق لشريعة الله إذا كان المسلم يجاهد نفسه فإنه على خير عظيم يجاهد نفسه في أداء الواجبات وترك المحرمات والإكثار من النوافل والمستحبات الإكثار من تلاوة القرآن حضور القلب ورغبة ورهبة وتدبر 

وفق الله الجميع لطاعته وثبت الله الجميع للهدى وصلى الله على نبينا وآله وصحبه . 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد