شعار الموقع

شروط صحة الصوم

00:00
00:00
تحميل
77

بسم الله الرحمن الرحيم 

أيها الإخوان نحن في شهر رمضان المبارك نحمد الله أن بلغنا هذا الشهر العظيم ونسأله أن يوفقنا فيه للعمل الصالح والتوبة النصوح.

هذا الشهر العظيم الذي هو سيد الشهور والذي اختاره الله بأن يكون صيامه أحد أركان الإسلام و مبانيه العظام التي لا يقوم الإسلام و لا يستقيم إلا بها و ثبت في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال: إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ؛ فَلَا يَخْلُصُوا إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِ فِي غَيْرِهِ. فلله الحمد و المنة على هذه النعم العظيمة.

هذا الشهر العظيم الشهر البارك الذي هو سيد الشهور و الذي هو اختاره الله لأن يكون شهرا مباركا فيه الصيام و فيه القيام و فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر و قد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ هذه بشارة لكل صائم بشارة من أصدق الناس و أصدق الناس هو نبينا و إمامنا محمد ﷺ هذه بشارة للصائمين قال: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ هذه بشارة لكل صائم إن هو أدى هذا الشرط.

فلا بد من هذا الشرط يصوم رمضان عن إيمان و احتساب يكون من المؤمنين قد يصوم من غير المؤمنين اليهود يصومون و المشركون كانوا يصومون كان يوم عاشوراء يوم تصومه قريش في الجاهلية و قدم النبي ﷺ للمدينة فوجد اليهود يصومون اليوم العاشر اليهود يصومون لكن على غير هدى لا بد أن يكون الصائم مؤمن بالله و رسوله من صام رمضان عن إيمان بالله و رسوله و احتسابا للأحر و الثواب و رضى بشرعيته لا عن رياء و لا عن عادة و لا عن تقليد هذا هو الشرط بهذا الشرط صام رمضان يكون مؤمنا بالله و رسوله محتسبا للأجر و الثواب عن عبادة لا عن رياء و لا عن تقليد و لا عن عادة . 

ثم شرط آخر لا بد منه دل عليه حديث النبي ﷺ الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال الْصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالْجُمُعُةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانِ إِلَى رَمَضَانَ مُكفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ شرط اجتناب الكبائر رمضان إلى رمضان يكفر الله الخطايا إذا اجتنب الكبائر و الصلوات الخمس إذا صلى المسلم الظهر كفر الله خطاياه إلى صلاة العصر و إذا صلى العصر كفر الله خطاياه إلى صلاة المغرب و إذا صلى المغرب كفر الله خطاياه إل صلاة العشاء و إذا صلى العشاء كفر الله خطاياه إلى صلاة الفجر و إذا صلى الفجر كفر الله خطاياه إلى صلاة الظهر إذا اجتنب الكبائر بهذا القيد و كذلك الجمعة إلى الجمعة يكفر الله به الخطايا و رمضان إلى رمضان يكفر الله به الخطايا إذا اجتنب الكبائر أما إذا لم يجتنب الكبائر فإنه تبق عليه الصغائر و الكبائر و لا حول و لا قوة إلا بالله تبقى عليه الصغائر و الكبائر . 

إذاً شرطان لتكفير السيئات لأن يكون رمضان مكفرا للسيئات و كذلك الصلوات الخمس:

 الشرط الأول : أن يكون الصائم صام عن إيمان بالله و احتسابا للأجر و الثواب و مؤمنا بالله و رسوله و صام عن إيمان و احتساب و عن عبادة لا عن رياء و لا عن تقليد و لا عن عادة . 

الشرط الثاني : أن يجتنب الكبائر.

 و ما هي الكبائر التي يجتنبها؟ 

النصوص يضم بعضها إلى بعض الكبائر التي يجب اجتنابها ما هي ! الكبائر جمع كبيرة و أصح ما قيل في تعريف الكبيرة أن الكبيرة كل ذنب وجب فيه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة بالنار أو اللعنة أو الغضب أو نفي عن صاحبه الإيمان أو قال فيه النبي ﷺ لَيْسَ مِنَّا أو برئ منه النبي ﷺ ، هذه هي الكبيرة كل ذنب له حد في الدنيا مثل ماذا ! 

مثال ذلك : السرقة فيها قطع اليد هذا حد في الدنيا إذا كبيرة ، شرب الخم أيضا فيه الجلد ، الزنى كبيرة لأن فيه الرجم أو الجلد ، أكل مال اليتيم كبير لأن فيه وعيد بالنار: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا. و القتل كبيرة لأنه توعد عليه بالنار و اللعنة و الغضب وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا التعامل بالربا كبيرة لأنه توعد عليه و أكل الرشوة كبيرة و عقوق الوالدين كبيرة و قطيعة الرحم كبيرة و العدوان على الناس في دمائهم كبيرة و العدوان على الناس في أموالهم الغش و الخداع من كبائر الذنوب و الغيبة كبيرة و هي ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ. و النميمة كبيرة قال فيه النبي ﷺ لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ أي نمام النميمة.

و الغيبة في كثير من الناس في المجالس من يسلم من الغيبة و النميمة ، الغيبة ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ. فلان قصير فلان طويل فلان لئيم فلان خيل فلان قال كذا فلان لم يقل كذا هذه هي الغيبة بعض الناس إذا نصحته قلت يا فلان لا تتكلم في أخيك هذا ما يجوز لك قال و الله ما قلت إلا ما فيه ما ذكرت إلا ما فيه نقول نعم هو غيبة و لو الذي تقوله فيه لو كان الشيء الذي تقوله ليس فيه لكن بهتان أعظم ، سئل النبي ﷺ عن الغيبة فقال ذكرك أخاك بما يكره قيل يا رسول الله أرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ . 

أذا هذه البشارة للصائمين لمن اجتنب الكبائر و لمن صام عن إيمان للهو رسوله و احتسابا للأجر و الثواب و رضا بشريعته لا عن رياء و لا عن تقليد و لا عن عادة و كذلك بش النبي ﷺ القائمين قال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح قال مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ  و قال عليه الصلاة و السلام قال مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.

 إذا لا بد من اجتناب الكبائر التي حرمها الله في كل وقت و في كل زمان ، الكبائر محرمة في كل وقت و لاسيما الصائم لأن الصائم يتأكد في حقه أن يجتنب الكبائر إذا يجب على المسلم أن يحافظ على الفرائض و أن يبتعد عن الكبائر . 

آكد شيء على الإنسان أن يؤدي الفرائض أن يؤدي الواجبات و أن يبتعد عن الكبائر هذا فرض عليك من الكبائر تخير الصلاة عن وقتها ، بعض الناس يصوم و لكنه يأكل أكلا في منتصف الليل ثم ينام و يركب الساعة على العمل و لا يستيقظ لصلاة الفجر إلا مع العمل باستمرار هذا صائم يرجوا ما عند الله و الدار الآخرة ! يصوم و لكنه يضيع صلاة الفجر لا يصليها إلا مع العمل ، أفتى جمع من أهل العلم أن من أخر الصلاة عن وقتها متعمدا ديدنه ذلك فإنه يكون مرتدا و لا تفيده صلاته التي صلاها و لو صلاها ألف مرة و استدلوا بقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري عن عبيدة بن حصين أن رسول اله ﷺ قال  مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ العَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ و الذي يحبط عمله هو الكافر قال تعالى  وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ بعض الصائمين يصوم و لكنه يؤخر صلاة الظهر و يصليها مع العصر قرب المغرب و هذه كبيرة من كبائر الذنوب.

صوم رمضان سبب لمغفرة الذنوب إذا اجتنبت الكبائر و من الكبائر ترك الفائض و تأخيرها عن وقتها ، أهم شيء على الإنسان و آكد شيء على المسلم أن يؤدي الفرائض و أن يبتعد عن الكبائر ، أفضل ما يتقرب به المتقرب إلى الله أن يؤدي الفرائض ثم بعد ذلك يتقرب إلى الله بالنوافل ، حافظ على الفرائض أولا و قبل كل شيء و ابتعد عن المحرمات ثم تقرب إلى الله بالنوافل حتى تكون من أحباب الله يقول الله تعالى في الحديث القدسي وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ هذا الحديث رواه البخاري حديث قدسي من كلام اله لفظا و معنى يقول الله تعالى مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ثم يتقرب العبد إلى اله بالنوافل و لهذا قال الرب سبحانه وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ رواه البخاري في الصحيح ، المعنى أن الله تعالى يسدده في جوارحه فلا يستعمل جوارحه إلا في طاعة الله و إذا سأل الله تعالى أعطاه سؤله و إذا استعاذ أعاذه . 

 إذا على المسلم أن يحافظ على صيامه بأداء الفرائض و الابتعاد عن المحرمات ثم بعد ذلك يتقرب إلى الله بالنوافل تلاوة القران يكثر من تلاوة القران رغبة و رهبة و حضور قلب ، شعار الصائم تلاوة القران ينبغي للمسلم أن يكثر من تلاوة القران بحضور قلب جاهد نفسك حتى يتدبر و يتأمل و يستفيد و الإكثار من التسبيح و التهليل و التحميد و التكبير و الدعوة إلى الله و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و بر الوالدين و صلة الأرحام و الصدقات و الإحسان إلى الأرامل و الأيتام و ذوي الحاجات و القرابات و كف الأذى عن الناس لا تؤذي الناس بلسانك و لا بيدك و لا بقولك و لا بفعلك هكذا ينبغي للمسلم يكون محافظا على الفرائض مبتعدا عن الكبائر مكثرا على الأعمال الصالحة و النوافل نوافل العبادات محافظ على صلاة التراويح و صلاة الليل و أقل صلاة الليل ركعة وتر ، الوتر لا يتركه النبي ﷺ حضرا و لا سفرا أقله ركعة و أدنى الكمال ثلاث ركعات بسلامين أو بسلام واحد يسردها و لا يجلس إلا في آخرها و إن أوتر بخمس أو بسبع أو بتسع أو بأحدى عشرة  و هو أفضل.

و صلاة التراويح فضلها عظيم فمن قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة كما ثبت هذا عن النبي ﷺ أنه صلى بالناس ثلاث ليال قالوا لو نفلتنا يا رسول الله بقة ليلتنا فقال عليه الصلاة والسلام إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ قِيَامَ لَيْلَةٍ وهذا فضل عظيم ، ركعات تصليها مع الإمام و لا تنصرف حتى ينصرف الإمام يكتب الله لك قيام ليلة و إذا يسر الله لك القيام آخر الليل أو وسط الليل تصلي ما يسر الله لك و تكتفي بوترك السابق و لا تعيد الوتر هذا هو الأفضل . 

وفق الله الجميع إلى طاعته و ثبت الله الجميع على الهدى و رزقنا وإياكم المداومة على العمل الصالح الذي يرضيه و وفق الجميع للتوبة النصوح فعلى المسلم أن يستقبل هذا الشهر بالتوبة النصوح والعمل الصالح وانشراح الصدر والقبول والرضا والتحمل والصبر  يكون المسلم هكذا يستقبل هذا الشهر بنفس مطمئنة راضية بانشراح صدر يتلذذ بالعبادة حتى لا يحصل له مشقة ، المشقة تكون في الجسد لكن النفس مطمئنة وراضية منشرحة الصدر هكذا يكون المسلم . 

وفق الله الجميع لطاعته و ثبت الله الجميع على الهدى وصلى الله على محمد وعلى له وصحبه وسلم . 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد