شعار الموقع

كلمة توجيهية للطلاب 3 الكويت

00:00
00:00
تحميل
14

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:  

ففي هذه الليلة المباركة يتواجد فيها المشايخ، الشيخ/ عبد العزيز الراجحي حفظه الله، والشيخ/ عبد الله الزاحم حفظه الله، والشيخ/ فلاح إسماعيل وفقه الله، وكذلك عدد من الإخوة وطلاب العلم. 

حقيقة نقتنص هذه الفرصة (وجود المشايخ)، فيتفضل الشيخ/ عبد العزيز بكلمة يوجه فيها إخوانه الطلاب بما يراه مناسبًا فلتفضل مشكورًا. 

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:  

فإني أحمد الله إليكم، وأثني عليه الخير كله، وأسأله المزيد من فضله، وأسأله سبحانه أن يصلح قلوبنا وأعمالنا ونياتنا وذرياتنا، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا، وأن يجعل تفرقنا من بعده تفرقًا معصومًا، وألا يجعل فينا ولا منا شقيًا ولا محرومًا، كما أسأله سبحانه أن يجعل جمعنا هذا جمع خير وعلم ورحمة، تنزل عليه السكينة، وتغشاه الرحمة، وتحفه الملائكة، ويذكره الله فيمن عنده. 

أيها الإخوان، أيها الشباب! إن الله سبحانه وتعالى من علينا بنعمة الإسلام التي هي أجل نعمة وأعظم نعمة، هذا الدين الذي أتمه الله عليه، أكمله الله لنا، وأتم علينا به النعمة، ورضيه لنا دينًا، ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾[المائدة:3]، فعلى المسلم أن يغتبط بهذه النعمة التي من الله بها عليه، وعليه أن يحمد الله سبحانه وتعالى أن من عليه وهداه، فإنه اختيار من الله، واجتباء واصطفاء، اصطفى الله تعالى المؤمنين واختارهم وهداهم ومن عليهم، وجعلهم يقبلون الحق ويختارونه، ليس بحول منك ولا قوة، فعليك أن تحمد الله وتثني عليه وتشكره، وتلهج بذكره وتحميده وتقديسه، وتسأل الله الثبات على هذه النعمة، لم يجعلك من اليهود ولا من النصارى ولا من الوثنيين ولا من الملاحدة، بل جعلك مسلمًا حنيفًا، فاحمد الله. 

فهذه نعمة خص الله بها المؤمن، جعله يقبل الحق ويرضاه، حبب إليه الإيمان، وزينه في قلبه، وجعله يكره الكفر والمعاصي والفسوق، وجعله راشدًا، ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾[الحجرات:8]، فلله تعالى على المؤمن نعمة دينيه خصه بها دون الكافر، فالمسلم يحمد الله على هذه النعمة ويغتبط بها وينمي هذه النعمة، نميها لأهل الإيمان، ويقويها في تعلم العلم الشرعي، والعمل بما وفقه الله له من العلم، والجلوس مع أهل العلم، وحضور الحلقات والدروس العلمية، ومصاحبة الأخيار، والإكثار من ذكر الله، وقراءة القرآن بتدبر وخشوع وخضوع ورغبة ورهبة، والاستعانة على فهم كلام الله بكلام أهل العلم، وبكلام المفسرين الذين فسروا كلام الله بكلام الله، وفسروا كلام الله بأحاديث رسول الله، وفسروا كلام الله بكلام الصحابة والتابعين، بأقوال الصحابة والتابعين. 

والشباب بالخصوص عليهم أن يستغلوا أوقات شبابهم، فإن وقت الشباب وقت قوة ونشاط، يحتاج الشاب إلى أن يستغل هذا الوقت، وأن يستفيد من أهل العلم الذين عرفوا بسلامة المعتقد، ما داموا موجودين، يحضروا الحلقات والدروس، والعلماء لا يبقون يذهبون واحدًا بعد الواحد، توفي فضيلة الشيخ عبد الله بن عقيل -رَحِمَهُ اللهُ-، ونسأل الله أن يغفر ويرحمه، وأن يجبر مصابنا، وأن يعوض الأمة خيرًا، علم عامل زاهد رحمة الله عليه، وهكذا يقبض العلم بموت العلماء، كما قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، فإذا لم يبق عالم»، وفي رواية: «لم يبق عالمًا، اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا فسئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا»، فإذا قبض العلماء واحدًا بعد واحد، ولم يبقى إلا الجهال فالمناصب الدينية لا بد لها من أن يتولاها أحد، لا بد لها ممن يشغلها، منصب الإفتاء، منصب القضاء، منصب التدريس. 

فإذا لم يكن هناك علماء تولاها غير العلماء، تولاها الجهال فيفتون بغير علم فيضلون ويضلون كما قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فالشباب عليهم أن ينتهزوا هذه الفرصة، وأن يأخذوا العلم من أفواه العلماء، وأن يحرصوا على الدورات العلمية، وأن يختاروا الدروس العلمية التي يلقيها أهل البصيرة وأهل العلم المعروفين بسلامة المعتقد، الذين هم من أهل السنة والجماعة، والحمد لله الآن أتيحت وسائل في هذا العصر لم توجد في العصور السابقة، فيستطيع الشاب أن يتعلم في المعاهد العلمية والكليات الشرعية، يطلب العلم عن طريق سماع الندوات والمحاضرات التي يلقيها أهل العلم، وسماع الدروس العلمية، وهذه هي التي تخرج العلماء، الدروس يستمر ويثابر على الدروس العلمية، والدورات العلمية، ويستطيع أن يتابعها إذا كانت الدروس في بلده أو في غير بلده، يتابعها عن طريق الشبكة المعلوماتية، من الإنترنت، ويقوم بتنزيلها، يستطيع أن يسمع الأشرطة المسجلة لأهل العلم، وأهل البصيرة، يستطيع أن يقرأ في كتب أهل العلم، يستطيع أن يتصل بأهل العلم عن طريق المشافهة، وعن طريق الوسائل الحديثة، الهاتف، والجوال، والتليفاكس، وغيرهم، والمراسلات. 

فهذه فرصة ينبغي للشباب أن ينتهزوا هذه الفرصة، وأن يحرصوا على استغلال أوقاتهم، وأوقات نشاطهم وشبابهم، وعليهم أن يتأدبوا بآداب العلم، ومن أعظم آداب العلم: الإخلاص، أن يخلصوا لله -عَزَّ وَجَلَّ-، وأن يقصدوا بتعلمهم وجه الله والدار الآخرة؛ لأن تعلم العلم الشرعي وتعليمه طاعة وعبادة، وهو من أفضل القربات وأجل الطاعات، والعبادة لاتصح ولا تكون نافعة ولا مقبولة عند الله إلا إذا توفر فيها الإخلاص، والمتابعة للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. 

لا تصح العبادة من صلاة وصيام وزكاة وحج وبر للوالدين وصلة الرحم وتعلم العلم وتعليمه إلا بأن تكون خالصة لله، مرادًا بها وجه الله والدار الآخرة، وبأن تكون موافقة لشرع الله، وعلى هدي رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال الله تعالى في كتابه العظيم: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾[الكهف:110]. 

والعمل الصالح هو الموافق للشرع، والعمل الذي ليس فيه شرط هو الخالص، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾[لقمان:22]، وإسلام الوجه: هو إخلاص العمل لله، والإحسان: هو أن يكون العمل موافقًا للشرع، فنصيحتي لإخواني وأبنائي الطلاب الحرص، والانتباه واليقظة في أوقات الدروس وتسجيل الفوائد العلمية حتى لا تضيع، وإن كانت موجودة في الأشرطة يسجلها على كتابه حتى يتعاهدها. 

العلم صيد والكتابة قيده ،،،،،،، قيد صيودك بالحبال الواثقة 

كذلك قراءة النص قبل أن يشرح، سواء في دورة علمية أو في درس، وبعد أن يشرح، تقرأ أولًا ثم تنتبه، يكون عندك انتباه ويقظة في وقت الدرس، ثم تقرأ بعد ذلك، وتسأل عما أشكل عليك، وتذاكر مع إخوانك وزملائك، وتسأل الله أن يرزقك العلم فإنه رزق يرزقه الله، كما قال البخاري: رزق يرزقه الله لمن شاء من عباده. 

فنسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن يوفقنا وإياكم للعمل الرشيد، وأن يسددنا ويوفقنا ويثبتنا على دينه القويم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين. 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد