شعار الموقع

كتاب الزكاة (08) باب تخوف ما يخرج من زهرة الدنيا – إلى باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه

00:00
00:00
تحميل
59

المتن :
بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى :

وحدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا الليث بن سعد، "ح" وحدثنا قتيبة بن سعيد (وتقاربا في اللفظ) قال: حدثنا ليث عن سعيد بن أبي  سعيد المقبري، عن عياض بن عبدالله بن سعد ؛ أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: قام رسول الله ﷺ فخطب الناس فقال: لا والله ! ما أخشى عليكم، أيها الناس ! إلا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا: فقال رجل: يا رسول الله ! أيأتي الخير بالشر ؟ فصمت رسول الله ﷺ ساعة، ثم قال كيف قلت ؟ قال: قلت: يا رسول الله ! أيأتي الخير بالشر ؟ فقال له رسول الله ﷺ: إن الخير لا يأتي إلا بخير أو خير هو ، إن كل ما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت الشمس ثلطت أو بالت ثم اجترت فعادت فأكلت فمن يأخذ مالا بحقه يبارك له فيه ومن يأخذ مالا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا  يشبع.
حدثني أبو الطاهر قال: أخبرنا عبدالله بن وهب قال: أخبرني مالك بن أنس عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري ؛ أن رسول الله ﷺ قال: أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا قالوا: وما زهرة الدنيا ؟ يا رسول الله ! قال بركات الأرض قالوا: يا رسول الله ! وهل يأتي الخير بالشر ؟ قال لا يأتي الخير إلا بالخير لا يأتي الخير إلا بالخير لا يأتي الخير إلا بالخير إن كل ما أنبت الربيع يقتل أو يلم إلا آكلة الخضر فإنها تأكل  حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس ثم اجترت وبالت وثلطت ثم عادت فأكلت إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بحقه، ووضعه في حقه، فنعم المعونة هو ومن أخذه بغير حقه، كان كالذي يأكل ولا  يشبع .
حدثني علي بن حجر قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام صاحب الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال ابن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: جلس رسول الله ﷺ على المنبر وجلسنا حوله فقال إن مما أخاف عليكم بعدي، ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها،..  فقال رجل: أو يأتي الخير بالشر ؟ يا رسول الله! قال: فسكت عنه رسول الله ﷺ. فقيل له: ما شأنك ؟ تكلم رسول الله ﷺ ولا  يكلمك ؟  قال: ورأينا أنه ينزل عليك فأفاق يمسح عنه الرحضاء. وقال إن هذا السائل " (وكأنه حمده) فقال " إنه لا يأتي الخير بالشر وإن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم إلا أكلة الخضر فإنها أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وإن هذا المال خضر حلو ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطي منه المسكين واليتيم وابن السبيل (أو كما قال رسول الله ﷺ) وإنه من يأخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا  يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة.

 
الشرح :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 فهذا الحديث بطرقه المتعددة فيه تحذير من الانخراط بزينة الدنيا وما يبسط منها والمفاخرة بها وأخذ المال من غير حقه وعدم إنفاقه في الوجوه المشروعة ، فإن النبي ﷺ ضرب في هذا الحديث ضرب مثلين مثلاً لمن يجمع المال ويمسكه ولا ينفقه ومثل لمن يجمع المال من وجوه مشروعة وينفقه في الوجوه المشروعة، فضرب مثلاً للذي يجمع المال ولا ينفقه في وجوهه المشروعة "بالآكلة" بالدابة التي تأكل من الربيع وتكثر ثم تصاب التخمة فتهلك والمثل الثاني لمن ينفق المال ويصرفه في وجوه المشروعة بالدابة التي تأكل ثم بعد ذلك تخرج ما في بطنها فإنها تسلم من شره، فإنها إذا أكلت وامتلأت ثم أخرجت ما في بطنها فإنها سلمت من شره بخلاف ما إذا بقي في بطنها فإنه يهلكها ، ولهذا حذر النبي ﷺ في هذا الحديث من الاغترار بالدنيا وزينتها وجمع المال من الوجوه المشبوهة وعدم إنفاقه في الوجوه المشروعة، وهذا من نصحه عليه الصلاة والسلام لأمته فإنه عليه الصلاة والسلام أنصح الناس للناس، ولهذا خطب الناس عليه الصلاة والسلام على المنبر وحذرهم من الاغترار بالدنيا وإيثارها على الآخرة والتعسف في جمع المال من حلال وحرام وعدم إنفاقه في وجوه مشروعة وهذي نصيحة منه عليه الصلاة والسلام لأمته إلى يوم القيامة ، ليس خاصاً بالصحابة ولهذا في حديث سعيد الخدري أن النبي ﷺ قام : خطب الناس محذراً لهم من الاغترار بالدنيا وعدم انفاق المال في وجوهه المشروعة فقال: لا والله ! ما أخشى عليكم، أيها الناس ! إلا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا، فإن الإنسان مجبور على حب المال والدنيا لها زخرف ولها بهرج ولها نظرة تستهوي الإنسان ولهذا خطب عليه الصلاة والسلام في الناس معلناً : لا والله ، وأقسم عليه الصلاة والسلام ، لبيان تأكيد المقام وهو الصادق عليه الصلاة والسلام وإن لم يقسم، لا والله ما أخشى عليكم أيها الناس إلا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا، فقال الرجل: أيأتي الخير بالشر؟ فصمت النبي صلى عليه وسلم ساعة يعني: مدة من الزمن ثم قال :كيف قلت؟ : قال: قلت : يا رسول الله أيأتي الخير بالشر؟ فقال له رسول الله ﷺ : إن الخير لا يأتي إلا بخير،  وفي لفظ آخر: إن الخير لا يأتي إلا بخير، كرر هذا ثلاثاً إن الخير لا يأتي إلا بخير إن الخير لا يأتي إلا بخير، ثم قال: أوَ خيرٌ هو؟ يعني: هل هو خير ما يفتح على الناس من زهرة الدنيا؟ حتى تقول أيأتي الخير بالخير، هل هو خير خالص؟ بل هو فتنة ، أو خير هو؟ ما يفتح على الناس من زهرة الدنيا؟ استفهام هل هو خير أم فتنة وابتلاء وامتحان؟ ثم ضرب النبي ﷺ مثلاً فقال: إنما كل ما ينبت في الربيع يقتل حبطا أو يلم، الربيع حينما يخرج؛ يخرج أخضر له نضرة تستهوي الدابة فتأكل الدابة منه وتستكثر من الأكل حتى تصاب بالتخمة فتهلك أو تقارب الهلاك، عندما يقتل حبطا يعني: "تخمة" أو يلم أو يقارب الهلاك، وهذا واضح مثال واضح وواقع إن الدابة إذا رأت المرعى جيد وله نظرة فإنها تأكل تأكل  تأكل حتى يمتلئ بطنها وتصاب بالتخمة ثم تموت أو تقارب الهلاك تمرض ، إلا آكلة الخضر أكلت حتى إذا مدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم اجترّت فأكلت، هذا مثل آخر دابة أخرى تأكل من الربيع فلما امتلأ بطنها جعل الله لها سبب في السلامة من الهلاك فاستقبلت الشمس ثم ثلطت وبالت ، يعني: أخرجت ما في بطنها "ثلطت" ( الرجيع الذي يخرج من بطنها  رجيع الرقيق)، فلما ثلطت وبالت سلمت من شره لأنه إذا بقي في بطنها أهلكها، فسلمت ثم اجترت يعني :أخذت الجرّة وهو ما في بطنها تخرجه قبضة واحدة الدابة معروف أنها تخرج ما في بطنها ثم تمضغه ثم تعيده مرة أخرى، ثم اجترت فعادت فأكلت مرة أخرى لأنها سلمت وخرج ما في بطنها فعادت ثم قال النبي ﷺ: فمن يأخذ مالاً بحقه يبارك له فيه ، هذا كالذي يأخذ المال ثم ينفقه ،كالدابة التي تأكل ثم تخرج ما في بطنها، فمن أخذ مالاً بحقه يبارك له فيه ، فمن أخذ مالاً بغير حقه  فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع، -وفي الرواية لفظ الرواية الأخرى- يقول النبي ﷺ: إنها لخضرة حلوة فمن أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو ، من أخذه بحقه يعني: بالوجوه المشروعة لا يتعسف في جمعه، يجمعه من حلال وحرام كالربا والرشوة وأكل أموال الناس بالباطل وأخذ حقوق الناس، هذا الذي يأخذه بغير حق، من أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع، هذا مثله مثل الدابة التي تأكل ولا تخرج ما في بطنها ومن أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو ، هذا مثل الدابة التي تأكل ثم تخرج ما في بطنها تسلم من شره ، -وفي اللفظ الآخر- قال النبي ﷺ لما ذكر الدابة قال: حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت، يعني: ثم رعت مرة أخرى، وإن هذا المال خضرٌ حلو ونعم الصاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل، هذا هو الذي ينفق، ينفق من المال بعد أن يجمعه من وجوه مشروعة. والمسكين والفقير واليتيم الذي فقد أبويه لم يبلغ سن البلوغ، وابن السبيل المنقطع الطريق وإن من يأكله بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيداً يوم القيامة، فآكلة الخضر إذا ثلطت وبالت سلمت من شر ما أكلت ، كذلك المنفق إذا أنفق من المال ما أوجبه الله عليه وما شرع الله له الإنفاق سلم من شر المال، أما آكلة الخضر إذا بقي الأكل في بطنها ولم يخرج فإنها على خطر من الهلاك، إما أن تهلك وإما أن تقارب على الهلاك، كذلك الذي يجمع المال ولا ينفق منه لا يسلم من شر المال بل المال وبال عليه،  يحاسب على جمعه و يُسأل عن عدم إنفاق ما أوجب الله عليه فيه.
 
الطالب/ سؤال  :
"أحسن الله إليك"
كأنه أوحي إليه ﷺ؟
 الشيخ :
نعم.. في اللفظ الآخر أوحي إليه ﷺ نزل عليه وحي بهذا، قال : أنه لا يأتي الخير بالشر فالخير لا يأتي إلا بالخير، لكن هذا ابتلاء وامتحان.
 
 
المتن:

حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس، فيما قرئ عليه، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري ...........................

 
الشرح :
الأمثال ينتقل بها الإنسان بالذهن  من شيء إلى شيء، ينتقل من الشيء المحسوس هذا محسوس آكلة الخضر يحس بها الناس ويعرفونها الدابة إذا أكلت واستكثرت من الأكل وبقي في بطنها هلكت أو قربت للهلاك ، فالنبي ﷺ يضرب المثل يقرب المعنى فينتقل الذهن من هذا إلى هذا، قال الله تعالى وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ.
ولهذا أكثر الله تعالى من ضرب الأمثال في كتابه العزيز وكذلك النبي ﷺ ضرب أمثالاً كثيرة في سنته المطهرة وهذا من الأمثال.
 
المتن :

حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس، فيما قرئ عليه، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري : أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله ﷺ فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى إذا نفذ ما عنده قال ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يصبر يصبره الله وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر .
 حدثنا عبد بن حميد قال: أخبرنا عبدالرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري، بهذا الإسناد، نحوه.


الشرح :
وفي هذا الحديث: أن النبي ﷺ لا يرد سائلاً يعطي، ثم بعد ذلك ينصح عليه الصلاة و السلام، فهو يجمع بين الأمرين: يعطي ما عنده ولا يرد سائلاً ثم يعطيه النصيحة ، النصيحة التي تفيده ، ولهذا جاء بعض هؤلاء الأنصار سألوا النبي ﷺ يعني شيء مما عنده فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم ، حتى إذا نفذ ما عنده قال لهم عليه الصلاة والسلام : مالكم من عندي من خير فلن أدخره عنكم، لكن هناك شيء أولى من المال الذي تأخذونه، شيء يفيدكم ، وهي القناعة والاستعفاف والصبر هذا خير عظيم هذا خير من أن تأخذوا المال قال من يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله ومن يصبر يصبره الله، وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر  هذي نصيحة عظيمة كون الإنسان يستعفف ويستغني ويتصبر ويقنع بما آتاه الله هذا خير عظيم ، كما حصل لحكيم بن حزام أنه قال لما سأل النبي ﷺ -كما سبق- ثلاث مرات قال: سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني، ثلاث مرات سأله من المال فأعطاه ثم نصحه النبي ﷺ قال يا حكيم إن هذا المال خضر حلو فمن أخذه بحقه بورك له فيه ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع
 فاستفاد حكيم وأثرت فيه هذه النصيحة العظيمة في الحال فقال للنبي ﷺ: والذي نفسي بيده لا أرزأ بعدك أحداً أبداً (17:56) يعني ما آخذ من أحد بعدك انتفع بهذه النصيحة، لأنه سأل النبي ﷺ ثلاث مرات قال: سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني فلما نصحه النبي ﷺ وبين له أن هذا المال خضر حلو ومن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بشراهة نفس كان كالذي يأكل ولا يشبع، انتفع فقال : والذي نفسي بيده ما لا أرزأ بعدك أحداً يعني: لا أنقص شيئاً من ماله، فانتفع من ذلك مدة حياته فلما توفي النبي صلى الله علهي وسلم وتولى أبو بكر  ووزع على الناس نصيبهم من الفيء دعا حكيم ليعطيه فامتنع وزهد  فقال: لا أريده، ثم لما توفي أبو بكر وتولى عمر ووزع على الناس الفيء فأراد أن يعطي حكيماً نصيبه، امتنع قال: لا أريده، فشهد عليه، فأشهد عليه عمر وقال : أيها الناس أشهدكم على  حكيم أعطيه قسمه الذي فرض الله له فيأبى، فلم يرزأ حكيم بعد النبي ﷺ أحداً .
 
المتن :

حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال: حدثنا أبو عبدالرحمن المقري عن سعيد ابن أبي أيوب قال: حدثني شرحبيل (وهو ابن شريك) عن أبي عبدالرحمن الحبلي، عن عبدالله بن عمرو بن العاص ؛ أن رسول الله ﷺ قال: قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه

الشرح :
نعم.. الفلاح أمر عظيم قال الله تعالى قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ  ، الفلاح هو الحصول على المطلوب والنجاة من المرهوب، فالنبي صلى الله علهي وسلم علق الفلاح بثلاثة أشياء : الإسلام والرزق الكفاف والقناعة ، من أسلم هداه الله للإسلام هذه منة عظيمة، ثم رزقه كفافاً والكفاف هو: الذي يكفي الإنسان ويكف وجهه عن الحاجة إلى الناس وليس فيه زيادة يعني يكفي ، يكفي حاجته ولا يحوجه إلى الناس وآتاه الله القناعة، صار عنده قناعة ورضا وطمأنينة في قلبه، ما عنده تطلع ولا تلهف بل هو غني، غني القلب، بعض الناس فقير القلب، ولو كان عنده ملايين لكان فقير القلب، لايزال يتلهف ويتطلع ويرى أنه ليس عنده شيء ويتطلع إلى من هو فوقه، وينشغل بذلك عن طاعة الله ولا يزال قلبه مهموم، و بعض الناس أعطاه الله القناعة ولو ما عنده إلا القليل فهل ينبغي أن يكون... ما يكون في القلب يكون في اليد ينفقه أما إذا كان في قلبه جل همه فهذا هو الانشغال وهذا هو الذي يعني: لم يوفق بالقناعة.
 
المتن :

حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وعمرو الناقد وأبو سعيد الأشج قالوا: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش "ح" وحدثني زهير بن حرب قال: حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه كلاهما عن عمارة ابن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ اللهم ! اجعل رزق آل محمد قوتا.

 
الشرح :
نعم وهو ما يقيت الإنسان ويكفيه ويسد رمقه .
 
المتن

حدثنا عثمان ابن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي (قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا جرير) عن الأعمش، عن أبي وائل، عن سلمان بن ربيعة. قال: قال عمر بن الخطاب :  قسم رسول الله ﷺ قسما فقلت: والله ! يا رسول الله ! لغير هؤلاء كان أحق به منهم قال إنهم خيروني أن يسألوني بالفحش أو يبخلوني. فلست بباخل.

 
الشرح :
لأنه عليه الصلاة والسلام لا يرد سائلا، قد يعطي السائل وإن كان لا يستحق لأنه لا يرد السائل عليه الصلاة والسلام، ولا يحب أن يبخّل أو يقال له بخيل، ولهذا لما تعلقت فيه  الأعراب بمرجعه من حنين أعطاهم ما عنده وخطفت رداءه شجرة قال: أعطوني الرداء فوالله لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ العِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ ، ثم لا تجدوني جباناً ولا كذاباً ولا بخيلاً عليه الصلاة والسلام ، يعني عادة لا يرضى بأن ينسبه أحد إلى الفحش وإلى البخل ولهذا يعطيهم لأنه لو رد بعض الأعراب وبعض الجهال ينسبه إلى البخل وينسبه إلى الفحش، وهو لا يريده عليه الصلاة والسلام ولهذا لا يعطيه، وينهاه أحياناً لا يسأل أحد بغير حق فوالله لا يلحف أحد بالمسألة ثم تخرج له مسألته مني شيئا فيبارك له فيه، فهم يلجؤون إلى السؤال بالفحش وينسبونه إلى البخل وهو عليه الصلاة والسلام لا يحب أن يوصف بشيئا من ذلك ويدارئه أهل الجهالة والقسوة ويتألفهم نعم
 
المتن :
أحسن الله إليك.

وحدثنا عمرو الناقد قال: وحدثنا إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت مالكا "ح" وحدثني يونس بن عبد الأعلى (واللفظ له) قال أخبرنا عبدالله بن وهب قال: حدثني مالك بن أنس عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال:  كنت أمشي مع رسول الله ﷺ، وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة نظرت إلى صفحة عنق رسول الله ﷺ وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال: يا محمد ! مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله ﷺ فضحك ثم أمر له بعطاء.

 
الشرح : 
وهذا فيه من حسن خلق النبي ﷺ وتواضعه وعدم انتصاره لنفسه، كان عليه الصلاة والسلام عليه رداء نجراني يعني كأنه مصنوع من نجران منسوج من نجران ينسب إلى نجران، كان عليه الصلاة والسلام ربما لبس الإزار و الرداء، وربما لبس القميص قال عادة العرب كانوا يلبسون الأزُر والأردية، العرب فكانه عليه رداء فوق كتفيه والنصف الأسفل يكون إزار، ، فيقول أنس كان يمشي مع النبي ﷺ وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية ، يعني ليس ليناً بل غليظ خشن يؤثر على الجسد إذا جره أحد بقوة فأدركه أعرابي فجذبه برداءه جذبة شديدة ، من جفاءه الأعراب عندهم جفاء قسوة قال أنس: نظرت إلى صفحة عنقه وقد أثرت فيها الحاشية من شدة جذبته ، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله، وهذا الأعرابي أساء بالقول والفعل ، أولاً أنه أساء إلى النبي ﷺ بهذه المعاملة السيئة ثم كونه يقول مر لي بعطاء ، أمر طلب "طلب مؤكد" فالنبي ﷺ لا لا ينتصر لنفسه من تواضعه عليه الصلاة والسلام، التفت إليه وهو يضحك عليه الصلاة والسلام وأمر له بعطاء ولم يعامله بمقتضى جفوته وغلظة عليه الصلاة والسلام ، وكما قال الله كما وصفه ربه عليه الصلاة والسلام وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ  
 
المتن :
(أحسن الله إليك)

وحدثني زهير بن حرب قال: حدثنا عبدالصمد بن عبدالوارث قال: حدثنا همام "ح" وحدثني زهير بن حرب قال: حدثنا عمر بن يونس قال:  حدثنا عكرمة بن عمار "ح" وحدثني سلمة بن شبيب قال: حدثنا أبو المغيرة قال: حدثنا الأوزاعي كلهم عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك ، عن النبي ﷺ بهذا الحديث.
وفي حديث عكرمة بن عمار من الزيادة: قال: ثم جبذه إليه جبذة رجع نبي الله ﷺ في نحر الأعرابي.

 
الشرح :
هذا يدل على أنها جذبة شديدة جذبته وصل النبي ﷺ "إلى نحر" إلى صدر من قوة جذبته، ومع ذلك لم ينتصر لنفسه عليه الصلاة والسلام، ولو كان من الملوك و من الجبارين أو من الظلمة عاقبة بالقتل أو بالضرب الشديد أو بالقتل ، لكنه عليه الصلاة والسلام ليس جباراً بل هو متواضع  عليه الصلاة والسلام ولا ينتصر لنفسه ولا ينتقم لنفسه عليه الصلاة والسلام .
 
المتن :
(أحسن الله إليك)

وفي حديث همام: فجاذبه حتى انشق البرد وحتى بقيت حاشيته في عنق رسول الله ﷺ.
حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ليث عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة ؛ أنه قال: قسم رسول الله ﷺ أقبية ولم يعطِ مخرمة شيئا فقال مخرمة:  يا بني ! انطلق بنا إلى رسول الله ﷺ فانطلقت معه قال: ادخل فادعه لي قال: فدعوته له فخرج إليه وعليه قباء وعليه قباء منها فقال خبأت هذا لك. قال: فنظر إليه فقال رضي مخرمة.
حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني قال: حدثنا حاتم بن وردان أبو صالح قال: حدثنا أيوب السختياني عن عبدالله ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة قال: قدمت على النبي ﷺ أقبية. فقال لي أبي مخرمة: انطلق بنا إليه عسى أن يعطينا منها شيئا قال: فأقام أبي على الباب فتكلم فعرف النبي ﷺ صوته فخرج ومعه قباء وهو يريه محاسنه وهو يقول : خبأت هذا لك خبأت هذا لك.


الشرح :
و القباء: (بفتح القاف) ثوب يلبس فوق الثياب يشبه البشت والمشلح وفيه لما قال مخرمة لابنه مسور اذهب بنا إلى النبي ﷺ، فقد جاءته أقبية، فذهب إليه وقال: ادعه كان في خلقه حدة " مخرمة" قال لابنه: ادعه ادعه إلى النبي ﷺ فخرج النبي ﷺ وعليه قباء منها ويقول خبأت هذا لك، يعني: ادخرت هذا لك كان النبي ﷺ يعلم يعني: ما فيه من الحدة فيراعي حاله وكان قد ادخر له هذا القباء يعلم أنه سيأتي لكن النبي ﷺ بمجرد ما سمع صوته خرج بالقباء، وفي -اللفظ آخر- أنه يريه محاسنه قال انظر إليه انظر محاسنه انظر إلى ما فيه كذا وما فيه من الجمال وما  فيه من كذا، فرضي مخرمة في المرة الأول أنه قال لابنه: ادعه ادعه فخرج رسول الله ﷺ ومعه قباء خرج وهو بيده ليريه، وفي اللفظ الآخر: أن النبي لما عرف صوته على الباب خرج وهذا من حسن خلقه عليه الصلاة والسلام ومراعاته لحال أصحابه معه .
 
المتن :
(أحسن الله إليك)

حدثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد قالا: حدثنا يعقوب (وهو ابن إبراهيم بن سعد) قال: حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أخبرني عامر بن سعد عن أبيه سعد ؛ أنه أعطى رسول الله ﷺ رهطا وأنا جالس فيهم قال: فترك رسول الله ﷺ منهم رجلا لم يعطه وهو أعجبهم إلي فقمت إلى رسول الله ﷺ فساررته  فقلت: يا رسول الله ! مالك عن فلان ؟ والله ! إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما  فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه فقلت: يا رسول الله ! مالك عن فلان ؟ فوالله ! إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه فقلت: يا رسول الله ! مالك عن فلان ؟  فوالله ! إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما قال إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه.


وفي حديث الحلواني تكرار القول مرتين.
 

حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان "ح" وحدثنيه زهير بن حرب قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: حدثنا ابن أخي بن شهاب "ح" وحدثناه إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا: أخبرنا عبدالرزاق قال: أخبرنا معمر كلهم عن الزهري بهذا الإسناد.
 على معنى حديث صالح عن الزهري.
حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: حدثنا أبي عن صالح، عن إسماعيل بن محمد بن سعد قال: سمعت محمد بن سعد يحدث بهذا الحديث، يعني حديث الزهري الذي ذكرنا فقال في حديثه: فضرب رسول الله ﷺ بيده بين عنقي وكتفي ثم قال أقتالا ؟ أي سعد ! إني لأعطي الرجل.

 
الشرح :
وهذا الحديث فيه دليل على أن الإيمان غير الإسلام، ولهذا لما قال سعد: إني لأراه مؤمناً قال أو مسلماً، فيه أن الإيمان غير الإسلام وأن الإيمان أفضل وأن ناقص الإيمان وضعيف الإيمان فسق لا يطلق عليه الإيمان ولهذا يقال مسلماً ولهذا قال لما كرر سعد قال : إني لأراه مؤمناً قال أو مسلماً، يعني: ما بلغ درجة الإيمان وكرر هذا ثلاثاً، وفيه أن النبي ﷺ إنما يعطي المال لتأليف على الإسلام لا يعطي من أجل أن هذا قوي الإيمان أو أن هذا مؤمن  ،،لا ،،  يعطي ضعفاء الإيمان حتى يتقوى إيمانه، وأقوياء الإيمان لا يعطيهم شيء ولهذا لما ظن سعد أنه يعطي من أجل الإيمان قال يا رسول الله "مالك عن فلان إني لا أراه مؤمنا" وهو يرى أن هذا أعجب إليه وأن الذين أعطاهم أقل مرتبة من هذا الذي ترك، فالنبي ﷺ قال بين له أنه لا يعطي مال من أجل قوي الإيمان، لا يعطي أقوياء الإيمان، وإنما يعطي من أجل التألف قال إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه يعني: خشية أن يرتد عن دينه، بعض ضعفاء الإيمان إذا لم يعط شيء من المال ارتدّ ،  فالنبي ﷺ يعطيه حتى  يتقوى إيمانه حتى لا يرتد، وقوي الإيمان لا يعطيه من الغنائم من الخمس ، وفيه أنه ينبغي على الإنسان عدم الإلحاح بل يعرض ولا يلح ، ولهذا لما ألح سعد ثلاث مرات  قال: أقتالاً يا سعد؟ المسألة قتال؟ إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه مخافة أن يكب في النار على وجهه أقتالاً يا سعد ؟ المسألة ليست قتال ، عرض بدون إلحاح  إني لأعطي الرجل من المال وغيره أحب إلي منه مخافة أن أكبه الله على وجهه في النار يعني مخافة أن يرتد ، ولهذا في غزوة حنين -كما سيأتي- ، النبي ﷺ أعطى رؤساء القبائل من  نجد وغيرها الذين أسلموا حديثاً كل واحد أعطاه مئة من الإبل وترك الأنصار ما أعطاهم شيء حتى تكلم بعض شباب الأنصار وقالوا : يغفر الله لرسول الله يعطي رؤساء نجد ويتركنا و سيوفنا تقطر من دماءهم ويتركنا ولا يعطينا -بعض الشباب-  قال بعضهم: يغفر لرسول الله إذا جاءت الشدة نُدعى وإذا جاء المال يعطى غيرنا، فالنبي ﷺ جمعهم وبين لهم حتى بكوا وأخضلوا لحاهم -كما سيأتي- في الحديث الذي بعده وقال: إني أعطيهم شيئاً لعاعة من الدنيا تألفت عليها وأنتم أترككم إلى أيمانكم أما تحبون يذهب الناس بالدنيا والشاة والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم، حتى بكوا وأخضلوا لحاهم ، وقالوا قال بعض الشباب السفهاء: هم الذين قالوا هذا الكلام وأما نحن لم نقل الكبار ما قالوا شيء، ان من قال هذا بعض الشباب  كما سيذكر في الحديث بعد هذا .
 
المتن :
(أحسن الله إليك)

حدثني حرملة بن يحيى التجيبي قال: أخبرنا عبدالله بن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك : أن أناسا من الأنصار قالوا، يوم حنين، حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازان ما أفاء، فطفق رسول الله ﷺ يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل فقالوا: يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم! قال أنس بن مالك : فحدث ذلك رسول الله ﷺ، من  قولهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله ﷺ فقال: ما حديث بلغني عنكم ؟  فقال له فقهاء الأنصار: أما ذوو رأينا، يا رسول الله ! فلم يقولوا شيئا.


 الشرح :
يعني: أصحاب العقول ما قالوا هذا ، إنما قاله بعض صغار السن، بعض صغار السن الذين ما جربوا الأمور ولا عرفوا تسرعوا فالعادة من الشباب يصير عندهم تسرع في الأمور وعدم التثبت، بخلاف الكبار يكون عندهم ثبات وتروي وبعد نظر لأنهم جربوا الأمور وخبروها، وكما هو واقع الشباب الآن يكون عندهم تسرع في كثير من الأمور فهذا ينبغي لهم أن يرجعوا إلى العلماء وإلى الكبار حتى يبين لهم الأمر الذين جربوا الأمور ولا يتسرعون في الأمور .
 
المتن :
(أحسن الله إليك)

فقال له فقهاء الأنصار: أما ذوو رأينا، يا رسول الله ! فلم يقولوا شيئا، وأما أناس منا حديثة أسنانهم، قالوا: يغفر الله لرسوله يعطي قريشا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم ! فقال رسول الله ﷺ: فإني أعطي رجالا حديثي عهد بكفرأتألفهم.


الشرح :
هذا بيان النبي ﷺ أنما يعطيهم يتألفهم على الإسلام حديثي عهد بكفر، يعني: الذين أسلموا قريباً يعطيهم يتألفهم على الإسلام حتى يتقوى إيمانهم، أما من الذين تقدم إسلامهم ورسخ الإيمان في قلوبهم هؤلاء ليسوا بحاجة إيمانهم قوي، لكن الضعفاء الذين ما دخلوا في الإسلام إلا من جديد قريب هؤلاء لم يثبت الإيمان في قلوبهم، فيعطيهم من المال فلا يزال النبي ﷺ يعطيهم يعطيهم حتى يتقوى إيمانهم، ولهذا أعطى رؤساء القبائل مئة من الإبل مئة مئة كل واحد أعطاه مئة وترك الأنصار ما أعطاهم شيء هذا يعطيهم من الخمس عليه الصلاة والسلام الذين أعطاهم من الخمس، أما أربعة أخماس الغنيمة فهي للغانمين، أعطى عليه الصلاة والسلام رجالاً من قريش من بني تميم، وصفوان بن أمية مئة من الإبل وعيينة بن الحصن مئة والأقرع بن الحابس مئة، كي يتألفهم على الإسلام ، فأعطاهم عليه الصلاة والسلام لمصلحة الإسلام والمسلمين ، وأكثر الذين أعطاهم حديثي عهد بالكفر .
وفي بعضهم لم يسلم يعطيه حتى في دعوة له للإسلام حتى يخشى شره فإنه يعطى ويتألف أيضا على الإسلام لعله يسلم .
المتن :
(أحسن الله إليك)

فقال رسول الله ﷺ: فإني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعون إلى رحالكم برسول الله ؟ فوالله ! لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به فقالوا: بلى يا رسول الله ! قد رضينا قال: فإنكم ستجدون أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله فإني على الحوض

الشرح :
إثرة ويقال أثرة ، ويعني: يستأثر عليكم و يفضل عليكم غيركم بغير حق، يعني: لا يعطون حقوقهم ويقدم غيرهم عليهم بالشيء المشترك.
فالنبي ﷺ أمرهم بالصبر قال اصبروا حتى تلقون الله ورسوله إني على الحوض فيه إثبات الحوض حوض النبي ﷺ .
 
المتن :
(أحسن الله إليك)

فإنكم ستجدون أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله فإني على الحوض قالوا سنصبر.
حدثنا حسن الحلواني وعبد بن حميد قالا: حدثنا يعقوب (وهو ابن إبراهيم بن سعد) قال: حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال: حدثني أنس بن مالك ؛ أنه قال: لما أفاء الله على رسوله ما أفاء من أموال هوازن واقتص الحديث بمثله غير أنه قال: قال أنس: فلم نصبر. وقال: فأما أناس حديثة أسنانهم.
 وحدثني زهير بن حرب قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا ابن أخِ ابن شهاب عن عمه، قال: أخبرني أنس بن مالك وساق الحديث بمثله، إلا أنه قال: قال أنس: قالوا: نصبر، كرواية يونس عن الزهري.

 


الشيخ :
بارك الله فيك .
 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد