المتن :
كتابُ النِّكاحِ
307 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَة فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ.
الشيخ :
قال المؤلف رحمه الله في كتاب النكاح.
النكاح في اللغة : الضم ، النكاح في اللغة : الضم و دخول الشيء في الشيء ، ومنهم من قال تناكحت الأشجار إذا انضم بعضها إلى بعض.
وأما شرعا : فهو عقد الزوجية الصحيح ويعتبر في لفظ الإنكاح أنه تزويج ، عقد الزوجية الصحيح وإن لم يحصل وطء ولا خلوة ، عقد الزوجية الصحيح.
والعقد لا بد فيه من أربعة أشياء لابد من حضور أربعة : الزوج ، والولي ، والشاهدين . ولا بد فيه من الإيجاب والقبول فيقول الزوج ، فيقول الولي زوجتك ابنتي فلانة فيقول الزوج قبلتها أو قبلت هذا النكاح ورضيت به ، ويكون بحضور شاهدين عدلين سميعين بصيرين ناطقين لا بد أن يكون الشاهدان اثنان عدلان ليس فاسقين سميعين يسمعان الكلام بصيرين يبصران ، ناطقين ولابد من رضا الزوجة لابد من رضاها وأخذ رضاها وفي ذلك والمعقود عليه هو منفعة الاستمتاع.
هذا الحديث حديث عبد الله بن مسعود يقول النبي ﷺ : يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ المعشر : هم الطائفة الذين يشملهم وصف والشباب معشر والشاب اسم لمن بلغ من بلغ الحلم حتى يبلغ سن الثلاثين وقيل حتى يبلغ الأربعين وهو يسمى شاب وقيل من الثلاثين إلى الأربعين يسمى كهل، يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَة فَلْيَتَزَوَّجْ وخاطب النبي ﷺ الشباب لأنهم أقوى و لأن الشهوة عند الشباب أقوى وأشد ، وإلا هذا يخاطب به حتى غير الشباب من احتاج الزواج سواء كان كهلا أو شيخا فإن عليه أن يتزوج.
يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَة فَلْيَتَزَوَّجْ الْبَاءَة : مؤن النكاح يعني يستطيع دفع المهر والتكاليف و استئجار البيت ما يحتاجه.
مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَة فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ الزواج أغض للبصر يعني أمنع من التطلع إلى الغير وأحصن للفرج ، أعف ، فالتزويج أشد إحصانا ومنعا من الوقوع في الفاحشة.
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ. وجاء يعني يكسر حدة الشهوة وأصل الوجاء رض الخصيتين أو رض عروق الخصيتين حتى تنتفخا فيكون شبيها بالخصاء لأنه يكسر إذا رضت الخصيتان انكسرت حدة الشهوة فكذلك الصوم يخفف الشهوة.
الحديث فيه مشروعية الزواج للشباب والمبادرة والأمر للاستحباب وقد يكون للوجوب إذا خاف على نفسه الزنا فإنه يجب عليه أن يتزوج إذا خاف على نفسه الوقوع في الفاحشة وعنده استطاعه يجب عليه أن يتزوج حتى يعف نفسه وإلا فهو مستحب مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَة فَلْيَتَزَوَّجْ ؛ فَإِنَّهُ بيّن النبي ﷺ الحكمة ، الحكمة من الزواج أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ إذا تزوج الإنسان فإنه يكون يمتنع من التطلع إلى الغير ويكون الزواج أشد إحصانا له و إعفافا له من الوقوع في الفاحشة وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ. دل الحديث على مشروعية الزواج للشباب ووجوبه على من خشي على نفسه الفاحشة.
وفيه مشروعية الزواج للشباب ووجوبه مع القدرة إذا خاف على نفسه الفاحشة .
وفي الحديث بيان الحكمة من الزواج فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ .
وفي الحديث الإرشاد إلى من لم يستطع الزواج بالصوم ، قال : وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ.
وفيه دليل على أنه لا يجوز فعل العادة السرية وهو الاستمناء باليد ، لأنه لو كان جائزا لأرشد إليه النبي ﷺ ، أرشد النبي ﷺ الذي لا يستطيع الزواج إلى الصوم ولم يرشده إلى العادة السرية وهي نكاح اليد ، والله تعالى أثنى في كتابه وصف المؤمنين بأنهم يحفظون فروجهم قال : وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ثم قال : فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ دل على أن العادة السرية من العدوان لأنها خارجه عن الاثنين لا يلام الإنسان على زوجته وسريته ومن تجاوز الزوجة والسرية فهذا فهو من العدوان ، فدل على أن العادة السرية من العدوان وهي نكاح اليد.
وهي محرمة عند جمهور العلماء ولو كانت جائزة لأرشد إليها النبي ﷺ والنبي ﷺ أرشد العاجز عن الزواج إلى الصوم قال وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ ولم يقل فعليه بالاستمناء فإنه له وجاء ، فالمسلم إذا عجز عليه أن يصوم ما تيسر يصوم الإثنين والخميس يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، أو يصوم يوم ويفطر يوم وكذلك أيضا يكون عنده عمل يشغل نفسه بالعمل صباحا ومساء حتى ييسر الله له الزواج.
وفيه فوائد الحديث الحث على غض البصر وتحصين الفرج.
المتن :
الشيخ :
هذا الحديث ، حديث أنس في قصة هؤلاء النفر الذين جاؤوا إلى بيوت النبي ﷺ ، والنفر من الثلاثة إلى التسعة وهؤلاء النفر جاء تسميتهم بأنهم علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمر بن العاص وعثمان بن مظعون وجاء في بعضها الزيادة في مقداد جاؤوا إلى أزواج النبي ﷺ يسألون عن عبادة النبي ﷺ في السر يسألون عن عبادة في السر يعني عبادة في الليل في قيام الليل في كذا يعني عبادته يتعبد بها في بيته ولا يراها الناس فهؤلاء الشباب عندهم قوة وعندهم نشاط وأرادوا أن ينقطعوا للعبادة و سألوا عن عبادة النبي ﷺ في السر في الليل حتى يقتدوا بالنبي ﷺ فسألوا أزواج النبي ﷺ لم يجدوا النبي ﷺ سألوا أزواجه عن عمله في السر ، فأخبروا ، أخبرهم أزواج النبي ﷺ أن النبي ﷺ يصوم يصلي بعض الليل وينام بعض الليل ما يصلي الليل كله يصلي بعض الليل وينام الليل ، كما جاء في حديث عائشة كان ، كان عليه الصلاة والسلام إذا صلى العشاء أوى إلى فراشه ، ينام فإذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل قام يصلي وفي صلاة داود عليه الصلاة والسلام قال النبي ﷺ : أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ صَلاَةُ دَاوُدَ ؛ كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ ينام النصف الأول ثم يقوم الثلث بعده وهي الثلث الرابع والخامس ثم ينام السدس السادس يستعين بها على عمل النهار ، لأنه عليه الصلاة والسلام نبي وهو يحكم بين الناس وهو نبي ملك يحكم بن الناس ويقضي بين الناس ، وفي الحديث الآخر أن النبي ﷺ قال : يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي، فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ وثلث الليل الآخر هو السدس الليل الخامس والسادس وقيام داود السدس الرابع والخامس فتبين النصف الأخير السدس الرابع والخامس هذا قيام داود ، والسدس الخامس والسادس هذا ثلث الليل الآخر وقت التنزل الإلهي فتبين أن النصف الأخير في أسداسه الثلاثة أفضل ، أفضل من النصف الأول النصف الأخير كله فاضل السدس الرابع والخامس والسادس.
فهؤلاء النفر سألوا : كيف يصلي النبي ﷺ ، قال له أزواج النبي : ينام نصف الليل أول الليل أو نصف الليل ثم يصلي آخر الليل ، و سألوا عن الصيام فقالوا : يصوم بعض الأيام ويفطر بعض الأيام و كذلك أيضا يأكل اللحم ويأكل الحلوى فقالوا : أين نحن من رسول الله ﷺ كما في لفظ آخر قالوا الرسول ﷺ مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولكن نحن الآن ما ندري هل يغفر لنا أو لا فنحن نريد أن نزيد على عمل النبي ﷺ أرادوا أن يزيدون قالوا : الرسول ﷺ مغفور له فعلم أن مغفور له لكن نحن لا ندري ما يغفر لنا فنحن نريد أن نعمل عبادة ، عبادة فوق عبادة الرسول ﷺ ، فقال أحد الشباب : أنا أصلي الليل كله من أول الليل إلى آخره يزيد على فعل النبي ﷺ وقال الآخر : أنا أصوم الدهر كله ، لأسرد الصوم ولا أفطر وقال الثالث : الأول يقول أصلي الليل كله ولا أنام على فراش ، والثاني قال : أنا أصوم الدهر ولا أفطر ، والثالث : قال أنا لا آكل اللحم ، زهدا ، فلما جاء النبي ﷺ وأخبر بقولهم صعد منبره وحمد الله وأثنى عليه ثم قال : مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا؟ أنكر عليهم لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي. عليه الصلاة والسلام ، بيّن لهم النبي ﷺ أن التبتل والانقطاع للعبادة ليس من هديه عليه الصلاة والسلام ليس مني يعني ليس من طريقتي وأن هدي النبي ﷺ أكمل من هديهم ، هم يريدون أن ينقطعوا للعبادة أحدهم يريد أن يصلي الليل كله والثاني يريد أن يسرد الصوم والثالث يقول لا أتزوج النساء فإذا ، فإذا انقطع الإنسان للعبادة ترك ، ترك أعمالا أخرى يترك مثلا الكسب والنفقة له ولأولاده يترك مثلا صلة الرحم وبر الوالدين وزيارة الإخوان والأعمال الأخرى التي يقوم بها والنبي ﷺ عنده أعمال عظيمة يصلي بعض الليل وينام بعض الليل حتى يستعين به على قضاء حوائج الناس وعلى الحكم بين الناس وعلى تبليغ رسالة الله وعلى الجهاد في سبيل الله وعلى تعليم الجاهل وعلى إطعام الجائع أعمال عظيمة يعملها فإذا انقطع الإنسان للعبادة وصار يصلي ويصوم ترك عبودية أخرى ترك العبادات الأخرى.
ولذلك لما آخى النبي ﷺ بين أبي الدرداء وسلمان النبي ﷺ لما هاجر المهاجرون وتركوا وديارهم وأموالهم ربط كل واحد من المهاجرين بواحد من الأنصار وقال هذا أخوك فصاروا يتوارثون فصار الأنصاري يعطيه نصف ماله ويتنازل له عن إحدى زوجتيه فتعتد ، يطلقها تعتد ويتزوجها فكان أبو الدرداء يصلي ، يصلي الليل وترك أهله وزوجته وانصرف فجاءه سلمان وهو أخوه فنام عنده تلك الليلة ونام أبو الدرداء بجواره فأراد أبو الدرداء أن يقوم من أول الليل فقال له سلمان نم ، ثم بعد فترة ساعة رجع أن يقوم يصلي فقال له سلمان نم ، ثم بعد ساعة رجع أن يقوم يصلي فقال له سلمان نم ، فلما كان آخر الليل قال : قم الآن ، فقاما فصليا فقال له سلمان لأبي الدرداء : " إن لنفسك عليك حقا ، وإن لأهلك عليك حقا ، وإن لزورك عليك حقا ، وإن لعينك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه " فلما جاء إلى النبي ﷺ فأخبره ، فقال النبي ﷺ : صَدَقَ سَلْمَانُ، صَدَقَ سَلْمَانُ.
فهدي النبي ﷺ أكمل من هدي هؤلاء الشباب ، الشباب يريد الواحد ينقطع عمل الواحد والرسول ﷺ له أعمال متعددة كثيرة الرسول يقابل الوفود ويبلغ رسالة الله ، ويجاهد في سبيل الله ويعلم الجاهل وينشر الإسلام ويقابل الناس ، ما يمكن إذا كان صلى الليل استغرق الليل كله صلاة ما استطاع أن يقوم بهذه الأعمال ولهذا خطب النبي ﷺ الناس وحمد الله وقال : مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا؟ لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي. من رغب يعني أعرض عن سنتي وسني يعني طريقتي فليس مني ، يعني فليس على طريقتي.
وفي هذا الحديث من الفوائد مشروعية حمد الله والثناء عليه في الخطبة.
وفيه أن النبي ﷺ كان لا يسمي الأشخاص ، يقول : مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا؟
وفيه مشروعية الخطبة عند الحاجة.
وفيها حسن أدب النبي ﷺ وجميل عشرته أيضا أنه لا يواجه أحد بما يكرهه.
فيه النهي التعمق في الدين والتشديد.
وفيه لزوم السنة والعمل بها وأن الرغبة عن السنة وأن من رغب عن سنة النبي ﷺ فليس على طريقته وليس على هديه.
المتن :
قال المؤلف رحمه الله : التبتل ترك النكاح ، ومنه قيل لمريم : البتول .
الشيخ :
هذا حديث سعد بن أبي وقاص قال : ردّ رسول الله ﷺ على عثمان بن مظعون التبتل ، ولو أذن له لاختصينا .
التبتل ترك النكاح ، ومنه قيل لمريم : البتول.
هذا الحديث فيه يقول سعد أن النبي ﷺ ردّ على عثمان بن مظعون التبتل ، عثمان بن مظعون أراد أن يتبتل وينقطع للعبادة فمنعه الرسول عليه الصلاة والسلام ، يريد أن ينقطع يصلي الليل ويصوم النهار قال رد ردّه يعني منعه من ذلك ولو أذن له لاختصينا ، واختصينا قطع الخصيتين حتى لا يكون لها حاجة من النساء حتى نستمر في العبادة لو أذن له يقول لاختصينا حتى لا يكون لنا حاجة إلى النساء ولا تشغلنا الشهوة ننقطع للعبادة صلاة وصيام ، لكن النبي ﷺ لم يأذن له ورده نهاه.
وأصل الأختصاء شق الإنثين وانتزاع البيضتين.
والاختصاء محرم يحرم الاختصاء في الآدمي لأنه تغيير لخلق الله ومثله ولأن فيه قطع لوسائل النكاح.
فالحديث يدل على سماحة الشريعة وفيه تحريم الاختصاء.
وفيه أن لا يجوز قطع النسل ولا أن يستعمل الإنسان دواء يقطع النسل ولهذا نهى النبي ﷺ عن الاختصاء لكن المرأة إذا حتاجت إلى حبوب تنظيم النسل فلا بأس إذا كانت صحتها لا تتحمل والأولاد يتتابعون بشرط أن لا تكون مضرة هذه الحبوب وبشرط أن تكون لا تؤدي إلى قطع النسل وإنما تؤدي إلى تنظيم النسل.
وفيه أنه ليس من شريعتنا التبتل وفيه سماحة الشريعة والله تعالى عاب على بني إسرائيل وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا.
و فيه أن الشريعة سماحة هذه الشريعة وأن المسلم عليه أن يقوم بالعبادات المتنوعة ولا ينقطع إلى عبادة واحدة.
المتن :
الحِيبَةُ: بكسر الحاء: الحالةُ. أهـ
الشيخ :
هذا الحديث رواه الإمام البخاري رحمه الله ، حديث أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي ﷺ ، حبيبة بنت أبي سفيان قائد الحروب وهي زوجة النبي ﷺ ، قالت ، قالت للنبي ﷺ : يا رسول الله انكح أختي ابنة أبي سفيان تزوج أختي ،قبل أن تعلم الحكم الشرعي ، فقال أَوَتُحِبِّينَ ذَلِكَ؟ استغرب الرسول ﷺ، يعني المرأة يعني استغرب من المرأة لا تريد الضرة لما جبل عليها من الغيرة ، فقال أوتحبين أتزوج أختك ؟ قالت نعم لست لك بمخلية وأحب من شاركني في خير أختي ، يعني لست لك بمنفردة إذا ما تزوجت أختي تزوجت غيرها وكونك تزوجت أختي أحب علي ، أحب علي حتى تشاركني أحب من شاركني في الخير أختي وأنا لست لك بمنفردة لو كنت أنفرد بك ممكن لكن ما أنفرد بك ، تريد أن تتزوج زوجات أخرى فإذا كنت تريد أن تتزوج فتزوج أختي حتى تشاركني في الخير ، فقال النبي ﷺ : إنَّ ذَلِكَ لا يَحِلُّ لِي. ما تحل لي أختك لأنه جمعٌ بين أختين ، فقالت : فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة . وهي درة ، درة بنت أبي سلمة ، فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة . أم سلمة زوج النبي ﷺ الثانية قالت الناس يتحدثون أنك تريد أن تتزوج بنت أم سلمة كيف هذا ؟ يتحدث الناس أنك تريد تتحدث أنك تريد أن تتزوج بنت أم سلمة فإذا كنت تريد تتزوج بنت زوجك فتزوج أخت زوجك ، قال : بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ؟ قلت : نعم ، فقال : إنَّهَا لَوْ لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي فِي حَجْرِي مَا حَلَّتْ لِي؛ إنَّهَا لابْنَةُ أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْنِي وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ. قال : بنت أبي سلمة لها مانعان ليس مانع واحد ، المانع الأول أنها ربيبتي في حجري بنت الزوجة وبنت الزوجة لا تحل له ، المانع الثاني أنها بنت أخي من الرضاعة أنا وأبوها أرضعتنا ثويبة مولاة أبي لهب ، فقال بنت أبي سلمة فيها مانعان موب مانع واحد من الزواج ، المانع الأول أنها ربيبة والربيبة بنت الزوجة لا تحل للزوج ، المانع الثاني أنها بنت أخي من الرضاعة لأنني أنا وأباها أبو سلمة أرضعتنا ثويبة وثويبة مولاة أبي لهب.
ثم قال النبي ﷺ مخاطبا زوجاته : فَلا تَعْرِضْنَ عَلِيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلا أَخَوَاتِكُنَّ. لا تعرضون كل وحدة تعرض علي ابنتها أو أختها لا تحل ، البنت ربيبة والأخت جمعٌ بين الأختين، فَلا تَعْرِضْنَ عَلِيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلا أَخَوَاتِكُنَّ.
قال عروة بن الزبير : و ثويبة مولاةٌ لأبي لهب ، أبو لهب عم النبي ﷺ مات على الكفر هو الذي نزلت فيه : تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ له أمة تسمى ثويبة أرضعت النبي ﷺ وأبا سلمة لما كان صغير.
فلما مات أبو لهب هذا عروة قول عروة ما هو من كلام النبي ﷺ، لما مات أبو لهب أبو لهب الذي نزلت فيه الآية سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ أريه بعض أهله بشر حيبة بشر حال ، أراه بعض أهله في الرؤية في النوم على حال سيئة فسأله في الرؤية قال : ماذا لقيت يا أبا لهب ؟ قال أبو لهب : لم ألق بعدكم خيرا ، ما لقيت خير بعدكم ، غير أني سقيت من هذه بعتاقتي ثويبة وأشار إلى نقرة القفا نقرة ، النقرة التي تحت الإبهام النقرة التي تحت الإبهام يقول إني أسقى كل يوم الإثنين بمقدار النقرة ماء بسبب أنه أعتق ثويبة ، ثويبة هذه لما بشرته بولادة النبي ﷺ أعتقها كانت مولاته بشرته بولادة النبي ﷺ فأعتقها فصار يسقى كل يوم الإثنين بقدر النقرة بسبب عتاقته لثويبة لما بشرته بولادة النبي ﷺ.
وهذا على قول عروة وهذا على كل حال هذه القصة لا ، غير يعني غير ثابتة هذا قول عروة الآن وليس ليس هناك يعني سند متصل.
قال عروة : وثويبة مولاة أبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي ﷺ فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة : بشر حال ، قال : ماذا لقيت ؟ قال أبو لهب : لم ألق بعدكم خيرا غير أني سقيت من هذه بعتاقتي ثويبة.
قولها انكح يعني أختي أبي سفيان يعني تزوج يعني قوله : أَوَتُحِبِّينَ ذَلِكَ؟ استفهام تعجب يعني كونها تطلب أن يتزوج غيرها مع ما طبع عليه النساء من الغيرة.
قولها لست لك بمخلية يعني بمنفردة ولا خالية من ضرة ، بمخلية لست لك بمخلية لست لك يعني لست تجعلني منفردة بل لا بد تتزوج معي ضرات.
قوله إنَّ ذَلِكَ لا يَحِلُّ لِي فيه تحريم الجمع بين أختين ثم من الفوائد والأحكام تحريم الجمع بين الأختين تحريم الجمع بين الأختين في الزواج أنه لا يجوز الجمع بين أختين في الزواج لماذا ؟ لأن الضرة يكون لها غيره وتنفر من ضرتها وهذا يؤدي إلى قطيعة الرحم فلو أبيحت التزوج بين ، الجمع بين أختين لكان يؤدي هذا إلى قطيعة الرحم بين الأختين فيه تحريم الجمع بين الأختين.
وفيه تحريم تزويج الربيبة وهي بنت الزوجة وأنه لا يجوز للإنسان أن يتزوج بنت زوجته سواء كانت البنت الآن من زوج سابق أو من زوج لاحق وسواء كانت في حجره أو لم تكون في حجره بنت الزوجة لا يحل.
وفيه دليل على تحريم أن ما يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ وأنه يحرم نكاح بنت الأخ من الرضاع لأنه قال إنَّهَا لَوْ لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي فِي حَجْرِي مَا حَلَّتْ لِي؛ إنَّهَا لابْنَةُ أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ، فيه تحريم بنت الأخ من الرضاعة.