شعار الموقع

قرة عيون الموحدين 24 باب ما جاء في الرياء

00:00
00:00
تحميل
23

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ: عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في "قرة عيون الموحدين".

(المتن)

قوله: "باب ما جاء في الرياء" أي من النهي عنه والتحذير .

قوله: وقول الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ [الكهف/110]؛ أي ليس لي من الربوبية ولا من الإلهية شيء، بل ذلك كله لله وحده لا شريك له أوحاه إلي.

فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ [الكهف/110]؛ ويخافه: فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف/110].

قال شيخ الإسلام: أما اللقاء فقد فسره طائفة من السلف والخلف بما يتضمن المعاينة وقالوا: لقاء الله يتضمن رؤيته يوم القيامة.

(الشرح)

فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ [الكهف/110]؛ فسر اللقاء بأنه لابد فيه من الرؤية والمعاينة، استدل بهذا على رؤية الله يوم القيامة.

(المتن)

وذكر الأدلة على ذلك، قال ابن القيم في الآية: أي كما أنه إله واحد لا إله إلا هو، فكذلك ينبغي أن تكون العبادة له وحده لا شريك له، فكما تفرد بالإلهية يجب أن ينفرد بالعبودية، فالعمل الصالح هو الخالص من الرياء المقيد بالسنة انتهى، فتضمنت الآية النهي عن الشرك كله قليله وكثيره.

(الشرح)

قليله: كالرياء، الشرك الأصغر، وكثيره: الشرك الأكبر.

(المتن)

قوله: مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي أي قصد بعمله غيري من المخلوقين، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ قال الطيبي: الضمير المنصوب في قوله: تركته يجوز أن يرجع إلى العمل.

قال ابن رجب: واعلم أن العمل لغير الله أقسام: فتارة يكون رياء محضًا كحال المنافقين كما قال تعالى: يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلاً [النساء/142].

(الشرح)

وهذا الرياء المحض، الرياء الخالص كشبهة رياء المنافقين، وهو الشرك الأكبر يخرج من الملة، رياء المنافقين الذين دخلوا في الإسلام نفاقًا، دخلوا في الإسلام رياءً، ويراءون الناس أنهم مسلمون وهم كفره، هذا الرياء المحض.

الرياء رياءان:

رياءٌ أكبر؛ وهو رياء المنافقين.

رياءٌ أصغر؛ وهو الذي يصدر من المؤمن.

فهذا رياء المنافقين الذين دخلوا في الإسلام رياءً ونفاقًا.

(المتن)

وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام، وقد يصدر في فرض الصدقة الواجبة أو الحج أو غيرهما.

(الشرح)

لا يصدر من المؤمن في الفرض؛ لأن الفريضة معلومٌ وجوبها لكل أحد إنما يكون الرياء في غير الفريضة.

(المتن)

أو غيرهما من الأعمال الظاهرة أو التي يتعدى نفعها; فإن الإخلاص فيها عزيز، وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة، وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء، فإن شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه وذكر أحاديث تدل على ذلك منها هذا الحديث، وحديث شداد بن أوس مرفوعا: مَنْ صَلَّى يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ صَامَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وإِنَّ اللهَ يَقُولُ: أَنَا خَيْرُ قَسِيمٍ لِمَنْ أَشْرَكَ بِي، مَنْ أَشْرَكَ بِي شَيْئًا فَإِنَّ حَشْدَهُ عَمَلَهُ قَلِيلَهُ وَكَثِيرَهُ لِشَرِيكِهِ الَّذِي أَشْرَكَهُ بِهِ، وَأَنَا عَنْهُ غَنِيٌّ رواه أحمد.

قال الإمام أحمد فيمن يأخذ جعلًا على الجهاد: إذا لم يخرج لأجل الدراهم فلا بأس كأنه خرج لدينه، فإن أعطي شيئًا أخذه.

(الشرح)

هذا القسم الثاني: أن يطرأ عليه الرياء، فإذا كان من أصله فهذا يُبطل الأعمال.

الأول: رياء المنافين هؤلاء دخلوا الإسلام نفاقًا.

والثاني: الرياء اللي يصدر من المؤمن، لكن له أحوال:

الحالة الأولى: أن يطرأ عليه من أول العمل هذا يُبطل العمل ويُفسده.

الحالة الثانية: أن يطرأ عليه طروئًا ثم يطرده ويزول.

 الطالب: (.....)؟.

الشيخ: «من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك» أخرجه أحمد، وفي بعضها: «من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدق يرائي فقد أشرك».

الطالب: (.....)؟.

الشيخ: هذا يحتاج زيادة تتبع للشواهد، وقد يكون له شواهد.

(المتن)

ثم قال: وأما إذا كان أصل العمل لله ثم طرأ عليه نية الرياء، فإن كان خاطرًا ثم دفعه فلا يضره بغير خلاف، وإن استرسل معه فهل يحبط عمله أم لا؟ ويجازى على أصل نيته؟ في ذلك اختلافٌ بين العلماء من السلف، قد حكاه الإمام أحمد وابن جرير، ورجحا أن عمله لا يبطل بذلك وأنه يجازى بنيته الأولى وهو مروي عن الحسن وغيره.

قوله: "عن أبي سعيد" هو الخدري وتقدم قوله: الشرك الخفي سماه خفيا لانه عمل قلب.

(الشرح)

الشيخ: قف على هذا.

الطالب: من طرأ عليه الرياء ثم استرسل.

الشيخ: في خلاف بين العلماء، منهم من قال: إذا استرسل أبطل العمل، ومنهم من قال: جاز بأصل نيته.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد