شعار الموقع

كتاب الأشربة (06) باب استحباب لعق الأصابع والقصعة.. – إلى باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك..

00:00
00:00
تحميل
44

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد..
فغفر الله لك.

قال الإمام مسلم - رحمه الله - :
كتاب الأطعمة

(المتن)

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وقَالَ الْآخَرُونَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا، فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا، أَوْ يُلْعِقَهَا
حَدَّثَنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ؛ وحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَاصِمٍ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، ؛ وحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا، أَوْ يُلْعِقَهَا
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ مِنَ الطَّعَامِ»، وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنُ حَاتِمٍ الثَّلَاثَ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي رِوَايَتِهِ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَأْكُلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ، وَيَلْعَقُ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يَمْسَحَهَا»
وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَوْ عَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ، «أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَأْكُلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ، فَإِذَا فَرَغَ لَعِقَهَا»،
وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبٍ، حَدَّثَاهُ، أَوْ أَحَدُهُمَا عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِمِثْلِهِ
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ بِلَعْقِ الْأَصَابِعِ وَالصَّحْفَةِ، وَقَالَ: إِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّهِ الْبَرَكَةُ.

(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين,
أما بعد..
فهذه الأحاديث فيها هذه الآداب؛ آداب الأكل وأنه ينبغي للمسلم أن يعمل بهذه الآداب وهي لعقُ الأصابع إذا أكل الطعام يلعقها بنفسه أو يُلعِقَها ولهذا قال النبي  إذا أكل أحدكم طعامًا فلا يمسح يده حتى يَلعقها أو يُلعِقَها يلعقها بنفسه هو أو يُلعِقَها غيره, قالوا من لا يكره من زوجةٍ وخادم أو ولد فإما يلعقها بنفسه أو يُلعِقها لغيره ممن لا يتقذَّر بذلك من زوجةٍ أو خادمٍ أو ولد وفيه النهي عن مسحها وأنه ينبغي ألا يمسحها بالمنديل حتى يلعقها جاء الحديث الآخر بيان السبب قال فإنكم لا تدرون في أي طعامكم بركة.
وفيه أيضًا الأكل بثلاث أصابع وهي السبابة والوسطى والإبهام؛ استحباب الأكل بثلاثة أصابع, وفيها الأدب الثالث لعق الصحفة يعني الإناء الذي يكون فيه الطعام هذه ثلاث آداب المشهور عند الجمهور أن الأوامر إذا كانت في الآداب تكون للاستحباب ولهذا قرَّر النووي قال: يُستحب للإنسان أن يلعَق يده إذا أكل يلعق أصابع يده أو يُلعِقها ويُستحب له أن يأكل بثلاث أصابع ويُستحب له أن يلعق الإناء والأصل في الأوامر أنها للوجوب هذا هو الأصل والظاهرية يرون أنَّ الأوامر للوجوب, لكن الجمهور يحملونها على الاستحباب يقولون إنها في الآداب, ولهذا النووي أقر هذا.
وفيه النهي عن مسح اليد قبل أن يلعقها وهذا النهي للتنزيه عند الجمهور وللتحريم عند غيرهم وبكل حال ينبغي للإنسان أن يتأدَّب بالآداب الإسلامية فيحرص على امتثال الأوامر يلعق, ولأنَّ أيضًا لعق الأصابع يُخرجهم من صفات المتكبرين, فإن أهل الكبر في الغالب لا يلعق يده؛ بعض أهل الكبر تجده يُغسِّل ويداه فيها الطعام ولا يبالي ينبغي أن يلعق أصابعه أو يُلعِقها هذا إذا أكل بيده, وإن أكل بملعقة يلعق الملعقة لا يبقي فيها شيئا من الطعام.
المقصود أنَّ هذه آداب ينبغي للمسلم أن يُستحب له ويتأكَّد في حقه امتثال الأوامر؛ عدم مسح اليد بالمنديل أو غيره إلا بعد اللعق؛ لعق الأصابع, لعق الإناء والأكل بثلاثة أصابع, وإن أكل بأربع أصابع أو خمسة فلا حرج ينبغي الأفضل أن يكون بثلاث أصابع إلا إذا كان لا يمكن الإمساك بثلاث أصابع كأن يحتاج إلى رفع الإناء بخمسة أصابع كأن يكون كأسا أو إناء أو فنجانا يشرب فيه يحتاج إلى خمس أصابع فلا بأس وهذا من باب الاستحباب.

(المتن)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا، فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ، وَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ الْبَرَكَةُ.

 

(الشرح)
وهذا فيه بيان الحكمة من لعق الأصابع وأنه ينبغي للإنسان إذا أكل طعامًا ألا يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها فإنه لا يدري في أي طعامه البركة هذه الحكمة, قد تكون البركة في الطعام أو فيما بقي أو في الأصابع؛ مما بقي في الأصابع.
وفيها أيضًا من الآداب أنه إذا سقطت اللقمة فإنه يزيل ويُميط ما بها من الأذى ثم يأكلها ولا يدعها للشيطان لأنها إذا تركها صارت للشيطان فينبغي له أن يحرص على أخذها وإزالة الأذى وأكلها حتى لا يُعين الشيطان بشيء؛ لأن الشيطان عدو والعدو لا يُعان بشيء قال الله تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6] كما أنَّ العدو من الإنس لا يُعان بشيء ولا يُساعَد بشيء فكذلك العدو من الجن لا يُعان بشيء, فالعدو من الإنس وهو الكافر الحربي لا يُعان بشيء وإعانة الكافر الحربي على المسلم رِدَّة عن الإسلام فلا يُعان بشيء ولا يقول الإنسان هذا شيء يسير كذلك العدو من الجن وهو الشيطان لا يُعان بشيء فلا يقول الإنسان هذه يسيرة لُقمة يسيرة لأن نقول لا يُعان بشيء مطلقا لا بقليل ولا بكثير لأنه إذا تركها فقد أعان الشيطان وساعده والعدو لا يُعان بشيء لا بقليل ولا بكثير سواء كان العدو من الجن أو من الإنس فالعدو من الجن الشيطان والعدو من الإنس الكافر, الكافر الحربي.
وأما الكافر غير الحربي وهو أهل الذمة ومَن دخل بأمان أو عهد فهذا معلوم أنه لا بأس بإعانته ولا بأس ببره وقد يكون هذا من دعوته للإسلام قال الله تعالى لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ[الممتحنة:8] والصحابة كانوا في المدينة يُرسِلون إلى بعض أقربائهم من الكفار في وقت الهدنة فعمر أرسل حُلَّةً إلى أخٍ له مشرك بمكة حُلَّة حرير لما كان لا يلبسها, وأسماء استفتت النبي ﷺ في أن تبرّ أمها وكانت مشركة فأفتاها بأن تبرَّها, وقد يكون هذا من دعوته إلى الإسلام حتى قالوا يجوز الوقف أيضًا على الكافر غير الحربي الذمي يقف عليه شيء إذا كان من الأقارب, أما الكافر الحربي فلا يُعان بشيء مطلقًا لا بقليل ولا بكثير حتى الماء لا يُعان به يترك حتى يموت ليس بينه وبينه إلا الحرب الكافر الحربي , فالعدو لا يُعان بشيء العدو من الإنس والعدو من الجن, ومن الإعانة للعدو من الجن أنك تترك الطعام؛ تترك اللقمة إذا سقطت.


(المتن)

وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، ؛ وحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، كِلَاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ، وَفِي حَدِيثِهِمَا: وَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَهَا، أَوْ يُلْعِقَهَا وَمَا بَعْدَه»

الشيخ: وقال بعضهم يُلعقها , يلعقها غيره من زوجة أو خادم أو ولد قالوا حتى أو بهيمة لكن هذا من النوادر. (..مداخلة...) النهي الأصل للتحريم لكن الجمهور يحملونه على التنزيه هنا في الآداب لأنه في الآداب.


المتن:

وحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ، حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ، فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمُ اللُّقْمَةُ، فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى، ثُمَّ لِيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ، فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ.

(الشرح)
وفيه أن الشيطان يحضر للإنسان في كل شيء, فيه شدة عداوة الشيطان يحضر الإنسان في كل شيء حتى عند الطعام وعند الشراب وعند كل شيء؛ ولذا ينبغي للإنسان أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ولهذا شُرِع للإنسان التسمية عند الأكل وعند الشرب وعند الدخول للمنزل وعند دخول الخلاء هذا فيه حماية للمسلم وصيانته من الشيطان, الشيطان يحضر للإنسان عند كل شيء في كل شأن من شأنه لأنه حريص على إغواء بني آدم وإيصال الأذى و الضرر إليهم بكل طريقة, عدو والعدو له يعمل جهدا في إيصال الضرر إلى عدوه إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ.
سؤال- هل يأكل الشيطان حقيقة؟
جواب الشيخ- نعم الشيطان يأكل حقيقة؛ يأكل حقيقة في قصة أبي هريرة حينما أمره أن يحفظ زكاة الطعام زكاة رمضان جاء الشيطان وجعل يحثو ثلاث مرات كل مرة يقول عندي عيال لا أعود حتى في كل مرة يقول له الرسول ما فعل صاحبك البارحة؟ حتى قال له في الثالثة: أتدري مَن تخاطب يا أبا هر؟ قال: لا, قال: ذاك شيطان يأكل ويأخذ لعياله! يأكل ويشرب الشيطان وفي الحديث كما مرَّ في الحديث إنَّ الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشرب بشماله, فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله صريح في أن الشيطان يأكل ويشرب, لكن يشرب بالشمال فلا ينبغي للمسلم أن يُشابِه الشيطان, عليه أن يأكل باليمين, صحيح يأكل ويشرب حقيقةً نعم, والجن يأكلون ويشربون ولما جاء الجن (...) وسألوا النبي ﷺ الطعام؟ قال: لكم كل عظم ذُكِر اسم الله عليه يعود أوفر ما كان عليه لحما وكل بعرةٍ علفُ لدوابهم, فالصحيح أنهم يأكلون يعود اللحم عليه ويأكلونه, والجن مَن أسلم منهم لا يسمى شيطانًا ومَن لم يُسلِم يسمى شيطانًا, فالشيطان هو الكافر من الجن, الكافر من الجن شيطان , فالجن له الطعام كافرهم ومسلمهم يأكلون.
سؤال- الأصل فيه أنه يُرَى محسوسًا أما أن هذه بعض حالاتهم؟
جواب- يُرَى! لا ما يُرَى الأصل أننا لا نراهم إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ [الأعراف:27] هذا الأصل لا يُرَوننا؛ الأصل أننا لا نراهم وهم يروننا, لكن قد يظهرون في بعض الأحيان مثل ما ظهر لأبي هريرة على صورة إنسان يحضر الطعام , ومثل ما جاء الشيطان للنبي ﷺ وهو يصلي وأراد أن يأتي بشهاب يحرقه قد يظهر بعض الأحيان, لكن الخلاف قد يظهر لبعض الناس, قد يظهرون في صور الحيوانات, في صورة قط أو في صورة كلب أو غير ذلك أو في صورة حيات أو عقارب.
سؤال- (السؤال غير واضح بشكل كامل) ذوات النقص في المأكول والمشروب هل الأصل أنه يُرَى أو يُعلم؟
جواب الشيخ- الأصل لا يُرَى هذا الأصل كما قال تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ هذا الأصل أنهم يروننا ولا نراهم.
سؤال- ....؟
جواب الشيخ- المسلم من الجن؛ إخوانكم من الجن مثل ما قال الرسول إخوانكم من الجن إخواننا زاد إخوانكم من الجن, جن وإنس هذا علم (الإنس) علم على الإنس لأنهم يؤنسون ويظهرون ويُرون, و(الجن) (...) المتقون من جَنَّ إذا استتر, سُموا جن لأنهم يستترون عن الأعين, وسُموا إنسا لأنهم يُؤنسون ويظهرون فقال الإنس والجن, فالجن لا يُسمون إلا مسلمون ويسُمون الجن لأنهم يختفون من الاجتنان وهو الاستتار, والإنس من يُؤنسون من النوس والحركة والظهور, والمسلم هو المُوحِّد الذي يعبد الله من الجن والإنس, والكافر هو الذي لا يعبد الله والذي أشرك مع الله, من الإنس يسمى كافرا ومن الجن يسمى شيطانا, وكذلك أيضًا من الإنس يسمى شيطانًا؛ المتمرد من كل شيء يسمى شيطانا وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا [لأنعام:112] وكذلك المتمرد من الحيوان يسمى شيطانا؛ كل متمرد يسمى شيطانا.
سؤال- ....؟
جواب-  يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ [البقرة:21] من النوس وهو الحركة هذا يشمل الصنفين والآيات جاءت فيها أيضًا خطاب الجن والإنس يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ[الأنعام:130] وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] والجن قُدِّموا على الإنس لأنهم أكثر وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فهم أكثر؛ أكثر من الإنس.
س- ...؟
- هذا معروف من قديم هذا , كانوا يحضرون, يحضرون مجالس العلم هذا (...) كثير معروف في القديم والحديث ويحضرون وقد يتكلمون وقد يتكلم بعض الأحيان وقد يأتون ويطلبون درسا خاصا هذا معروف عند أهل العلم أنه قد يتكلم بعض الجن يسأل عن بعض ما أشكل عليه بعضهم كان يحضر دروس بعض المشايخ لمدة طويلة ثم أراد أن يسافر فودَّع الشيخ بعدما انتهى الدرس قال تكلم من الجن وقال نحضر الدرس لنا مدة طويلة ونحن الآن نريد السفر فنودِّعكم نستودِّع الله دينكم وأمانتكم, يتعلمون ويطلبون العلم وهذا معروف الآن حتى عند بعض القراء الذين يقرؤون يعرفون بعض الجن يقول يحضرون بعض الدروس معهم الكتب مثل الإنس يحضرون بلوغ المرام وكذا يحضرون يستفيدون ويتعلمون لأنهم مُكلَّفون مثل الإنس؛ الجن مثل الإنس فيهم الكافر وفيهم المؤمن وفيهم السني وفيهم الرافضي وفيهم الخارجي وفيهم الإباضي وفيهم الباطني كما قال الله تعالى وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا [الجن:11] طرائق قددا منا الكافر, الجن مثل الإنس فيهم مبتدعة وفيهم سنة وفيهم يهود وفيهم نصارى وفيهم رافضة وفيهم وثنيين , وهذا يتكلمون ويتلبسون بالإنس ويتكلمون بعضهم يتكلم ويقول إنه رافضي وبعضهم يقول إنه نصراني و بعضهم يقول إنه يهودي وبعضهم يقول إنه مسلم. 

(المتن)

وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو كُرَيْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ: إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَوَّلَ الْحَدِيثِ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ»
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَأَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي ذِكْرِ اللَّعْقِ، وَعَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ وَذَكَرَ اللُّقْمَةَ نَحْوَ حَدِيثِهِمَا.

(الشرح)
بلغني بعض الإخوان ... أنه تكلم مع بعض الجن وكذا ,وقالوا إنهم كانوا يحضرون دروس سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله – يحضرونه يحضرون  الدروس ويستفيدون ويحضرون من قديم وهذا معروف.

(المتن)

وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ،

الشيخ: السبابة والوسطى والإبهام .

المتن:

 قَالَ: وَقَالَ: إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ»، وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ، قَالَ: فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمُ الْبَرَكَةُ.

(الشرح)
يسلت الطعام اللي فيها ويلعقها الحكمة أنه قد تكون فيها البركة وقد تكون في الصحفة في الإناء أو فيما بقى من الطعام وقد تكون في اليد فيلعق الإناء ويلعق الأصابع.
سؤال- ....؟
جواب- النماء والزيادة وزيادة الخير والإمتاع.
سؤال- .....؟
جواب- كيف سنة متبعة .؟ السنة سنة الرسول ﷺ ويجب على الإنسان أن يعمل بسنة الرسول كيف تتخير بين اثنين سنة الرسول ولا سنة متبعة؛ سنة الرسول هي السنة المتبعة.
سؤال- .....؟
جواب- لا, (...) سنة فليأكل بثلاث أصابع يفعل هذا تشريفًا.

(المتن)

وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيَّتِهِنَّ الْبَرَكَةُ,
وحَدَّثَنِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ غَيْرَ أَنَّهُ، قَالَ: وَلْيَسْلُتْ أَحَدُكُمُ الصَّحْفَةَ، وَقَالَ: فِي أَيِّ طَعَامِكُمُ الْبَرَكَةُ أَوْ يُبَارَكُ لَكُمْ
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ، قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو شُعَيْبٍ، وَكَانَ لَهُ غُلَامٌ لَحَّامٌ، فَرَأَى رَسُولَ اللهِ ﷺ فَعَرَفَ فِي وَجْهِهِ الْجُوعَ، فَقَالَ لِغُلَامِهِ: وَيْحَكَ، اصْنَعْ لَنَا طَعَامًا لِخَمْسَةِ نَفَرٍ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَدْعُوَ النَّبِيَّ ﷺ خَامِسَ خَمْسَةٍ، قَالَ: فَصَنَعَ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَدَعَاهُ خَامِسَ خَمْسَةٍ وَاتَّبَعَهُمْ رَجُلٌ، فَلَمَّا بَلَغَ الْبَابَ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: إِنَّ هَذَا اتَّبَعَنَا، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ، وَإِنْ شِئْتَ رَجَعَ، قَالَ: لَا، بَلْ آذَنُ لَهُ يَا رَسُولَ اللهِ.

(الشرح)
واللحَّام هو الذي يبيع اللحم والجزار وفيه دليل على أنه لا بأس بالجزارة وأنها حِرفةٌ شريفة بل كل الحِرَف كلها طيبة الجزارة, والنجارة, والحدادة, والتجارة ينبغي للمسلم أن يكون له في يده مهنة وصنعة يكسب منها حتى يُعِف نفسه ويُعِف أولاده إلا الحرف غير الشريفة مثل الحجَّام هذه حِرفةٌ رديئة دنيئة ولهذا قال النبي ﷺ كسب الحجَّام خبيث يعني مكروه ومع ذا ينبغي للإنسان أن يكون له حِرفة وهذا الطعام مُحدَّد لخمسة أشخاص دعاه أبو شعيب فقال اصنع لي طعاما لخمسة نفر فإني أُريد أن أدعو النبي ﷺ خامس خمسة, فإذا كان الطعام محدَّدا فلا ينبغي لأحد أن يأتي زيادة إلا بإذن ولهذا استأذن النبي ﷺ لهذا الرجل لأن الطعام مُحدَّد لخمسة, أما إذا كان الطعام ما هو مُحدَّد فلا بأس مثل الطعام المُحدَّد الآن اللي بعض الفنادق اللي يحددونه بالكراسي بالعدد, هذا ما يمكن للإنسان أن يأتي بأحد زيادة لأنه مُحدَّد هذا كل واحد له كرسي, أما إذا كان غير مُحدَّد كصحن يستدير عليه الناس هذا غير مُحدَّد يقبل الزيادة مثل واحد, اثنين, ثلاثة, لكن لو كان مُحدَّدا هذا ينبغي أن يُقتصَر عليه, وفيه دليل على أنَّ الإنسان إذا دُعِي إذا دعاه أخوه ثم تبعه بعض الناس يستأذن له يقول معنا فلان إن أذِنت له وهو مُخيَّر بين أن يأذن له أو لا يأذن له لأنه قد يكون فيه إحراج له إذا أذِن له قد يكون الطعام مُحدَّدا وما له مكان, لكن يُستحب له أن يأذن له إذا لم يكن هناك مانع ولم تترتب هذا مفسدة قد تدعو الحاجة إلى أن لا يأذن له, قد يكون هؤلاء اللي دُعُوا يريدون أن يتحدثوا بأمورٍ خاصة ولا يريدون أن يكون معهم غيرهم, وقد يكون هذا الذي جاء إليهم من غير جنسهم فاسق مثلا أو يأخذ أخبارهم إلى غيرهم فلا يُؤذَن له في هذه الحالة تدعو الحاجة إلى أن تأذن له ولهذا يُستأذن؛ إذا جاء أحد لم يُدعَ يُستأذن له فإن لم يؤذن له رجع وإذا تبع غيره يُستأذَن له ولهذا اتبع النبي هذا الرجل وقال النبي لما وصل الباب: إن هذا تبع لي فإن أذِنت له وإلا رجع, قال: بل آذَن له يا رسول الله, وقد يكون هذا الشخص مثلا من الفساق الذين لا يليق, وهؤلاء من أهل العلم أو من أهل الخير فلا يرضون أن يكون معهم فلا يقبلون أن يكون معهم في مجلسهم.


(المتن)

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، ؛ وَحَدَّثَنَاهُ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، ؛ وحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، ؛ وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، كُلُّهُمْ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِنَحْوِ حَدِيثِ جَرِيرٍ، قَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ فِي رِوَايَتِهِ لِهَذَا الْحَدِيثِ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ،
وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارٌ وَهُوَ ابْنُ رُزَيْقٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، ح ؛ وحَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، وَعَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ.
وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ جَارًا لِرَسُولِ اللهِ ﷺ فَارِسِيًّا كَانَ طَيِّبَ الْمَرَقِ، فَصَنَعَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ، ثُمَّ جَاءَ يَدْعُوهُ، فَقَالَ: وَهَذِهِ» لِعَائِشَةَ، فَقَالَ: لَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: لَا، فَعَادَ يَدْعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: وَهَذِهِ؟، قَالَ: لَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: لَا، ثُمَّ عَادَ يَدْعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: وَهَذِهِ؟، قَالَ: نَعَمْ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَامَا يَتَدَافَعَانِ حَتَّى أَتَيَا مَنْزِلَهُ.

(الشرح)
يعني يتبع أحدهم أثر الآخر لأن عائشة رضي الله عنها تتبع أثر النبي ﷺ , وفي هذا فيه دليل على أنه لا بأس بأكل الطيبات والتمتع بها من المرق والفاكهة واللحم وغيرها فإن الطيبات قد أحلها الله والمسلم يتمتع بها قال الله تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ [المائدة:5] قال تعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ [الأعراف:32] إنما الذي ينبغي للإنسان أن لا يُسرِف في المباحات وألا يتوسَّع, أما تناول الطيبات فهذا مما أحله الله وهذا امتناع للفارسي ... عائشة محتمل له أسباب والظاهر أنَّ عائشة ما تكون معهم تكون في داخل البيت تكون مع أهله ؛  الظاهر أن الفارسي له أهل, تكون عائشة مع أهله والنبي ﷺ والرجل الفارسي مجتمعان, قد يكون سبب الامتناع أن الطعام قليل أو أنه ثم تأمَّل في المرة الثانية والثالثة , وأراد أن يزيد الطعام لأنه إذا كان طعام النبي ﷺ وحده قد يكون ليس هناك غيره والباقي يؤديه إلى زوجته إذا بقي, ثم تأمَّل بعد ذلك ورأى أن يدعو عائشة وتكون مع أهله وأن يزيد من الطعام أو تأمل أن الطعام يكفي وأن الله ينزِل فيه البركة فلهذا أذن في المرة الثالثة.

(المتن)

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ - أَوْ لَيْلَةٍ - فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟ قَالَا: الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللهِ،، قَالَ: وَأَنَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، قُومُوا، فَقَامُوا مَعَهُ، فَأَتَى رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ، قَالَتْ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ: فأَيْنَ فُلَانٌ؟ قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ، إِذْ جَاءَ الْأَنْصَارِيُّ، فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَصَاحِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا أَحَدٌ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي، قَالَ: فَانْطَلَقَ، فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، فَقَالَ: كُلُوا مِنْ هَذِهِ، وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ،

الشيخ: المدية وهي السكين,

المتن:

 فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِيَّاكَ، وَالْحَلُوبَ، فَذَبَحَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ وَشَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَووا.

الشيخ: لأنه يائي واليائي إذا أسند إلى ضمير الجماعة يُضَم ما قبله, روى, رووا, رضِيَ, رضُوا, أما إذا كان معتل الآخر بالألف يُفتَح ما قبله على ما عليه مثل غزا غزوا ورمى رموا ودعا دعوا, أما إذا كان يائيا يضم ما قبله إذا أسند إلى واو الجماعة رضي رضوا, روى روَوا, ما يقال روُوا.


المتن:

 قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الْجُوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ.

(الشرح)
وهذا فيه فوائد: فيه أنَّ الله تعالى يبتلي الأخيار من الأنبياء والصالحين بالجوع والفقر كما يبتلي أيضًا بالمال والغنى, فالفقر والغنى مطيتان كما قال عنه: له مطيتان لا أبالي أيهما ركب, والمسلم إذا افتقر وجاع تضرَّع إلى الله وصبر وإذا شبع واغتنى شكر وحمد الله هكذا هو المسلم يكون صابرا عند البأساء والشدة ويكون شاكرا عند النعمة ويكون مستغفرا تائبا عند الذنب وهذه علامة السعادة وعنوان السعادة الإنسان يتقلَّب بين هذه الأحوال الثلاثة إما في شدة فيحتاج إلى الصبر وإما في سعة ورخاء يحتاج إلى الشكر وإما في ذنب أصاب ذنبًا فيحتاج إلى التوبة, إذا كان الإنسان صابرًا عند النعماء صابرا عند البلاء شاكرًا عند النعماء تائبًا مستغفرًا عند الذنب فهذه علامة السعادة والنبي ﷺ كذلك والصحابة وفيه أن الدنيا لا تساوي عند الله شيئا ولو كانت تساوي عند الله شيئًا لما سقى منها كافرا شربة ماء , وفيه دليل على أنَّ الدنيا يعطيها الله من يحب ومَن لا يحب ولا يعطي الدين إلا مَن يحب, فهذا رسول الله خير الناس وأفضل الناس أصابه الجوع والشدة وكذلك أبو بكر , وفي رواية أن أبا بكر وعمر أخرجهم الجوع فخرج النبي ﷺ أيضًا أخرجه الجوع فسأل, فلما خرج وجدهما خارجين قال: ما الذي أخرجكما؟ قالوا: يا رسول الله الجوع, فكشف كل واحدٍ عن مؤتزره فإذا هو قد ربط على بطنه حجرا من الجوع فكشف النبي ﷺ عن مؤتزره فإذا هو قد ربط حجرين أحدهما فوق الآخر من الجوع, ثم ذهب عليه الصلاة والسلام إلى الأنصاري فلم يجده ووجد المرأة فقدَّمته المرأة فيه دليل على أنه لا بأس أن تُقدِّم المرأة للضيوف إذا لم يكن هناك ريبة ولا شك وبشرط ألا يكون واحدا, أما الواحد لا تُدخِل الواحد, لأن الواحد هذا خلوة قال النبي ﷺ : لا يخلونَّ رجلٌ بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما إذا كانت المرأة ما عندها أحد ما تأذن للواحد, لكن إذا كانوا جماعة اثنين أو ثلاثة وليس هناك شك ولا ريبة لا بأس مع التستُر والتحجُب ولا زالت العرب المرأة تقدم الضيوف في البادية وفي غيرها, وفيه ترحيب بالضيف مرحبًا وأهلًا يعني أنتم نزلتم على الرحب وعلى السعة, وفيه أنَّ النبي ﷺ سأل عن صاحب البيت فقال: ذهب يستعذب لنا الماء يعني يطلب لنا الماء العذب فإنه لا بأس باستعذاب الماء وليس هذا من الترف كون الإنسان يطلب الماء العذب الحلو أو يشتري الطعام الطيب لا حرج في ذلك وفيه أن يُقدَّم للنبي ﷺ عِذقًا فيه بُسرٌ وتمرٌ ورُطب منوعة ثلاثة أنواع بُسر ورُطب وتمر يابس, وفيه المبادرة إلى تقديم للضيف تقديم ما تيسَّر ما يكون جاهزًا لأنه قد يحتاج إلى الأكل ويُقدَّم له ما تيسَّر من التمر والقهوة, وفيه أنه كذلك لا بأس بالذبح للضيف الشاة أو البعير على حسب ما يناسب الضيوف وأنَّ هذا من إكرام الضيف, وفيه استحباب إكرام الضيوف قال النبي ﷺ : مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرِم ضيفه والضيافة واجبة؛ في الحديث: الضيافة ثلاثة أيام مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرِم ضيفه (...) يوم وليله والضيافة ثلاثة أيام) وإذا لم يُعطه حق الضيف جاز للضيف أن يأخذ حقه إذا لم يترتب عليه مفسدة, كما جاء في الحديث أنَّ قومًا قالوا يا رسول الله: إنا ننزل على قومٍ فلا يُضيفونا! قال: إذا نزلتم بقومٍ فلم يُضيفوكم فخذوا حق الضيف, حقٌ واجب في اليوم والليلة ثم بعد ذلك مستحب ثلاثة أيام وما زاد على ذلك فهو فضل وفيه أنه ينبغي للإنسان أن يختار للضيف ما لا يضر بماله ولهذا لما أخذ المُدية قال إياك والحلوب الحلوب اللي فيها حلوب هذه لا تذبح تُترَك لأهل البيت قال إياك والحلوب يعني اجتنب الحلوب التي تحلب منها اللبن وتستفيد منها, وفيه حمد الله عند تجدُد النعم واندفاع النقم لما جاء الأنصاري وجد النبي ﷺ و أبا بكر وعمر قال الحمد لله ما كان أحدٌ أكرم أضيافا منا, وفيه أنَّ الإنسان يُسأل عن النعيم لما أكلوا وشربوا وأكلوا من الرطب والبُسر واللحم قال النبي ﷺ : لتُسألنَّ عن هذا النعيم لتُسألُنَّ عن شكر هذه النعمة وأن الإنسان يُسأل عن شكر النعمة قيل إن هذا سؤال تعداد النعم وإظهار المنَّة وليس سؤال محاسبة وليس سؤال تعذيب ومحاسبة ولكنه سؤال تعداد وامتنان, فإذا كان الإنسان أدَّى شكر النعمة فليس عليه شيء لأنه استعملها في طاعة الله وفي مراضي الله وحمِدَ الله ونسبها إلى الله؛ نسب النعمة إلى الله وعظَّم الله في قلبه ونسب النعمة إلى الله واستعملها في مرضات الله أدَّى الشكر ؛ شكر النعمة يكون بتعظيم الله وإجلاله ونسبة النعمة إضافتها إلى الله عز وجل واستعمالها في مراضي الله ومحامده. 

(المتن)

وحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِشَامٍ يَعْنِي المُغِيرَةَ بْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: بَيْنَا أَبُو بَكْرٍ قَاعِدٌ وَعُمَرُ مَعَهُ، إِذْ أَتَاهُمَا رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقَالَ: مَا أَقْعَدَكُمَا هَاهُنَا؟ قَالَا: أَخْرَجَنَا الْجُوعُ مِنْ بُيُوتِنَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ.

(الشرح)
وفيه أنه لا بأس بالحلف لتأكيد المقام قوله والذي بعثك بالحق وكذلك النبي حلف قال: (والذي نفسي بيده ما أخرجني إلا الذي أخرجكما) فيه إثبات النفس لله عز وجل وأنَّ لله نفسًا قال تعالى: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ[المائدة:116] قال تعالى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ فيه إثبات اليد لله قوله: (والذي نفسي بيده) قال تبارك وتعالى: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ [الملك:1] وكثيرًا ما يحلف على سبيل قوله والذي نفسي بيده لتأكيد المقام قال عمر كذلك: (والذي بعثك بالحق) فالله تعالى هو الذي بعث نبيه بالحق.


(المتن)

حدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، مِنْ رُقْعَةٍ عَارَضَ لِي بِهَا، ثُمَّ قَرَأَهُ عَلَيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنَاهُ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ.

(الشرح)
بركة , قف على حديث جابر, نعم, حديث جابر , ضيف اللي خارج البلد في الغالب وقد يكون من داخل البلد وقد يكون محتاجا, الأصل أن الذي يقدم من خارج البلد هذا هو الأصل, لأن اللي في البلد الغالب يكون له أهل يكون عنده أحد وعنده اللي في البلد عنده أهله وعنده بيته يرجع إلى بيته, لكن الضيف الذي يأتي من الخارج؛ خارج البلد ليس معه أهل ولا ضيف.
سؤال- ....؟
جواب الشيخ- لا, ما يمنع ليس كل الناس يستطيع أن ينزل في الفنادق ... لكن المدن الآن ضاعت منها الكثير من السنن والآداب, صار الكثير من الناس ما يعرف السنة الآن, لو جاء ضيف يقول له ماذا تريد اذهب فالمطاعم عندك! لكن في البادية والقرى معروفة لا تزال السنة ظاهرة.
سؤال- ....؟
جواب- الله أعلم
(.......) لا , هذا يجوز

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد