شعار الموقع
  1. الصفحة الرئيسية
  2. الدروس العلمية
  3. الحديث وعلومه
  4. كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف
  5. كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف 14 أُمُورٍ كُلِّيَةٍ يعرف بِهَا كَوْنُ الْحَدِيثُ مَوْضُوعًا (أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ مِمَّا تَقُومُ الشَّوَاهِدُ الصَّحِيحَةُ عَلَى بِطْلانِهِ)

كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف 14 أُمُورٍ كُلِّيَةٍ يعرف بِهَا كَوْنُ الْحَدِيثُ مَوْضُوعًا (أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ مِمَّا تَقُومُ الشَّوَاهِدُ الصَّحِيحَةُ عَلَى بِطْلانِهِ)

00:00
00:00
تحميل
18

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد ﷺ.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين.

نقرأ في كتاب "المنار المنيف في الصحيح والضعيف" للإمام ابن القيم رحمه الله.

(المتن)

فَصْلٌ.

وَمِنْهَا: أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ مِمَّا تَقُومُ الشَّوَاهِدُ الصَّحِيحَةُ عَلَى بِطْلانِهِ.

(الشرح)

منها يعني: من العلامات التي تدل على وضع الحديث وأنه باطل موضوع عن النبي ﷺ؛ أن تقوم الشواهد الصحيحة على بطلانه، مثل: أن يكون يخالف الواقع ويخالف الحس، هذا يدل على بطلانه.

(المتن)

كَحَدِيثِ عَوْجِ بْنِ عُنُقٍ الطَّوِيلِ.

(الشرح)

هذا مما تقوم الشواهد على بطلانه، يعني يخالف العقل، حديث عوج بن عنق الذي يقولوا في زمن نوح وأنه طويل، وأنه يأخذ السمك من البحر ويشويه في الشمس، وأن الطوفان ما وصل إلى ركبته، هذا باطل، إذا كان موجود هذا وهو كافر لابد أن يغرق، الله تعالى أغرق أهل الأرض إلا من ركب السفينة، هذا حديث عوج بن عنق باطل، يذكر بعض الوضاعين الكذابين يقول: رجل اسمه عوج بن عنق أو كذا أنه طويل ومن طوله يأخذ السمك من البحر بيده ويشويها في عين الشمس، هذا من الخرافات، وأن الطوفان ما وصل إلا إلى ركبته، نسأل الله العافية.

(المتن)

كَحَدِيثِ عَوْجِ بْنِ عُنُقٍ الطَّوِيلِ.

الَّذِي قَصَدَ واضعه الطعن في أخبار الأنبياء فإنهم يخبرون بمثل هَذِهِ الأَخْبَارِ فَإِنَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ "أَنَّ طُولَهُ كَانَ ثَلاثَةَ آلافِ ذِرَاعٍ وَثَلاثِ مئة وَثَلاثَةَ وَثَلاثِينَ وَثُلْثًا وَأَنَّ نُوحًا لَمَّا خَوَّفَهُ الْغَرَقُ قَالَ لَهُ احْمِلْنِي فِي قَصْعَتِكَ هَذِهِ وَأَنَّ الطُّوفَانَ لَمْ يَصِلْ إِلَى كَعْبِهِ وَأَنَّهُ خَاضَ الْبَحْرَ فَوَصَلَ إِلَى حُجْزَتِهِ وَأَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ الْحُوتَ مِنْ قَرَارِ الْبَحْرِ فَيَشْوِيهِ فِي عَيْنِ الشَّمْسِ وَأَنَّهُ قَلَعَ صَخْرَةً عظيمة عَلَى قَدْرِ عَسْكَرِ مُوسَى.

(الشرح)

يعني: كأنه عاش في زمن نوح وزمن موسى.

(المتن)

وَأَرَادَ أَنْ يَرضخهم بِهَا.

(الشرح)

يعني: لما تقابل الجيش أخذ الصخرة لو ضرب الجيش كله بالصخرة هلك الجيش كله، هذه خرافات قاتل الله من وضعها، هذه تخالف القرآن، القرآن أخبر أن الله تعالى أهلك أهل الأرض بالطوفان ولا في أحد وصل الطوفان إلى ركبته.

(المتن)

فطوقها اللَّهُ فِي عُنُقِهِ مِثْلَ الطَّوْقِ".

(الشرح)

لما أخذ الصخرة يريد يرمي عسكر موسى جعلها الله طوق في عنقه، يعني عاش من زمن نوح إلى زمن موسى، دهور يعني على هذا، كم بين نوح وبين موسى! دهور وأزمنة.

(المتن)

وَلَيْسَ الْعَجَبُ مِنْ جَرَأَةِ مِثْلَ هَذَا الْكَذَّابِ عَلَى اللَّهِ إِنَّمَا الْعَجَبُ مِمَّنْ يُدْخِلُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كُتُبِ الْعِلْمِ مِنَ التَّفْسِيرِ وَغَيْرِهِ وَلا يُبَيِّنُ أَمْرَهُ.

(الشرح)

ليس العجب ممن يضع هذا الحديث، هذا معروف كذاب ولاشك، لكن العجب بعض العلماء يأتي بهذا الحديث ويضعه في كتب التفسير ويسكت عنه، هذا العجب يضعه ولا يبين ضعفه، ما يبين أنه موضوع.

(المتن)

وَهَذَا عِنْدَهُمْ لَيْسَ مِنْ ذُرِّيَةِ نُوحٍ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ [الصافات/77]، فَأَخْبَرَ أَنَّ كُلَّ مَنْ بَقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَهُوَ مِنْ ذُرِّيَةِ نُوحٌ.

(الشرح)

لأن الذين ركبوا في السفينة لما نزلوا انقرضوا وانقرضت ذريتهم ولم يبقى إلا ذرية نوح: حام، سام، يافث، هم الذين بقوا، ولهذا يُنسب إليهم أبو العرب منهم سام وحام ويافث هم الذين تناسلوا، واما الذين ركبوا في السفينة من المؤمنين نزلوا وعاشوا مدة وانقرضوا ولم يبقى إلا ذرية نوح، قال الله تعالى: وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ [الصافات/77].

وعلى هذا يكون عوج بن عنق باطل وليس من ذرية نوح، هذا يخالف القرآن، يخالف القرآن من مواضع كثيرة، كونه أنه ما غرق، ويخالف الحس والواقع.

(المتن)

فَلَوْ كَانَ لِعَوْجٍ هَذَا وُجُودٌ لَمْ يَبْقَ بَعْدَ نُوحٍ.

وَأَيْضًا فَإِنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ سُتُونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلُ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الآنَ.

(الشرح)

هذا مما يدل على كذب حديث عوج بن عنق، وأن طوله ثلاثة آلاف وثلاثة وثلاثين ذراع، لقول النبي ﷺ: خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ سُتُونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلُ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الآنَ.

إذًا آدم فقط ولم يزل الخلق ينقص حتى الآن ما في أحد أكبر من ستين، آدم أطول شيء ستون ذراع، وهذا ثلاثة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وثلاثين وثلث، فهذا الحديث يبطل حديث عوج هذا، وهو الصحيح: خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ سُتُونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلُ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الآنَ​​​​​​​، ينقص ما يزيد.

(المتن)

وَأَيْضًا فَإِنَّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسِ مئة عَامٍ وَسُمْكُهَا كَذَلِكَ، وَإِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَبَيْنَنَا وَبَيْنَهَا هَذِهِ الْمَسَافَةُ الْعَظِيمَةُ فَكَيْفَ يَصِلُ إِلَيْهَا مَنْ طُولُهُ ثَلاثَةُ آلافِ ذِرَاعٍ حَتَّى يَشْوِي فِي عَيْنِهَا الْحُوتَ وَلا رَيْبَ أَنَّ هَذَا وَأَمْثَالَهُ مِنْ وَضْعِ زَنَادِقَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ قَصَدُوا السُّخْرِيَةَ وَالاسْتِهْزَاءَ بِالرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ.

(الشرح)

يعني: الشمس في السماء الرابعة، وبين السماء الأولى والأرض مسيرة خمسمائة عام، وكثف كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء الأولى والثانية خمسمائة عامة وكثف كل سماء خمسمائة عام، كم بيننا وبين السماء الرابعة، كم من ألف؟ أربعة آلاف، وهذا طوله ثلاثة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وثلاثين وثلث، كيف يصل إلى السماء الرابعة.

(وَلا رَيْبَ أَنَّ هَذَا وَأَمْثَالَهُ مِنْ وَضْعِ زَنَادِقَةِ) الزنادقة: الملاحدة، الزنديق هو المنافق، كان يسمى منافق وبعد ذلك كان يسمى زنديق وهي كلمة فارسية معناها المنافق وتُطلق على المتحلل الذي تحلل من الأديان وما يدين بدين، فهذا من وضع الزنادقة المنافقون الذين يريدون يطعنون فيما أنزل الله من الشرائع على الأنبياء.

(المتن)

 وَلا رَيْبَ أَنَّ هَذَا وَأَمْثَالَهُ مِنْ وَضْعِ زَنَادِقَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ قَصَدُوا السُّخْرِيَةَ وَالاسْتِهْزَاءَ بِالرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ.

ومن هذا حديث "إن قاف جَبَلٌ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ تُحِيطُ بِالدُّنْيَا كَإِحَاطَةِ الْحَائِطِ بِالْبُسْتَانِ وَالسَّمَاءُ وَاضِعَةٌ أَكْنَافَهَا عَلَيْهِ فَزُرْقَتُهَا مِنْهُ" وَهَذَا وَأَمْثَالُهُ مِمَّا يَزِيدُ الْفَلاسِفَةَ وَأَمْثَالَهُمْ كُفْرًا.

(الشرح)

أي أن قاف جبلٌ محيط بالأرض كلها، والسماء واضعة أكنافها عليه وزقتها منها، هذا من الأحاديث المكذوبة الموضوعة.

(المتن)

وَهَذَا وَأَمْثَالُهُ مِمَّا يَزِيدُ الْفَلاسِفَةَ وَأَمْثَالَهُمْ كُفْرًا.

(الشرح)

كأن هذا قول منسوب لفلاسفة: قاف جبلٌ محيط بالأرض والسماء وضعت أكنافها عليه وزقتها منه، محيطة كإحاطة الحائط بالبستان، على هذا يكون قاف محيط بالأرض كلها، هذا من الأحاديث الموضوعة والخرافات.

(المتن)

وَمِنْ هَذَا حَدِيثِ "إِنَّ الأَرْضَ عَلَى صَخْرَةٍ وَالصَّخْرَةُ عَلَى قَرْنِ ثَوْرٍ فَإِذَا حَرَّكَ الثَّوْرُ قَرْنَهُ تَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ فَتَحَرَّكَتِ الأَرْضُ وَهِيَ الزَّلْزَلَةُ".

(الشرح)

(إِنَّ الأَرْضَ عَلَى صَخْرَةٍ وَالصَّخْرَةُ عَلَى قَرْنِ ثَوْرٍ فَإِذَا حَرَّكَ الثَّوْرُ قَرْنَهُ تَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ فَتَحَرَّكَتِ الأَرْضُ وَهِيَ الزَّلْزَلَة) صار زلزال، ثور هذا قرنه عليها الصخرة، والأرض كلها على الصخرة وعلى القرن، ماذا يكون الثور هذا، هذا من الخرافات.

(المتن)

وَالْعَجَبُ مِنْ مُسَوِّدِ كُتُبَهُ بِهَذِهِ الْهَذَيَانَاتِ.

(الشرح)

يعني: يضعها في الكتب وهي موضوعة هذه الخرافات.

(المتن)

ومن هَذَا حَدِيثِ "كَانَتْ جِنِّيَّةٌ تَأْتِي النَّبِيِّ ﷺ فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا أَبْطَأَ بِكِ؟ قَالَتْ: مَاتَ لَهَا مَيِّتٌ بِالْهِنْدِ، فَذَهَبْتُ فِي تَعْزِيَتِهِ، فَرَأَيْتُ فِي طَرِيقِي إِبْلِيسَ يُصَلِّي عَلَى صَخْرَةٍ فَقُلْتُ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَضْلَلْتَ بَنِي آدَمَ؟ فَقَالَ: دَعِي هَذَا عَنْكِ قُلْتُ: تُصَلِّي، وَأَنْتَ أَنْتَ؟ قَالَ يَا فَارِعةُ، إِنِّي لأَرْجُو مِنْ رَبِّي إِذَا بَرَّ قَسَمَهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ضَحِكَ مِثْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ".

(الشرح)

قبح الله من وضع هذا، جنية تمر بإبليس وهو يصلي وهو يرجو أن يبر الله بقسمه؛ الله أقسم: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ [ص/85]، هذا مخالف للقرآن، نسأل الله العافية.

الطالب: كأنه صار في فراغ؟.

الشيخ: لعله.

(المتن)

قَالَ ابْنُ عَدِيِّ فِي الْكَامِلِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ أحمد حدثنا منقر ابن الْحَكَمِ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ فَذَكَرَهُ.

(الشرح)

ابن لهيعة هذا صارت كتبه مختلطة.

(المتن)

وَاللَّهُ تَعَالَى أعلم بِمَا دُسَّ فِي كُتُبِ ابْنِ لَهِيعَةَ وَإِلا فَهُوَ أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ من أن يروج عَلَيْهِ مِثْلُ هَذَا الْهَذَيَانِ.

وَمِنْ هَذَا حَدِيثِ هَامَةَ بْنِ الْهَيْمِ بن لاقيس بْنِ إِبْلِيسَ الْحَدِيثُ الطَّوِيلُ وَنَحْوُهُ.

وَحَدِيثِ "زُرَنبِ بْنِ بَرْثَمَلا" قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: "حَدِيثُ

زُرَنبِ بْنِ بَرْثَمَلا بَاطِلٌ".

(الشرح)

هذا قصة إبليس لما جاء إلى النبي ﷺ ممكن تنزلوها من الانترنت حوالي عشرين صفحة محاورة بين إبليس وبين النبي ﷺ بدون خطاب ولا زمام، وبعضهم يكتبها في الجوال، كل هذا يتناقلونه أحاديث مكتوبة بدون خطاب ولا زمام، قال إبليس كذا وفعل كذا أحاديث طويلة كلها موضوعة وليس لها خطاب ولا زمام، نسأل الله السلامة والعافية.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد