شعار الموقع

كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف 15 أُمُورٍ كُلِّيَةٍ يعرف بِهَا كَوْنُ الْحَدِيثُ مَوْضُوعًا (مُخَالَفَةُ الْحَدِيثِ صَرِيحَ الْقُرْآنِ)

00:00
00:00
تحميل
17

بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام عَلَى نبينا محمد ﷺ.

اللَّهُمَّ اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين.

نقرأ كتاب " المنار المنيف في الصحيح والضعيف للإمام اِبْن القيم رحمه الله " .

(المتن)

فَصْلٌ

وَمِنْهَا: مُخَالَفَةُ الْحَدِيثِ صَرِيحَ الْقُرْآنِ كَحَدِيثِ مِقْدَارِ الدُّنْيَا "وَأَنَّهَا سَبْعَةُ آلافِ سَنَةٍ وَنَحْنُ فِي الأَلْفِ السَّابِعَةِ".

وَهَذَا مِنْ أَبْيَنَ الْكِذْبِ؛ لأَنَّهُ لَوْ كَانَ صَحِيحًا لَكَانَ كُلُّ واحَدٍ عَالِمًا أَنَّهُ قَدْ بَقِيَ لِلْقِيَامَةِ مِنْ وَقْتِنَا هذا مائتان وإحدى وخمسون سنة والله تعالى يقول: يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاّ بَغْتَةً يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ [الأعراف/187]؛ وقال تبارك وتَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ [لقمان/34]؛ وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: لا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا اللَّهُ.

(الشرح)

من علامات الحديث الموضوع أَنَّهُ يخالف صريح القرآن، مثل هَذَا الحديث الذي وضعه الكذاب: « مِقْدَارِ الدُّنْيَا وَأَنَّهَا سَبْعَةُ آلافِ سَنَةٍ وَنَحْنُ فِي الأَلْفِ السَّابِعَةِ».

قَالَ اِبْن القيم: نحن في المائة السابعة يَقُولُ؟.

الطالب: الظاهر هَذَا من الحديث؛ لِأَنَّهُمْ وضعوا قوسين وقالوا: أَنَّهَا سبعة آلاف سنة ونحن في الألف السابعة، أَمَّا كلام اِبْن القيم يَقُولُ: باقي عَلَى وقتنا مائتان وإحدى وخمسين سنة.

الشيخ: لعله يمكن سبعمائة أو سبعة ألاف؟.

الطالب: سبعة ألاف سنة ونحن في الألف السابعة، هَذَا من نص الحديث.

الشيخ: يَعْنِي بِالنِّسْبَةِ لَمَّا مضى من الدنيا، يَقُولُ: مضى من الدنيا مثلاً ستة ألاف قبل وفاة النَّبِيِّ ﷺ ونحن في الألف السابعة الآن، ومضى من الألف السابعة ، كم مضى؟ يقول نحن في السابعة بقي كم؟ بقي ثلاثمائة

الطالب: مائتان وإحدى وخمسون سنة

الشيخ: إيه، في زمن اِبْن القيم، لَكِن بيننا وبين زمن اِبْن القيم كم الآن؟ سبعمائة سنة يَعْنِي انتهت وزالت، هَذَا يدل عَلَى كذب هَذَا الكذاب الوضاع أن الدنيا سبعة ألاف، راحت السبعة ألاف انتهت وجاءت ألاف بعدها، والله تعالى أخبر في القرآن الكريم أن علم الساعة لا يعلمها إِلَّا هُوَ، يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاّ هُوَ[الأعراف/187]؛ فَهَذَا يدل عَلَى كذب الكذاب والعياذ بالله، أعد ومنها.

(المتن)

وَمِنْهَا: مُخَالَفَةُ الْحَدِيثِ الصريح صَرِيحَ الْقُرْآنِ كَحَدِيثِ مِقْدَارِ الدُّنْيَا "وَأَنَّهَا سَبْعَةُ آلافِ سَنَةٍ وَنَحْنُ فِي الأَلْفِ السَّابِعَةِ".

وَهَذَا مِنْ أَبْيَنَ الْكِذْبِ؛ لأَنَّهُ لَوْ كَانَ صَحِيحًا لَكَانَ كُلُّ أَحَدٍ عَالِمًا.

(الشرح)

عالم بوقت قيام الساعة.

(المتن)

 أَنَّهُ قَدْ بَقِيَ لِقِيَامَها مِنْ وَقْتِنَا هذا مائتين وإحدى وخمسون سنة.

(الشرح)

هَذَا في زمان اِبْن القيم، يَقُولُ: بقي عَلَى الألف السابعة مائتان وخمسين سنة.

(المتن)

 والله تعالى يقول: يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاّ بَغْتَةً يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ [الأعراف/187] .

(الشرح)

رد عليهم بقوله: لا تَأْتِيكُمْ إِلاّ بَغْتَةً، وقال: قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ هَذَا يدل عَلَى بطلان هَذَا الحديث.

(المتن)

 وقال تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ [لقمان/34] .

وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: لا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا اللَّهُ.

وَقَدْ جَاهَرَ بِالْكَذِبِ بَعْضُ مَنْ يَدَّعِي فِي زَمَانِنَا الْعِلْمَ وَهُوَ يَتَشَبَّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ أن رسول الله ﷺ كَانَ يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ قِيلَ لَهُ فَقَدْ قَالَ في حديث جبريل: مَا المَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ فحرفه عَنْ مَوْضِعِهِ وَقَالَ مَعْنَاهُ: "أَنَا وَأَنْتَ نَعْلَمُهَا".

وَهَذَا مِنْ أَعْظَمَ الجهل وأقبح التحريف والنبي ﷺ أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْ أَنْ يَقُولَ لِمَنْ كَانَ يَظُنُّهُ أَعْرَابِيًّا أَنَا وَأَنْتَ نَعْلَمُ السَّاعَةَ إِلا أَنْ يَقُولَ هَذَا الجاهل إِنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ أَنَّهُ جِبْرِيلُ وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ هُوَ الصَّادِقُ فِي قَوْلِهِ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا جَاءَنِي فِي صورة إلا عرفته غَيْرَ هَذِهِ الصُّورَةِ.

وَفِي لَفْظ آخَرِ: مَا شُبِهَ عَلَيَّ غَيْرُ هَذِهِ الْمَرَّةِ.

وَفِي لَفْظ آخَرِ رُدُّوا عَلَى الأَعْرَابِي فَذَهَبُوا فَالْتَمَسُوا فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئًا.

وَإِنَّمَا عَلِمَ النَّبِيُّ ﷺ أَنَّهُ جِبْرِيلُ بَعْدَ مُدَّةٍ كَمَا قَالَ عُمَرُ: "فَلَبِثْتُ مَلِيًا".

(الشرح)

قِيلَ: أن المدة ثلاثة أيام.

(المتن)

 ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: يَا عُمَرُ، أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ وَالْمُحَرِّفُ يَقُولُ: عَلِمَ النبي وَقْتَ السُّؤَالِ أَنَّهُ جِبْرِيلُ وَلَمْ يُخْبِرِ الصَّحَابَةَ بِذَلِكَ إِلا بَعْدَ مُدَّةٍ، ثُمَّ يقَوْلُ فِي الحديث: مَا المَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ .

(الشرح)

هَذَا المحرف يَقُولُ معنى مَا المَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، أنا وأنت نعلمها، كيف فسر هَذَا المحرف؟! مَا المَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ،، الرسول ﷺ يَقُولُ: علمي وعلمك سواء،(كلنا لا نعلم) والمحرف يَقُولُ: أنا وأنت نعلمها، شوف التحريف نسأل الله العافية.

(المتن)

 ثُمَّ نقَوْلُ فِي الحديث: مَا المَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، يعم كل سائل ومسئول فكل سائل ومسئول عَنْ السَّاعَةِ هَذِا شَأْنَهُمَا كَذَلِكَ.

وَلِكِنَّ هَؤُلاءِ الغلاة عِنْدَهُمْ أَنَّ عِلْمَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُنْطَبِقٌ عَلَى عِلْمِ اللَّهِ سَوَاءٌ بِسَوَاءٍ فَكَلُّ مَا يَعْلَمُهُ اللَّهُ يَعْلَمُهُ الرَسُولُ ﷺ والله تعالى يَقُولُ: وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ [التوبة/101] .

وَهَذَا فِي (بَرَاءَةٍ) وَهُوَ فِي أَوَاخِرِ (بَرَاءَةٍ) وَهِيَ مِنْ أَوَاخِرِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ هَذَا وَالْمُنَافِقُونَ جِيرَانُهُ فِي الْمَدِينَةِ.

(الشرح)

لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ [التوبة/101] .وَهَذَا يَقُولُ: إنه يعلم الغيب الرسول ﷺ، الله يَقُولُ: لا تعلمهم وهم جيرانه من المدينة، فكيف يقال: أَنَّهُ يعلم الغيب؟!.

الطالب: الصوفية (.....) الذين يقولون بعلمه كعلم الله (.....)؟.

الشيخ: هؤلاء الْكَفَرَة هَذَا يَقُولُ الساعة بَعْدَ ستة ألاف ومعلوم وقتها يرد عليه هنا.

الطالب: قصدي اِبْن القيم يَقُولُ: وَلِكِنَّ هَؤُلاءِ الغلاة عِنْدَهُمْ أَنَّ عِلْمَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُنْطَبِقٌ عَلَى عِلْمِ اللَّهِ سَوَاءٌ بِسَوَاءٍ، فَكَلُّ مَا يَعْلَمُهُ اللَّهُ يَعْلَمُهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، يقصد بهذا الصوفية؟.

الشيخ: لا، الشيخ يَقُولُ كُلّ ما يعلمه إيش؟.

الطالب: وَلِكِنَّ هَؤُلاءِ الغلاة عِنْدَهُمْ أَنَّ عِلْمَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُنْطَبِقٌ عَلَى عِلْمِ اللَّهِ سَوَاءٌ بِسَوَاءٍ، فَكَلُّ مَا يَعْلَمُهُ اللَّهُ يَعْلَمُهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.

الشيخ: نعم هؤلاء الغلاة من الصوفية وغيرهم، في طائفة يسمون برلياوية في الهند يدعون أن الرسول يعلم الغيب، وَهَذَا في رسالة في أصول الدين في بيان مذهبهم وإبطاله، ويدعون أن الرسول يعلم الغيب وَهَذَا كفر وضلال،وسنقول قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل/65] .

(المتن)

وَمِنْ هَذَا حديث "عُقْدُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لَمَّا أَرْسَلَ فِي طَلَبِهِ فَأَثَارُوا الجمل فوجدوه".

(الشرح)

يَعْنِي الرسول ﷺ ما علم مكان العقد وأرسل في طلبه، هَذَا في إحدى الغزوات ضاع عقد لعائشة فأرسل أناسًا يلتمسونه العقد يبحثون عنه، عقد تضع في حلقها، فذهبوا إِلَى مكان بعيد يبحثون عنه فلم يجدوه، فَلَمَّا أثاروا الجمل وجدوه تحت الجمل، لو كان يعلم الغيب ما احتاج إِلَى أن يرسل النَّاس، هَذَا فِيهِ الرد عَلَى القول بأن بالرسول يعلم الغيب.

(المتن)

ومن هَذَا حَدِيثِ تَلْقِيحِ النَّخْلِ وَقَالَ: مَا أَرَى لَوْ تَرَكْتُمُوهُ يَضُرُّهُ شيء فتركوه فجار شَيْصًا فَقَالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِدُنْيَاكُمْ.

(الشرح)

نعم تلقيح النخل لو كان يعلم قَالَ: لا تلقحوا النخل، فَلَمَّا لَمْ يتم تلقيح النخل شاص، صار شيص، فَقَالَ النَّبِيِّ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ.

(المتن)

 قَالَ تبارك وتَعَالَى قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ [الأنعام/50].

وقال وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ [الأعراف/188] .

وَلَمَّا جَرَى لأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ مَا جَرَى وَرَمَاهَا أَهْلُ الإِفْكِ بِمَا رَمُوهَا بِهِ لَمْ يَكُنْ ﷺ يَعْلَمُ حَقِيقَةَ الأَمْرِ حَتَّى جَاءَهُ الْوَحْيُ مِنَ اللَّهِ بِبَرَاءَتِهَا.

وَعِنْدَ هَؤُلاءِ الْغُلاةِ أَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ الْحَالَ إلا أنه بِلا رَيْبَةَ.

(الشرح)

يَعْنِي عائشة رضي الله عنها لَمَّا تكلم فِيهَا أهل الإفك لبث الوحي شهرًا كاملاً والناس يخوضون والرسول ما يعلم، قالت عائشة: فقدت اللطف الَّذِي كان من رسول الله ﷺ، ثُمَّ جاء وَقَالَ يا عائشة: إِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ، ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ولو  كان يعلم الغيب ما قَالَ هَذَا.

الطالب: ذكر هنا بياض في الأصل وفي النقل عيرها كذا، وحاشاه ﷺ أن يعير، وَإِنَّمَا كان جفا ومسائلة، والسؤال للجارية مَعَ التشديد عليها، وكان ذَلِكَ مِمَّا يزيد في هم عائشة وأبويها .

(المتن)

 وَعِنْدَ هَؤُلاءِ الْغُلاةِ أَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ الْحَالَ إلا أنه بِلا رَيْبَةَ وَاسْتَشَارَ النَّاسَ (.....) وَدَعَا الْجَارِيَةَ فَسَأَلَهَا وَهُوَ يَعْلَمُ الْحَالَ وَقَالَ لَهَا: إِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ. وَهُوَ يَعْلَمُ عِلْمًا يَقِينًا أَنَّهَا لَمْ تلم بذنب.

وَلا رَيْبَ أَنَّ الْحَامِلَ لِهَؤُلاءِ على هذا اللغو اعْتِقَادُهُمْ أَنَّهُ يُكَفِّرُ عَنْهُمْ سَيِّئَاتَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ وَأنه كُلَّمَا غَلُوا كَانُوا أَقْرَبَ إِلَيْهِ وَأَخَصَّ بِهِ فَهُمْ أَعْصَى النَّاسِ لأَمْرِهِ وَأكثرهم مُخَالَفَةً لِسُنَّتِهِ وأعظمهم غلوا فيه.

(الشرح)

الحامل لهم عَلَى القول بأن الرسول يعلم الغيب يَقُولُ: هَذَا يكفر الذنوب، إذا قُلْنَا: إن الرسول يعلم الغيب هَذَا فِيهِ تكفير للذنوب.

(المتن)

وَلا رَيْبَ أَنَّ الْحَامِلَ لِهَؤُلاءِ على هذا اللغو اعْتِقَادُهُمْ أَنَّهُ يُكَفِّرُ عَنْهُمْ سَيِّئَاتَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ وَأنهم كُلَّمَا غَلُوا كَانُوا أَقْرَبَ إِلَيْهِ وَأَخَصَّ بِهِ فَهُمْ أَعْصَى النَّاسِ لأَمْرِهِ وَأكثرهم مُخَالَفَةً لِسُنَّتِهِ وأعظمهم غلوا فيه، وَهَؤُلاءِ فِيهِمْ شَبَهٌ ظَاهِرٌ مِنَ النَّصَارَى الَّذِينَ غَلُوا فِي الْمَسِيحِ أَعْظَمَ الْغُلُوِّ وَخَالَفُوا شَرْعَهُ وَدِينَهُ أَعْظَمَ الْمُخَالَفَةِ.

وَالْمَقْصُودُ أَنَّ هَؤُلاءِ يُصَدِّقُونَ بِالأَحَادِيثِ الْمَكْذُوبَةِ وَيُحَرِّفُونَ الأَحَادِيثَ الصَّحِيحَةَ.

(الشرح)

هَذِهِ الخلاصة هؤلاء يصدقون بالأحاديث المكذوبة والأحاديث الصحيحة يحرفونها، قف عَلَى هَذَا والمقصود.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد