شعار الموقع

كتاب الأشربة (07) باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك.. – إلى باب في ادخار التمر ونحوه من الأقوات للعيال

00:00
00:00
تحميل
74

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال الإمام مسلم رحمنا الله وإياه:

(المتن)

حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، مِنْ رُقْعَةٍ عَارَضَ لِي بِهَا، ثُمَّ قَرَأَهُ عَلَيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنَاهُ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: لَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ خَمَصًا، فَانْكَفَأْتُ إِلَى امْرَأَتِي، فَقُلْتُ لَهَا: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ خَمَصًا شَدِيدًا، فَأَخْرَجَتْ لِي جِرَابًا فِيهِ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ ، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ، قَالَ: فَذَبَحْتُهَا وَطَحَنَتْ، فَفَرَغَتْ إِلَى فَرَاغِي، فَقَطَّعْتُهَا فِي بُرْمَتِهَا، ثُمَّ وَلَّيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَتْ: لَا تَفْضَحْنِي بِرَسُولِ اللهِ ﷺ وَمَنْ مَعَهُ، قَالَ: فَجِئْتُهُ فَسَارَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا قَدْ ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا، وَطَحَنَتْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ كَانَ عِنْدَنَا، فَتَعَالَ أَنْتَ فِي نَفَرٍ مَعَكَ، فَصَاحَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَقَالَ: يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ لَكُمْ سُورًا فَحَيَّ هَلًا بِكُمْ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: لَا تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ، وَلَا تَخْبِزُنَّ عَجِينَتَكُمْ حَتَّى أَجِيءَ، فَجِئْتُ وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَقْدَمُ النَّاسَ حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي، فَقَالَتْ: بِكَ وَبِكَ، فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ لِي، فَأَخْرَجَتْ لَهُ عَجِينَتَنَا فَبَصَقَ فِيهَا وَبَارَكَ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى بُرْمَتِنَا فَبَصَقَ فِيهَا وَبَارَكَ، ثُمَّ قَالَ: ادْعِي خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعَكِ، وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ وَلَا تُنْزِلُوهَا وَهُمْ أَلْفٌ، فَأُقْسِمُ بِاللهِ لَأَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا، وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ، وَإِنَّ عَجِينَتَنَا - أَوْ كَمَا قَالَ الضَّحَّاكُ: - لَتُخْبَزُ كَمَا هُوَ.

(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين,  أما بعد:
فهذه القصة فيها دلائل من دلائل النبوة؛ نبوة نبينا عليه الصلاة والسلام وعلَم من أعلَام النبوة و فيها دليل على قدرة الله وأنَّ الله على كل شيءٍ قدير إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[يس:82] وهي من علامات النبوة صاع من شعير وهي ما كفت ألفا وبقي الطعام كما هو الله على كل شيء قدير إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82] بيده كل شيء, جعلها تكثير الطعام علامة من علامات النبوة ودليل, فيه أن جابرا رأى بالنبي ﷺ  خمصًا يعني جوعًا؛ خمص يعني جوع, إما أنه رأى على وجهه أو رآه وفي اللفظ رآه ضامر البطن فذهب إلى امرأته وقال لها: رأيت بالنبي ﷺ خمصا فهل عندكِ شيء؟ قالت: عندنا صاع من شعير,  الآن عندنا الشعير ما يُؤكَل! يُؤكَل للدواب وكان شحيحا عندهم ما يوجد فطحنته؛ فطحنت الصاع ذهب أولًا إلى الرسول ﷺ  وقال: يا رسول الله إن عندنا شيئا من الطعام صاعٌ من شعير وعندنا بُهيمة فتعال أنت ونفرٌ معك, والنفر: من ثلاثة إلى تسعة يعني, أمر جابر زوجته أن تطحن الشعير وذبح البُهيمة, البُهيمة: هي تصغير بهيمة يعني صغيرة من الغنم وصغيرة من الماعز أو من الضأن أو من الماعز لها أشهُر فذبح البُهيمة, والداجن يعني تعيش في البيت وتأكل في البيت, طحنت الشعير وذبح البُهيمة فجاء للنبي ﷺ  وأسرَّ إليه؛ فيه دليل على جواز المُساررة كون الإنسان يسارر لإنسان آخر بحاجة إذا كان معه جماعة فلا حرج وإنما النهي عن المُساررة أن يتناجى اثنان دون الثالث (إذا كانوا ثلاثة يتناجى اثنان دون الثالث لأن هذا يُحزِنه) كون أن ذلك يُحزِنه, أما إذا كان العدد كثيرا وأسرَّ إلى واحد فلا حرج لا بأس بالمساررة بين اثنين إذا كان العدد كثيرا إذا كانوا جماعة, أما إذا كانوا اثنين فلا يتناجى اثنان دون الثالث أو كانوا ثلاثة فلا يتناجى الثالث دون الرابع جاء في الحديث (من أجل أنَّ ذلك يُحزِنُه) قد يظن في نفسه أنهم يتكلمون فيه, لكن إذا كانوا جماعة فلا حرج يعني واحد يُسِر إلى واحد ولهذا جابر قال: ساررتُ النبي ﷺ  , يعني سارّه في أذنه وقال له: عندنا صاع من شعير وبُهيمة تعالَ أنت ونفر معك, فالنبي ﷺ  صاح بأهل الخندق اللي يحفرون الخندق في المدينة يا أهل الخندق إنَّ جابرا صنع طعامًا فحيَّ هلا بكم إن عند جابر سورًا والسُور هو الطعام وهي في اللغة كلمة فارسية؛ فيه أنه لا بأس أن تتكلم بكلمات أجنبية كلمات معدودة, قد يُقال إن هذه من الكلمات التي تتوافق فيها اللغات تعرفون كما قالوا في (أبابيل وسجيل) قالوا إنها كلمات تتفق فيها اللغات توافق اللغة العربية واللغة الفارسية ولا يخرج الكلام عن كونه عربيا كذلك القرآن قيل إن فيه بعض الكلمات ولا يخرج عن كونه عربيًا, فلما أخبر جابر زوجته قال: (لا تفضحني برسول الله ﷺ  ما عندنا شيء يكفيهم) فلما جاء قالت له بك وبك يعني بك يكون العيب عليك, يكون كذا, كيف ماذا نعمل؟ قال: قد أخبرته بالذي قلتِ, قال ﷺ  لجابر: لا تخبِزُنَّ حتى آتي, ولا تُنزِلُنَّ بُرمَتَكُم, فلما جاء النبي ﷺ  دعا وتبرَّك بصق يعني تفل فيه وبرَّك يعني دعا له بالبركة فقبِل الله دعوة نبيه ﷺ  وبارك الله في هذا الطعام وقال لزوجة جابر: ادُعي خادمة تخبز معك, تعب , سيبارك الله في هذا الطعام ويحتاج إلى خابزات تخبز لأن الواحدة تتعب تحتاج إلى ساعة تخبز فدعت خابزة  وقال: اقدحي, لا تنزل من البُرمة , والبُرمة: القدر يعني حتى آتِي فجاء النبي ﷺ  وبصق فيه دعا وتفل وبرَّك فكثَّر الله الطعام كثَّر الله الخبز, وفي هذه القصة لم يذكر أنه كيفية دخولهم, لكنه في قصةٍ أخرى ذكر أنه قال ادع عشرة, فيدخل عشرة ويأكلون ثم يخرجون ادع عشرة هنا قال جابر أقسم بالله لأكلوا وهم ألف نفر وصاع شعير وبُهيمة وبقي الطعام كما هو والخبز كما هو و (...) كما هو على حاله وظاهره أنهم وزعوه على الجيران.

(المتن)

  وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ: قَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللهِ ﷺ ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا، فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ ثَوْبِي وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ، فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ، قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَلِطَعَامٍ؟، فَقُلْتُ: نَعَمْ.

 

(الشرح)
يعني أرسلك أبو طلحة على سبيل الاستفهام, والتقدير أرسلك أبو طلحة؟ قال: نعم, قال: ألطعام؟ وهذا سؤال ثاني؛ فعلم أنه علم من أعلام النبوة عرف أن الذي أرسله أبو طلحة.
ثانيًا: أنه أرسله لطعام هذا كله من الغيب, قال: أرسلك أبو طلحة؟ قال: نعم, قال: ألطعام؟ قال: نعم, علمًا من أعلام النبوة لأنه لا يعلم مَن الذي أرسله ولا يعلم أنه يدعوه لطعام إلا الله سبحانه وتعالى هذا من علم الغيب أطلعه الله على نبيه.

(المتن)

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِمَنْ مَعَهُ: قُومُوا، قَالَ: فَانْطَلَقَ، وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِالنَّاسِ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ، فَقَالَتْ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: هَلُمِّي مَا عِنْدَكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ عَلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا فَأَدَمَتْهُ،

 

الشيخ: يقال فأدمته ويقال فآدمته بالمد والقصر , يعني جعلت عليه إداما, عصرت عكة من سمن فأدمته يعني تأدم جعلت فيه إداما, آدمته أو أدمته.

المتن:
 ثُمَّ قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ،

الشيخ: يعني التبريك و الدعاء قال فيما شاء أن يقول يعني دعا أو برك.
المتن:

ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» حَتَّى أَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ رَجُلًا أَوْ ثَمَانُونَ.

(الشرح)
وهذه القصة فيها أيضًا فيها عَلَم من أعلام النبوة تكثير الطعام, وتكثير الطعام حصل للنبي ﷺ  مرات متعددة كما في قصة جابر وفي هذه القصة , طعام قليل كفى هؤلاء القوم سبعون أو ثمانون وفيه أنَّ أم سليم أرسلت ابنها أنسا بأقراص من شعير فأسرَّ إلى النبي ﷺ, فالنبي دعا أصحابه قال: قوموا وهو عددٌ كبير, فلما أخبر أبا طلحة قال أبو طلحة لأم سليم: جاء الرسول بالناس, فقالت أم سليم: الله ورسوله أعلم هذا يدل على فقهها , لأنها تقول الرسول يعلم أنَّ الطعام قليل ولكن ما دعاهم إلا وهو يعلم ما سيُقدِّر الله أو ما سيكون من تكثير الطعام, وفيه دليل على أنَّه يُقال في حياة النبي ﷺ  (الله ورسوله أعلم) لأن الرسول ﷺ  ينزل عليه الوحي, أما بعد مماته فيُقال (الله أعلم). و من ذلك حديث معاذ بن جبل قال: يا معاذ قال له النبي ما حق الله على العباد؟ قلت: الله ورسوله أعلم, ففي حياته يُقال الله ورسوله أعلم, أما بعد وفاته فيُقال الله أعلم؛ لأنه لا يعلب الغيب عليه الصلاة والسلام ولا يدري ماذا يحصُل على أمته, ففي حياته يُقال: الله ورسوله أعلم, وبعد مماته يُقال الله أعلم.
وفيه أنَّ أبا طلحة تقدَّم القوم؛ تقدَّمهم وأقبل لما جاء النبي أقبل أبو طلحة تقدمهم, فيه مشروعية استقبال الضيوف والترحيب بهم.
وفيه أنه قال أيضًا ائذن لعشرة ائذن لأن البيت ما يتسَّع لهم يدخلون على عشرة عشرة يدخل عشرة ويأكلون ثم ينصرفون ويدخل عشرة وهكذا, قال عشرة عشرة, البيوت صغيرة والغرف صغيرة ما مثل بيوتنا الآن الناس توسعوا وصار مجالس واسعة وحدائق, كانت البيوت صغيرة ولا تتسِّع ولهذا قال ائذن لعشرة ولأن كذلك أيضًا حتى يستديرون على المكان يكون العشرة على دائرة عشرة عشرة, ثم يخرجون ويدخل عشرة وهكذا.
سؤال- يُقال إن الفقه في الدين يُقال الله ورسوله أعلم وفي غيره يُقال الله أعلم؟
جواب الشيخ- مثل ما سمعت بعد وفاته الله أعلم في الفقه وفي غير الفقه.

(المتن)

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ؛ وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ لِأَدْعُوَهُ وَقَدْ جَعَلَ طَعَامًا، قَالَ: فَأَقْبَلْتُ وَرَسُولُ اللهِ ﷺ مَعَ النَّاسِ، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقُلْتُ: أَجِبْ أَبَا طَلْحَةَ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: «قُومُوا»، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا صَنَعْتُ لَكَ شَيْئًا، قَالَ: فَمَسَّهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ

الشيخ: (إنما صنعت لك شيئا) يعني شيئا قليلا ما يكفي للعدد الكثير) 

المتن: 

وَدَعَا فِيهَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ قَالَ: أَدْخِلْ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِي عَشَرَةً، وَقَالَ: كُلُوا، وَأَخْرَجَ لَهُمْ شَيْئًا مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا فَخَرَجُوا، فَقَالَ: أَدْخِلْ عَشَرَةً، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، فَمَا زَالَ يُدْخِلُ عَشَرَةً وَيُخْرِجُ عَشَرَةً حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَ، فَأَكَلَ حَتَّى شَبِعَ، ثُمَّ هَيَّأَهَا فَإِذَا هِيَ مِثْلُهَا حِينَ أَكَلُوا مِنْهَا.

(الشرح)
هذا من علامات النبوة ومن دلائل قدرة الله وأنَّ الله على كل شيءٍ قدير تكثير الطعام, فيه أن النبي ﷺ مسَّها ودعا بالبركة فقبِل الله دعوة نبيه وبارك في هذا الطعام ووضع شيئًا من بين أصابعه, وفيه أنهم أكلوا كلهم وبقي الطعام كما هو على حاله ما كأنه أُكل منه.


(المتن)

وحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو طَلْحَةَ، إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِ حَدِيثِ ابْنِ نُمَيْرٍ، غَيْرَ أَنَّهُ، قَالَ فِي آخِرِهِ: ثُمَّ أَخَذَ مَا بَقِيَ فَجَمَعَهُ، ثُمَّ دَعَا فِيهِ بِالْبَرَكَةِ، قَالَ: فَعَادَ كَمَا كَانَ، فَقَالَ: «دُونَكُمْ هَذَا»،

الشيخ: يعني دونكم يعني خذوا, دونكم اسم فعل  بمعنى خذوا, يعني وزعوه على من حولكم.


المتن: 

وحَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَمَرَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ أَنْ تَصْنَعَ لِلنَّبِيِّ ﷺ طَعَامًا لِنَفْسِهِ خَاصَّةً، ثُمَّ أَرْسَلَنِي إِلَيْهِ وَسَاقَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِيهِ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ ﷺ يَدَهُ وَسَمَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا، فَقَالَ: كُلُوا وَسَمُّوا اللهَ، فَأَكَلُوا حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ بِثَمَانِينَ رَجُلًا، ثُمَّ أَكَلَ النَّبِيُّ ﷺ بَعْدَ ذَلِكَ وَأَهْلُ الْبَيْتِ، وسموا وَتَرَكُوا سُؤْرًا.

(الشرح)
الله أكبر , هذا فيه أنَّه دعا النبي ﷺ لنفسه خاصة ... يكفيك فدعا ثمانين, وفيه أنه قال ائذن لعشرة كلوا وسموا؛ مشروعية التسمية عند الطعام, وفيه أن النبي ﷺ  أكل بعد الثمانين هو الآخر وأهل البيت وبقي طعام للنبي ﷺ  لنفر واحد كفَّى ثمانين وبقي كما كان والنبي ﷺ  أكل بعد الثمانين وأكل أهل البيت وبقي أيضًا بقيَّة , بقي سؤرا يعني بقية من الطعام هذا من علامات النبوة ومن دلائل قدرة الله.
سؤال- قوله ﷺ  كُلُوا وسَمُّوا هل فيه دلالة على مشروعية تذكير الناس؟
جواب- نعم سمُّوا؛ الآن الناس يقولون سَمُّوا هذا طيب من السنة.


(المتن)

 وحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، بِهَذِهِ الْقِصَّةِ فِي طَعَامِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، وَقَالَ فِيهِ: فَقَامَ أَبُو طَلْحَةَ عَلَى الْبَابِ حَتَّى أَتَى رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا كَانَ شَيْءٌ يَسِيرٌ، قَالَ: هَلُمَّهُ فَإِنَّ اللهَ سَيَجْعَلُ فِيهِ الْبَرَكَةَ،
وحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ فِيهِ: ثُمَّ أَكَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَأَكَلَ أَهْلُ الْبَيْتِ، وَأَفْضَلُوا مَا أَبْلَغُوا جِيرَانَهُمْ،

الشيخ: يعني بقي بقية وزعت على الجيران, بعد العدد الكثير , الله أكبر.


المتن:

وحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي،، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ زَيْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: رَأَى أَبُو طَلْحَةَ رَسُولَ اللهِ ﷺ مُضْطَجِعًا فِي الْمَسْجِدِ يَتَقَلَّبُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ، فَأَتَى أُمَّ سُلَيْمٍ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ مُضْطَجِعًا فِي الْمَسْجِدِ يَتَقَلَّبُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ وَأَظُنُّهُ جَائِعًا وَسَاقَ الْحَدِيثَ وَقَالَ فِيهِ: ثُمَّ أَكَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَأَبُو طَلْحَةَ، وَأُمُّ سُلَيْمٍ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَأَهْدَيْنَاها لِجِيرَانِنَا.

(الشرح)
وفيه أنَّ النبي ﷺ  تصيبه الشدة والجوع كغيره والحر والبرد والأمراض والأسقام , و دليل على أنه ليس بإله يُعبَد ولكنه نبيٌ كريم يُطَاع ويُتبَّع ولو كان إلهًا لَمَا أصابه النقص, فالإله كامل لا يلحقه نقص ولا يحتاج إلى أحد, الإله لا يحتاج إلى أحد مُنزَّه عن الأمراض والأسقام والحاجة إلى الطعام والشراب فدلَّ على أنَّ نبي الله ورسوله بشر ليس إلها يُعبَد, يجوع يصيبه الجوع ويصيبه الحر والبرد والأمراض والأسقام والهزيمة كغزوة أحد سقط في حفرة وكُسِرَت رباعيته وشُجَّ وجهه عليه الصلاة والسلام دلَّ على أنه نبيٌ كريم يُطَاع ويُتبَّع ولا يُعبَد فالعبادة حق الله, وفيه دليل على أنَّ الدنيا لا تساوي شيئا عند الله ولو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة كما في الحديث ما سقى كافرا منها شربة ماء, لو كانت الدنيا مقياسا لآتاها الله النبي ﷺ  ولكنَّ الدنيا كما في الحديث يعطي الله الدنيا لمن يحب ومَن لا يحب ولا يعطي الدين إلا لمَن يحب فمَن أعطاه الدين فقد أحبه, دلَّ على أنَّ الأخيار قد تصيبهم الشدائد والمِحَن وفي الحديث أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يؤتى الناس على قدر , والنبي ﷺ  حصل له الكمال في هذا فهو يتقلَّب أحيانًا من الجوع والشبع فإذا جاع صبر وتضرَّع إلى الله وإذا شبع حمد الله وشكره يحصل له جميع الأحوال عليه الصلاة والسلام وفيه عناية الصحابة بالنبي ﷺ  وملاحظتهم له, قال رأيت النبي ﷺ  يتقلَّب ظهرا على بطن, أظنه جائعا عليه الصلاة والسلام, والصحابة قد لا يعلمون هذا وهو يُخفي هذا عنهم عليه الصلاة والسلام.


(المتن)

 وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ، أَنَّ يَعْقُوبَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: جِئْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَوْمًا فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا مَعَ أَصْحَابِهِ يُحَدِّثُهُمْ، وَقَدْ عَصَّبَ بَطْنَهُ بِعِصَابَةٍ، قَالَ أُسَامَةُ: وَأَنَا أَشُكُّ عَلَى حَجَرٍ، فَقُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ لِمَ عَصَّبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بَطْنَهُ؟ فَقَالُوا: مِنَ الْجُوعِ، فَذَهَبْتُ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ وَهُوَ زَوْجُ أُمِّ سُلَيْمٍ بِنْتِ مِلْحَانَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ، قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ عَصَّبَ بَطْنَهُ بِعِصَابَةٍ، فَسَأَلْتُ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَقَالُوا: مِنَ الْجُوعِ، فَدَخَلَ أَبُو طَلْحَةَ عَلَى أُمِّي، فَقَالَ: هَلْ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، عِنْدِي كِسَرٌ مِنْ خُبْزٍ وَتَمَرَاتٌ، فَإِنْ جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ وَحْدَهُ أَشْبَعْنَاهُ، وَإِنْ جَاءَ آخَرُ مَعَهُ قَلَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ذَكَرَ سَائِرَ الْحَدِيثِ بِقِصَّتِهِ.

(الشرح)
كان أنس صغيرا ما يدري و الذي يسأل الصحابة يقول لماذا الرسول ﷺ , عصَّب بطنه لأنه صغير السن ليس بكبير لما قدم النبي ﷺ  المدينة وهو ابن عشر سنين فذهب إلى أبي طلحة وقال يا أبتاه هو زوج أمه قال يا أبتاه لأنه بمنزلة الوالد.
سؤال- ....؟
جواب- إذا قال له يا أبتاه من باب يعني التكريم له لا حرج, العم بمنزلة الوالد.

(المتن)

وحَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي طَعَامِ أَبِي طَلْحَةَ نَحْوَ حَدِيثِهِمْ.
وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: «إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللهِ ﷺ لِطَعَامٍ صَنَعَهُ»، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: «فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ، فَقَرَّبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ خُبْزًا مِنْ شَعِيرٍ وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ»، قَالَ أَنَسٌ: «فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَيِ الصَّحْفَةِ»، قَالَ: «فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مُنْذُ يَوْمَئِذٍ».
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «دَعَا رَسُولَ اللهِ ﷺ رَجُلٌ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَجِيءَ بِمَرَقَةٍ فِيهَا دُبَّاءٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَأْكُلُ مِنْ ذَلِكَ الدُّبَّاءِ وَيُعْجِبُهُ»، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ جَعَلْتُ أُلْقِيهِ إِلَيْهِ وَلَا أَطْعَمُهُ، قَالَ: فَقَالَ أَنَسٌ: «فَمَا زِلْتُ بَعْدُ يُعْجِبُنِي الدُّبَّاءُ»،
وحَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللهِ ﷺ وَزَادَ، قَالَ ثَابِتٌ: فَسَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: فَمَا صُنِعَ لِي طَعَامٌ بَعْدُ أَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُصْنَعَ فِيهِ دُبَّاءٌ إِلَّا صُنِعَ.

 

(الشرح)
وفيه مشروعية إجابة الدعوة حيث أجاب النبي ﷺ دعوة الخيَّاط لِمَا فيها من التأليف ولِمَا فيها من الأُلفة وأسباب المحبة إلا إذا كان هناك مانع فإنه يعتذر ويُشرَع إجابة الدعوة اختلف العلماء هل الدعوة واجبة أو مستحبة مشهور عند الجمهور أنَّ دعوة العُرس هي واجبة وما عداها فهي مستحبة ولكن ظاهر الأدلة العموم ولكن إذا كان عليه مشقة يعتذر, وفيه أنَّ هذا الرجل دعا النبي ﷺ خياط, فيه دليل على أنَّ مهنة الخياطة مهنةٌ شريفة وهكذا جميع المهن مثل الجزارة والحداد والنجار, فيه أنه لا بأس أن يكون الإنسان له مهنة فينبغي أن يكون له مهنة يكون له عمل يكون جزارا خياطا, الجزارة والنجارة والحدادة والتجارة والزراعة وجاء الآن المهن الجديدة يكون مثلًا سباكا وكهربائيا ومُبلَّطا ودهَّانا كل هذه مهن يكسب منها الإنسان المال, وفيه أنَّ النبي ﷺ  كان يحب الدُبَّاء كان أنس, وهو القرع, كان أنس يقول ما زلت أحب الدُبَّاء منذ يومئذٍ يعني موافقة النبي ﷺ  فما صُنِع لي طعامٌ وأنا أقدر  أن أجعل فيه الدُبَّاء لجعلت فيه الدباء, وفيه أنَّ أنسا كان لما رأى النبي ﷺ يتتبَّع الدُبَّّاء من حول الصحفة صار أنس يجمعه عنده ولا يطعمه يُلقيه عنده لأنه يُؤثِره على نفسه و قوله من حوالي الصحفة يعني حواليها وما قرُبَ منها, وأما الحديث الآخر النبي قال للغلام كل مما يليك فلا ينافي هذا فهو مما يليه من حوالي الصحفة أو أنَّ هذا خاصٌ بالنبي ﷺ  لأن الصحابة يُعجِبهُم ذلك ويتبرَّكون بما مسَّ يده عليه الصلاة والسلام  .
وفيه أيضًا التمتُّع بما أحلَّ الله من الطيبات ومن المرق ومن غيره, وأنَّ هذا لا ينافي الزهد كما يدَّعي بعض الصوفية أو بعض المتزهدة الذين يمنعون من الطيبات, الله تعالى قال: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ [الأعراف:32] أما التمتُّع بما أحلَّ الله من الطيبات كان النبي ﷺ  يأكل الطعام والحلوى واللحم وغيره.
سؤال- ما هو الدُبَّاء؟
جواب- القرع.
سؤال- ما هو القديد؟
جواب- والقديد: اللحم المُجفَّف ما عندهم ثلاجات اللحم يُجفَّف ويُجعَل فيه ملح كان الناس قبل وجود الثلاجات في الأضاحي وفي غيره يُشرِّحون اللحم يجعلون وفيه ملحا, فيجلس مدة طويلة يُغسَل ويُقطَّع قطعا ويأكلون منه مدة لأن الملح يحفظه من الفساد.


(المتن)

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَى أَبِي، قَالَ: فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا وَوَطْبَةً، فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِتَمْرٍ فَكَانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِي النَّوَى بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ، وَيَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى - قَالَ شُعْبَةُ: هُوَ ظَنِّي وَهُوَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ إِلْقَاءُ النَّوَى بَيْنَ الْإِصْبَعَيْنِ - ثُمَّ أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ، قَالَ: فَقَالَ أَبِي: وَأَخَذَ بِلِجَامِ دَابَّتِهِ، ادْعُ اللهَ لَنَا، فَقَالَ: اللهُمَّ، بَارِكْ لَهُمْ فِي مَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ.

(الشرح)
والوَطبة هو الحيس, والحيس و التمر والأقط هو السمن كما قال: التمر والحيس والأقط والتمر إلا أنه لم يختلط, تمرٌ برني وأقط مدقوق وسمن يُخلَط يسمى حيسا هذا الوَطبة, وفيه أنه جعل يجمع النوى بين أصابعه بين إصبع السبابة والوسطى لأنه قليل ما وضعه مع التمر , فيه أنه طلب منه أن يدعو له دعا له بالبركة اللهم بارك لهم في طعامهم؛ مشروعية الدعاء للضيف والطعام و بعد الانتهاء من الطعام.
سؤال- ... أنَّ إلقاء النوى يكون بهذه الطريقة يكون سنة؟
جواب-  لا ألقاه يجمعه لأنه قليل.

(المتن)

وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، ؛ وحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، كِلَاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يَشُكَّا فِي إِلْقَاءِ النَّوَى بَيْنَ الْإِصْبَعَيْنِ.
وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ الْهِلَالِيُّ، قَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا، وقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ»

(الشرح)
فيه دليل على أنه لا بأس بأكل القثاء بالرطب والقثاء الخيار, الرطب لا بأس بأكل القثاء بالرطب, وفيه دليل على أنه لا بأس بأكل طعامين في وقتٍ واحد وذلك أنَّ القثاء يعني الخيار بارد والتمر حار , وفي لفظ يكسِر حر هذا برد هذا فيتعادلان.

(المتن)

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، كِلَاهُمَا عَنْ حَفْصٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سُلَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ مُقْعِيًا يَأْكُلُ تَمْرًا».

(الشرح)
والمُقعي هو الذي نصب جالسًا على إليتيه ونصب ساقيه يعني مستعجلا يجلس على إليتيه وينصب ساقيه, غير متمكِّن.

(المتن)

وحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «أُتِيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِتَمْرٍ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَقْسِمُهُ وَهُوَ مُحْتَفِزٌ، يَأْكُلُ مِنْهُ أَكْلًا ذَرِيعًا»، وَفِي رِوَايَةِ زُهَيْرٍ: أَكْلًا حَثِيثًا.

(الشرح)
محتفز أو مستوفز يعني غير متمكِّن في جلوسه مستعجل مثل ما سبق , كونه غير متمكِّن جالس على إليتيه ناصبًا ساقيه محتفز أو مستوفز متقارب.


(المتن)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ جَبَلَةَ بْنَ سُحَيْمٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ، قَالَ: وَقَدْ كَانَ أَصَابَ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ جَهْدٌ، وَكُنَّا نَأْكُلُ فَيَمُرُّ عَلَيْنَا ابْنُ عُمَرَ وَنَحْنُ نَأْكُلُ، فَيَقُولُ: «لَا تُقَارِنُوا فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ نَهَى عَنِ الْإِقْرَانِ، إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ»، - قَالَ شُعْبَةُ: لَا أُرَى هَذِهِ الْكَلِمَةَ إِلَّا مِنْ كَلِمَةِ ابْنِ عُمَرَ يَعْنِي الِاسْتِئْذَانَ -
وَحَدَّثَنَاهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، ؛ وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، كِلَاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِهِمَا قَوْلُ شُعْبَةَ، وَلَا قَوْلُهُ: وَقَدْ كَانَ أَصَابَ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ جَهْدٌ
حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: «نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ يَقْرِنَ الرَّجُلُ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَهُ»
وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: لَا يَجُوعُ أَهْلُ بَيْتٍ عِنْدَهُمُ التَّمْرُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلَاءَ، عَنْ أَبِي الرِّجَالِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: يَا عَائِشَةُ، بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، يَا عَائِشَةُ، بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ أَوْ جَاعَ أَهْلُهُ قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.

(الشرح)
سمي بالرجال لأنه وُلِدَ له عشرة ذكور كلهم ذكور, وفيه دليل على أنَّ البيت فيه تمر لا يجوع أهله كما قال النبي: بيتٌ فيه تمر لا يجوع أهله بيتٌ فيه تمر غير جياعٍ أهله كررها عليه الصلاة والسلام , وذلك أنَّ التمر غذاء؛ غذاءٌ وفاكهة ولأن التمر غذاءٌ جاهز لا يحتاج إلى طبخ ولا شيء بخلاف غيره من الأرز أو الحبوب أو غيرها أو الخبز يحتاج ,يحتاج إلى إشعال النار ويحتاج إلى طبخ يحتاج إلى مدة وقد يكون الإنسان جائعا ولا يستطيع الصبر بخلاف التمر, التمر جاهز طعامٌ وغذاءٌ وفاكهة, ولذا قال : بيتٌ ليس فيه تمر أهله جياع, في حديث ابن الزبير أنه كان يرزقهم ويقول لا تقارنوا يعني لا تأكل تمرتين سواء حتى يستأذن الرجل أصحابه والنهي هذا للتحريم , ظاهرية , والجمهور قالوا إنه للكراهة لكن ظاهر الأدلة أنه للتحريم, قال بعضهم إن هذا إذا كان الطعام قليلا فلا يجمع بين الثنتين لأنه يأكل تمرتين في وقتٍ واحد يرفع تمرتين لفمه, إنما يأكل على واحدة واحدة حتى لا يغالب أصحابه, و مثله العنب يأكل عنبتين في وقتٍ واحد إلا إذا استأذن أصحابه فإذا استأذنهم وأذنوا له فلا بأس أو كان الإنسان وحده فلا حرج أو كان فيه شخص واحد وأذن لهم, أما فلا ينبغي للإنسان أن يأكل اثنتين في وقتٍ واحد يأكل على واحدة واحدة حتى لا يُغالِب أصحابه حتى يتساوى معهم.
سؤال-شعبة بن الحجاج يقول لا أرى هذه الكلمة إلا ..؟
جواب- أي كلمة! (......) لا ثابتة.
سؤال- الإنسان الآن يفعل مثلا يأكل الدباء والقثاء تأسيًا بالنبي ﷺ  هل يؤجَر محبةً لذلك .....؟
جواب- أنس كأنما رأى هذا أنس يقول أحب ما يحب النبي ﷺ  , على كل حال هذا من الأمور العادية لكن فعلها لا بأس يعني يقول بأنها سنة! الله أعلم هذه من الأمور العادية ما هي من التشريع؛ لأنه قد يكون الإنسان ما يريد إلا هذا, النفوس, يمكن بعض الناس ما يحب الدباء كما كان النبي ﷺ  لا يأكل الضب قال: أجدني أعافُه, و هكذا خالد بن الوليد, فلا يُقال إنَّ ترك الضب مثلا من السنة لا.
 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد