شعار الموقع

قرة عيون الموحدين 60 باب ما جاء في الإقسام على الله

00:00
00:00
تحميل
92

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمدٍ وَعَلَى آله وصحبه أجمعين؛ أَمَّا بَعْدَ: ...

(المتن)

قَالَ الشيخ عبد الرحمن بْن حسن رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين:

قوله: "باب ما جاء في الإقسام على الله "، ذكر المصنف فيه حديث جندب بن عبد الله قال قال رسول الله ﷺ قال رجل: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ، فقال الله : ومَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ رواه مسلم.

(الشرح)

يتألى بمعنى يحلف، ومنه قوله تعالى: لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ [البقرة/226]؛ يَعْنِي يحلفون.

(المتن)

قوله: يَتَأَلَّى أي يحلف، والألية بالتشديد: الحلف، وصح من حديث أبي هريرة ، ورواه أبو داود عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ، وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ، فَكَانَ لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ: أَقْصِرْ، فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ: أَقْصِرْ.

(الشرح)

أقصر يَعْنِي اترك الذنب.

(المتن)

فَقَالَ لَهُ: أَقْصِرْ، فَقَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ، فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا، فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا، أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا؟ وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، وَقَالَ لِلْآخَرِ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ.

قوله: "وفي حديث أبي هريرة أن القائل رجل عابد " يشير إلى قوله في هذا الحديث: "إن أحدهما مجتهد في العبادة"، وفيه معنى قوله ﷺ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ.

فيه مسائل:

الأولى: التحذير من التألي على الله.

(الشرح)

من الحلف يَعْنِي لما فِيهِ من تحجر رحمته.

(المتن)

الثانية: كون النار أقرب إلى أحدنا من شراك نعله.

(الشرح)

صحيح، يَعْنِي النَّارِ أقرب إِلَى الإنسان من شراك نعله إِذَا تكلم بكلمة الكفر أو فعل الكفر ثُمَّ مات دخل النَّارِ، نسأل الله العافية.

(المتن)

الثالثة: أن الجنة مثل ذلك.

(الشرح)

كَذَلِكَ الْجَنَّةَ إِذَا مات عَلَى التوحيد والإيمان دخل الْجَنَّةَ.

(المتن)

الرابعة: فيه شاهد لقوله : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ إلخ.

(الشرح)

صحيح الله أكبر، إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَة من سخط الله لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا ِ، يهوي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَيظن ان تبلغ مابلغت، يَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ.

هذا معنى الحديث

(المتن)

 الخامسة: أن الرجل قد يغفر له بسبب هو من أكره الأمور إليه.

(الشرح)

يَعْنِي هَذَا الرجل الَّذِي قَالَ الله له: ادخل الْجَنَّةَ، دخل الْجَنَّةَ بسبب شيء يكره، يَعْنِي هَذَا يَقُولُ له ينصحه وَيَقُولُ له: اترك الذنب، هُوَ يكره هَذَا، فهذا الْأَمْرِ الَّذِي كرهه كَانَ سببًا في دخول الْجَنَّةَ، بسبب أن هَذِهِ الرجل تألى عَلَيْهِ.

(المتن)

باب لا يستشفع بالله عَلَى خلقه.

(الشرح)

بركة.

الطالب: (.....)؟.

الشيخ: نعم يخشى عَلَيْهِ من الإعجاب ونصحه ولما أغضبه قَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي، قَالَ له هَذِهِ الكلمة، الواجب الحذر من فلتات اللسان، وَلَابُدَّ من الصبر والتحمل، وَأَمَّا هَذَا أمره إِلَى الله، ما يَقُولُ: والله لا يغفر الله لك ولا يدخلك الْجَنَّةَ، تحجر عَلَى رحمة الله، وَهَذَا ليس من شئونك هَذَا من خصائص الله ،  الله تعالى هُوَ الَّذِي يوفقه هُوَ الَّذِي يهديه، قَدْ يوفق للهداية وأنت لا تعلم.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد