شعار الموقع

شرح كتاب الاعتكاف من التسهيل في الفقه للبعلي

00:00
00:00
تحميل
27

بسم الله  والصلاة والسلام على رسول الله  وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد فغفر الله لك فيقول الإمام أبو عبد الله محمد بن علي البعلي الحنبلي رحمه الله في كتابه التسهيل:

المتن:

كتاب الاعتكاف.

هو سنة لزوم المسجد للطاعة.

(الشرح)

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين، الاعتكاف هو لزوم المسجد لطاعة الله تعالى بنية في وقتا محددا، واختلف العلماء أنه مدة، وذهب جمهور العلماء إلى أن له مدة، أن أقل المدة يوم، ولابد فيه من الصيام، لابد أن يكون صائمًا، ولهذا أقل المدة يوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

والقول الثاني: أنه ليس له مدة محددة ولا يشترط فيه الصوم بدليل حديث عمر بن الخطاب أنه قال للنبي ﷺ: يا رسول الله إني نذرت أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال النبي ﷺ أَوْفِ بِنَذْرِكَ والليل ما فيه صيام دل على أنه لا يشترط الصيام، ولهذا ذهب بعض العلماء كالنووي وجماعة إلى أنه ليس له حد قالوا ولو ساعة أو ساعتين ينوي الاعتكاف.

ولابد أن يكون في المسجد، الاعتكاف يكون في المسجد تقام فيه الجماعة.

وإذا كان يتخلل الجمعة فذهب أنه لابد أن يكون في جامع حتى لا يحتاج إلى الخروج للجمعة.

وهذا قول الحنابلة، ولا اعتكاف إلا بصوم ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع (...) حتى لا يحتاج الخروج.

وهو مستحب، والمعتكف لا يخرج إلا لما لابد منه، ويشتغل بطاعة الله ، وهو سنة ويجب يكون واجبا إذا نذره، إذا نذر يكون واجبا (....)

(المتن)

ويجب بالنذر.

(الشرح)

إذا نذر وجب عليه، نذر أن يعتكف يوما أو نذر أن يعتكف في العشر الأواخر وجب عليه، فإن لم ينذر  فهو مستحب، لو قطعها وخرج لا حرج عليه.

(المتن)

وإنما يصح بنية.

(الشرح)

لابد أن يكون بنية، يقول النبي ﷺ إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى أما إذا الزم نفسه ولم ينوِ فلا يكون هذا له اعتكاف لكن له أجر اللبث والبقاء والذكر.

(المتن)

وإنما يصح بنيه، ومسجد جماعة ممن تلزمه في مدة اعتكافه.

(الشرح)

لابد من النية، للحديث : إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ

(المتن)

ومسجد جماعة ممن تلزمه في مدة اعتكافه.

(الشرح)

لابد أن يكون مسجد جماعة، أما مسجد في البيت فلا، لابد أن يكون مسجد تقام فيه الجماعة، حتى لا (..)، وإذا كان يتخللها جمعة فذهب الجمهور إلى أنه لابد أن تقام فيه الجمعة.

(المتن)

ومن المرأة في كل مسجد سوى مسجد بينها.

(الشرح)

لأن أزواج النبي ﷺ اعتكفن معه، واعتكفن من بعده، فدل على أن مشروعية اعتكاف المرأة، وهذا مقيد إذا لم يكن هناك إخشاء عليها، ولا يكون هناك فتنة، أما إذا أخشي عليها فلا، تعتكف في المسجد يكون لها مكان خبئ،  يكون فيه تعتكف هي وزوجها أو زوجها قريب منها فلا بأس.

أما إذا كان عليها خطر فلا، يخشى عليها أو يخشى من الفتنة أو يخشى من الخطر فلا.

(المتن)

ولو نذر شهرًا مطلقًا لزمه متتابعاً والشروع قبل ليلته.

(الشرح)

إذا نذر أن يعتكف شهرًا يلزمه التتابع لأن بين الشهر يكون متتابعاً أما أن يصوم يوما ويفطر يوما أو يعتكف يوما ويخرج يوما هذا ما يسمى شهرا، ما يسمى شهرا إلا إذا كان تابعا.

إذا نوى أن يعتكف شهرا لزمه التتابع، فإذا كان من أول الشهر على حسب الشهر، إن تم الشهر فإن رؤي الهلال انتهى ولو لم يتم تسع وعشرين، وإن كان من أول الشهر فإنه يتم الثلاثين يوما.

وفي الدخول قبل ليلته، يعني ليلة واحد.

(المتن)

ولو نذر شهرًا مطلقًا لزمه متتابعا والشروع قبل ليلته.

(الشرح)

الشروع فيه قبل ليلته، هنا قال قبل ليلته، ولكن ذكر العلماء أنه من نوى العشر الأواخر فإنه يخرج الفجر، والنبي ﷺ يوم إحدى وعشرين، وإن دخل في الليل فهو أولى، لكنه نوى الاعتكاف في العشر الأواخر ذكر العلماء أنه يدخل من الفجر والنبي ﷺ دخل من الفجر يوم الحادي والعشرين.

(المتن)

ويبطل بردة وسكر وجماع وإنزال بمباشرة.

(الشرح)

يبطل بهذه الأمور ، وهذه مبطلات الاعتكاف، يبطل بردة والعياذ بالله، إذا ارتد عن الإسلام نطق بكلمة الكفر، ويسب الله، وهذا يحصل والعياذ بالله، مثل ما يقال بعض الناس، إذا غضب سب الله ونعوذ بالله.

يبطل، الردة تبطل الأعمال، ومن ذلك الاعتكاف، إذا كان معتكفا بطل اعتكافه وبطل وضوؤه إذا كان متوضئا، فإن تاب أعاد الوضوء وأعاد الاعتكاف، وكذلك السكر إذا سكر باختياره فإنه يبطل اعتكافه.

يبطل بردة وسكر وكذلك الجماع، إذا جامع زوجته، يقول الله تعالى: وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ [البقرة:187]

 وكذلك الإنزال إذا أنزل باختياره يعني كرر النظر أو قبل أو نزل، بطل اعتكافه.

(المتن)

لا بخروج لا بد منه كحاجته.

(الشرح)

إذا خرج لشيء لابد منه فلا يبطل اعتكافه لحاجته لوضوء لقضاء الحاجة، للأكل إذا لم يوجد من يأتي له بالأكل.

(المتن)

لا بخروج لا بد منه كحاجته وواجب ومسمون شرط.

(الشرح)

وواجب ومسنون شرط، إذا شرط فله شرط،، لقول عائشة رضي الله عنها سنة المعتكف ألا يزور مريضا ولا يشهد جنازة إلا إن اشترط، فإذا اشترط أن يزور المريض فله ذلك، وإن اشترط أن يتبع الجنازة فله ذلك له شرط.

أما إذا لم يشترط فلا، كان النبي ﷺ: إذا اعتكف إذا خرج لحاجته لا يعرج على المريض ولا يسأل عنه وهو في طريقه، ما حال فلان، (...) فيه نظر، والواجب ما ذكره الواجب مثاله.

واجب أو مسنون، مسنون هو اتباع جنازة وزيارة المريض.

(المتن)

لا يبطل اعتكافه إذا خرج لواجب اشترطه كأن يعتكف في المسجد لا جمعة فيه ثم يشترط خروجه للجمعة ولو لم يشترط بطل اعتكافه.

(الشرح)

هذا واجب، هذا على القول بأنه يريد أن يعتكف في غير مسجد جامع.

والقول الثاني أنه لابد أن يعتكف في مسجد جامع إذا كان يتخلل اعتكافه جمعة.

(المتن)

وله السؤال عن المريض ما لم يخرج.

(الشرح)

لفعل النبي ﷺ كان يسأل عن المريض ما لم يخرج، يسأل عن حاله.

(المتن)

ويشتغل بالقرب.

(الشرح)

يشتغل، المعتكف أن يقربه إلى الله، في تلاوة القرآن والطاعات، وصناع العلم.

(المتن)

ويجتنب مالا يعنيه.

(الشرح)

يجتنب الأمور التي لا تعنيه، فإنما يقبل على العبادة والذكر، ولو (9،35.) بيده ذلك.

(المتن)

ولو نذره أو الصلاة في مسجد فله فعله في أفضل منه وأفضلها.

(الشرح)

لو نذرو إذا نذر نذرًا في المسجد أو الصلاة فله أن يفعلها في مسجد أفضل منه وهي المساجد الثلاثة.

(المتن)

ولو نذره أو الصلاة في المسجد فله فعله في أفضل منه وأفضلها الحرام ثم المدينة ثم الأقصى

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد