أحسن الله إليك، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فيقولُ الإمام أبو عبد الله محمد بن علي أسباسالار البعلي الحنبلي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في كتابه "التسهيل".
(المتن)
فصلٌ
ثم يرجعُ إلى منى فيبيتُ بها فيرمي الجمرات ثلاثة أيام التشريق بعدَ الزوال، كلُ جمرةٍ بسبع حصياتٍ، يبدأُ بالأولى وتلي مسجد الخيف، ثم بالوسطى، ويقفُ عندهما، ويدعو طويلًا لا عند الثالثة، وليس على الرعاةِ والسقاة مبيت.
(الشرح)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
الرمي في أيام التشريق الثلاثة واجبٌ عند جمع من أهل العلم وهو الصواب الذي دلت عليه النصوص لأن النبي ﷺ رخص للسقاة الرعاة أن يرمون يومًا بعد يوم (....) تكون لهم الواجب، فدل على أنه واجب، والرمي في أيام التشريق الثلاثة يكون بعد الزوال، والزوال هو أذان الظهر ثم الجمار الثلاث، ولابد من الترتيب، الصُغرى ثم الوسطى ثم العقبة. كل واحدة تُرمى بسبع حصيات ويقف عند الأولى و الثانية، ويقف عند الثانية ويدعوا طويلًا اقتداءً بالنبي ﷺ فإنه دعى بمقدار قراءة سورة البقرة عند الأولى والثانية.
والمُسلم يتأسى بالنبي ﷺ يدعو على حسب استطاعته، إذا كان لا يستطيع أن يقف كما وقف النبي ﷺ مقدار قراءة سورة البقرة فلا يقف ولكن يقف حسب ما يتيسر له.
وأما الجمرة الثالثة فليس عندها وقوف وليس عندها دعاء. واختلف العلماء الحكمة في ذلك كما ذكر ابن القيم، فقال بعض العلماء: لأن المكان ضيق، جمرة العقبة، كان في ذلك الوقت ضيق العقبة الجبل، ما كان يستطيع الناس يقفون عنده، الآن وسع.
والقول الثاني: أنه ليس الحكمة من أنه ضيق ولكن الحكمة لأنها انتهت العبادة فينصرف فالجمرة الأولى والجمرة الثانية في صلب العبادة فهو يدعو كأنه في أثناء صلب الصلاة، فلما انتهى من جمرة العقبة انتهت العبادة كأنه سلم من الصلاة وانصرف. وهذا هو الأقرب كما حقق ذلك العلامة ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في زاد المعاد وغيره: إن الحكمة في عدم الدعاء عند الجمرة الثالثة أنه انتهت العبادة لا لأجل أن المكان ضيق.
الطالب: هل يقاس عليه آخر شوط السعي...
الشيخ: والله قد يُقال . قد يكون له وجه.
(المتن)
(الشرح)
ليس على الرعاة والسقاة مبيت، رعاة الإبل، وسقاة الإبل لا يبيتون من أجل الحاجة لأنهم يرون الإبل وكذلك يسقونَ الحجيج، ومن بابِ أولى المريض الذي لا يستطيع البقاء، المريض يُنقل إلى المستشفى أو ينتقل إلى مكة لا يستطيع البقاء في منى من باب أولى لأن النبي ﷺ رخصَ للرعاة والسقاة والمريض في معناه أو أشد، فالمريض الذي لا يستطيع وكذلك المرافق له لا يستطيع البقاء في منى معذور، نعم.
الطالب: أحسن الله إليك، هل يُقاس على رعاة الإبل سائقي الحافلات؟
الشيخ: الحافلات ما تحتاج إلى رعي مثل الإبل يوقفها ويأتي. يأتي على قدمه ويمشي ويبيت.
(المتن)
(الشرح)
إذا لم يخرجوا قبل الليل.
(المتن)
(الشرح)
لأنه لم يتعجل، أما إذا خرج منها بنية التعجل قبل غروب الشمس حتى ولو حبسته السيارات لأنه استعد ورمى قبل غروب الشمس، حبسته السيارات لو لم تحبسه لخرج فيكون معذور في هذه الحالة، ولو ما خرج إلا بعد غروب الشمس يكون تعجل.
الطالب: ...
الشيخ: قد تقال، لكن لو لم يرم إلا بعد الشروق. هذا لا يعتبر تعجل.
الطالب: ...
الشيخ: واللهِ محل نظر.
(المتن)
(الشرح)
وهذا يُسمى طواف الوداع، وحديث ابن عباس: «كان الناس ينفرون من كل وجه، فقال النبي ﷺ: لَا يَنْفِرَنَّ أَحَدٌ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ. قال ابن عباس : «أُمرَ الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خُفف عن الحائض».
فدلَ على أن طواف الوداع واجب لابد منه للحاج الذي يخرج من مكة لابد أن يطوف ويُعفى عن الحائض، ومن كان مريضًا يُطاف به محمولًا.
الطالب: ....
الشيخ: لا، إذا تعجل وخرج ما عليه رمي، من الثالث ما عليه رمي يسقط عنه رمي الثالث.
الطالب: طواف الوداع يكون في العمرة؟
الشيخ: جمهور العلماء على أن العمرة ليس عليها وداع. بعض العلماء قال: رأى أن العمرة لها وداع، لكن النبي ﷺ قال هذا في الحج.
الجمهور على أن العمرة ليس عليها وداع.
الطالب: ...
الشيخ: لا ما دام في البلد، ما فارق البلد عليه أن يطوف. إذا خرج من مكة لا بأس، وإذا لم يخرج وبات فعليه أن يطوف مرةً أُخرى للوداع
الطالب: ............
الشيخ:
الإفاضة يُغني عن الوداع وإن نواهما جميعًا فلا حرج، لكن الأصغر يدخل في الأكبر، الوداع يدخل.
(المتن)
(الشرح)
نعم كما سبق في الحديث: «خُففَ عن الحائض».
فإن خرجَ قبله رجع إن قُربَ، وإلا بعث بدمٍ.
فإن خرجَ وكان قريبًا فإنه يعود يطوف الوداع. فإن تجاوز مسافرة قصر استقر دم في ذمته، يبعث بدم عند جمهور العلماء، لقول ابن عباس رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا: «من ترك نُسكًا أو نسيه فليُهرق دمًا».
الطالب: ...
الشيخ: لا ما يجوز التعمد، التعمد ما يجوز. يأثم وعليه دم.
الطالب: ما هي المدة المحددة التي تلزم الرجل أنه يُعيد طواف الوداع.
الشيخ: يُعيد إذا بات بيتوتة.
الطالب: يعني أكثر من يوم وليلة؟
الشيخ: إذا بات.
(المتن)
