شعار الموقع

شرح كتاب الإمامة في الصلاة من صحيح ابن خزيمة_7

00:00
00:00
تحميل
6

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ووالديه يا رب العالمين.

قال المصنف -رحمه الله تعالى-:

بَابُ صَلاَةِ الْمَرِيضِ فِي مَنْزِلِهِ جَمَاعَةً إِذَا لَمْ يُمْكِنْهُ شُهُودُهَا فِي الْمَسْجِدِ لِعِلَّةٍ حَادِثَةٍ.

أخبرنا أبو طاهر قال: حدثنا أبو بكر قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ بْنِ كُرَيْبٍ، بِخَبَرٍ غَرِيبٍ غَرِيبٍ قال: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قال: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: وُثِئَتْ رِجْلُ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَوَجَدْنَاهُ جَالِسًا فِي حُجْرَةٍ لَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ غُرْفَةٌ، قَالَ: فَصَلَّى جَالِسًا، فَقُمْنَا خَلْفَهُ فَصَلَّيْنَا، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ، قَالَ: «إِذَا صَلَّيْتُ جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا، وَإِذَا صَلَّيْتُ قَائِمًا صَلُّوا قِيَامًا، وَلاَ تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ فَارِسُ لِجَبَّارِيهَا وَمُلُوكِهَا».

الشيخ: ماذا قال عليه؟ فيه تعليق على الحديث؟

طالب: قال: صحيح أخرجه أحمد، انظر [إتحاف المهرة].

الشيخ: فقط؟

طالب: فقط.

الشيخ: من المُحشي هذا؟

طالب: هذا ماهر الفحل.

الشيخ: نسخة واحدة معك؟

طالب: نعم.

الشيخ: أعد الترجمة.

بَابُ صَلاَةِ الْمَرِيضِ فِي مَنْزِلِهِ جَمَاعَةً إِذَا لَمْ يُمْكِنْهُ شُهُودُهَا فِي الْمَسْجِدِ لِعِلَّةٍ حَادِثَةٍ.

أخبرنا أبو طاهر قال: حدثنا أبو بكر قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ بْنِ كُرَيْبٍ، بِخَبَرٍ غَرِيبٍ غَرِيبٍ قال: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قال: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: وُثِئَتْ رِجْلُ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَوَجَدْنَاهُ جَالِسًا فِي حُجْرَةٍ لَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ غُرْفَةٌ.

(جَالِسًا فِي حُجْرَةٍ لَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ غُرْفَةٌ) معروف أنها حجرة واحدة، بين يديه غرفة يعني غرفتان، جالس في حجرة بين يديه غرفة، يمكن هذا وجه الغرابة، ومعروف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سقط عن فرس، فجُحشت رجله، فصلى بالناس جالسًا في المسجد، ليس في غرفة، وأيضًا كيف في حجرة بين يديها غرفة؟ هي غرفة واحدة، حجرة عائشة، هذا وجه الغرابة، والمحشي ما تكلم على هذا، مع أن المؤلف يقول: حديث غريب غريب، وثئت؟

قَالَ: وُثِئَتْ رِجْلُ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ.

المعروف أنه سقط عن فرس له، فجُحشت ساقه، يعني رجله، فصلى بالناس جالسًا، فصلوا خلفه قيامًا، فأشار إليهم أن اجلسوا، ولما سلّم قال: «كدتم أن تفعلوا كما تفعل الأعاجم، يقومون على رؤوس ملوكهم وهم جلوس»، هذا الحديث الصحيح المعروف، وثئت؟

قَالَ: وُثِئَتْ رِجْلُ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَصَلَّى جَالِسًا، فَقُمْنَا خَلْفَهُ فَصَلَّيْنَا، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ، قَالَ: «إِذَا صَلَّيْتُ جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا، وَإِذَا صَلَّيْتُ قَائِمًا صَلُّوا قِيَامًا، وَلاَ تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ فَارِسُ لِجَبَّارِيهَا وَمُلُوكِهَا».

طالب: [00:05:25]

الشيخ: محتمل، تكلم على وثئت؟

طالب: نعم، قال: تحرف في النسخة (م) إلى وثبت، ووثئت: معناها أصابها وهن دون الخلع والكسر، يقال: وثئت رجله فهي موثوءة ووثأتها أنا، وقد يُترك الهمز.

الشيخ: نعم، محتمل تكون قصة ثانية، القصة الأولى في المسجد، لكن فيه غرابة من جهة قوله: "في حجرة بين يديه غرفة"، ومن جهة أنهم صلوا خلفه، قاموا يصلون خلفه ولم يأمرهم، فقام يصلي...

قَالَ: فَصَلَّى جَالِسًا، فَقُمْنَا خَلْفَهُ فَصَلَّيْنَا، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ، قَالَ: «إِذَا صَلَّيْتُ جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا، وَإِذَا صَلَّيْتُ قَائِمًا صَلُّوا قِيَامًا، وَلاَ تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ فَارِسُ لِجَبَّارِيهَا وَمُلُوكِهَا».

المعلوم أن الإمام إذا صلى قاعدًا من أول الصلاة فالمأموم يصلي قاعدًا، وإن صلى قائمًا ثم اعتُل فإنه يستمر قائمًا، هذا للجمع بين الأحاديث، وهنا كأنه ابتدأ الصلاة قاعدًا، فأمرهم بالجلوس، إذا صح الحديث، باب صلاة المريض ماذا؟ في بيته لعلة...

قال: بَابُ صَلاَةِ الْمَرِيضِ فِي مَنْزِلِهِ جَمَاعَةً إِذَا لَمْ يُمْكِنْهُ شُهُودُهَا فِي الْمَسْجِدِ لِعِلَّةٍ حَادِثَةٍ.

يمكن الغرابة أن بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- قريب من المسجد، له باب على المسجد، يمكنه أن يأتي ويخرج ويصلي الناس خلفه، المؤلف استغرب، قال: غريب غريب، فيه غرابة من جهات متعددة: من جهة أنه كونه صلى في غرفة، الغرفة بابها على المسجد، من جهة أن يقول: في حجرة بين يديه غرفة، ومن جهة أنهم صلوا بعد مجيئهم إليه.

طالب: [00:08:13] (جَالِسًا فِي حُجْرَةٍ لَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ غُرْفَةٌ) ...

الشيخ: هذا هو الإشكال الآن، حجرة بين يديه غرفة، في حجرة أمامها غرفة، بين يديه يعني أمامها غرفة ثانية.

بَابُ الرُّخْصَةِ لِلْمَرِيضِ فِي تَرْكِ شُهُودِ الْجَمَاعَةِ.

أخبرنا أبو طاهر قال: حدثنا أبو بكر قال: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْقَزَّازُ، بِخَبَرٍ غَرِيبٍ غَرِيبٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، وَهُوَ ابْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمْ يَخْرُجْ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ثَلاَثًا، فَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلَّى بِالنَّاسِ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الْحِجَابَ فَمَا رَأَيْنَا مَنْظَرًا أَعْجَبَ إِلَيْنَا مِنْهُ، حَيْثُ وَضَحَ لَنَا وَجْهُ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَأَوْمَأَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ تَقَدَّمْ، وَأَرْخَى نَبِيُّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- الْحِجَابَ فَلَمْ يوَصَّلْ إِلَيْهِ حَتَّى مَاتَ -صلى الله عليه وسلم-.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا الْخَبَرُ مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي كُنْتُ أَعْلَمْتُ أَنَّ الإِشَارَةَ الْمَفْهُومَةَ مِنَ النَّاطِقِ قَدْ تَقُومُ مَقَامَ النطق؛ إِذِ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَفْهَمَ الصِّدِّيقَ بِالإِشَارَةِ إِلَيْهِ أَنَّهُ أَمَرَهُ بِالإِمَامَةِ فَاكْتَفَى بِالإِشَارَةِ إِلَيْهِ عِنْدَ النُّطْقِ بِأَمْرِهِ بِالإِقَامَةِ.

نعم، وهذا أصله في الصحيحين، ماذا قال عليه؟

طالب: قال: صحيح، أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو عوانة، وابن حبان، والبيهقي.

الشيخ: أصله في الصحيحين، لما مرض النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر أبا بكر أن يصلي بالناس، وفي بعض الأيام كشف الستر، ووضح لهم وجه النبي -صلى الله عليه وسلم-، حتى كاد الناس أن يتأخروا، ظنوا أنه سيأتي-صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه له باب على المسجد، يرونه، في الصف الأول يرونه، هنا مثلًا قبلة المسجد النبوي، هذا المحراب، والباب أمامهم كذا، حجرة عائشة.

فلما كشف الستر رأوه، فكاد أبو بكر أن يتأخر، ظن أنه سيأتي، فأشار إليهم أن استمروا، ثم أرخى الستر، فما خرج حتى مات -عليه الصلاة والسلام-، هذا في الصحيحين.

طالب: عفا الله عنكم، قول أبو بكر.

الشيخ: قال أبو بكر ماذا؟

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا الْخَبَرُ مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي كُنْتُ أَعْلَمْتُ أَنَّ الإِشَارَةَ الْمَفْهُومَةَ مِنَ النَّاطِقِ قَدْ تَقُومُ مَقَامَ النطق.

صحيح، أشار إليهم بيده، يعني أشار لأبي بكر أن يبقى، ظن أبو بكر -رضي الله عنه- أن النبي سيأتي يتقدم يصلي بالناس، فأشار إليه: مكانك، فصار الإشارة تقوم مقام الكلام إذا كانت مُفهمة، ويجوز حتى للمصلي الإشارة، وأشار النبي -صلى الله عليه وسلم- برأسه، وأشار بيده في قصة أسماء في صلاة الخسوف أنها أشارت بيدها إلى السماء وقالت: الآية؟

بَابُ فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الْجَمَاعَةِ مُتَوَضِّئًا وَمَا يُرْجَى فِيهِ مِنَ الْمَغْفِرَةِ.

بركة، وفق الله الجميع.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد