شعار الموقع

كتاب فضائل الصحابة (03) باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه- إلى باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

00:00
00:00
تحميل
101

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصل اللهم  وسلم وبارك على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد، فغفر الله لك يقول الإمام مسلم رحمه الله تعالى:
(المتن)

حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر (قال يحيى بن يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا) إسماعيل - يعنون ابن جعفر - عن محمد بن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان ابني يسار، وأبي سلمه بن عبد الرحمن؛ أن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ مضطجعا في بيته، كاشفا عن فخذيه. أو ساقيه. فاستأذن أبو بكر فأذن له. وهو على تلك الحال. فتحدث. ثم استأذن عمر فأذن له. وهو كذلك. فتحدث. ثم استأذن عثمان. فجلس رسول الله ﷺ. وسوى ثيابه - قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد - فدخل فتحدث. فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له. ولم تباله. ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله. ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك! فقال ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة.
حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد. قد حدثني أبي عن جدي. قال حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب، عن يحيى بن سعيد بن العاص؛ أن سعيد بن العاص أخبره؛ أن عائشة، زوج النبي ﷺ وعثمان حدثاه؛ أن أبا بكر استأذن على رسول الله ﷺ وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة. فأذن لأبي بكر وهو كذلك. فقضى إليه حاجته ثم انصرف. ثم استأذن عمر. فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته. ثم انصرف. قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس. وقال لعائشة اجمعي عليك ثيابك فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت. فقالت عائشة: يا رسول الله! ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما كما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله ﷺ إن عثمان رجل حيي. وإني خشيت، إن أذنت له على تلك الحال، ألا يبلغ إلي في حاجته.

(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا فيه منقبة لأمير المؤمنين عثمان فضيلة من فضائله فيه أن النبي ﷺ كان جالساً قد كشف عن ساقيه أو فخذيه, فدخل أبو بكر وهو على حاله ثم دخل عمر وهو على حاله ثم لما دخل عثمان سوى ثيابه قال ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة وفيه أن الملائكة تستحي والله تعالى كذلك فالله سبحانه وتعالى موصوف قد وصف نفسه بالحياء قال سبحانه وتعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا[البقرة:27 ]، وقال سبحانه: إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ[الأحزاب:53 ]، ثبت في الحديث أن النبي-ﷺ- قال: إن الله حي ستير، والملائكة كذلك كلام فيه أن الملائكة وصف بالحياء وأنهم يستحون، والحياء خلق في المخلوق خلق كريم خلق داخلي يمنع الإنسان من فعل ما يشينه ويحمله على فعل ما يزينه.
 وهذا فيه منقبة لأمير المؤمنين عثمان , أن النبي ﷺ سوى ثيابه لما دخل , وفي اللفظ الآخر: مرط لعائشة كساء من صوف مثل الشرشف وقوله عائشة كاشفاً عن ساقيه أو فخذيه, لا يدل على أن الفخذ ليس بعورة لأمور الأمر الأول: أن في الحديث شك في الكشف عن فخذيه أو ساقيه ومع الشك لا يلزم الجزم بأن الفخذ عورة وثانياً أنه محفوظ عنه أنه لما كشف عن ساقيه وثالثاً أن كشف الفخذ إنما جاء عن صغار الصحابة كجرهد وأنس في خيبر، وجاء من فعل النبي ﷺ، ورابعاً أنه جاء من فعل النبي-ﷺ-.
أولاً أن الحديث فيه شك, قال كشف عن ساقيه أو فخذيه ، ثانياً أن الأحاديث التي فيها كشف الفخذ جاءت عن صغار الصحابة كجرهد وأنس, ثالثاً الكشف إنما جاء من فعل النبي ﷺ كما روى أنس أنه في خيبر كنت أرى بياض فخذيه، ولعله انكشف هذا بسبب الركوب في خيبر لما أغار النبي ﷺ عليهم، وأما النهي عن كشف الفخذ هذا جاء في أحاديث من قوله ﷺ، والقول مقدم على الفعل لأن الفعل يدخله الاحتمال فيحتمل أنه انكشف فخذه بسبب انشغاله بالحرب والركوب.
وقد جاء في الحديث غطي فخذك فإن الفخذ عورة، والركبتان ليستا من العورة والمحفوظ في الحديث أنه كان كاشفاً عن ساقيه لا عن فخذيه, وفيه دليل  على أن الرجل يكون له إدلال ببعض أصحابه وأقاربه وخواصه فيتخفف من بعض الثياب يكشف مثلا رأسه يكشف عن ساقيه عند بعض أصحابه فإذا جاء من هو غريب أو من لا يكثر الاختلاط به فإنه لا يكون معه كحال من كان مدلا عليه مع أصحابه يلبس ثيابه ويغطي رأسه، أما الذي يكون معه يكون في رفقته يكون معه فإنه يتخفف من ثيابه بعض الثياب إذا كانوا وحدهم يلبس القميص مثلاً يكشف رأسه, وإذا جاءه من هو غريب لا يكن حاله مع حال غيره، ولهذا فإن النبي ﷺ بقي على حاله لما دخل أبو بكر وعمر فلما دخل عثمان سوى ثيابه, عليه الصلاة والسلام, نعم.


(المتن)

حدثناه عمرو الناقد والحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد. كلهم عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال حدثنا أبي عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب. قال. أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص؛ أن سعيد بن العاص أخبره؛ أن عثمان وعائشة رضي الله عنها حدثاه؛ أن أبا بكر الصديق استأذن على رسول الله ﷺ فذكر بمثل حديث عقيل عن الزهري.
 حدثنا محمد بن المثنى العنزي. حدثنا ابن أبي عدي عن عثمان بن غياث، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري. قال: بينما رسول الله ﷺ في حائط من حائط المدينة، وهو متكئ يركز بعود معه بين الماء والطين، إذ استفتح رجل. فقال افتح. وبشره بالجنة قال فإذا أبو بكر. ففتحت له وبشرته بالجنة. قال: ثم استفتح رجل آخر. فقال افتح وبشره بالجنة قال فذهبت فإذا هو عمر. ففتحت له وبشرته بالجنة. ثم استفتح رجل آخر. قال فجلس النبي ﷺ فقال افتح وبشره بالجنة على بلوى تكون قال فذهبت فإذا هو عثمان بن عفان. قال ففتحت وبشرته بالجنة. قال وقلت الذي قال. فقال: اللهم! صبرا. أو الله المستعان.

(الشرح)
هذا فيه أنه ينبغي خصوصا للاعبين الذين يلعبون الكرة وغيرها ألا يتساهلون في كشف الفخذ فإن بعضهم يلبس السراويل إلى نصف الفخذ, لأن الفخذ من العورة فهذا التساهل لا ينبغي ثم أيضاً التوسع في اللعب وإضاعة الأوقات كلها في اللعب هذا لا ينبغي, هناك بعض الناس بعض الشباب حتى الطيبين اللي عندهم توجه طيب, تجدهم يكثرون من اللعب ويخرجون بالشباب تكون أكثر الأوقات كلها في اللعب لعب الكرة وكذا، ينبغي أن يكون اللعب قليلا للترويح فقط ويكون أكثر الوقت يستغل فيما يفيد لكن كون أكثر الأوقات كلها لعب ولعب كرة وحدائق ضاعت الأوقات، ثم ينبغي أيضاً للشباب الطيبين ألا يكون همهم لعب الكرة ولا يلعبوا بها على الوصف والكيفية التي يلعبوا بها أعداء الله لأنها جاءت من الكفرة فينبغي للشباب الطيبين أن يلاحظوا هذا الشيء, أولاً: يقللون من اللعب إنما يكون بقدر، ثانياً أن يلاحظوا لبس الشباب للثياب لابد السراويل أن تكون طويلة, ثالثاً: إذا احتاجوا إلى اللعب لعبوا لا يلعبون بالكرة على الوجه و على الكيفية والوصف التي يلعب بها أعداء الله نعم لأنه لهم طريقة كذا معروفة تعرفونها أنتم ويعرفها غيركم, نعم, كان يريد أن يثبته, ليس هذا ترويحا عن النفس كأنه يتأمل, تأمل لهذا الشيء.
 كما جاء في الحديث الآخر أنه لما مات رجل من الصحابة قبل أن يدفن جعل ينكت بعود يتأمل هذا مو بترويح هذا, يتأمل يتذكر أحوال الآخرة جعله ينكت بعود, ثم قال استعيذوا بالله من عذاب القبر, وهذا مو بالترويح هذا يتأمل, ولهذا فإنه بشر أبا بكر بالجنة وبشر عمر بالجنة و بشر عثمان بالجنة وظاهره والله أعلم أنه يتأمل هذا الشيء أو جاءه وحي والله أعلم هذا مهو بترويح هذا, تجد الإنسان إذا كان يتأمل ويفكر تجده يتحرك هكذا, هل هذا يروح عن نفسه؟ ما بروح عن نفسه, الترويح فيه شيء آخر وفيه الشهادة لهؤلاء الثلاثة بالجنة, وللشهادة للعشرة المبشرين بالجنة والأدلة في هذا كثيرة, وفيه علم من أعلام النبوة وفيه أن النبي عليه الصلاة والسلام, لا يعلم من الغيب إلا ما علمه الله والنبي ﷺ قال هذا بوحي وهو شاهد من الله يقول الله تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ[الجن:27 ].
وفيه أيضاً من علامات النبوة ومن الدلائل أنه قال إن عثمان مبشر بالجنة  على بلوى تصيبه حصلت البلوى ابتلي بها الثوار الذين أحاطوا ببيته وآذوه وتكلموا عليه وانتقدوه ثم قتلوه بعد هذا, وفيه أيضاً القول الله المستعان إذا يستعين الإنسان بربه على الصبر على المصائب يقوله بلسانه هذا خبر بمعنى دعاء كأنه يقول أسأل الله أن يعينني على الصبر على هذه البلوى فالدعاء يكون الخبر بمعنى الدعاء , ومنه قوله غفر الله له يعني اللهم اغفر له, والله المستعان بمعنى اللهم أعني هو دعاء سؤال الله بالإعانة أن يعينه على الصبر على المصيبة.


(المتن)

حدثنا أبو الربيع العتكي. حدثنا حماد عن أيوب، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى  الأشعري ؛ أن رسول الله ﷺ دخل حائطا وأمرني أن أحفظ الباب. بمعنى حديث عثمان بن غياث.
حدثنا محمد بن مسكين اليمامي. حدثنا يحيى بن حسان. حدثنا سليمان (وهو ابن بلال) عن شريك بن أبي نمر، عن سعيد بن المسيب. قال أخبرني أبو موسى الأشعري؛ أنه توضأ في بيته ثم خرج. فقال: لألزمن رسول الله ﷺ ولأكونن معه يومي هذا. قال فجاء المسجد. فسأل عن النبي ﷺ فقالوا: خرج. وجه ها هنا.

(الشرح)
خرج وجه ها هنا بمعنى واحد وقيل المعنى خرج وجه ها هنا يعني خرج جهة كذا , ضبطه بعضهم خرج, خرج وجه هكذا يعني خرجت ثم اتجهت إلى هذه الجهة وروي خرج وجه يعني خرج جهة كذا .


(المتن)

قال فخرجت على إثره أسأل عنه. حتى دخل بئر أريس. قال فجلست عند الباب. وبابها من جريد. حتى قضى رسول الله ﷺ حاجته وتوضأ. فقمت إليه. فإذا هو قد جلس على بئر أريس. وتوسط قفها، وكشف عن ساقيه، ودلاهما في البئر.

(الشرح)
نعم والقف هو حافة البئر نعم , وفيه أنه كشف عن ساقيه وليس فيه أنه كشف عن فخذيه ما فيه شك هنا كشف عن ساقيه وهذا تبين في الرواية السابقة أن الشك قوله كشف عن فخذيه أن الصواب أنه كشف عن ساقيه هذا هو المحفوظ.


(المتن)

قال فسلمت عليه. ثم انصرفت فجلست عند الباب. فقلت: لأكونن بواب رسول الله ﷺ اليوم. فجاء أبو بكر فدفع الباب. فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر. فقلت: على رسلك.

(الشرح)
يعني على رسلك يعني انتظر وتمهل حتى أستأذن لك لأنه هو البواب نعم


(المتن)

قال ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله! هذا أبو بكر يستأذن. فقال ائذن له، وبشره بالجنة قال فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: ادخل. ورسول الله ﷺ يبشرك بالجنة. قال فدخل أبو بكر. فجلس عن يمين رسول الله ﷺ معه في القف. ودلى رجليه في البئر. كما صنع النبي ﷺ. وكشف عن ساقيه. ثم رجعت فجلست. وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني. فقلت: إن يرد الله بفلان - يريد أخاه - خيرا يأت به. فإذا إنسان يحرك الباب. فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب. فقلت: على رسلك. ثم جئت إلى رسول الله ﷺ فسلمت عليه وقلت: هذا عمر يستأذن. فقال ائذن له وبشره بالجنة فجئت عمر فقلت: أذن ويبشرك رسول الله ﷺ بالجنة. قال فدخل فجلس مع رسول الله ﷺ في القف، عن يساره. ودلى رجليه في البئر. ثم رجعت فجلست فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا - يعني أخاه - يأت به. فجاء إنسان فحرك الباب. فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن عفان. فقلت: على رسلك. قال وجئت رسول الله ﷺ فأخبرته. فقال ائذن له وبشره بالجنة. مع بلوى تصيبه قال فجئت فقلت: ادخل. ويبشرك رسول الله ﷺ بالجنة. مع بلوى تصيبك. قال فدخل فوجد القف قد ملئ. فجلس وجاههم من الشق الآخر.

(الشرح)
وجاههم في الجهة الأخرى يعني مواجهاً لهم نعم


(المتن)

فجلس وجاههم من الشق الآخر. قال شريك: فقال سعيد بن المسيب: فأولتها قبورهم.

(الشرح)
يعني هذا يترتب على هذا أحكام يعني كون النبي جاء هذا المكان وكونه ينكت بالماء وبما يعرف بين الماء والطين وجاءه يترتب عليه أحكام, أحكام شرعية الشهادة لهم بالجنة, وسعيد بن المسيب أولها قبورهم, فالثلاثة كانوا في مكان واحد النبي ﷺ وأبو بكر وعمر وعثمان دفنوا بالبقيع، هذا استنباط هذا يستنبطه سعيد وفيه من الفوائد تكرار السلام فهذا أبو موسى قريب من النبي ﷺ ليس ببعيد فيحفظ الباب فلما جاء أبو بكر رجع وسلم على النبي ﷺ فرد عليه ثم يرجع فإذا رجع مر فسلم عليه ومن ذلك قصة الأعرابي المسيء في صلاته أنه صلى ركعتين ثم جاء وسلم على النبي ﷺ فقال له ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى مثل صلاته في الأولى ثم رجع وسلم بعد صلاة الركعتين.
(سؤال)
 (جواب)
لا مانع يدفع دفعاً خفيفاً ويستفتح يستفتح يستأذن يعني دفعه حتى ينتبه له ويستأذن .
(سؤال)
أحسن الله إليك, في الرواية الأولى فيه أن النبي ﷺ هو الذي (......)  قال افتح وبشره بالجنة فإذا هو أبو بكر والثاني يخبره بأن هذا هو أبو بكر .........)
(جواب)
هذا من اختلاف الرواة إيش أخبره؟
(سؤال)
فقال افتح. وبشره بالجنة قال فإذا هو أبو بكر. ففتحت له وبشرته بالجنة، وفي الرواية الثانية يقول: فقلت: من هذا؟ فقال: عمر , فقلت: على رسلك. ثم جئت إلى رسول الله ﷺ فسلمت عليه وقلت: هذا عمر. قال فدخل أبو بكر"
(جواب)
إي على كل حال هذا اختلاف الرواة الاختلاف شيء يسير قال إنسان يستفتح بأن يستفتح وقال فلان وأنه قال يا رسول الله رجل يستفتح فقال افتح له هذا اختلاف يسير هذا
(سؤال)
(..............)؟
(جواب)
محتمل الجمع بين الأمرين نعم


(المتن)

حدثنيه أبو بكر بن إسحاق. حدثنا سعيد بن عفير. حدثني سليمان بن بلال. حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر. سمعت سعيد بن المسيب يقول: حدثني أبو موسى الأشعري ها هنا. (وأشار لي سليمان إلى مجلس سعيد، ناحية المقصورة) قال أبو موسى: خرجت أريد رسول الله ﷺ. فوجدته قد سلك في الأموال. فتبعته فوجدته قد دخل مالا. فجلس في القف. وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر. وساق الحديث بمعنى حديث يحيى بن حسان. ولم يذكر قول سعيد: فأولتها قبورهم.

(الشرح)
الرواة يروون الحديث بالمعنى وأحيانا يكون فيه الاختلاف من هذا, مثل الاختلاف في  قصة حديث جابر في قصة الجمل فيه اختلاف حصل هناك اختلاف من الرواة ولا يضر, أصل الحديث ثابت اختلاف في الجمل حصل فيه اختلاف, هذا اختلاف من بعض الرواة يسير لأنه يرويه بالمعنى.


(المتن)

حدثنا حسن بن علي الحلواني وأبو بكر بن إسحاق قالا: أخبرنا سعيد بن أبي مريم. قال أخبرنا محمد بن جعفر بن أبي كثير. أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن سعيد بن المسيب، عن أبي موسى الأشعري قال: خرج رسول الله ﷺ يوما إلى حائط المدينة لحاجته, فخرجت في إثره. واقتص الحديث بمعنى حديث سليمان بن بلال. وذكر في الحديث: قال ابن المسيب: فتأولت ذلك قبورهم اجتمعت ها هنا. وانفرد عثمان عنهما.
حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو جعفر، محمد بن الصباح وعبيد الله القواريري وسريج بن يونس. كلهم عن يوسف بن الماجشون (واللفظ لابن الصباح). قال حدثنا يوسف، أبو سلمة الماجشون. قال حدثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى. إلا أنه لا نبي بعدي. قال سعيد: فأحببت أن أشافه بها سعدا. فلقيت سعدا. فحدثته بما حدثني عامر. فقال: أنا سمعته. فقلت: أنت سمعته؟ فوضع إصبعيه على أذنيه فقال: نعم. وإلا فاستكتا.

(الشرح)
 فاستكتا يعني صمتا وهذا الحديث فيه منقبة لعلي أن النبي ﷺ قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، هذا لنفي التوهم أن يكون نبياً, هارون كان نبيا ولذلك قال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؛ لأنه النبي ﷺ استخلفه في غزوة تبوك على أهله, يعني أهله من يجلس عندهم, وسبب هذا الحديث أن النبي ﷺ لما غزا تبوك لحقه علي وقال يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان فقال له النبي ﷺ أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، احتج به الرافضة على أن عليا هو الخليفة بعده وعلى إبطال خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وهذا من جهلهم وضلالهم فإن النصوص في تقدير الشيخين أبي بكر وعمر كثيرة وإجماع الصحابة على تقديم أبي بكر ثم تقديم عمر ثم عثمان والأمة لا تكتم على ضلالة، ثم أيضاً قوله أنت مني بمنزلة هارون من موسى, يعني في الاستخلاف استخلفه في غزوة تبوك وليس المراد في الخلافة بدليل أن هارون توفي قبل موسى بمدة، والرافضة ينفون النصوص ولهذا كفروا الصحابة والعياذ بالله وقالوا إنهم ارتدوا بعد وفاة الرسول ﷺ وأخفوا النصوص التي فيها نص على علي وأنه خليفة بعده وهذا من كفرهم وضلالهم لأن هذا تكذيب لله لأن الله زكى الصحابة وعدلهم ووعدهم بالجنة فمن كفرهم وفسقهم فقد كذب الله ومن كذب الله كفر نسأل الله السلامة والعافية.
كما أن الرافضة أيضا كذلك, يعبدون آل البيت ويتوسلون بهم ويدعونهم من دون الله بل إن لهم شرك الربوبية نعوذ بالله وصلوا للشرك بالربوبية وقالوا: إن أئمتهم يتصرفون بالكون كما قال الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية قال: إن أئمتنا لهم مقام لا يصل إليه ملك مقرب ولا نبي مرسل، نسأل الله العافية


(المتن)

وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا غندر عن شعبة. ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن الحكم، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، عن سعد بن أبي وقاص. قال: خلف رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب، في غزوة تبوك. فقال: يا رسول الله! تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي.
حدثناه عبيد الله بن معاذ. حدثنا أبي قال حدثنا شعبة، في هذا الإسناد.
حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد (وتقاربا في اللفظ) قالا: حدثنا حاتم (وهو ابن إسماعيل) عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ قال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله ﷺ، فلن أسبه. لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم.


(الشرح)
حمر يعني حمر النعم, بإسكان الميم حمر جمع أحمر والمراد الإبل الحمر وهي أنفس أموال العرب بخلاف ضم الميم إذا ضمت الميم تغير المعنى صارت الحمر جمع حمار وليس المراد هذا المراد حمر جمع أحمر يعني هذا ليس فيه أمر معين بسبه وأبو تراب كنية لعلي له كنيتان أبو الحسن وأبو تراب كناه النبي ﷺ بها (...) , هذا ليس أمراً بسبه وإنما هو السؤال عن السبب المانع, قال ما الذي منعك من سبه وكأنه كان في قوم يسبونه ولم يستطع الإنكار عليهم فسأله عن السبب وقيل المعنى أو أن المعنى ما الذي منعك من تخطئته في اجتهاده وتصويبه لأن معاوية-- له اجتهاده وعلي له اجتهاده، علي له اجتهاد قاتل معاوية لأنه تخلف عن البيعة لأنه بايعه أكثر أهل الحل والعقد ومعاوية له اجتهاد آخر وهو أن يطالب بدم عثمان وأنه وليه، كل له اجتهاده, كأنه يقول ما منعك أن تقطعا علي في اجتهاده وتوافقنا في اجتهادنا فقال إن عليا له ثلاث مناقب كل منقبة الآن تكون لي أحب لي من حمر النعم (...) من الإبل الحمر وهي أنفس أموال العرب, وهذا مثال والمعنى خير من الدنيا وما فيها لأن الدنيا لا تساوي شيئا لكن هذا المراد مثال أنفس أموال العرب هي الإبل الحمر والآن ماذا يقال أنفس؟ الذهب والفضة أو العمارات الشاهقة والأراضي خير منها والدنيا كلها لا تساوي شيئا بالنسبة للآخرة ولا تساوي عند الله شيئا ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء, ولكن المراد المثال وأن سعدا يقول لو كان فيه واحدة من هذه الخصال الثلاث لكان أحب إلي من الدنيا وما فيها.


(المتن)

فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله ﷺ، فلن أسبه. لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم. سمعت رسول الله ﷺ يقول له، خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله! خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله ﷺ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى. إلا أنه لا نبوة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتى به أرمد. فبصق في عينه ودفع الراية إليه. ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية:  فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ دعا رسول الله ﷺ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم! هؤلاء أهلي.

 (الشرح)
نعم وهذه المناقب الثلاث يقول (..) كل منقبة منها أحب إلي من الدنيا وما فيها (...) الأولى أن النبي ﷺ خلفه يوم تبوك قال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى ـ والثانية أنه دفع إليه الراية يوم خيبر وقال قبل ذلك: لأعطين الراية لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، هذه منقبة لعلي ومعلوم أن كل مؤمن يحب الله ورسوله لكن كون نص على شخص بعينه بأن يحبه الله ورسوله كله يرغب فيها ولهذا قال عمر  تطاولت في الإمارة وما أحببت الإمارة إلا يومئذ لا رغبة في الإمارة وإنما رغبة في الوصف لما قال النبي ﷺ لأعطين الراية غدا رجلاً هذا وصفه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله صار الناس (...) , كل واحد يقول لعلي أنا عشان يتحقق فيه الوصف لا رغبة في الإمارة، حتى إن عمر قال فساورت لها تطاولت لها , فقال النبي أين علي بن طالب؟ قالوا يا رسول الله علي أرمد يشتكي عينيه وفي اللفظ الآخر أتي به يقاد فهذا فيه دليل على إثبات القضاء والقدر وأن من قدر له شيء  فسيكون, فهؤلاء الذين عند النبي ﷺ يتطاولون لها لم يعطهم إياها وطلب شخص بعيد فمن قدر له شيء فسيأتيه فيه إثبات القدر وفيه معجزة للنبي ﷺ حيث أنه أتي به أرمد يقاد فتفل في عينيه فبرأ في الحال ما يحتاج عملية ولا كذا ولا علاج ولا قطرة ولا دواء في الحال, هذا دليل أن الله على كل شيء قدير, وأنه لا يعجزه شيء إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون, وفيه معجزة من معجزات نبينا ﷺ ودلالة على نبوته حيث أنه تفل فشفاه الله في الحال ولم يشتك بعد ذلك عينيه.
والمنقبة الثالثة أنه لما نزلت الآية فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ المباهلة قال النبي-ﷺ-لعلي وفاطمة والحسن والحسين اللهم هؤلاء أهل بيتي نعم وقوله أما ما ذكرت تكلم عليها عندك.؟ في النسخة الثانية, (أما ما ذكرت ثلاثا), محتمل, يعني إذا تذكرت هذه الثلاث


(المتن)

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال حدثنا غندر عن شعبة. ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم. قال سمعت إبراهيم بن سعد عن سعد عن النبي ﷺ؛ أنه قال لعلي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى.
حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن القاري) عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله ﷺ قال، يوم خيبر لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله. يفتح الله على يديه. قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ. قال فتساورت لها رجاء أن أدعى لها. قال فدعا رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب. فأعطاه إياها. وقال امش. ولا تلتفت. حتى يفتح الله عليك. قال فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت. فصرخ: يا رسول الله! على ماذا أقاتل الناس؟ قال قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم. إلا بحقها. وحسابهم على الله.

(الشرح)
نعم وهذا فيه منقبة لعلي أنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويقول يفتح الله على يديه كل هذا فيه دلائل النبوة فيه علامتان، العلامة الأولى: الشهادة لعلي أنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، العلامة الثانية: أن الله يفتح له يفتح على يديه ففتح له في يوم خيبر، وفيه دليل على أن أول واجب هو الشهادتان، الشهادة لله تعالى بالوحدانية والشهادة للنبي ﷺ بالرسالة، وفيه الرد على أهل الكلام الذين يقولون أول واجب هو الشك، تشك فيمن حولك ثم تنتقل من الشك إلى اليقين وبعضهم يقول واجب النظر يعني تنظر وتتأمل وبعضهم يقول الواجب القصد إلى النظر هذه كلها أقوال باطلة لأهل الكلام.
والصواب أن أول واجب هو التوحيد، أول واجب الشهادة لله تعالى بالوحدانية والنبي ﷺ بالرسالة ولهذا قال النبي ﷺ: ادعهم أن يشهدوا بأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم أو منعوا منك دماءهم وأموالهم المراد الالتزام بالإسلام والتوحيد وليس المراد قولهم باللسان فقط أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ينطق بهما بلسانه ويعتقد (...) بقلبه ويلتزم بحقوقهما لابد من هذا ويبتعد عن النواقض فإذا فعل ذلك فإنه عصم دمه وماله إلا الإتيان بحقوقها وحقوق التوحيد هي أداء الواجبات وترك المحرمات.
الحديث الأخر يقول النبي-ﷺ- أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ومعنى شهادة أن لا إله إلا الله  معناها أن لا معبود حق إلا الله فالإله هو المعبود وفيه الرد على أهل الكلام الذين يفسرون الإله بالخالق والقادر على الخلق لا إله إلا الله يعني لا خالق إلا الله وهذا باطل لو كان  معناها لا خالق إلا الله لكان كفار قريش موحدين لأنه يقول لا خالق إلا الله, ومع ذلك قاتلهم النبي ﷺ, ومعنى ذلك أن أهل الكلام من الأشاعرة والصوفية وغيرهم يفسرون كلمة التوحيد بتوحيد الربوبية ويفسرون الإله بالخالق وهذا غلط فإن الإله هو المعبود والإله من أله يأله , والإله يعني مألوه يعني مفعول الإله معناه الذي تألهه القلوب محبة وخوفا ورجاء وإجلالا وتعظيما.
وفيه أن الكافر إذا أتى بالشهادتين يكف عنه ولهذا قال قد منعوا منك دماءهم وأموالهم يكف عنه ولو ظن أن المقاتل أنه قالها تعوذاً أو خوفاً من القتل إذا قال لا إله إلا الله أو قال أشهد أن لا إله إلا الله  وجب الكف عنه قد ثبت أن النبي ﷺ أنكر على أسامة بن زيد لما, وكان يقاتل قوماً فلما رفع سيفه عليه قال أشهد أن لا إله إلا الله فقتله أسامة أنكر عليه النبي ﷺ قال أقتلته بعدما قال لا إله الله قال يا رسول الله قالها تعوذاً يعني خوفاً من السيف ما قالها عن إيمان, فقال أشققت عن قلبه كيف تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءتك يوم القيامة جعل  يعتب عليه وينكر فقال أسامة حتى تمنيت أني لم أسلم إلا يومئذ فالكافر إذا قال لا إله إلا الله وكان لا يقولها في كفره يجب الكف عنه يحكم بإسلامه, وبعد ذلك ينظر فإن التزم بأحكام الإسلام فالحمد لله وإن فعل ما يناقضها يقتل بعد ذلك, فهو مرتد.


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد.قال حدثنا عبد العزيز (يعني ابن أبي حازم) عن أبي حازم، عن سهل ح وحدثنا قتيبة بن سعيد (واللفظ هذا). قال حدثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن) عن أبي حازم قال. أخبرني سهل بن سعد--؛ أن رسول الله ﷺ قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها قال فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ﷺ كلهم يرجون أن يعطاها فقال اين علي بن أبي طالب  فقالوا: هو، يا رسول الله! يشتكي عينيه. قال فأرسلوا إليه. فأتى به، فبصق رسول الله ﷺ في عينيه. ودعا له فبرأ. حتى كأن لم يكن به وجع. فأعطاه الراية. فقال علي: يا رسول الله! أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال انفذ على رسلك. حتى تنزل بساحتهم. ثم ادعهم إلى الإسلام. وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه. فو الله! لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن تكون لك حمر النعم.

(الشرح)
وقوله يدوكون يعني يخوضون, فبات الناس يدوكون ليلتهم يعني يخوضون ويتمنون كل واحد يتمنى أن يعطاها لما قال النبي ﷺ: لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه وصفان الوصف الأول أنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله, والثاني أن يفتح , صار الناس يدوكون ليلتهم كل واحد يتمنى يقول من لعلي أنا فلما أصبح الصباح جاؤوا إلى رسول الله ﷺ كل يتمنى وكل يرجو، قال أين علي بن طالب هذا فيه إثبات للقضاء والقدر الذين عنده يتمنون ويتساورون ويتطلعون له ما يعطيهم إياها ويسأل عن الشخص الغائب هذا فيه إثبات القضاء والقدر قال أين علي؟ فقال هو يشتكي فأرسل إليه فجاؤوا به فتفل في عينيه فبرأ كأن لم يكن، فيه مشروعية عقد الراية للجيش وأنه لابد أن يكون للجيش قائد ويكون هناك راية تعرف ويكون للجيش أمير وللسرية حتى يرجع إليه حتى لا تكون المسألة فوضى ما يكون الجيش أو السرية يذهبان لابد أن له قائد يأتمرون بأمره وينتهون عن نهيه.
وفيه مشروعية تكرار الدعوة للكفار من باب الاستحباب إذا بلغتهم الدعوة فإن النبي ﷺ قال لعلي انزل بساحتهم ثم ادعهم للإسلام وقد بلغتهم الدعوة وهذه الدعوة من باب الاستحباب إذا كان الكفار وبلغتهم الدعوة فيستحب أن يبلغوا مرة أخرى وإن لم يبلغوا فلا, فليس ذلك بواجب إذا كانت بلغتهم الدعوة فهو مخير بين أن يدعوهم مرة أخرى من  باب الاستحباب وبين أن يهجم ويغير عليهم ويقاتلهم, فإن النبي ﷺ فعل الأمرين أغار على بني المصطلق وهم غارون يعني غافلون وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم واصطفى لنفسه جويرية بنت الحارث صارت من أمهات المسلمين لأن الدعوة بلغتهم, لما كانت الدعوة بلغتهم, ولم يسلموا غار عليهم وهم غافلون, فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم, ولما عقد الراية لعلي-- قال ادعهم للإسلام مرة أخرى مع أن الدعوة بلغتهم فيكون هذا من باب الاستحباب وفيه أن الكفار يدعون إلى الإسلام ويعلمون بما يجب عليهم من حق الله تعالى وأن حق الله هو التوحيد, ولهذا قال ادع, أو انفذ على رسلك أي على مهلك. حتى تنزل بساحتهم. ثم ادعهم إلى الإسلام. وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، حق الله هو التوحيد أخبرهم بأن الله خلقهم ليوحدوه ويعبدوه عليهم أن يسلموا وأن يؤدوا حق الله لأنهم مخلوقون لهذا وفيه أنه ينبغي للداعية أن يحرص على هداية من يدعو وفيه فضل من اهتدى على يديه  رجل وأنه خير من الدنيا وما فيها، والنبي-ﷺ- أقسم بأن من هدى الله على يديه رجل قال إنه خير من الدنيا وما فيها قال فوالله! لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم يعني من الإبل الحمر وهذا مثال كما سبق والمعنى خير من الدنيا وما فيها إذا هدى الله على يدك رجل واحد خير من الدنيا وما فيها يكون له مثل أجره.
وكذلك إذا اهتدى على يديه سواء كان كافراً أو كان عاصياً أيضا واهتدى أو غافلاً عن سنة ثم بينتها له وعلمتها إياه فلك مثل أجره مثل إنسان كان غافلا عن قيام الليل ثم ذكرته ونصحته أو عن صلاة الضحى أو صيام ثلاثة أيام من كل شهر ثم نصحته واهتدى فاستفاد من نصيحتك فلك مثل أجره وهذا فضل عظيم وكذلك إذا كان عاصياً أو فاسقاً ثم نصحته ودعوته إلى التوبة فتاب فاستفاد فلك مثل أجره، وكذلك الكافر إذا دعوته إلى الإسلام فهداه الله على يديك فلك هذا الأجر كما في الحديث فوالله! لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم, فيه أنه ينبغي للإنسان أن يحرص على هداية الخلق تذكيرهم وتعليمهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ودعوتهم إلى الله وأن يحتسب الأجر في ذلك لأن لهم مثل أجورهم.
يقول النبي ﷺ في الحديث الآخر من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى القيامة ومن سن في الإسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ومعنى سن سنة في الإسلام ليس المراد أن الإنسان يحدث سنة من عند نفسه لا المراد أنه يظهر سنة أميتت كأن يأتي إلى بلد أو إلى قوم لا يعرفون سنة الفجر ولا يصلونها، فيصلي سنة الفجر ويأمرهم بها فيكون هنا سن سنة حسنة, يعني أظهرها للناس لأن النبي ﷺ قال هذا لما جاء قوم من الأعراب قوم فقراء ثيابهم متمزقة تأثر النبي ﷺ  تغير وجهه فدخل وخرج ثم خطب في الناس وحثهم على الصدقة وقال ليتصدق الإنسان من صاع بر من طعام من ثياب فلما قضى النبي ﷺ جاء رجل من الأنصار بشيء من الطعام ملء كفيه حتى كادت كفيه أن تعجز عنهما فوضعهما ثم تتابع الناس فقال النبي ﷺ من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها, هذا الرجل, هذا الرجل هو الذي سبق وشجع الناس فتتابع الناس واقتدوا به, نعم.


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا حاتم (يعني ابن إسماعيل) عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمه بن الأكوع ، قال: كان علي قد تخلف عن النبي ﷺ في غزوة خيبر. وكان رمدا.

(الشيخ)

رمدا يعني أصابه الرمد في عينيه مرض معروف مرض الرمد في العينين, نعم.


(المتن)

 فقال: أنا أتخلف عن رسول الله ﷺ! فخرج علي فلحق بالنبي ﷺ. فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها. قال رسول الله ﷺ لأعطين الراية، أو ليأخذن بالراية، غدا، رجل يحبه الله ورسوله، أو قال يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه فإذا نحن بعلي، وما نرجوه.

(الشرح)
وما نرجوه بسبب مرضه والرمد الذي في عينيه ما كانوا يظنون أنه يأتي ويأخذ الراية لأن المريض أو الأرمد يحتاج إلى وقت حتى يشفى ولا يستطيع أن يقود الجيوش وهو أرمد وكذا لكن هذا, الله تعالى على كل شيء قدير فهو لا يعجزه شيء وهو معجزة للنبي ﷺ , نعم.


(المتن)

فقالوا: هذا علي. فأعطاه رسول الله ﷺ الراية. ففتح الله عليه.

(الشرح)
يعني وقع كما أخبر النبي-ﷺ- فتح الله على يديه وكان هذا من علامات النبوة, قال يفتح الله على يديه قبل أن يعطيه الراية ففتح على يديه خيبر, نعم.


(المتن)

حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد. جميعا عن ابن علية. قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال حدثني أبو حيان. حدثني يزيد بن حيان. قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم . فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت، يا زيد خيرا كثيرا. رأيت رسول الله ﷺ. وسمعت حديثه. وغزوت معه. وصليت خلفه. لقد لقيت، يا زيد خيرا كثيرا. حدثنا، يا زيد! ما سمعت من رسول الله ﷺ. قال: يا ابن أخي! والله! لقد كبرت سني. وقدم عهدي. ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله ﷺ. فما حدثتكم فاقبلوا. وما لا، فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله ﷺ يوما فينا خطيبا. بماء يدعى خما. بين مكة والمدينة. فحمد الله وأثنى عليه. ووعظ وذكر. ثم قال أما بعد. ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب. وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله. واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد! أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته. ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.

(الشرح)
وهذا فيه أن النبي ﷺ حث على كتاب الله وسنته وسماهما الثقلين لأن الالتزام بهما وأداء ما وجب الله (...)  ثقيل وفيه من الأوامر والنواهي أمر ثقيل فيتحمل الإنسان هذا (...) وهي الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض فامتنعت, قال الله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ[الأحزاب:72]، الثقلين هما كتاب الله وسنة رسوله وفي اللفظ الأخر : كتاب الله وسنتي ثقلين لما فيها من الأوامر والنواهي أمور ثقيلة.
ثم ذكر بأهل بيته وهي الأمر الآخر قال أذكركم الله في أهل بيتي, أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثا, يعني عليكم أن تحترموهم وتقدروهم وتعرفوا لهم حقهم ولا تهضموهم حقهم ولا توصلوا إليهم شيئا يضرهم وأن تحبوهم وتودوهم لله ولقرابتي كما قال الله تعالى في الآية: قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى[الشورى:23 ]، ثم سأل حصين بن سمرة سأل زيدا من هم أهل بيته؟ فقال أهل بيته الذين حرموا الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل عباس وهم بنو هاشم  فالذين حرموا الصدقة هم بنو هاشم، وهذا قول ذهب إليه بعض أهل العلم وقال آخرون إن الذين حرموا الصدقة هم بنو هاشم وبنو المطلب وقيل هم بنو قصي وقيل هم قريش كلها والصواب أنهم بنو هاشم وبنو المطلب دون بني عبد شمس وبني عبد مناف وإن كانوا كلهم في الدرجة واحدة درجتهم مرتبة واحدة بنو هاشم وبنو المطلب وبنو عبد شمس وبنو عبد مناف, والمراد بالصدقة الزكاة الذين حرموا الصدقة يعني الزكاة  فالزكاة حرم منها بنو هاشم وبنو المطلب دون بني عبد شمس وبني عبد مناف لأن بني المطلب شاركوا بني هاشم في الجاهلية والإسلام ودخلوا معهم الشعب لما حاصرتهم قريش وقال النبي ﷺ إن بني المطلب لم يفارقوا بني هاشم في جاهلية ولا في إسلام, فلذلك كانوا معهم فحرموا الصدقة لكن يعطون من الغنيمة بعد ذلك عوضهم الله بالغنيمة بنو هاشم وبنو عبد المطلب وهذا هو الصواب, وقيل بنو هاشم فقط لكن النصوص دلت على أن بني عبد المطلب مع بني هاشم, لقول النبي ﷺ إن بني المطلب لم يفارقوا بني هاشم لا في جاهلية ولا في إسلام وشاركوهم في السراء والضراء ودخلوا معهم الشعب بخلاف بني عبد شمس وبني مناف فلا وإن كانت مرتبتهم واحدة (سؤال) الشيخ: (الزكاة إنما هي الزكاة المقصود الزكاة (.....) إنما هي أوساخ الناس كذلك الأعطيات الأخرى و الهدية لا تدخل في هذا وجاء في الحديث الآخر كتاب الله وسنتي نعم. (....)  لأن الوصية بالقرآن وصية بالسنة, لأن الله تعالى يقول : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فالوصية بالقرآن وصية بالسنة.
(سؤال)
اللي يدعي أنه من أهل البيت؟
(جواب)
اللي يدعي أنه من أهل البيت نأخذ بدعواه نعامله بدعواه فلا نعطيه من الزكاة وإذا طلب من الغنيمة فلا نعطيه من الغنيمة إلا بدليل إذا جاء أثبت أعطيناه من الغنيمة أما الصدقة نأخذ بقوله, إن قال من بني هاشم من الأشراف نقول له خلاص ما نعطيك الزكاة لأنك أقررت على نفسك, لكن إذا جاء يطلب الغنيمة نقول له أثبت لابد له من الإثبات.


(المتن)

وحدثنا محمد بن بكار بن الريان. قال حدثنا حسان (يعني ابن إبراهيم) عن سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم ، عن النبي ﷺ. وساق الحديث بنحوه، بمعنى حديث زهير.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن فضيل. ح , وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا جرير. كلاهما عن أبي حيان، بهذا الإسناد، نحو حديث إسماعيل. وزاد في حديث جرير كتاب الله فيه الهدى والنور. من استمسك به، وأخذ به، كان على الهدى. ومن أخطأه، ضل.

(الشرح)
فيه الحث على العمل بكتاب الله وسنة رسوله وأنه من أخذ بكتاب الله فهو على الحق وهو منصور ومن ترك كتاب الله وسنة رسوله فهو مخذول وهو على الباطل والضلال نعم.


(المتن)

حدثنا محمد بن بكار بن الريان. حدثنا حسان (يعني ابن إبراهيم) عن سعيد (وهو ابن مسروق)، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم. قال: دخلنا عليه فقلنا له: قد رأيت خيرا. لقد صاحبت رسول الله ﷺ وصليت خلفه. وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان. غير أنه قال ألا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله عز وجل. هو حبل الله. من اتبعه كان على الهدى. ومن تركه كان على ضلالة.

(الشرح)

حبل الله هو عهده الذي عهده إلى عباده والموصل إلى دار وكرامته وجنته, العمل بكتاب الله هو حبل الله المتين وهو الصراط المستقيم وهو الهدى فيه الهدى والبر وهو النور الذي يستضاء به وهو الحياة وهو الروح لأنه تتوقف الحياة الحقيقية, وسماه الله روحا لتقف الحياة الحقيقية عليه وسماه الله نورا لتوقف الهداية عليه قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ من عبادنا [الشورى:52]، أسماه الله نوراً وروحاً نعم


(المتن)

وفيه: فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا. وايم الله! إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر. ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أصله، وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده".

(الشرح)
هذه الرواية تخالف الرواية الأولى, الرواية الأولى قال نساؤه من أهل بيته , قال نساؤه من أهل بيته, وهنا قال ليس نساؤه من أهل بيته وايم الله! وإنما المراد أصله وعصبته, أهل بيته أصله وعصبته, فكيف الجمع بينهما؟ الرواية الأولى قال نساؤه من أهل بيته، وهذه الرواية قال ليس نساؤه من أهل بيته, وايم الله جمع بينهن بأن النساء ليس من أهل بيته, لأنهن من قريش ولسن من بني عبد المطلب أو بني المطلب, ولكن المراد فيقوله نساؤه من أهل بيته يعني في الاحترام والتقدير والقيام بحقوقهن ووعظهن, فهن نساء من أهل بيته في كونه ﷺ يقوم بشؤونهن ويعظهن ويرشدهن وفي كون الأمة عليها أن تقدر أمهات المؤمنين أن تقدر نساءه لأنهن أمهات المؤمنين ويعرفوا لهن حقوقهن، ولكنهن لسن من أهل بيته في تحريم الصدقة تحريم الزكاة, تحريم الزكاة إنما هذا خاص بالعصبة وهم بنو هاشم وبنو المطلب.


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد. قال حدثنا عبد العزيز (يعني ابن أبي حازم) عن أبي حازم، عن سهل بن سعد. قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان. قال فدعا سهل بن سعد. فأمره أن يشتم عليا. قال فأبى سهل. فقال له: أما إذ أبيت فقل: لعن الله أبا التراب. فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب. وإن كان ليفرح إذا دعي بها. فقال له: أخبرنا عن قصته. لم سمي أبا التراب؟ قال: جاء رسول الله ﷺ بيت فاطمة. فلم يجد عليا في البيت. فقال أين ابن عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء. فغاضبني فخرج. فلم يقل عندي. فقال رسول الله ﷺ لإنسان انظر. أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله! هو في المسجد راقد. فجاءه رسول الله ﷺ وهو مضطجع. قد سقط رداؤه عن شقه. فأصابه تراب. فجعل رسول الله ﷺ يمسحه عنه ويقول قم أبا التراب! قم أبا التراب!.

(الشرح)
 وهذا فيه أن بعض بني مروان بني أمية عندهم عدوان ولهذا لما تولى المدينة بعض بني مروان قال لسهل  اشتم عليا فأبى فكانوا يشتمون علياً وبعضهم يشتمون العلويين وهذا من جهلهم وضلالهم ولهذا أبى لأنه ينبغي للإنسان أن يمتنع من الباطل ولا يوافق من أمره بالباطل فهذا سهل أبى قال لا يمكن ثم ذكر القصة قال اشتم أباك, قال إذا أبيت اشتم أبا تراب قال لا أبا تراب هذه كنية علي وهي أحب كناية إليه, وفيه لا بأس أن يكون الإنسان له كنيتان, فعلي له كنيتان يكنى أبا الحسن ويكنى أبا تراب, وفيه فضل علي-- حيث كان يستحب كنية أبا تراب لأن النبي ﷺ هو الذي كناه بها, وفيه جواز النوم في المسجد للحاجة لأنه نام في المسجد وفيه سؤال الإنسان عن حال ابنته وزوجها, فإن النبي ﷺ سأل جاء عليا وسأل قال أين ابن عمك؟ قالت غاضبني فذهب في المسجد فلم يقل عندنا, لم يقل: يعني لم ينم القيلولة وإنما نام في المسجد.
وفيه أن الإنسان قد يكون بينه وبين أهله مغاضبة ولو كان من أفضل الناس وخير الناس، علي من الخلفاء الراشدين ومن المبشرين بالجنة, وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة حصل بينهما مغاضبة في بعض أمور الدنيا الإنسان بشر ولكن ليس له لهذا تأثير وفيه أن الإنسان لو حصل مغاضبة بينه وبين أهله  ينبغي له أن يخرج من البيت حتى لا يشتد الخصام والنزاع ويؤدي إلى ما لا تحمد عقباه, وهذا من أسباب إزالة الغضب ومن أسباب إزالة الغضب كما جاء في الحديث عدم تنفيذ الغضب وتغيير حاله إذا كان قائماً يقعد وإذا كان قاعداً يضطجع, وجاء في الحديث آمره بالوضوء يتوضأ لكي يطفىء نار الغضب كل هذه أمور تخفف الغضب فعلي رضي  الله عنه لما حصل بينه وبينها غضب خرج ونام في المسجد يعني في هذا اليوم نام القيلولة في المسجد بدلا من البيت حتى يزول ما في النفس وبعض الناس تجده سبباً في زيادة الغضب يزيد الكلام بينه وبين زوجته ثم يحصل السباب ثم المضاربة ثم الطلاق وهذا من الجهل ينبغي للرجل أن يتحمل ويكون عنده تحمل, وتأمل العواقب فيقضى الخصام كما أرشده النبي ﷺ بتغيير حاله أو بالخروج من البيت أو بالوضوء وقطع الكلام, نعم.


(المتن)

حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عائشة قالت: أرق رسول الله ﷺ ذات ليلة.

الشيخ: بركة

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد