شعار الموقع

شرح كتاب الإمامة في الصلاة من صحيح ابن خزيمة_27

00:00
00:00
تحميل
5

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه والسامعين.

قال الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:

بَابُ إِجَازَةِ صَلَاةِ الْمَأْمُومِ عَنْ يَمِينِ الْإِمَامِ إِذَا كَانَتِ الصُّفُوفُ خَلْفَهُمَا

حدثنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، وَزِيدُ بْنُ أَخْزَمَ الطَّائِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ قَالُوا: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، حدثنا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: «أَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» - فَذَكَرُوا الْحَدِيثَ، وَقَالُوا فِي الْحَدِيثِ - وَأَذَّنَ وَأَقَامَ، وَأَمَرُوا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: «أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «جِيئُونِي بِإِنْسَانٍ أَعْتَمِدُ عَلَيْهِ»، فَجَاءُوا بِبَرِيرَةَ وَرَجُلٍ آخَرَ، فَاعْتَمَدَ عَلَيْهِمَا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأُجْلِسَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، فَذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يَتَنَحَّى، فَأَمْسَكَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ ثُمَّ ذَكَرُوا الْحَدِيثَ وَهَذَا حَدِيثُ الْقَاسِمِ.

الشيخ: ماذا قال عليه؟

القارئ: قال: صحيح، أخرجه عبد بن حميد، وابن ماجه، والترمذي في الشمائل، والنسائي في الكبرى، وابن نعيم في الحلية، والطبراني في الكبير، وسيأتي.

الشيخ: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام محمدٍ وعلى آله وصحبه.

قصة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرضه في آخر حياته -صلى الله عليه وسلم-، أمر أبا بكرٍ يصلي بالناس، ثم لما وجد خفة جاء يتهادى حتى جلس عن يسار أبي بكر، فكان هو الإمام، وأبو بكرٍ يقتدي بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، والناس يقتدون بأبي بكر، وكان النبي يصلي جالسًا، وأبو بكرٍ يصلي قائمًا، الناس خلفه قيام.

وهذا بخلاف مرضه الأول لما سقط عن الفرس، وجُحش شقه -صلى الله عليه وسلم-، فإنه صلى جالسًا، وأمر الناس أن يصلوا خلفه جلوسًا، لأنه ابتدأ الصلاة قاعدًا، فصلوا خلفه قعودًا، وأما في مرضه الأخير فإن أبا بكر ابتدأ الصلاة قائمًا، ثم جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فجلس، فأتم الصلاة قيامًا.

أعد الحديث.

عَنْ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: «أَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» - فَذَكَرُوا الْحَدِيثَ، وَقَالُوا فِي الْحَدِيثِ - وَأَذَّنَ وَأَقَامَ، وَأَمَرُوا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: «أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «جِيئُونِي بِإِنْسَانٍ أَعْتَمِدُ عَلَيْهِ»، فَجَاءُوا بِبَرِيرَةَ وَرَجُلٍ آخَرَ، فَاعْتَمَدَ عَلَيْهِمَا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأُجْلِسَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، فَذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يَتَنَحَّى، فَأَمْسَكَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ، ثُمَّ ذَكَرُوا الْحَدِيثَ، وَهَذَا حَدِيثُ الْقَاسِمِ.

ماذا قل عليه؟

طالب: قال: إسناده صحيح [00:04:55]

الشيخ: سالم بن عبيد؟

طالب: نعم، سالم بن عبيد، الأعظمي قال: إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، ابن ماجه،...من طريق عبدالله بن داوود

الشيخ: سالم بن عبيد صحابي؟

طالب: [00:05:21] مرسل.

الشيخ، سالم بن عبيد، من سالم بن عبيد هذا؟ كيف يقول إسناده صحيح؟

طالب: قال: إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.

الشيخ: ما قال مرسل؟

طالب: لا، قال: أخرجه ابن ماجه في [00:05:38] من طريق عبد الله بن داود.

الشيخ: هذه النسخة عليها تحقيق؟

طالب: تحقيق الفحل.

الشيخ: ماذا قال؟

طالب: قال: إسناده صحيح، أخرجه عبد بن حميد، وابن ماجه والترمذي في الشمائل، والنسائي في الكبرى، وأبو نعيم في الحلية، والطبراني في الكبير، وسيأتي.

الشيخ: تكلم هل هو صحابي، أو غير صحابي فيكون مرسل.

طالب: [00:06:00]

طالب: [00:06:05] فجاءوا ببريرة.

الشيخ: منكرة هذه، عباس [00:06:13]، سالم بن عبيد هذا ما تكلم عليه، تخريجه تكلم عن سالم بن عبيد؟

طالب: ما تكلم عندي، قال: سيأتي، وقال: تقدم تخريجه.

بَابُ الْأَمْرِ بِتَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ قَبْلَ تَكْبِيرِ الْإِمَامِ

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ، حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَحدثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، حدثنا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، ح وَحدثنا بُنْدَارٌ، حدثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، ح وَحَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ الْعَسْكَرِيُّ، حدثنا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ وَهُوَ الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَخْبَرَةَ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلَاةِ وَيَقُولُ: «اسْتَوُوا، وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ»، قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: «فَأَنْتُمُ الْيَوْمَ أَشَدُّ اخْتِلَافًا» هَذَا حَدِيثُ وَكِيعٍ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ، وَابْنِ أَبِي عَدِيٍّ قَالَ: يُسَوِّي مَنَاكِبَنَا، وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: يَمْسَحُ عَوَاتِقَنَا.

الشيخ: ماذا قال عليه؟

القارئ: قال: حديث صحيح، أخرجه الطيالسي، وعبد الرزاق، والحميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، ومسلم، وابن ماجه، والنسائي في الكبرى، وابن جارود، وابن حبان، وأبو عوانة، والطبراني في الكبير، والبيهقي.

طالب: [00:08:13] من طريق وكيعٍ مطولا.

الشيخ: وفيه وجوب تسوية الصفوف، قوله: «اسْتَوُوا» هذا أمر، والأمر للوجوب، فيه: كان يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلَاةِ وَيَقُولُ: «اسْتَوُوا، وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ»، فيه دليل على أن الاختلاف في الصفوف سبب اختلاف القلوب، «وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ»، تسوية الصفوف واجبة لقوله: «اسْتَوُوا».

كان عمر -رضي الله عنه- يسوي الصفوف، وكذا تسوية الصفوف واجبة فإذا قال له: استوت الصفوف، كبَّر؛ فالواجب تسوية الصفوف على الإمام، وكذا على المؤمنين أن يتعاونوا جميعًا على تسوية الصفوف، تسوية الصف وعدم التقدم والتأخر، ففيه وجوب تسوية الصفوف على الإمام والمأمومين جميعًا، فكان النبي يقول: «اسْتَوُوا، وَيَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا»، ويقول «وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ».

بَابُ فَضْلِ تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ، وَالْإِخْبَارُ بِأَنَّهَا مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا بُنْدَارٌ، حدثنا يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حدثنا شُعْبَةُ، وَحدثنا الصَّنْعَانِيُّ، حدثنا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، عَنْ شُعْبَةَ، ح وَحدثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ؛ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ» هَذَا حَدِيثُ بُنْدَارٍ، وَقَالَ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، وَقَالَ: «إِنَّ مِنْ حُسْنِ الصَّلَاةِ إِقَامَةَ الصَّفِّ».

الشيخ: تخريجه؟

القارئ: قال: صحيح، أخرجه ابن أبي شيبة من طريق وكيع عن شعبة عن قتادة به، وأخرجه ابن حبان من طريق خالد بن الحارث عن شعبة عن قتادة به، وأخرجه أحمد ومسلم من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن قتادة به، وأخرجه الطيالسي وأحمد والدارمي والبخاري وأبو داوود وابن ماجه وعبد الله بن أحمد في زياداته، ويعلى والبيهقي والبغوي من طرقٍ عن شعبة عن قتادة، وأخرجه عبد الرزاق وأحمد من طرق عن قتادة به.

الشيخ: والأعظمي؟

طالب: يقول: [00:10:58]

الشيخ: فيه الأمر بتسوية الصفوف، وأن تسوية الصفوف من تمام الصلاة ومن حسنها، وجاء أيضًا في البخاري: «فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة»، قال: «فإن التسوية من حسن الصلاة»، و «من إقامة الصلاة»، و «من تمام الصلاة»، في البخاري: «فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة»، هنا قال: «من حسن الصلاة»، و «من تمام الصلاة».

بَابُ الْأَمْرِ بِإِتْمَامِ الصُّفُوفِ الْأُولَى اقْتِدَاءً بِفِعْلِ الْمَلَائِكَةِ عِنْدَ رَبِّهِمْ

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا بُنْدَارٌ، حدثنا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، ح وَحدثنا الدَّوْرَقِيُّ، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حدثنا الْأَعْمَشُ، ح وَحدثنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى، ح وَحدثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، حدثنا وَكِيعٌ جَمِيعًا عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ: «يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ» هَذَا حَدِيثُ وَكِيعٍ.

فيه مشروعية تسوية الصفوف وإتمامها، وأن الصفوف الأُول تتم، تُسوى، وأن هذا فعل الملائكة، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ: «يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ»، فيه مشروعية المراصَّة في الصفوف وعدم ترك فُرج.

جاء في الحديث الآخر أن هذه الفرج تدخل منها أولاد الشياطين كأولاد الغنم الصغار، فلا ينبغي أن يكون هناك فُرج، وإنما تكون المراصة من غير محاكة، من غير إيذاء، ليس المراد المحاكة والإيذاء، المراد ألا يبقى فُرج، بعض الناس يُحاك ويؤذي، [00:13:45] برجليه ولا يترك فرصة، يؤذيك، ليس المراد الإيذاء والمحاكة، يرص رجله برجلك حتى يتعبك، لا، المراد عدم ترك فُرج، مقاربة ومحاذاة بدون إيذاء، بدون احتكاك يؤذي.

كما أن بعض الناس يترك بينك وبينه مسافة، وتجره ولا يتحرك، فيكون هناك فُرج، لا هذا ولا هذا، المهم المراصة ومقاربة الصفوف بدون إيذاء، وبدون فُرج، وإتمام الصف الأول فالأول، هذا فعل الملائكة، تصف الملائكة عند ربها هكذا، يتراصون في الصف، ويتمون الصفوف الأُول.

س: اقتداءً بفعل الملائكة، الملائكة يصفون لإقامة الصلاة؟

الشيخ: نعم، يصلون، لكن ليس كصلاتنا، الملائكة يصفون، هذا يدل على أنها تصف عند ربها وتصلي كما أمرهم الله، ﴿لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾[التحريم:6]، نحن الآن مكلَّفون بشريعة، أنزل الله على نبيه محمد شريعة، تكون صلاتنا وفق ما شرعه الله لنا، والملائكة تصف وتصلي وفق ما شرعه الله لها، ما علَّمها.

س: الآن في المساجد يوجد ممر في الزوايا، يتركونها ويقفون في الصف، هل إتمام هذه الزوايا يُعتبر من إتمام الصف؟

الشيخ: إذا كان ما في أحد يمر تُتم، إذا أقيمت الصلاة وما في أحد يمر لا بأس يصلى بها، وإن كان في أحد يمر تُترك للمرور.

بَابُ الْأَمْرِ بِالْمُحَاذَاةِ بَيْنَ الْمَنَاكِبِ وَالْأَعْنَاقِ فِي الصَّفِّ

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْقَيْسِيُّ، حدثنا مُسْلِمٌ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ، حدثنا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، حدثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «رُصُّوا صُفُوفَكُمْ، وَقَارِبُوا بَيْنَهَا، وَحَاذُوا بِالْأَعْنَاقِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مِنْ خِلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّهَا الْحَذَفُ» قَالَ مُسْلِمٌ: "يَعْنِي النَّقَدَ الصِّغَارَ"، النَّقَدُ الصِّغَارُ: أَوْلَادُ الْغَنَمِ.

فيه مراصة الصفوف، والمحاذاة، والمقاربة بينها، رصوا: مراصة ومقاربة من دون إيذاء، ومحاذاة بالأعناق، يحاذي بالعنق والكتف، في اللفظ الآخر محاذاة الأقدام، يحاذي القدم والقدم، ويحاذي العنق والعنق، ويحاذي الكتف الكتف، محاذاة، هذا هو السنة، المراصة في الصفوف، وعدم وجود خلل، والمقاربة بينها، والمحاذاة بالأعناق، والمحاذاة بالأقدام.

والنبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يكون هناك فُرج لقوله: «إِنِّي لَأَرَى الشَّيْطَانَ» يعني أولاد الشياطين «يَدْخُلُ مِنْ خِلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّهَا الْحَذَفُ» كأولاد الغنم الصغار، فلا ينبغي ترك فرصة للشيطان، فُرج.

س: [00:18:27]

الشيخ: المراد المقاربة وعدم الفرج، بدون احتكاك وإيذاء كما يفعل بعض الناس، يكون فيه احتكاك وإيذاء، [00:18:41] ويؤذيك حتى يشق عليك السجود، لا ينبغي هذا، يكون محاذاة ومقاربة بدون احتكاك وإيذاء.

قَالَ مُسْلِمٌ: "يَعْنِي النَّقَدَ الصِّغَارَ"، النَّقَدُ الصِّغَارُ: أَوْلَادُ الْغَنَمِ.

«الْحَذَفُ» هذه كأنها تسمى "النَّقَدة"، يعني هي التي تدخل بين خلل الصفوف، أولاد الشياطين كأولاد الغنم الصغار، فلا ينبغي أن يكون هناك فُرج بين الصفوف.

طالب: كأنها الحذف.

الشيخ: في الحديث الحذف.

طالب: الحا والذال والفا بالضمة، الحَذَفُ.

الشيخ: النقد وإلا الحذف؟

طالب: النقد.

النَّقَدُ ما جاءت، ما مرت النقد كتفسير لها.

طالب: قَالَ مُسْلِمٌ: "يَعْنِي النَّقَدَ الصِّغَارَ".

الشيخ: نعم، تفسير الحذف.

بَابُ الْأَمْرِ بِأَنْ يَكُونَ النَّقْصُ وَالْخَلَلُ فِي الصَّفِّ الْآخِرِ

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حدثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «أَتِمُّوا الصَّفَّ الْمُتَقَدِّمَ، فَإِنْ كَانَ نَقْصًا فَلْيَكُنْ فِي الْمُؤَخَّرِ».

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّنْعَانِيُّ، حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ شُعْبَةَ بِمِثْلِهِ قَالَ: «أَتِمُّوا الصَّفَّ الْأَوَّلَ وَالثَّانِيَ، فَإِنْ كَانَ خَلَلٌ فَلْيَكُنْ فِي الثَّالِثِ».

هذا فيه مشروعية إتمام الصفوف الأُول، فإذا كان هناك نقص يكون في الصف الأخير، الصف الأول يُكمل، والثاني يُكمل، والثالث يُكمل، أما الأخير فيكون فيه النقص، هذا هو السنة، وكلما صف يكون مُقدم يكون الصف الذي خلفه.

بَابُ الْأَمْرِ بِسَدِّ الْفُرَجِ فِي الصُّفُوفِ

توقف.

ماذا قال على الحديث الأخير؟

القارئ: قال: تقدم في (46)، قال: صحيح، أخرجه ابن حبان من طريق محمد بن مثنى به، وأخرجه أحمد وأبو داوود والنسائي، وفي الكبرى له، وأبو يعلى والبيهقي والبغوي، والضياء القدسي في المختار من طريق السعيد بن أبي عروبة عن قتادة به، وأخرجه أحمد من طريق شيبان عن قتادة به.

طالب: قال إسناده صحيح، موارد الظمآن حديث رقم كذا... من طريق السعدي [00:22:50]

الشيخ: فيه مشروعية إتمام الصف الأول فالأول، والنقص يكون في الصف الأخير.

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد