شعار الموقع

شرح كتاب الإمامة في الصلاة من صحيح ابن خزيمة_40

00:00
00:00
تحميل
4

طالب: يُراجع حديث ابن عباس؟

الشيخ: نعم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال الإمام الحافظ ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في كتابه مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:

جُمَّاعُ أَبْوَابِ قِيَامِ الْمَأْمُومِينَ خَلْفَ الْإِمَامِ وَمَا فِيهِ مِنَ السُّنَنِ

بَابُ ذِكْرِ إِجَابَةِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ المُؤَمِّنَ عِنْدَ فَرَاغِ قِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، ح وَحدثنا بُنْدَارٌ، حدثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، ح وَحدثنا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، حدثنا عَبْدَةُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَلَمَّا انْفَتَلَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطَبَنَا فَبَيَّنَ لَنَا سُنَّتَنَا، وَعَلَّمَنَا صَلَاتَنَا، فَقَالَ: «فَإِذَا كَبَّرَ الْإِمَامُ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَالَ: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾[الفاتحة: 7] فَقُولُوا: آمِينَ، يُجِبْكُمُ اللَّهُ»،

(يُجِبْكُمُ) يعني يستجيب لكم، ومعنى (آمِينَ) اللهم استجب، (آمِينَ) يعني دعاء، اللهم استجب، فالله يجيبهم ويستجيب.

تخريج الحديث: قال: حديثٌ صحيح، أحمد والدارمي ومسلم وأبو داوود وابن ماجه والنسائي وفي الكبرى له، وأبو عوانة والطحاوي والدارقطني والبيهقي.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "هَذَا الْخَبَرُ مِنْ بَابِ تَأْمِينِ الْمَأْمُومِ عِنْدَ فَرَاغِ الْإِمَامِ مِنْ قِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَإِنْ لَمْ يُؤَمِّنْ إِمَامُهُ جَهْلًا أَوْ نِسْيَانًا".

المأموم ليس مرتبط بالإمام في هذا، فإذا قال: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾[الفاتحة:7]، يؤمِّن المأموم حتى ولو لم يؤمِّن الإمام جاهلًا أو ناسيًا، وأما ما جاء في بعض الأحاديث: «وإذا أمَّن الإمام فأمِّنوا» هذا لا ينفي كونه لايؤمِّن إذا لم يؤمِّن الإمام، فإذا أمَّن الإمام يؤمِّن، وإذا لم يؤمِّن يؤمِّن كما دل عليه هذا الحديث، «فإذا أمَّن الإمام فأمِّنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له».

س: الآن ما ينتظروه، بمجرد أن يقول الإمام ولا الضالين يؤمِّنوا مباشرة؟

الشيخ: إي، لا ينتظره، ليس مأمورين بالانتظار، مأمورين بانتظار التكبير، فلا يكبِّر حتى يكبِّر.

س: هل الأمر بقول آمين للوجوب؟

الشيخ: لا، مستحب.

س: وكذلك على الإمام؟

الشيخ: نعم، مستحب.

وفيه أن اليهود حسدونا على هذا، حسدونا على صلاة الجمعة، وعلى قولنا خلف الإمام "آمين".

بَابُ ذِكْرِ حَسَدِ الْيَهُودِ الْمُؤَمِّنِينَ عَلَى تَأْمِينِهِمْ

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا أَبُو بِشْرٍ الْوَاسِطِيُّ، حدثنا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ يَهُودِيٌّ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «وَعَلَيْكَ». قَالَتْ عَائِشَةُ: فَهَمَمْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَعَرَفْتُ كَرَاهِيَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِذَلِكَ، فَسَكَتُّ، ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكَ، فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ»، فَهَمَمْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ فَعَرَفْتُ كَرَاهِيَةَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- لِذَلِكَ، ثُمَّ دَخَلَ الثَّالِثُ فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكَ، فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قُلْتُ: وَعَلَيْكَ السَّامُ وَغَضَبُ اللَّهِ وَلَعْنَتُهُ إِخْوَانَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، أَتُحَيُّونَ رَسُولَ اللَّهِ بِمَا لَمْ يُحَيِّهِ اللَّهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ، قَالُوا قَوْلًا، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِمْ، إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ حُسَّدٌ، وَإِنَّهُمْ لَا يَحْسُدُونَا عَلَى شَيْءٍ كَمَا يَحْسُدُونَا عَلَى السَّلَامِ، وَعَلَى آمِينَ».

فيه دليل على خُبث اليهود عليهم لعائن الله، جاء واحدٌ يقول: "السام عليك"، يدغمها، يحذف اللام، يُظهر كأنه يُسلِّم، والمراد بالسام الموت له.

في هذا الحديث عن عائشة -رضي الله عنها-: دَخَلَ يَهُودِيٌّ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكَ، فصبرت ولم تتكلم لأنها تعرف كراهية النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك، ثم دخل الثاني فقال: السَّامُ عَلَيْكَ. فسكتت، ثم لما دخل الثالث لم تصبر، قالت: "عَلَيْكَ السَّامُ وَغَضَبُ اللَّهِ وَلَعْنَتُهُ، أَتُحَيُّونَ رَسُولَ اللَّهِ بِمَا لَمْ يُحَيِّهِ اللَّهُ؟" فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يا عائشة، إِنَّ اللَّهَ لَا يُبغض الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ»، قالت: يا رسول الله، يقولون قولًا عليك! قال: «قَالُوا قَوْلًا، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِمْ»، وفي لفظٍ آخر: «تُقبل منا، ولا تُقبل منهم»، حديثهم رُدَّ عليه: «وَعَلَيْكَ»، تُقبل منا، ولا تُقبل منهم، وانتهى الأمر، رددنا عليهم تحيتهم، لكن عائشة -رضي الله عنها- ما صبرت.

هذا تعليم من النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة ولغيرها، للأمة.

س: هذا من التعدي أن يكون بالمثل؟ فعل النبي كان بالمثل؟

 الشيخ: لا، رد عليهم تحيتهم، قال: «وَعَلَيْكَم»، تحيتهم مردودة عليهم، كانت حقًا أو باطلًا.

س: لو الكافر سلم على شخص؟

الشيخ: تقول: "وعليكم" فقط، ترد عليه تحيته.

س: سواءٌ قال: "السلام" والا السام؟

الشيخ: نعم، إذا سلم الكافر فقولوا: "وعليكم"، وكذلك غيرهم، في الحديث الآخر: «لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام»، لا تبدأوا بالسلام، وإذا سلَّم فقولوا: "وعليكم"، وإذا أردت أن تبدأ، تبدأ بغير السلام، كيف حالك يا فلان، صباح الخير أو مساء الخير، لأن السلام تحية عظيمة، لا تكون إلا للمؤمنين، لا يبدأ بها إلا للمؤمنين.

س: فيه فرق بين الفحش والتفحش؟

الشيخ: (الْفُحْشَ) الكلام الفاحش، و (التَّفَحُّشَ) كون الإنسان يتفحش في الكلام، يعني يواجهه بالكلام ويتفحش أمامه، وتكون هناك منازعات، (الْفُحْشَ) كلامٌ فاحش، و (التَّفَحُّشَ) يعني تفحش من الشخص بالكلام.

س: لو قال مساء الخير، نرد عليه مساء الخير، أم...

الشيخ: هذا الأمر سهل، تبدأ: "كيف حالك يا فلان، ويا أبا فلان"، إذا كان غير مسلم قال: "يا أبا فلان -بالكنية- كيف حالك؟"، ولا تبدأه بالسلام، لا تقول: "السلام عليكم" لأنه ليس بمؤمن، وإن سلم ترد عليه، تقول: "وعليكم".

س: تارك الصلاة يسلم عليه؟

الشيخ: لا، إذا كان تاركًا للصلاة لا تسلم عليه، ولا تجاب دعوته، ولا ترد التحية عليه، حتى يتوب.

س: يبدأ التحية بغير السلام؟ هل يُحيا بغير السلام؟ يُبدأ تحية بغير السلام؟

الشيخ: هذا أمره واسع غير السلام، إذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا بأس.

س: إذا كان صاحب بدعة مغلظة

الشيخ: يُهجر، الأصل الهجر، إذا كان الهجر يفيد يُهجر، ومِن هجْر أهل البدع ألا يُسلَّم عليهم، ولا تُرد تحيتهم، ولا تُقبل دعوتهم.

س: إذا كان يزيد بالهجر

الشيخ: نعم، إذا ازداد يكون على ما ذهب إليه شيخ الإسلام، فلا يُهجر، ولكن يستمر في نصيحته، إذا كان يزيده الهجر إثمًا، أما إذا كان يخف، فلا بأس أن يستمر، وإذا كان لا يزيد ولا يخف يهجره، إذا كان لا فائدة من الهجر يستمر، وإن كان فيه فائدة يستعمله، وإذا ما كان فيه فائدة، فلا يستعمله، وإن كان هجره وعدمه مساواة، يهجره.

بَابُ ذِكْرِ مَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَصَّ نَبِيَّهُ -صلى الله عليه وسلم- بِالتَّأْمِينِ، "فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا مِنَ النَّبِيِّينَ قَبْلَهُ، خَلَا هَارُونَ حِينَ دَعَا مُوسَى، فَأَمَّنَ هَارُونُ، إِنْ ثَبَتَ الْخَبَرُ".

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْقَيْسِيُّ، حدثنا أَبُو عَامِرٍ، وَحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ أَيْضًا حدثنا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ زَرْبِيٍّ مَوْلًى لِآلِ الْمُهَلَّبِ

الشيخ: ضبطها عندك؟

القارئ: نعم، قال: بفتح الزاي، وسكون الراء، ثم بكسر الباء وتشديد الياء.

الشيخ: الشكل ما يعتبر

قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- جُلُوسًا، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي خِصَالًا ثَلَاثَةً»، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: وَمَا هَذِهِ الْخِصَالُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَعْطَانِي صَلَاةً فِي الصُّفُوفِ، وَأَعْطَانِي التَّحِيَّةَ، إِنَّهَا لَتَحِيَّةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَعْطَانِي التَّأْمِينَ، وَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا مِنَ النَّبِيِّينَ قَبْلُ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ اللَّهُ أَعْطَى هَارُونَ، يَدْعُو مُوسَى وَيُؤَمِّنُ هَارُونُ».

تخريج الحديث: قال: إسناده ضعيف لضعف زربي، انظر [إتحاف المهرة].

طالب: ...واهي [00:16:33]

الشيخ: واهي؟ نعم، لأن المؤلف شك: "إِنْ ثَبَتَ الْخَبَرُ"، ما الترجمة؟

بَابُ ذِكْرِ مَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَصَّ نَبِيَّهُ -صلى الله عليه وسلم- بِالتَّأْمِينِ، "فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا مِنَ النَّبِيِّينَ قَبْلَهُ، خَلَا هَارُونَ حِينَ دَعَا مُوسَى، فَأَمَّنَ هَارُونُ، إِنْ ثَبَتَ الْخَبَرُ".

(إِنْ ثَبَتَ الْخَبَرُ)، يعني ما ثبت الخبر، اقرأ الحديث.

 أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْقَيْسِيُّ، حدثنا أَبُو عَامِرٍ، وَحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ أَيْضًا حدثنا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ زَرْبِيٍّ مَوْلًى لِآلِ الْمُهَلَّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- جُلُوسًا، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي خِصَالًا ثَلَاثَةً»، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: وَمَا هَذِهِ الْخِصَالُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَعْطَانِي صَلَاةً فِي الصُّفُوفِ، وَأَعْطَانِي التَّحِيَّةَ، إِنَّهَا لَتَحِيَّةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَعْطَانِي التَّأْمِينَ، وَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا مِنَ النَّبِيِّينَ قَبْلُ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ اللَّهُ أَعْطَى هَارُونَ، يَدْعُو مُوسَى وَيُؤَمِّنُ هَارُونُ».

(عَنْ زَرْبِيٍّ مَوْلًى لِآلِ الْمُهَلَّبِ) مجهول، لضعف الزربي يكون ضعيفًا، لكن هذه الأشياء الثلاث، قال:

«أَعْطَانِي صَلَاةً فِي الصُّفُوفِ، وَأَعْطَانِي التَّحِيَّةَ، إِنَّهَا لَتَحِيَّةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَعْطَانِي التَّأْمِينَ وَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا مِنَ النَّبِيِّينَ قَبْلُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ اللَّهُ أَعْطَى هَارُونَ، يَدْعُو مُوسَى وَيُؤَمِّنُ هَارُونُ».

في الآية الكريمة قال الله تعالى: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا﴾[يونس:89]، لما دعا موسى، قيل إن هارون يؤمِّن، جاء في تفسيرها أن هارون يؤمِّن، واعتُبر موسى وهارون داعيين.

(صَلَاةً فِي الصُّفُوفِ) يعني أن الجماعة ليست واجبة على الأمم السابقة.

وَأَعْطَانِي التَّأْمِينَ وَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا مِنَ النَّبِيِّينَ قَبْلُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ اللَّهُ أَعْطَى هَارُونَ، يَدْعُو مُوسَى وَيُؤَمِّنُ هَارُونُ.

القارئ: الصلاة في الصفوف، والتحية، والتأمين.

الشيخ: وأعطاني التحية، ماذا؟

وَأَعْطَانِي التَّحِيَّةَ، إِنَّهَا لَتَحِيَّةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

وَأَعْطَانِي التَّأْمِينَ وَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا مِنَ النَّبِيِّينَ قَبْلُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ اللَّهُ أَعْطَى هَارُونَ، يَدْعُو مُوسَى وَيُؤَمِّنُ هَارُونُ.

هذا الحديث ضعيف، يُنظر في هذه الأشياء الثلاثة، هل هذه خاصة بالأمة (التحية)؟ هل يوجد ما يدل على أن الأمم السابقة ماعندهم السلام؟

مثل الاسترجاع: (إنا لله وإنا إليه راجعون)، هذا من خصائص هذه الأمة، بدليل يعقوب -عليه السلام- لما فقد ابنه يوسف قال: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾[يوسف:18]، قال العلماء: لو كان عندهم الاسترجاع لاسترجع، قال: "صبرٌ جميل"، ولم يقل: إنا لله وإنا إليه راجعون.

فهل التحية خاصة بهذه الأمة؟ وكذلك التأمين؟ وكذلك الصلاة في الصفوف؟ كل هذا يُنظر في النصوص الأخرى، فالحديث ضعيف؛ أعد الترجمة.

بَابُ ذِكْرِ مَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَصَّ نَبِيَّهُ -صلى الله عليه وسلم- بِالتَّأْمِينِ "فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا مِنَ النَّبِيِّينَ قَبْلَهُ، خَلَا هَارُونَ حِينَ دَعَا مُوسَى، فَأَمَّنَ هَارُونُ، إِنْ ثَبَتَ الْخَبَرُ".

التأمين، يكون معه أيضًا الصلاة في الصفوف، كذلك التحية، هذه الأمور الثلاثة.

س: تحية أهل الجنة قال: وهذه تحيتكم، هل يكون من ...

الشيخ: نعم، يُراجع الحديث.

س: [00:22:26]

الشيخ: نعم، شرَع لنا التأمين، ولم يشرع للأمم السابقة.

س: ذكر هنا: "حدثنا وكيع، قال: حدثنا أبي، وزيد بن خباب عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب قال: «دعا موسى وأمَّن هارون»".

الشيخ: موسى بن عبيدة ضعيف، من أخرجه؟

طالب: الطبري، يقول: "حدثنا وكيع، قال: حدثنا أبي، وزيد بن خباب عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب قال: «دعا موسى وأمَّن هارون»"، وقال: "حدثنا أبو معاوية، عن شيخٍ له، عن محمد بن كعب، قال: «دعا موسى وأمَّن هارون»".

الشيخ: الطبري -رحمه الله- يذكر آثارًا في هذا، يُراجع هذا الكلام على آية يونس: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا﴾[يونس:89]، هذا التـأمين يُنظر، لعله يذكر آثار كثيرة في هذا، ننظر آثار الطبري -رحمه الله-، والتحية كذلك في باب التحية وباب السلام، هل التحية خاصة بهذه الأمة؟

وكذلك الصفوف، لكن في الحديث الآخر: «ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟»، قال المسلمون: وكيف تصف الملائكة عن ربها؟ قال: «يتمون الصف الأول، ويتراصون في الصف» أو كما جاء في الحديث.

ما الترجمة التالية؟

بَابُ السُّنَّةِ فِي جَهْرِ الْإِمَامِ بِالْقِرَاءَةِ ...

بركة.

س: [00:24:16]

الشيخ: الأمر واسع في هذا، إن سكت فهو أولى، وإن سبَّح فهذا لا يُنافي الصلاة، التسبيح والتعظيم ليس من كلام الناس.

س: الرد على اليهود والنصارى "وعليكم" يشمل بوذيين ووثنيين وإلا خاص بأهل الكتاب؟

الشيخ: نعم، كل من سلم من غير المسلمين يُقال: "وعليكم"، يُرد عليه، يُقال: "وعليكم".

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد