شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_1

00:00
00:00
تحميل
9

وقد نص بعض العلماء صراحةً على استحباب الدعاء عند سماع الأذان، وجعل هذا وقتا آخر لاستحباب الدعاء غير استحبابه بعد الأذان، فقد ترجم ابن المنذر رحمه الله في "الأوسط": ذِكر استحباب الدعاء عند الأذان، وذكر حديث سهل بن سعد المتقدم، ثم ترجم: باب ذكر استحباب الدعاء بين الأذان والإقامة، وهكذا فعل الشيخ عبد الله البسام في كتابه "توضيح الأحكام من بلوغ المرام" وينظر جواب السؤال.

والخلاصة أن الدعاء مشروع أثناء الأذان وبعده، وإن كانت الأحاديث في الدعاء بعده: أصرح، وأكثر، وأصح، وينبغي لمن دعا أثناء الأذان أن لا يشغله ذلك عن الترديد خلف المؤذن.

(الشرح)

 الترديد، يقال هذا عن إجابة المؤذن، يسمى إجابة ما يسمى ترديد.

السائل: اَلْأَوَلُ يقول الإجابة، فلو تزاحم الأمران، ولم يمكنه الدعاء، مع ترديد الأذان، قدم ترديد الأذان خلف المؤذن، لأنه يفوت، وأما الدعاء فيمكنه استدراكه بعد انتهاء المؤذن، والله أعلم.

(الشرح)

 ولأن بين الأذان والإقامة موضع استجابة، يَعْنِي يقول وقت الأذان وقت استجابة، أيضًا بين الأذان والإقامة وقت استجابة، فهو ينتقل من وقت إلى وقت، كل منهما وقت إجابة، فإذا كان الإنسان ما يستطيع يدعو ويجيب المؤذن.

السائل: سئل الشيخ ابن عثيمين يا شيخ، سؤال الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ اللَّهُ، ما حكم الدعاء أثناء الأذان، فأجاب: متابعة المؤذن وإجابته أفضل من الدعاء، فإذا قال: الله أكبر، فقل: الله أكبر، وإذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقل: أشهد أن لا إله إلا الله، وهذا أفضل من الدعاء، وأفضل من قراءة القرآن؛ لأنه ذكر خاص يفوت بفوات وقته، ولكن إذا فرغ المؤذن فقل: اللهم صلِّ علي محمد، اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، ثم ادعُ الله بما شئت؛ فإن الدعاء بين الآذان والإقامة لا يرد، انتهى من فتاوى نورٌ على الدرب.

(الشرح)

 يَعْنِي صحيح، مادام وقت الاستجابة قريب بعد الأذان خلاص.

السائل: يعني الأفضل أن ينتظر يا شيخ؟

الشيخ : يَعْنِي يشوش .. ما يستطيع، اللهم إنك عفو تحب العفو، ثم قال المؤذن .... ما يمكن تستمر في الدعاء.

السائل: أَحْسَنَ اللَّهُ إلَيْكُمْ، الحافظ بن رجب أيضًا ذكر الدعاء عند الإقامة، قال الحافظ بن رجب رَحِمَهُ اللَّهُ في "فتح الباري" وقد ‌روي ‌عن ‌الحسن، ‌أن ‌هذا ‌الدعاء يشرع عند سماع أخر الإقامة.

روي ابن أبي شيبة: ثنا أبو الأحوص، عن أبي حمزة، عن الحسن، قال: إذا قال المؤذن: (قد قامت الصلاة)، فقل: اللهم، رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، اعط محمداً سؤله يوم القيامة، فلا يقولها رجل حين يقيم المؤذن إلا ادخله الله في شفاعة محمد يوم القيامة.

وروي ابن السني في كتاب "عمل اليوم والليلة" من رواية عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عطاء بن قرة، عن عبد الله بن ضمرة، عن أبي هريرة، أنه كان يقول إذا سمع المؤذن يقيم: اللهم، رب هذه الدعوة التامة وهذه الصلاة القائمة، صل على محمد وآته سؤله يوم القيامة، وهذه الآثار تشهد للمنصوص عند أحمد، أنه يدعو عند الإقامة، كما سبق عنه.

 

(الشرح)

 قيل للإمام: تقول بعد التكبير شيئًا؟ قال: لا، تقول بعد الإقامة شيئًا؟ قال: لا، في حديث ضعيف عن أبي داود يقول: عندما يقول: قد قامت الصلاة، قال: «أقامها الله وأدامها» لكن الحديث ضعيف.

السؤال: هل يجيب الإقامة أحسن الله إليك؟

(الشرح)

 في قولين لأهل العلم، منهم من قال يجيب مثل المؤذن، ومنهم من قال: أن هذه الإجابة خاصة بالمؤذن، على كل حال مثل قال الشيخ بن عثيمين رَحِمَهُ اللَّهُ، يقول أيه؟ الآن إذا سمعت المؤذن أوقف القراءة، قراءة القرآن، لكن هذا يفوت، طيب أوقفت القراءة لماذا؟ لتجب المؤذن، تروح تدعو، انشغلت بشيء آخر، يَعْنِي إذا سمعت المؤذن فلا تشتغل بغير الإجابة، لا بالدعاء ولا بقراءة القرآن ولا بأي عمل.

لكن لو دعا دعوات خفيفة ولا بأس مع الإجابة لا بأس، مبطلات الأذان:

أولًا: الفاصل الطويل.

ثانيًا: المحرم ولو قصيرًا.

ثالثًا: تغيير ألفاظ، كلمات الأذان أو الحروف، إبدال الحروف بحروف أو كلمات بكلمات، هذا يبطل الأذان.

رابعًا: مد الهمز في التكبير، الله أكبر يصير استفهام، آلله أكبر، البعض يقول: آلله أكبر، يَعْنِي آلله أكبر، يستفهم هل آلله أكبر ولا لَيْسَ بأكبر؟ ما صار خبر صار استفهام، آلله أكبر بل همزة، ثالثًا: بدل باء، الله أكبر صار معها الطبل، هذه كلها مبطلات، هل منها تبطيط المد الطويل مثل مد الله أكبر، أو مدها بحي على الصلاة ولا في حي على الفلاح، مد اللام في الله أكبر، إذا مدها مثلًا ثلاثين حركة أو أربعين حركة، هل يكون أخرج الكلمة عن معناها ولا لا؟

 

السائل: يا شيخ إذا مدها مد طويل مع الترديد حتى ما يتهيأ لك... لما ذكر المد أحسن يتوسط؟

(الشرح)

 إذا قال هذا، هل نقول هذا من مبطلات الأذان؟

السائل: لكن حركة طويلة جِدًّا.

(الشرح)

 وكذلك اللام في الصلاة اللام في الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ست حركات، عشر حركات؛ لكن ثلاثين حركة، بل ما يقول: الله أكبر يقول: الله أكبر من صوت إلى صوت هذا في تلحين بعد، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، هذا يبطل الأذان أو أنه مكروه، لا شك في أنه مكروه، كراهة التطويل هذا شك، وكذلك إذا لحن تلحين الغناء وطرب به هذا مكروه؛ لكن هل يصل إلى درجة البطلان البتة؟

السائل: يظهر أنه ما يبطل يا شيخ، إذا كان في لحن جاري أثناءه حين الأذان.

(الشرح)

 نعم كذلك، نحن قلنا إذا أبدل الحروف، أبدل الكلمات، لحن، حتى بعضهم لما يسمع الأذان وارد ماذا يقول؟ كأنه يصوت، حي على الصلاة بعض المؤذنين ما نسمع إلا الصاد، الص، هذا ما أحد يفهم مخارجه.

السائل: إذا أطال المد أحسن الله إليك.

 

(الشرح)

 الكلام عام عنه، يَعْنِي إذا قيل سجل هذا تراجع، لو قيل ببطلان الأذان لَيْسَ ببعيد، الكراهة لا شك في الكراهة، كذلك التطريب يطرب -يلحن تلحين الغناء-.

السائل: أحسن الله إليك، عُمَرَ بن عبد العزيز كان ينهى ....

(الشرح)

 قال للمؤذن "أذِّن أذانًا سَمْحًا وإلَّا فاعتزِلْنا" رواه البخاري في الصحيح، قال للمؤذن "أذِّن أذانًا سَمْحًا وإلَّا فاعتزِلْنا" عُمَرَ بن عبد العزيز أذِّن أذانًا سَمْحًا وإلَّا فاعتزِلْنا، الخليفة الراشد مؤذن ولا مع السلامة.

السائل: أَحْسَنَ اللَّهُ إلَيْكُمْ في كلام الشيخ مُحَمَّد بن إبراهيم في فتاويه.

(الشرح)

 فتاواه، ماذا قال؟ سجل الفتاوى هذاك؟ فتاوى مسجلة، مسجلة في الشبكة، كلها؟

السائل: مجموعة فتاواه، أي نعم أَحْسَنَ اللَّهُ إلَيْكُمْ، ثلاثة عشر مجلدًا، قال رَحِمَهُ اللَّهُ: "ثُمَّ التمديد الزائد عن المطلوب في الآذن ما يَنْبَغِي؛ فإن أحال المعنى فإنه يبطل الأذان، حروف المد إذا أعطيت أكثر من اللازم فلا يَنْبَغِي، حتى الحركات إذا مدت إن أحالت المعنى لم يصح وإلا كره، بعض المؤذنين يمد الواو من النوم، حرف المد هو الواو فتعطى حقها من المد ولا تمد كثيرًا أما النون فلا مد فيها، وكان يوجد في مكة تلحين كثيرًا وهذا سببه جهل وعوائد وكونه لا يختار من هو أفضل، وكأنه في الآخر أخف.

(الشرح)

 يَعْنِي يقصد في الحرم، يقول كان... النوم المد أحدهم في الصلاة خير من النوم، أو من النوم، هذا ...

السائل: قل ما تجد مؤذن الآن سليم.

السائل: كيف يجمع بين نداء الصوت وتهذيب العبادات؟ هل في ضابط لها؟

 

(الشرح)

 الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسمع حسن الصوت، قراءة حسنة، مثل اللي يقرأ ويرفع صوت، رفع الصوت مع حسن الصوت، النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ في حديث البراء، قال صليت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العشاء فقرأ سورة التين فيما سمعت صوتًا أحسن منه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قال: «من لم يتغنى بالقرآن فليس منا» يَعْنِي من لم يحسن صوته، وقال لأبي موسى الأشعري: «أوتي مزمارًا من مزامير آل داود» الصوت الحسن، المزمار يطلق على الصوت الحسن والصوت السيء، يطلق على هذا وعلى هذا، الصوت الباطل يسمى مزمار والصوت الحسن مزمار، مزمار الشيطان.

كلام الشيخ مُحَمَّد يَعْنِي رَحِمَهُ اللَّهُ هذا يَعْنِي إذا كان يخرج، يحيل المعنى فيبطل الأذان، وإن كان لا يحيل المعنى فهو مكروه، طيب هل مدها يقول: حي على الفلاح هل يحيل المعنى؟ ما يحيل؟ هي مكروه، المكروه هذا ما في إشكال الكراهة؛ لكن الكلام هل يصل إلى درجة البطلان ولا لا؟

السائل: سجلناها.

(الشرح)

 لا كلام الشيخ مُحَمَّد يَعْنِي رَحِمَهُ اللَّهُ في حروف ما تمد مثل النون والواو وما عداه إذا مد وأحال المعنى فيبطل الأذان، وإذا لم يحيل المعنى فهو مكروه.

السائل: كذلك ذكر بعض المالكية في كتاب "مواهب الجليل شرح مختصر الخليل" ذكر بعض أخطاء الأذان، قال وَمِنْهَا: ‌أَنَّ ‌بَعْضَهُمْ ‌لَا ‌يَنْطِقُ ‌بِالْهَاءِ ‌مِنْ ‌الصَّلَاةِ فِي قَوْلِهِ: "حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ" وَلَا بِالْحَاءِ مِنْ "حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ" فَيَخْرُجُ إلَى الدُّعَاءِ إلَى "صَلَا النَّارِ" فِي الْأَوَّلِ وَإِلَى "الْفَلَا" فِي الثَّانِي وَالْفَلَا: جَمْعُ فَلَاةٍ، وَهِيَ الْمَفَازَةُ نَبَّهَ عَلَى هَذِهِ الْمَوَاضِعِ الْقَرَافِيُّ وَالْمُصَنِّفُ فِي التَّوْضِيحِ وَابْنُ فَرْحُونٍ.

 

(الشرح)

 هذا ماذا؟

السائل: هذا نقل من كتاب "مواهب الجليل في شرح مختصر الخليل" المالكية.

(الشرح)

حي على الصلاة هذه بعض المؤذنين ما يطرب لها، يمد حي على الصلاة ولا ينطق الهاء، حي على الصلاة، ما يبعد من بعض العامة ما ينطق، وكذا حي على الفلا، ولا ينطق الحاء.

السائل: تبطل الأذان؟

(الشرح)

 هذا غير معناه، هذا غير المعنى، هذا أسقط حروف غير المعنى، صار الصلاة صارت الصلا، الصلا النار، والفلاح صارت الفلا، فلا وهي الصحراء.

السائل: أَحْسَنَ اللَّهُ إلَيْكُمْ، بعضهم يؤذن بمقامات مختلفة لكل أذان، يقولون: في مقام خاص للأذان في المطر، في مقام خاص لأذان الفجر، الظهر، مقامات موسيقية، هذا موجود في بعض البلدان.

(الشرح)

 هذا ما يجوز، يَعْنِي أذا للمطر؟

السائل: هذه المقامات مثل قراءة القرآن بالمقامات.

(الشرح)

 قراءة القرآن بالمقامات كذلك، ماذا يفعل بقراءة القرآن يلحنه يَعْنِي؟

السائل: يمشي يا شيخ على رتم معين يرتفع وينزل، يَعْنِي وَهُوَ يقرأ هناك يرتفع، وينزل وهكذا، نظام معين، مقيد بنظام مقامي، هو مأخوذ من الغناء يَعْنِي، مقامات الغناء، هم يزعمون أهل المقامات يزعمون أن ما من قارئ يتغنى بالقرآن إلا يوافق أحد المقامات.

 

(الشرح)

 كيف، يوافق؟ في أي شيء؟

السائل: يَعْنِي جمال صوته قريب من الغناء، أحسن الله إليك في الحديث نفسه من روى الحديث «من لم يتغنى بالقرآن فليس منا».

(الشرح)

 «من لم يتغنى بالقرآن فليس منا» يَعْنِي يحسن صوته.

السائل: ما كان يحب أن يقول هذا الحديث إلا في مواطن قليلة، هو نفس راوي الحديث أبو إسحاق، روي عنه كي لا تختلط بالغناء.

(الشرح)

 لا ما ترى هذا، المعروف يتغنى بمعنى يحسن صوته.

السائل: أَحْسَنَ اللَّهُ إلَيْكُمْ، قول أيضًا: أشهد أن لا إله إلا ما فيها بأس؟ ما يدغم اللام، النون باللام.

(الشرح)

 قد يكون لها وجه؛ لكن يَعْنِي هذه من المبطلات، مثل اللي يحذف الهاء من الصلاة، لا ينطق بالهاء ولا ينطق بالحاء، هذه من مبطلات الأذان، هذا مما يحيل المعنى، كذلك المد إذا كان يحيل المعنى أو يسقط الحرف الذي بعده فهذا يبطل الأذان، وإن كان لا يحيل فهو مكروه، هذه قاعدة.

السائل: يقدم ندي الصوت على ...

 

(الشرح)

 نعم يقدم الصوت، والعالم بالوقت، والأمين، كل هذا يقدم، قسمتوه؟

السائل: قسمناه ثلاثة أقسام.

(الشرح)

 القسم كم حديث الآن؟

السائل: نحن قسمناه صفحات أَحْسَنَ اللَّهُ إلَيْكُمْ لأن بعض الأحاديث طويلة وبعضها قصيرة.

(الشرح)

 إلى صفحة كم الآن؟

السائل: الآن بطبعة القسيم فصحة 273 إلى 294، 21 صفحة.

(الشرح)

 والثاني مثله؟ والثالث مثله؟

السائل: نعم.

(الشرح)

 يَعْنِي الأسبوع القادم ننتهي منه إنْ شَاءَ اللَّهُ.

 

(المتن)

 بِسْمِ اللَّهِ، والحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين، يقول الإمام بن خزيمة رَحِمَهُ اللَّهُ:

‌‌‌(كِتَابُ ‌الصَّلَاةِ الْمُخْتَصَرُ مِنَ الْمُخْتَصَرِ مِنَ الْمُسْنَدِ الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الشَّرْطِ الَّذِي اشْتَرَطْنَا فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ)

‌‌(بَابُ بَدْءِ فَرْضِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ)

(قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: أحد بَيْنَ الثَّلَاثَةِ، فَأُوتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ». قَالَ: «فَشُرِحَ صَدْرِي إِلَى كَذَا وَكَذَا» - قَالَ قَتَادَةُ: قُلْتُ: مَا يَعْنِي بِهِ؟ قَالَ: إِلَى أَسْفَلِ بَطْنِهِ - «فَاسْتُخْرِجَ قَلْبِي، فَغُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ أُعِيدَ مَكَانَهُ ثُمَّ حُشِيَ إِيمَانًا وَحِكْمَةً، ثُمَّ أُوتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ يُقَالُ لَهُ الْبُرَاقُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، يَقَعُ خُطَاهُ أَقْصَى طَرْفِهِ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا»).

(الشرح)

 هذا فيه اختصار، تقدير «حملت عليه حتى وصلت بيت المقدس، فربط جبريل الدابة بحلقة الباب وصلينا، ثُمَّ أتي بالمعراج، فعرجنا حتى أتينا السماء» المعراج موضع هذه الدابة، المعراج هذا لَيْسَ على الدابة، السفر من مكة إلى بيت المقدس هذا على الدابة، أما المعراج «عرج بي إلى السماء» عرج به كهيئة الدرج، فعرج به من بيت المقدس إلى السماء في ليلة واحدة، اختصر هذا، ذكر الدابة ثُمَّ ذكر المعراج.

 

(المتن)

 («فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا وَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مِنْ هَذَا؟ قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ: ومَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَبُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَفُتِحَ لَنَا قَالَ: مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جاء، فَأَتَيْتُ عَلَى آدَمَ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ". قَالَ: " ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ: قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَفُتِحَ لَنَا قَالَ: مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى يَحْيَى، وَعِيسَى فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَانِ؟ قَالَ يَحْيَى، وَعِيسَى - قَالَ سَعِيدٌ: إِنِّي حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: ابْنَيِ الْخَالَةِ»).

(الشرح)

 نعم هذا في السماء الثانية، آدم في السماء الأُوْلَى ويحيى وعيسى في السماء الثانية.

(المتن)

 («فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمَا فَقَالَا: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ". قَالَ: " ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ: قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ قَالَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَفُتِحَ لَنَا، وَقَالَ: مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلَى يُوسُفَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالْأَخِ الصَّالِحِ، ثُمَّ انْطَلِقَنا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَكَانَ نَحْوٌ مَنْ كَلَامِ جِبْرِيلَ وَكَلَامِهِمْ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِدْرِيسَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ، فَأَتَيْتُ عَلَى هَارُونَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، فَلَمَّا جَاوَزْتُ بَكَى قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى»).

 

(الشرح)

 هذا بعد السماء السادسة؟

السائل: نعم، بعد موسى.

(المتن)

  («فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، فَلَمَّا جَاوَزْتُ بَكَى قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى فَحَدَّثَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ نَبْقَهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ وَوَرَقَهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، وَحَدَّثَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ يَخْرُجُ مَنْ أَصْلِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الْأَنْهَارُ؟ قَالَ: أَمَّا النَّهَرَانِ الْبَاطِنانِ، فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ: فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ، ثُمَّ رُفِعَ لَنَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلِكٍ إِذَا خَرَجُوا مِنْهَا لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ»).

(الشرح)

 إذا خرجوا منها لم يعودوا إليه، يَعْنِي من كثرة الملائكة، كل يوم ينزل الملائكة ويستمر إلى يوم القيامة، ما في مرة ثانية من كثرة الملائكة، البيت المعمور الكعبة السماوية يطوف بها الملائكة تحاذي الكعبة المشرفة، اللي يسقط سقط عليها.

(المتن)

 (قَالَ: «ثُمَّ أُوتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحَدُهُمَا خَمْرٌ، وَالْآخَرُ لَبَنٌ يُعْرَضَانِ عَلَيَّ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقِيلَ: أَصَبْتَ أَصَابَ اللَّهُ بِكَ أُمَّتَكَ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَفُرِضَتْ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسُونَ صَلَاةً فَأَقْبَلْتُ بِهِنَّ حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ إِنِّي قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ فَرَجَعْتُ، فَخَفَّفَ عَنِّي خَمْسًا فَمَا زِلْتُ أَخْتَلِفُ بَيْنَ رَبِّي وَبَيْنَ مُوسَى يَحُطُّ عَنِّي وَيَقُولُ لِي مِثْلَ مَقَالَتِهِ حَتَّى رَجَعْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فأتيت على موسى فقال: بما أمرت؟ قلت: بخمس صلوات كل يوم، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ قَدْ بَلَوْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ " قَالَ: «لَقَدِ اخْتَلَفْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ لَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ، فَنُودِيتُ إِنِّي قَدْ أَجَزْتُ أَوْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي وَجَعَلْتُ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا»).

(الشرح)

 هي خمس في العدد وخمسون في الميزان والأجر.

(المتن)

 (حدثنا به مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال: حدثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قال: حدثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى الْعَوْذِيُّ، ثُمَّ الْمَحْمَلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَقَالَ: قال قَتَادَةُ: فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي: مَا يَعْنِي بِهِ؟ قَالَ: "مِنْ ثَغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ"، وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَنْ قُصهِ إِلَى شِعْرَتِهِ".

(الشرح)

قصه ماذا؟

السائل: قال رأس الصدر، القص رأس الصدر.

(المتن)

(قَالَ أَبُو بَكْرٍ: " هَذِهِ اللَّفْظَةُ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ قَوْلَ قَتَادَةَ فِي خَبَرِ سَعِيدٍ، فَقُلْتُ لَهُ: لَمْ يُرِدْ بِهِ, فَقُلْتُ لِأَنَسٍ: إِنَّمَا أَرَادَ فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ ).

‌‌(بَابُ ذِكْرِ فَرْضِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ مِنْ عَدَدِ الرَّكْعَةِ بِلَفْظِ خَبَرٍ مُجْمَلٍ غَيْرِ مُفَسَّرٍ، بِلَفْظٍ عَامٍّ مُرَادُهُ خَاصٌّ).

السائل: أَحْسَنَ اللَّهُ إلَيْكُمْ، قد ورد ما ذكر إبراهيم في السماء السابعة، موجودة في الصَّحِيحَيْن؟

 

(الشرح)

 نعم، الحديث يضم بعضها إلى بعض في آخر مجموعها، في السماء السابعة إبراهيم، وفيها أن النبي وجده مسند ظهره إلى البيت المعمور، لأن هو باني الكعبة الأرضية، فأسند ظهره إلى الكعبة السماوية عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

(المتن)

‌‌(بَابُ ذِكْرِ فَرْضِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ مِنْ عَدَدِ الرَّكْعَةِ بِلَفْظِ خَبَرٍ مُجْمَلٍ غَيْرِ مُفَسَّرٍ، بِلَفْظٍ عَامٍّ مُرَادُهُ خَاصٌّ).

 (قال: حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ الْعَطَّارُ، قال: حدثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: «إِنَّ الصَّلَاةَ أَوَّلُ مَا افْتُرِضَتْ رَكْعَتَينِ فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وَأُتِمَّتْ صَلَاةُ الْحَضَرِ» فَقُلْتُ لِعُرْوَةَ فَمَا لَهَا كَانَتْ تُتِمُّ؟ فَقَالَ: «إِنَّهَا تَأَوَّلَتْ مَا تَأَوَّلَ عُثْمَانُ»).

(الشرح)

 نعم عَائِشَة تأولت تأويل، يَعْنِي عُثمان تأول أنه وقعت، وأنه تأهل في مكة، ومنهم من قال يعلم الناس أن الصلاة لم تقصر، لأنه يصلي.. يأتي الموسم أناس من البداية ومن غيرهم فلا يعلمون، فأراد أن يعلمهم أن الصلاة باقية، هذا قول، بقي لم تقصر.

(المتن)

 (حدثنا بِهِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، بِمِثْلِهِ غَيْرُ أَنَّهُ قَالَ فِي كُلِّهَا: عَنْ، حدثنا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَفِي الْخَوْفِ رَكْعَةً»).

‌‌(بَابُ ذِكْرِ الْخَبَرِ الْمُفَسِّرِ للَّفْظَةِ الْمُجْمَلَةِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ قَوْلَهَا: إِنَّ الصَّلَاةَ أَوَّلُ مَا افْتُرِضَتْ رَكْعَتَانِ أَرَادَتْ بَعْضَ الصَّلَوات دُونَ جَمِيعِهَا، أَرَادَتِ الصَّلَوَاتِ الْأَرْبَعَةِ دُونَ الْمَغْرِبِ، وَكَذَلِكَ أَرَادَتْ، ثُمَّ زِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ ثَلَاثَ صَلَوَاتٍ خَلَا الْفَجْرِ وَالْمَغْرِبِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، إِنَّمَا أَرَادَ خَلَا الْفَجْرِ وَالْمَغْرِبِ، وَكَذَلِكَ أَرَادُوا فِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ خَلَا الْمَغْرِبِ، وَهَذَا مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي نَقُولُ فِي كُتُبِنَا مَنْ أَلْفَاظِ الْعَامِّ الَّتِي يُرَادُ بِهَا الْخَاصُّ).

(حدثنا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ الْبَصْرِيُّ قَالَ أَحْمَدُ: أَخْبَرَنَا, وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ، قال: حدثنا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «فَرْضُ صَلَاةِ السَّفَرِ وَالْحَضَرِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ زِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ، وَتُرِكَتْ صَلَاةُ الْفَجْرِ لِطُولِ الْقِرَاءَةِ، وَصَلَاةُ الْمَغْرِبِ لِأَنَّهَا وِتْرُ النَّهَارِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَمْ يُسْنِدْهُ أَحَدٌ أَعْلَمُهُ غَيْرُ مَحْبُوبِ بْنِ الْحَسَنِ" رَوَاهُ أَصْحَابُ دَاوُدَ فَقَالُوا: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ خَلَا مَحْبُوبِ بْنِ الْحَسَنِ).

‌‌(بَابُ فَرْضِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنْ لَا فَرْضَ مِنَ الصَّلَاةِ إِلَّا الْخَمْسَ، وَأَنَّ كُلَّ مَا سِوَى الْخَمْسِ مِنَ الصَّلَاةِ فَتَطَوُّعٌ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا فَرْضٌ إِلَّا الْخَمْسُ فَقَطْ).

(حدثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قال: حدثنا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قال: حدثنا أَبُو سُهَيْلٍ وَهُوَ عَمُّ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ثَائِرُ الرَّأْسِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ؟ قَالَ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا» قَالَ: أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصيام؟ قال: «صيام رمضان إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا»، قَالَ: أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ الزَّكَاةِ؟ قَالَ: فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ قَالَ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ لَا أَتَطَوَّعُ شَيْئًا، وَلَا أُنْقِصُ شَيْئًا مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ» أَوْ «دَخَلَ الْجَنَّةَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ»).

(الشرح)

 هذا من المقتصدين أصحاب النبي، يريد أن يقتصر على الفرائض ولا يزيد عليها.

 

(المتن)

 (‌‌بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ إِقَامَ الصَّلَاةِ مِنَ الْإِيمَانِ).

(حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قال: حدثنا أَبُو عَامِرٍ، قال: حدثنا قُرَّةَ جَمِيعًا، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبيِّ وَهُوَ نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّ جَرَّةً لِي أَنْتَبِذُ فِيهَا فَأَشْرَبُ مِنْهُ، فَإِذَا أَطَلْتُ الْجُلُوسَ مَعَ الْقَوْمِ خَشِيتُ أَنْ أَفْتَضِحَ مَنْ حَلَاوَتِهِ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا نَدَامَى»، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ مُضَرَ، وَإِنَّا لَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، فَحَدِّثْنَا جُمَلًا مِنَ الْأَمْرِ إِذَا أَحَدُنَا عَمِلَ بِهِ دَخَلَ بِهِ الْجَنَّةَ، وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا قَالَ: «آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: الْإِيمَانُ بِاللَّهِ، وَهَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَتُعْطُوا الْخُمُسَ مِنَ الْمَغَانِمِ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ النَّبِيذِ فِي الدُّبَّا, وَالنَّقِيرِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ» هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ).

‌‌(بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ إِقَامَ الصَّلَاةِ مِنَ الْإِسْلَامِ، إِذِ الْإِيمَانُ وَالْإِسْلَامُ إسْمَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، خَبَرُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي مَسْأَلَةِ جِبْرِيلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْإِسْلَامِ قَدْ أَمْلَيْتُهُ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ).

قال: (حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال: حدثنا رَوْحُ بْنُ عِبَادَةَ، عَنْ حَنْظَلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ يُحَدِّثُ طَاوُسًا، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَلَا تَغْزُو؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ»).

(حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قال: حدثنا أَبُو النَّضْرِ، قال: حدثنا عَاصِمٌ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ»).

قال: (حدثنا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قال: حدثنا عَاصِمٌ، أَخْبَرَنِي وَاقِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِمِثْلِهِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "خَرَّجْتُ طُرُقَ هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ").

‌‌(بَابٌ فِي فَضَائِلِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ).

(الشرح)

 آخر حديث، متن الحديث؟

(المتن)

(قال ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ»).

(الشرح)

 وهذه الأركان هي العمد، وهي الأسس التي يقوم عليها الإِسْلَام، وهي دعائم، ولا قيمة للإسلام إلا بها، ولم يذكر بقية الشرائع وإن كانت مطلوبة لأن من أتى بهذه العمد وهذه القواعد دفعته إلى أن يأتي بغيرها، من أتي بهذه القواعد فإنه يلتزم بما أمره الله به.

السائل: الآن أحسن الله اللي يدعون في الخارج، وأحيانًا ما يقدرون يتابعون، هل يكتفون بهذه الخمس؟

(الشرح)

ما يقدر يتابعون ماذا؟

السائل: يتابعون المسلمين الجدد، يدعونهم فيدخلون أفواج في الإِسْلَام؛ لكن ما يقدرون يستقرون في القرية يتابعونهم، هل يكتفون بهذه الأحكام؟

 

(الشرح)

 يَعْنِي يسيرون من هذه القرية، يدرسون بعض... عادة أنه يسير ناس من أهل البلد يقوموا مقامهم إذا راحوا إذا ذهبوا، يشوف بعض التلاميذ ويأخذهم معهم، يدرسونهم أو ما يحتاج إلى بلدهم، وإلا يتركوهم يرجعوا إلى ما كانوا عليه، لو تركوا، بس إذا كانوا نصارى، في نصارى يسمونهم المبشرين يأتون ويدعونهم إلى النصرانية.

(المتن)

 (‌‌بَابٌ فِي فَضَائِلِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ)

(حدثنا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ الْمِصْرِيُّ، قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا وَنَاسًا مَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ: كَانَ رَجُلَانِ أَخَوَانِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَفْضَلَ مِنَ الْآخَرِ، فَتُوُفِّيَ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُهُمَا، ثُمَّ عمَّرَ الْآخَرُ بَعْدَهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ، فَذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضِيلَةُ الْأَوَّلِ عَلَى الْآخَرِ، فَقَالَ: «أَلَمْ يَكُنْ يُصَلِّي؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَانَ لَا بَأْسَ بِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَمَا يُدْرِيكُمْ مَاذَا بَلَغَتْ بِهِ صَلَاتُهُ؟ إِنَّمَا مَثَلُ الصَّلَاةِ كَمَثَلِ نَهَرٍ جَارٍ بِبَابِ رَجُلٍ غَمْرٍ عَذْبٍ يَقْتَحِمُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ فَمَا تَرَوْنَ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ لَا تَدْرُونَ مَاذَا بَلَغَتْ بِهِ صَلَاتُهُ»).

(الشرح)

 الله أكبر، يَعْنِي أنها تطهر من الذنوب كما يطهر الماء الوسخ.

 

(المتن)

(حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، قال: حدثنا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ وَهُوَ شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ قَالَ: «هَلْ تَوَضَّأْتَ حِينَ أَقْبَلْتَ؟» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «وصليت معنا؟»، قال: نعم، قال: «اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَفَا عَنْكَ»).

(الشرح)

 ما هذا الحديث؟

(المتن)

 (حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، قال: حدثنا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ وَهُوَ شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ قَالَ: «هَلْ تَوَضَّأْتَ حِينَ أَقْبَلْتَ؟» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «وصليت معنا؟»، قال: نعم، قال: «اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَفَا عَنْكَ»).

 

(الشرح)

 وفي رواية أنه قال-- ((@ كلمة غير مفهومة- 42:14)) – ﴿‌إِنَّ ‌الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: 114]، رجل أصاب من امرأة كل شيء إلا أنه لم يطأها وجاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي جاء تائبًا نادمًا، قال أنه جاء تائبًا نادمًا، المراد بالحد هنا يَعْنِي المعصية، حدًا الحد يطلق على الحدود التي حدها الله ورسوله، وتقع على المناهي والنواهي، وتطلق على الأوامر: ﴿‌حُدُودُ ‌اللَّهِ ‌فَلَا ‌تَعْتَدُوهَا﴾ [البقرة: 229]، لا تتجاوزوها، وعلى النواهي: ﴿تِلْكَ ‌حُدُودُ ‌اللَّهِ ‌فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾ [البقرة: 187]، وتطلق أيضًا على الحدود التي حدها الله كحد الزنا، وحد السرقة وشرب الخمر.

(المتن)

(‌‌بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْحَدَّ الَّذِي أَصَابَهُ هَذَا السَّائِلُ فَأَعْلَمَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ عَفَا عَنْهُ بِوُضُوئِهِ وَصَلَاتِهِ كَانَ مَعْصِيَةٌ ارْتَكَبَهَا دُونَ الزِّنَا الَّذِي يُوجِبُ الْحَدَّ).

(الشرح)

 يعني ما وصل للحد.. مثل ما سبق، مثل الرجل الذي أصاب من امرأة كل شيء إلا أنه لم يجامع، وجاء تائبًا، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صلي معنا، فإن الله قد غفر لك»، فنزلت ﴿‌إِنَّ ‌الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: 114]،  ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ‌إِنَّ ‌الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [هود: 114]، فإن الحد يطلق على الأوامر ويطلق على النواهي ويطلق على العقوبات التي جعلها الله تَعَالَى المحرمات.

(المتن)

(إِذْ كُلُّ مَا زَجَرَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ حَدٍّ، وَلَيْسَ اسْمُ الْحَدِّ إِنَّمَا يَقَعُ عَلَىِ مَا يُوجِبُ جَلْدًا أَوْ رَجْمًا أَوْ قَطْعًا قَطُّ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي ذِكْرِ الْمُطَلَّقَةِ: ﴿لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ [الطلاق: ١]، وقَالَ: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا﴾ [البقرة: ٢٢٩]، فَكُلُّ مَا زَجَرَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْمُ الْحَدِّ وَاقِعٌ عَلَيْهِ، إِذِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَرَ بِالْوُقُوفِ عِنْدَهُ فَلَا يُجَاوَزُ وَلَا يُتَعَدَّى).

(الشرح)

 إذ اللهُ، والذال مكسورة، وإذا جاء قبلها فتح وضم تفخم عليه الله، تفخم اللام.

(المتن)

 (إِذِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَرَ بِالْوُقُوفِ عِنْدَهُ فَلَا يُجَاوَزُ وَلَا يُتَعَدَّى).

( أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، قال: حدثنا أَبُو عُثْمَانَ، عَنِ ابْنُ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ إِمَّا قُبْلَةً، أَوْ مَسًّا بَيْدٍ، أَوْ شَيْئًا كَأَنَّهُ يَسْأَلُ عَنْ كَفَّارَتِهَا قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ‌إِنَّ ‌الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: 114]، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: أَلِي هَذِهِ؟ قَالَ: «هِيَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِي» قَالَ: وَحَدَّثَنَاهُ الصَّنْعَانِيُّ، قال: حَدَّثَنَا يَزِيدَ بْنُ زُرَيْعٍ، قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ وَهُوَ التَّمِيمِيُّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ، فَقَالَ: أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً وَلَمْ يَشُكَّ، وَلَمْ يَقُلْ كَأَنَّهُ يَسْأَلُ عَنْ كَفَّارَتِهَا).

(الشرح)

 هذا يدل على أن الصلوات كفرات، ويدل على ذلك الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «‌الصَّلَوَاتُ ‌الْخَمْسُ، ‌وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مكفراتٌ لِمَا بَيْنَهُما، إذا اجتنبت الكبائر» هذه ليست من الكبائر، هذا الرجل أصاب حتى، فكان الصلاة مكفرة له، مع أنه جاء نادم هو، جاء نادم، جاء تائب، فالتوبة طهارة له، وكذلك الصلاة التي صلاها كفارة له، فالصلوات الخمس تكفر ما بينهما، ما بين الصلوات، والجمعة إلى الجمعة تكفر ما بينهما، أما الكبائر فلابد لها من حد، يعني إذا أصاب الزنا، ما يكفي أنه يقول: يصلي معنا يكفيه، لابد يقام عليه حد الزنا، سرق من حرز وقال أنا خلاص أصلي الصلاة كفارة، لابد من إقامة الحد، فالحدود لابد من إقامتها، لكن ما دون الحد.

السائل: هذا متى يا شيخ إذا كشف؟ إذا كان بينه وبين نفسه وتاب؟

 

(الشرح)

 يتوب فيما بينه ولا يقول، ولا يذهب يقول: أقيموا علي الحد، هذا الأفضل يستتر بستر الله، والتوبة طهارة كفارة هذا هو الوجه؛ ولذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد ممن أتى إليه يطلب إقامة الحد، أراد أن يقول: اذهب، ارجع، وأعرض عنه، حتى ألح وشهد على نفسه أربع مرات فأقام عليه الحد.

السائل: يا شيخ أحسن الله إليك، أقام عليها حد القصاص قطع يدها هل يكفي توبتها، أو لابد من إقامة الحد؟

(الشرح)

 لا هذا حق أدمي، حقوق الأدمي لابد من أدائها، لكن هذا حق، حق الله نعم، فيما بينه وبين الله، إذا صلى ألا يأتي يطلب إقامة الحد، وإنما يتوب فيما بينه وبين الله، فكل أدمي لابد من أداء القصاص، إذا كان قتل عمدًا وعدوًا هذه ثلاث حقوق، حق لله وحق للقتيل وحق لأولياء القتيل، حق لأولياء القتيل إذا سلم نفسه واقتصوا منه أو سمحوا بالدية، سقط حقهم، وحق لله إذا تاب فإن الله يقبل توبته، وحق للقتيل يوم القيامة، المقتول، إذا أدى حق أولياء القتيل وأدى حق الله، الله تَعَالَى يرضيه القتيل يوم القيامة يرضيه من الحسنات حتى يسمح، فالقاتل عبدًا عليه ثلاثة حقوق، حق لله، وحق للقتيل، وحق لأولياء القتيل، فإذا أدى الحقين فالله تَعَالَى يرضي عنه القاتل يوم القيامة ويعطيه من الثواب والحسنات ما يسمح عنه، أما إذا لم يؤدي حق الله، ولم يتب ولم يسلم نفسه تبقى الحقوق كلها الثلاثة عليه.

(المتن)

 (حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قال: حدثنا وَكِيعٌ، قال: حدثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَقِيتُ امْرَأَةً فِي الْبُسْتَانِ فَضَمَمْتُهَا إِلَيَّ وَبَاشَرْتُهَا وَقَبَّلْتُهَا، وَفَعَلْتُ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا، فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: ١١٤]، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَلَهُ خَاصَّةً أَوْ لِلنَّاسِ كَافَّةً؟ فَقَالَ: «لَا, بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً»).

(الشرح)

 الحمد لله، لم يأتي إلى حد، لم يصل للحد، لو وصل للحد زيادة لابد من إقامة الحد.

(المتن)

 (‌‌بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ إِنَّمَا تُكَفِّرُ صَغَائِرَ الذُّنُوبِ دُونَ كَبَائِرِهَا)

(الشرح)

 نعم، كما في الحديث السابق عند مسلم «‌الصَّلَوَاتُ ‌الْخَمْسُ، ‌وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ»، الصلوات الخمس تكفر ما بينها وبين الصلوات الأخرى، ورمضان ما بينه إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة بشرط أن تكون هذه صغائر لا تصل إلى حد الكبائر؛ ولهذا قيد قال: «إذا اجتنبت الكبائر» وفي رواية «ما اجتنبت الكبائر» وفي رواية «ما لم تغشى الكبائر» وفي رواية «ما لم تصب بمقتلة» وهي الكبيرة -الكبائر-.

السائل: من هو مصر على الصغائر أحسن الله إليك؟ يكتفى بمكفراتها، أم ...

(الشرح)

 الحديث هذا عندك وعندك الآية الكريمة: ﴿‌إِنْ ‌تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ [النساء: 31]، عن الصغائر، فإذا اجتنب الكبائر كفرت عنه الصغائر؛ لكن بعض العلماء يقول: إذا أصر على الصغيرة قد توصله إلى الكبيرة، يعني قد يكون الشخص تبجح بهذه الصغيرة ويعلنها ويظهرها حتى تصل إلى حد الكبيرة، وكذلك صاحب الكبيرة لايزال يكون في قلبه ندم وخشية وخوف حتى يغفرها الله.

السائل: أتت الأخبار عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا اجتمعت بالمرء الصغائر...

 

(الشرح)

 يعني إذا أصر عليها قال العلماء: "لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار -مع التوبة-" لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار، مع الاستغفار والتوبة، قد توصله إلى الكبيرة الصغائر.

(المتن)

(حدثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، قال: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قال: حدثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ»).

(الشرح)

وذلك الدهر كله ما لم تغش الكبائر، اشتراط.

(المتن)

(حدثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّدَفِيُّ، قال: أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ، قال: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ ابْنَ أَبِي هِلَالٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ نُعَيْمَ بْنَ الْمُجْمِرِ حَدَّثَهُ أَنَّ صُهَيْبًا مَوْلَى الْعُتْوَارِيِّينَ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُخْبِرَانِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ»، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَسْكُتُ، فَأَكَبَّ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا يَبْكِي حَزِينًا لِيَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَأْتِي بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ السَّبْعَ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى إِنَّهَا لَتَصْطَفِقُ» ، ثُمَّ تَلَا ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ [النساء: ٣١]).

 

(الشرح)

 يعني الصغائر، فاشترط لتكفير الصغائر اجتناب الكبائر.

(المتن)

(عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يُخْبِرَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ»، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ سْكُتُ، فَأَكَبَّ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا يَبْكِي حَزِينًا لِيَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَأْتِي بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ السَّبْعَ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى إِنَّهَا لَتَصْطَفِقُ» ، ثُمَّ تَلَا ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ [النساء: ٣١]).

(الشرح)

 يعني الصغائر.

(المتن)

 (‌‌بَابُ فَضِيلَةِ السُّجُودِ فِي الصَّلَاةِ وَحَطِّ الْخَطَايَا بِهَا مَعَ رَفْعِ الدَّرَجَاتِ فِي الْجَنَّةِ)

الْحَمْدُ لِلَّهِ، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أم بعد:

فقال الإمام ابن خزيمة رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى في صحيحه: (‌‌بَابُ فَضِيلَةِ السُّجُودِ فِي الصَّلَاةِ وَحَطِّ الْخَطَايَا بِهَا مَعَ رَفْعِ الدَّرَجَاتِ فِي الْجَنَّةِ)

(قال: حدثنا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، قال: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قال: حدثنا الْأَوْزَاعِيُّ، قال: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُعَيْطِيُّ، قال: حَدَّثَنِي مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيُّ قَالَ: لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَنْفَعْنِي اللَّهُ بِهِ أَوْ يُدْخِلْنِي الْجَنَّةَ قَالَ: فَأسَكَتَ عَنِّي ثَلَاثًا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: عَلَيْكَ بِالسُّجُودِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً» قَالَ: أَبُو عَمَّارٍ هَكَذَا قَالَ: الْوَلِيدُ يَعْنِي سَجْدَةً بِنَصْبِ السِّينِ).

 

(الشرح)

 قال ماذا تخريجه؟

السائل: قال: صحيح أخرجه مسلم.

(الشرح)

 والمراد بالسجدة هنا الصلاة، لأن السجدة في الصلاة، المراد الإكثار من الصلاة.

(المتن)

(«مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً»).

(الشرح)

 المراد بالسجدة الصلاة، لأن السجد لا تكون إلا في الصلاة، من ذلك عامر بن ربيعة، الذي سأل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرافقته في الجنة، قال: «أعني على نفسك بكثرة السجود» كان يخدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما اسمه؟ هل هو عامر؟

السائل: لا يا شيخ.

(الشرح)

 ما هو بعامر، كان يخدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: «أو غير ذلك؟» قال: هو ذاك، قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود»، وكثرة السجود لا يكون إلا بكثرة الصلاة، السجود كله في الصلاة، هو من الصلاة، فكثرة السجود من أسباب، كثرة الصلاة من أسباب دخول الجنة، يعني مع الإيمان بالله ورسوله، ومع عدم فعل الكبائر.

(المتن)

(«مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً»).

 

(الشرح)

 يعني السجدة لا تكون إلا في الصلاة؛ لأن ليس الإنسان يصلي سجدة وحدها، إلا سجدة التلاوة أو سجدة الشكر، أو سجدة السهو، بعد ذلك ما في سجدة، بعض الناس يسجد يظن أن هذا مشروع بدون سبب، لا السجدة بدون سبب ما هو مشروع، أما السجدة في الصلاة أو سجدة السهو، أو سجدة الشكر، أو سجدة التلاوة وبعد ذلك فلا.

السائل: السجود والركوع فيما كان قبلنا، هل كان صلواتهم فيها سجود وركوع، يقول الله: ﴿‌يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [آل عمران: 43]، السجود المقصود به السجود بمعناه؟

(الشرح)

  لا هو السجود هذا، ﴿وَادْخُلُوا ‌الْبَابَ ‌سُجَّدًا﴾ [البقرة: 58]، قال لبني إسرائيل: ﴿وَادْخُلُوا ‌الْبَابَ ‌سُجَّدًا﴾ [البقرة: 58]، خاضعين، وقيل ركوعًا، دخلوا يزحفوا على أدبارهم، الصلاة في كل ملة، قصة إبراهيم لما مر بمصر بالملك الجبار، قال توضأ وصلى فهو يصلي كما أخبرنا... مما أخذها هذا الجبار، في كل ملة الصلاة والوضوء.

السائل: ربيع بن كعب يا شيخ؟

(الشرح)

 إي ربيع بن كعب كان يخدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: «سل» قال للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مرافقتك في الجنة؟ قال: «أو غير ذلك»، قال: هو ذلك، قال: «أعني على نفسك بكثرة السجود».

(المتن)

 في طبعة التأصيل زيادة بعد الحديث، قال: قال مَعْدانُ: ثم لقيتُ أبا الدرداءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فسألتُه مثل ما سألت ثوبان عنه، فقال: عليك بالسجود فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً».

‌‌(بَابُ ‌فَضْلِ ‌صَلَاةِ ‌الصُّبْحِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ)

(قال: حدثنا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قال: حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قال: حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قال: حدثنا قَيْسٌ قَالَ: قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا»).

(الشرح)

 والصلاة قبل طلوع الشمس هي الفجر، والصلاة قبل غروبها هي العصر، نعم وفيه دليل على أن المحافظة عليهما من أسباب رؤية الله عَزَّ وَجَلَّ.

(المتن)

(قال: حدثنا بُنْدَارٌ، قال: حدثنا يَحْيَى، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).

(قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، قال: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَنْ يَلِجَ النَّارَ مَنْ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا»).

(الشرح)

 وهي صلاة العصر وصلاة الفجر، «لَنْ يَلِجَ النَّارَ مَنْ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ» هي الفجر، «وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» هي العصر الفريضة، فضل هكذا الصلاتين.

(المتن)

 (قال حدثناه عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ رُوَيْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبِهَا»، فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ بِأَنَّكَ سَمِعْتَهُ).

(الشرح)

 يعني تصديقًا له، يعني أصدقك.

السائل: وذكر يا شيخ في الحديث اللي قبل، وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هل يكون نفس الرجل؟

(الشرح)

 قال رجل من أهل البصرة أنا سمعته.

السائل: الحديث السابق.

(الشرح)

 محتمل يكون هو، ما في جزم.

السائل: قد يظن بعض الناس من هذا الحديث أنه يكتفي بصلاتين ويدخل الجنة.

(الشرح)

 لا الصلاة بعضها ببعض، جاء في الحديث الآخر: «إنكم ترون ربكم كما ترون القمل ليلة البدر، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا» فربطها بالنظر لله، قال العلماء: هتان الصلاتان لهم مدخل في رؤية الله عَزَّ وَجَلَّ.

(المتن)

 (‌‌بَابُ ذِكْرِ اجْتِمَاعِ مَلَائِكَةِ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةِ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ جَمِيعًا، وَدُعَاءُ الْمَلَائِكَةِ لِمَنْ شَهِدَ الصَّلَاتَيْنِ جَمِيعًا)

(قال: حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قال: حدثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ، فَإِذَا كَانَ صَلَاةُ الْفَجْرِ نَزَلَتْ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ فَشَهِدُوا مَعَكُمُ الصَّلَاةَ جَمِيعًا، ثُمَّ صَعِدَتْ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَكَثَتْ مَعَكُمْ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: مَا تَرَكْتُمْ عِبَادِي يَصْنَعُونَ؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ جِئْنَا وَهُمْ يُصَلُّونَ وَتَرَكْنَاهُمْ يُصَلُّونَ، فَإِذَا كَانَ صَلَاةُ الْعَصْرِ نَزَلَتْ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ فَشَهِدُوا مَعَكُمُ الصَّلَاةَ جَمِيعًا، ثُمَّ صَعِدَتْ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ وَمَكَثَتْ مَعَكُمْ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ، فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُمْ عِبَادِي يَصْنَعُونَ؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: جِئْنَا وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ قَالَ: فَحَسِبْتُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ فَاغْفِرْ لَهُمْ يَوْمَ الدِّينِ»).

( قال: حدثناه يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، قال: حدثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قال: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَهُوَ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، فَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ فَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، وَتَثْبُتُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ فَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ، وَتَثْبُتُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، فَاغْفِرْ لَهُمْ يَوْمَ الدِّينِ»).

(الشرح)

 الله أكبر، دعاء الملائكة، الملائكة تدعو لهم.

السائل: تقوية من قال أن أذكار المساء بعد صلاة العصر؟

(الشرح)

 هذا له أدلة تسبح مع الملائكة قبل غروبها، قبل الغروب، يعني جاء التسبيح يكون قبل الغروب وقبل الطلوع، ويكون هذا أفضل، من العلماء من قال بعد المغرب، ومنهم من قال يمتد بعد إلى العشاء وإلى نصف الليل، كذلك أذكار الصباح قد تمتد إلى الظهر.

السائل: هل ورد حكمة من سؤال الله عَزَّ وَجَلَّ للملائكة وهو أعلم بحالهم -المصلين-؟

(الشرح)

 للتنويه بفضلهم.

السائل: لذكر أفضل أعمالهم؟

 

(الشرح)

 نعم للتنويه وهو عالم بحالهم، وإلا الله تَعَالَى ما يحتاج إلى أحد هو عالم بكل شيء.

السائل: وأن يشهدوا لهم يا شيخ، الملائكة للمصلين الذين يصلوا؟

(الشرح)

 يشهدوا لهم بماذا؟

السائل: بأنهم تركناهم وهم يصلون.

(الشرح)

 وأتيناهم وهم يصلون، يشهدوا لهم بأي شيء؟

السائل: بأنهم تركوهم على عبادة وعلى طاعة، يحافظون على صلاتهم.

(الشرح)

 يعني كذا يشهدون على الإجمال يعني، شهادة مجملة.

السائل: لما سألهم الله، قال الملائكة تركناهم يصلون.

(الشرح)

 كيف تقول؟ ليشهدوا لهم يعني؟

السائل: الملائكة تشهد للمصلين أنهم بالصلاة في أوقاتها.

(الشرح)

 لكن نحن الآن نشهد على شهادة الملائكة؟ نحن ما لنا بالملائكة؛ لكن نشهد ما شهدت به النصوص.

السائل: أحسن الله إليكم، الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من اعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان؟

 

(الشرح)

 «إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد» نعم، هذا فيه مقال؛ لكنه لا شك أن اعتياد المساجد علامة خير، تحصل المصالح تكفر السيئات وترفع الدرجات.

(المتن)

 (‌‌بَابُ ذِكْرِ مَوَاقِيتِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ)

(قال: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، وَمُوسَى بْنُ خَاقَانَ الْبَغْدَادِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، وَهُوَ ابْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَهَذَا حَدِيثُ الدَّوْرَقِيِّ، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَوَاتِ، فَقَالَ: صَلِّ مَعَنَا، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ وَقَالَ: وَصَلَّى الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ بيضاء نَقِيَّةٌ، وَصَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَصَلَّى الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، وَصَلَّى الْفَجْرَ بِغَلَسٍ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ الظُّهْرَ فَأَبْرَدَ بِهَا، فَأَنْعَمَ أَنْ يُبْرِدَ بِهَا، وَأَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ، أَخَّرَ فَوْقَ الَّذِي كَانَ، وَأَمَرَهُ فَأَقَامَ الْمَغْرِبَ قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ، وَأَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعِشَاءَ بَعْدَمَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، وَأَمَرَهُ فَأَقَامَ الْفَجْرَ فَأَسْفَرَ بِهَا، ثُمَّ قَالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟» قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «وَقْتُ صَلَاتِكُمْ بَيْنَ مَا رَأَيْتُمْ»).

(الشرح)

 يعني الأول في أول الوقت والثاني في آخر، قال: صلاتكم ما بين هذين، الصلاة ما بين هذين الوقتين، هذا فيه دليل على أن الصلاة لها أوقات محددة، وأن الوقت شرط لصحة الصلاة، فلو صلى قبل دخول الوقت بلا حرص ما صحت الصلاة، هذا يدل على أن الوقت شرط لصحة الصلاة، كما أن النية شرط، وستر العور شرط للصلاة، والوضوء شرط، كذلك استقبال القبلة شرط، فلو اتجه إلى غير القبلة متعمدًا لا تصح صلاته.

 

(المتن)

 (قَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَمْ أَجِدْ فِي كِتَابِي عَنِ الزَّعْفَرَانِيِّ الْمَغْرِبَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي).

( قال: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، قال: حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَوَاقِيتِ لَمْ يَزِدْنَا بُنْدَارٌ عَلَى هَذَا، قَالَ بُنْدَارٌ: فَذَكَرْتُهُ لِأَبِي دَاوُدَ، فَقَالَ: صَاحِبُ هَذَا الْحَدِيثِ يَنْبَغِي أَنْ يُكَبَّرَ عَلَيْهِ، قَالَ بُنْدَارٌ: فَمَحَوْتُهُ مِنْ كِتَابِي، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَنْبَغِي أَنْ يُكَبَّرَ عَلَى أَبِي دَاوُدَ حَيْثُ غَلَطَ، وَأَنْ يُضْرَبَ بُنْدَارٌ عَشَرَةً حَيْثُ مَحَا هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ كِتَابِهِ، حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى مَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ أَيْضًا عَنْ عَلْقَمَةَ، غَلَطَ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيَّرَ بُنْدَارٌ، هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ أَيْضًا عَنْ عَلْقَمَةَ).

(الشرح)

 أعد.

(المتن)

(قَالَ بُنْدَارٌ: فَذَكَرْتُهُ لِأَبِي دَاوُدَ، فَقَالَ: صَاحِبُ هَذَا الْحَدِيثِ يَنْبَغِي أَنْ يُكَبَّرَ عَلَيْهِ، قَالَ بُنْدَارٌ: فَمَحَوْتُهُ مِنْ كِتَابِي).

(الشرح)

 يُكبر عليه يعني هذا تضعيف له.

(المتن)

 (قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَنْبَغِي أَنْ يُكَبَّرَ عَلَى أَبِي دَاوُدَ حَيْثُ غَلَطَ، وَأَنْ يُضْرَبَ بُنْدَارٌ عَشَرَةً حَيْثُ مَحَا هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ كِتَابِهِ، حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى مَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ أَيْضًا عَنْ عَلْقَمَةَ، غَلَطَ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيَّرَ بُنْدَارٌ، هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ أَيْضًا عَنْ عَلْقَمَةَ).

 ( قال: حدثنا بِخَبَرِ حَرَمِيِّ بْنِ عُمَارَةَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: قال: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قال: حدثنا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ شُعْبَةَ بِالْحَدِيثِ بتَمَامِهِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا الْخَبَرُ رَادٌّ عَلَى زَعْمِ الْعِرَاقِيِّينَ أَنَّ الْمُقِرَّ عِنْدَ الْحَاكِمِ أَنَّ لِفُلَانٍ عَلَيْهِ مَا بَيْنَ دِرْهَمٍ إِلَى عَشَرَةِ دَرَاهِمَ أَنَّ عَلَيْهِ ثَمَانِيَةَ دَرَاهِمَ، فَجَعَلُوا هَذَا الْمُحَالَ مِنَ الْمَقَالِ بَابًا طَوِيلًا فَرَّعُوا مَسَائِلَ عَلَى هَذَا الْخَطَأِ وَقَوْدُ مَقَالَتِهِمْ يُوجِبُ أَنَّ جِبْرِيلَ صَلَّى بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَوْمَيْنِ وَاللَّيْلَتَيْنِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي غَيْرِ مَوَاقِيتِهَا).

(الشرح)

 وقوله ماذا؟

(المتن)

 (قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا الْخَبَرُ رَادٌّ عَلَى زَعْمِ الْعِرَاقِيِّينَ أَنَّ الْمُقِرَّ عِنْدَ الْحَاكِمِ أَنَّ لِفُلَانٍ عَلَيْهِ مَا بَيْنَ دِرْهَمٍ إِلَى عَشَرَةِ دَرَاهِمَ أَنَّ عَلَيْهِ ثَمَانِيَةَ دَرَاهِمَ).

(الشرح)

 فلا يحسب الدرهم ولا يحسب العشرة فتكون الباقي ثمانية.

(المتن)

 (فَجَعَلُوا هَذَا الْمُحَالَ مِنَ الْمَقَالِ بَابًا طَوِيلًا فَرَّعُوا مَسَائِلَ عَلَى هَذَا الْخَطَأِ وَقَوْدُ مَقَالَتِهِمْ يُوجِبُ أَنَّ جِبْرِيلَ صَلَّى بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَوْمَيْنِ وَاللَّيْلَتَيْنِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي غَيْرِ مَوَاقِيتِهَا؛ لِأَنَّ قَوْدَ مَقَالَتِهِمْ أَنَّ أَوْقَاتِ الصَّلَاةِ مَا بَيْنَ الْوَقْتِ الْأَوَّلِ، وَالْوَقْتِ الثَّانِي، وَأَنَّ الْوَقْتَ الْأَوَّلَ وَالثَّانِي خَارِجَانِ مِنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ كَزَعْمِهِمْ أَنَّ الدِّرْهَمَ وَالْعَشَرَةَ خَارِجَانِ مِمَّا أَقَرَّ بِهِ الْمُقِرُّ، وَأَنَّ الثَّمَانِيَةَ هُوَ بَيْنَ دِرْهَمٍ إِلَى عَشَرَةٍ، قَدْ أَمْلَيْتُ مَسْأَلَةً طَوِيلَةً مِنْ هَذَا الْجِنْسِ).

السائل: ابن خزيم يرى أنها... كان يرى أن جبريل لم يأتي في وقتين مختلفين؟

لا يقول: أن الصلاة بين وقتين.

(الشرح)

 نعم بين وقتين لكن يرد على من خالفه، قال أبو بكر ماذا عندك؟

 

(المتن)

  (قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا الْخَبَرُ رَادٌّ عَلَى زَعْمِ الْعِرَاقِيِّينَ أَنَّ الْمُقِرَّ عِنْدَ الْحَاكِمِ أَنَّ لِفُلَانٍ عَلَيْهِ مَا بَيْنَ دِرْهَمٍ إِلَى عَشَرَةِ دَرَاهِمَ أَنَّ عَلَيْهِ ثَمَانِيَةَ دَرَاهِمَ، فَجَعَلُوا هَذَا الْمُحَالَ مِنَ الْمَقَالِ بَابًا طَوِيلًا فَرَّعُوا مَسَائِلَ عَلَى هَذَا الْخَطَأِ وَقَوْدُ مَقَالَتِهِمْ يُوجِبُ أَنَّ جِبْرِيلَ صَلَّى بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَوْمَيْنِ وَاللَّيْلَتَيْنِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي غَيْرِ مَوَاقِيتِهَا؛ لِأَنَّ قَوْدَ مَقَالَتِهِمْ أَنَّ أَوْقَاتِ الصَّلَاةِ مَا بَيْنَ الْوَقْتِ الْأَوَّلِ، وَالْوَقْتِ الثَّانِي، وَأَنَّ الْوَقْتَ الْأَوَّلَ وَالثَّانِي خَارِجَانِ مِنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ كَزَعْمِهِمْ أَنَّ الدِّرْهَمَ وَالْعَشَرَةَ خَارِجَانِ مِمَّا أَقَرَّ بِهِ الْمُقِرُّ، وَأَنَّ الثَّمَانِيَةَ هُوَ بَيْنَ دِرْهَمٍ إِلَى عَشَرَةٍ، قَدْ أَمْلَيْتُ مَسْأَلَةً طَوِيلَةً مِنْ هَذَا الْجِنْسِ).

(الشرح)

 أعد.

(المتن)

(لِأَنَّ قَوْدَ مَقَالَتِهِمْ أَنَّ أَوْقَاتِ الصَّلَاةِ مَا بَيْنَ الْوَقْتِ الْأَوَّلِ، وَالْوَقْتِ الثَّانِي، وَأَنَّ الْوَقْتَ الْأَوَّلَ وَالثَّانِي خَارِجَانِ مِنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ كَزَعْمِهِمْ أَنَّ الدِّرْهَمَ وَالْعَشَرَةَ خَارِجَانِ مِمَّا أَقَرَّ بِهِ الْمُقِرُّ، وَأَنَّ الثَّمَانِيَةَ هُوَ بَيْنَ دِرْهَمٍ إِلَى عَشَرَةٍ، قَدْ أَمْلَيْتُ مَسْأَلَةً طَوِيلَةً مِنْ هَذَا الْجِنْسِ).

(الشرح)

 يعني يرد على العراقيين هذا، يعني ينزل على مقالتهم أن جبريل أَمَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غير وقت الصلاة وهذا باطل، ولا يكتفي يقول عندك ما بين الثمانية إلى العشرة أو ما بين الواحد إلى العشرة، هل تكون إلى بمعنى مع، ما بين الواحد مع العشرة، إلى أحيانًا تكون بمعنى مع، ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ ‌إِلَى ‌الْمَرَافِقِ﴾ [المائدة: 6] أي مع المرافق، وأحيانًا تكون ما بمعنى الخارج، كقوله تَعَالَى: ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا ‌الصِّيَامَ ‌إِلَى ‌اللَّيْلِ﴾ [البقرة: 187]، فالليل خارج من الصوم ما في صوم، يختلف هذا، وكذلك هؤلاء العراقيين يرون أن جبريل أَمَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غير وقت الصلاة وهذا باطل، وقال الصلاة قبل أن يذهب وقتها.

السائل: ليس سنة خارج وقت ....

 

(الشرح)

 أي، هذا ليس داخلًا... إذا قلت من كذا إلى كذا فما بعد إلى ليس مقصود، إلى هي الغاية.

السائل: في الحج أحسن الله إليك، الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى ببعض الصحابة وكانوا يقولون: طلع الفجر ومنهم من يقولون: لم يطلع؟

(الشرح)

 كل يوم يصلي... اختلاف ظلام الليل بضياء الصبح، يعني يبكر؛ لكن في الحج في المزدلفة بكر تبكيرًا شديدًا حتى يتسع وقت الوقوف بالمزدلفة، من شدة توكيده قائل يقول: طلع الصبح، وقائل يقول: لم يطلع الصبح، والصبح قد طلع، إذا الصلاة في وقتها؛ لكن من شدة التبكير، بعض الناس يستمع له ويقول لا أنه ما دخل الوقت لازال ظلام.

السائل: إذا كانوا اختلفوا في سفر، وجزء منهم يقول طلع الفجر، وجزء منهم يقول...

(الشرح)

 لا يستعجلون حتى يتحققون، الشدة إلى المبادرة الشديدة، يتضح الآن الحديث هذا الآن، المؤلف يقصد الرد عليهم، في الترجمة باب ماذا.

(المتن)

 باب ذكر مواقيت الصلوات الخمس.

(الشرح)

 يعني جبريل لما أم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومين متوالين، أما في اليوم الأول في أول أوقات الصلاة من حيث جاءت الشمس، واليوم الْثَّانِي أَمه في آخر الوقت، يعني فالعراقيون يقولون ماذا؟ أنه أمه في الأول قبل دخول الوقت، وأما في الْثَّانِي بعد دخول الوقت، فصلاة جبريل بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خارج الوقت، اليوم الأول بعد خروج الوقت، والثاني خارج الوقت وهذا ليس بصحيح، الصواب أن الصلاة في اليوم الأول في أول وقتها، والصلاة في اليوم الْثَّانِي في آخر الوقت، في وقت الصلاة، أي تعليق عليه، شوف العراقيين هؤلاء لما قالوا بهذا القول، يعني كلمة لغوية من إلى هذا يكون ما بعدها داخل فيما قبلها أو خارج.

السائل: هو هنا ما بين إلى، ما بين درهم إلى عشرة دراهم.

(الشرح)

 ما بين هذين الوقتين.

السائل: لفظ الحديث «وقت صلاتكم بين ما رأيتم»، وأخرجوا أول الوقت وآخر وقت صلى به، وكما يقول بن خزيمة أن هذا لازم مذهبهم.

(الشرح)

نريد لا بأس تفصيل ونشوف مذهب الحنفية في هذا، ظاهره بتاع الأحناف، شبهتهم هذه يعني شبهتهم البينية، يعني ما بين كذا إلى كذا، أما ما قبل البينية لا يدخل فيه وما بعدها لا يدخل.

السائل: مثل الدراهم العشرة.

(الشرح)

 ما بين درهم إلى عشرة.

السائل: أخرج الدرهم والعشرة، أحسن الله إليكم يكون العراقيين يذكروا الوقت ولا الطعن في الحديث وتطبيقه.

(الشرح)

 هو هذا مذهبهم، يرون أن ما بعد هذا لا يكون داخلًا، وما بين كذا يكون كذلك هو داخل، أعطيتك من هذه الأرض ما بين كذا إلى كذا، قال مثلًا: منحتك من هذه الأرض ما بين كذا إلى كذا، هل يكون يعني ما بين كذا داخل في المنحة أو خارج من المنحة، ما بعد إلى خارج من المنحة، وقد يكون داخل، لأن إلى قد تكون بمعنى مع وقد تكون بمعنى ... وتكون خارج، مثل آية الصوم ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا ‌الصِّيَامَ ‌إِلَى ‌اللَّيْلِ﴾ [البقرة: 187]، إلى معناه داخل الصوم، ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ ‌إِلَى ‌الْمَرَافِقِ [المائدة: 6] إلى بمعنى مع، داخلة ما بعد إلى داخل فيما قبله، شوفوا لي تفصيله، شوف يعني تفصيله على مذهب العراقيين.

السائل: في كلام الخطابي، قال الخطابي رحمه الله في معالم السنن: ‌وقد ‌اختلف ‌الفقهاء ‌فيمن ‌أقر ‌لرجل ‌بما ‌بين ‌درهم إلى عشرة دراهم، فقال أبو حنيفة يلزمه تسعة دراهم وقال أبو يوسف ومحمد يلزمه عشرة دراهم ويدخل فيه الطرفان والواسطة، وقال أبو ثور لا يلزمه أكثر من ثمانية دراهم ويسقط الطرفان، وهو قول زفر.

(الشرح)

 ما في يرد على هؤلاء.

السائل: لأن المؤلف ذكر، وأن الثمانية هو بين درهم إلى عشرة، بين، فأخرج الدرهم وأخرج العشرة.

(الشرح)

 ماذا قال؟

السائل: في آخر كلامه وأن الثمانية هو بين الدرهم، هذا من قولهم، قال: ‌كَزَعْمِهِمْ ‌أَنَّ ‌الدِّرْهَمَ ‌وَالْعَشَرَةَ خَارِجَانِ مِمَّا أَقَرَّ بِهِ الْمُقِرُّ.

(الشرح)

 قبل كزعمهم.

(المتن)

(لِأَنَّ قَوْدَ مَقَالَتِهِمْ أَنَّ أَوْقَاتِ الصَّلَاةِ مَا بَيْنَ الْوَقْتِ الْأَوَّلِ، وَالْوَقْتِ الثَّانِي، وَأَنَّ الْوَقْتَ الْأَوَّلَ، وَالثَّانِي خَارِجَانِ مِنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ ‌كَزَعْمِهِمْ ‌أَنَّ ‌الدِّرْهَمَ ‌وَالْعَشَرَةَ خَارِجَانِ مِمَّا أَقَرَّ بِهِ الْمُقِرُّ، وَأَنَّ الثَّمَانِيَةَ هُوَ بَيْنَ دِرْهَمٍ إِلَى عَشَرَةٍ.

(الشرح)

 أول ما بدأ الرد عليهم.

 

(المتن)

 أوله أحسن الله إليكم (قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا الْخَبَرُ رَادٌّ عَلَى زَعْمِ الْعِرَاقِيِّينَ أَنَّ الْمُقِرَّ عِنْدَ الْحَاكِمِ أَنَّ لِفُلَانٍ عَلَيْهِ مَا بَيْنَ دِرْهَمٍ إِلَى عَشَرَةِ دَرَاهِمَ أَنَّ عَلَيْهِ ثَمَانِيَةَ دَرَاهِمَ).

(الشرح)

 هو الأحناف يعني.

(المتن)

 (فَجَعَلُوا هَذَا الْمُحَالَ مِنَ الْمَقَالِ بَابًا طَوِيلًا فَرَّعُوا مَسَائِلَ عَلَى هَذَا الْخَطَأِ وَقَوْدُ مَقَالَتِهِمْ يُوجِبُ أَنَّ جِبْرِيلَ صَلَّى بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَوْمَيْنِ وَاللَّيْلَتَيْنِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي غَيْرِ مَوَاقِيتِهَا؛ لِأَنَّ قَوْدَ مَقَالَتِهِمْ أَنَّ أَوْقَاتِ الصَّلَاةِ مَا بَيْنَ الْوَقْتِ الْأَوَّلِ، وَالْوَقْتِ الثَّانِي، وَأَنَّ الْوَقْتَ الْأَوَّلَ، وَالثَّانِي خَارِجَانِ مِنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ ‌كَزَعْمِهِمْ ‌أَنَّ ‌الدِّرْهَمَ ‌وَالْعَشَرَةَ خَارِجَانِ مِمَّا أَقَرَّ بِهِ الْمُقِرُّ، وَأَنَّ الثَّمَانِيَةَ هُوَ بَيْنَ دِرْهَمٍ إِلَى عَشَرَةٍ، قَدْ أَمْلَيْتُ مَسْأَلَةً طَوِيلَةً مِنْ هَذَا الْجِنْسِ).

(الشرح)

 مقصده الرد على الأحناف، هذا إلزام لهم، إذا كان عندي ما بين درهم إلى عشرة، الصواب أن العدد عشرة، الأحناف يقولون: لا ما بين درهمين ليس عليه إلا ثمانية، المباكرة، ابن خزيمة يرد عليهم يقول: هذا ليس بصحيح، لأنه أقر بالدرهم والعشرة أقر بها تلزمه، ولو أخذنا يعني استطردنا طردنا مقالتكم لزم على ذلك أن يكون جبريل أم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غير وقت الصلاة، يكون في اليوم الأول ما دخل وقت الصلاة وفي اليوم الْثَّانِي خرج وقت الصلاة وهذا باطل.

السائل: في "المغني" أيضًا ذكر هذا القول، قال: ‌فَصْلٌ: ‌وَإِنْ ‌قَالَ: ‌لَهُ ‌مَا ‌عَلَيَّ مَا بَيْنَ دِرْهَمٍ وَعَشَرَةٍ لَزِمَتْهُ ثَمَانِيَةٌ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ مَا بَيْنَهُمَا، وَإِنْ قَالَ: مِنْ دِرْهَمٍ إلَى عَشْرَةٍ، فَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ؛ أَحَدُهَا، تَلْزَمُهُ تِسْعَةٌ، وَهَذَا يُحْكَى عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ لِأَنَّ "مِنْ" لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ، وَأَوَّلُ الْغَايَةِ مِنْهَا، وَ "إلَى" لِانْتِهَائِهَا، فَلَا يَدْخُلُ فِيهَا، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: ١٨٧] .

وَالثَّانِي، تَلْزَمُهُ ثَمَانِيَةٌ؛ لِأَنَّ الْأَوَّلَ وَالْعَاشِرَ حَدَّانِ، فَلَا يَدْخُلَانِ فِي الْإِقْرَارِ، وَلَزِمَهُ مَا بَيْنَهُمَا، كَاَلَّتِي قَبْلَهَا.

وَالثَّالِثُ، تَلْزَمُهُ عَشَرَةٌ؛ لِأَنَّ الْعَاشِرَ أَحَدُ الطَّرَفَيْنِ، فَيَدْخُلُ فِيهَا كَالْأَوَّلِ، وَكَمَا لَوْ قَالَ: قَرَأْت الْقُرْآنَ مِنْ أَوَّلِهِ إلَى آخِرِهِ، فَإِنْ قَالَ: أَرَدْت بِقَوْلِيِّ مِنْ وَاحِدٍ إلَى عَشَرَةٍ. مَجْمُوعَ الْأَعْدَادِ كُلِّهَا، أَيْ الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَكَذَلِكَ إلَى الْعَشَرَةِ، لَزِمَهُ خَمْسَةٌ وَخَمْسُونَ دِرْهَمًا.

(الشرح)

 مثل قول الشيعة، مثنى وثلاث ولا رباع ثمانية عشرة، هذا من واحد إلى عشرة يعني واحد واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة وستة وسبعة وثمانية وتسعة صار خمسة وخمسين هذا باطل على كل حال يتضح الآن من المراد أنه يقع من كذا إلى كذا أن من واحد إلى عشرة من الصواب أنه هي العشرة، وأن قول جبريل ما بين هذين الوقت أن صلاته في الأول داخلة في وقت الصلاة داخلة في البينية، هو أرد الرد على الأحناف الذين يرون أن ما قوله ما بين كذا لا يلزمه ما قبلها وما بعدها.

(المتن)

(‌‌بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ فَرْضَ الصَّلَاةِ كَانَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، كَمَا هِيَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتِهِ، وَأَنَّ أَوْقَاتَ صَلَوَاتِهِمْ كَانَتْ أَوْقَاتَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتِهِ)

( قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، قال: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الزُّرَقِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، قال: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ، قال: حدثنا سُفْيَانُ، ح وَحَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قال: حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ وَكِيعٌ: عَنِ الزُّرَقِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّنِي جِبْرِيلُ عِنْدَ الْبَيْتِ مَرَّتَيْنِ، فَصَلَّى بِيَ الظُّهْرَ حِينَ مَالَتِ الشَّمْسُ قَدْرَ الشِّرَاكِ، وَصَلَّى بِيَ الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ، وَصَلَّى بِيَ الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ، وَصَلَّى بِيَ الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، وَصَلَّى بِيَ الْفَجْرَ حِينَ حُرِّمَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ عَلَى الصَّائِمِ، وَصَلَّى بِيَ الْغَدَ الظُّهْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ، وَصَلَّى بِيَ الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَيْهِ، وَصَلَّى بِيَ الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ، وَصَلَّى بِيَ الْعِشَاءَ حِينَ مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ، وَصَلَّى بِيَ الْغَدَاةَ بَعْدَ مَا أَسْفَرَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، الْوَقْتُ فِيمَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ هَذَا وَقْتُكَ وَوَقْتُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَكَ ".

(الشرح)

 الشاهد هذا وقت الأنبياء قبلك، يعني أن الأنبياء عليهم خمس صلوات وأوقتها هي الأوقات التي شرعت لنا.

(المتن)

 (هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ وَفِي حَدِيثِ وَكِيعٍ: حَكِيمُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ).

(الشرح)

 وفهم الأحناف خطأ، أنها ليست داخلًا، ويلزمهم كما قال المؤلف أن صلاة جبريل بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اليوم قبل دخول الوقت، وفي اليوم الْثَّانِي بعد خروج الوقت وهذا باطل، أراد أن يبين الأوقات ويصلي خارج الأوقات، لا يمكن هذا.

(المتن)

 قال: (‌يُزَادُ ‌كَلَامُ ‌الْإِمَامِ ‌رَحِمَهُ ‌اللَّهُ ‌فِي ‌آخِرِ ‌الْبَابِ ‌الَّذِي ‌تَقَدَّمَهُ إِلَى آخِرِ هَذَا الْبَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ).

(الشرح)

 من الذي قال يزاد؟

السائل: الراوي عن ابن خزيمة.

 

(المتن)

 (‌يُزَادُ ‌كَلَامُ ‌الْإِمَامِ ‌رَحِمَهُ ‌اللَّهُ ‌فِي ‌آخِرِ ‌الْبَابِ ‌الَّذِي ‌تَقَدَّمَهُ إِلَى آخِرِ هَذَا الْبَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ).

(الشرح)

 كيف يزاد؟

السائل: في تعليق في طبعة الأعظمي قال: في الأصل نرد ولعل الصحيح ما أثبتناه يزاد وهو يعني والله أعلم؛ أن ينقل إلى هنا كلام ابن خزيمة الوارد في صفحة كذا من قوله: قال أبو بكر: هذا الخبر راد على زعم العراقيين؛ إلى قوله: قد أمليت مسألة طويلة من هذا الجنس وذلك لأن المؤلف استدل على كلامه برواية إمامة جبريل عَلَيْهِ السَّلَامُ، فأراد أن يكون الاستدلال بعد ذكر الرواية.

الشيخ: هذا كلام من؟

الطالب: هذا كلام الأعظمي أحسن الله إليك.

الشيخ: قال: وهو يعني والله أعلم؛ أن ينقل إلى هنا كلام ابن خزيمة الوارد في صفحة كذا -يعني في الباب السابق- من قوله: قال أبو بكر: هذا الخبر راد على زعم العراقيين؛ إلى قوله: قد أمليت مسألة طويلة من هذا الجنس وذلك لأن المؤلف استدل على كلامه برواية إمامة جبريل عَلَيْهِ السَّلَامُ، فأراد أن يكون الاستدلال بعد ذكر الرواية.

(المتن)

(بَابُ ذِكْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ لِلْمَعْذُورِ)

(قال: حدثنا بُنْدَارُ محمد بْنُ بَشَّارٍ، قال: حدثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا صَلَّيْتُمُ الصُّبْحَ فَهُوَ وَقْتٌ إِلَى أَنْ يَطْلُعَ قَرْنُ الشَّمْسِ الْأَوَّلِ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الظُّهْرَ فَهُوَ وَقْتٌ إِلَى أَنْ تُصَلُّوا الْعَصْرَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ فَهُوَ وَقْتٌ إِلَى أَنْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، فَإِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ فَهُوَ وَقْتٌ إِلَى أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ، فَإِذَا غَابَ الشَّفَقُ فَهُوَ وَقْتٌ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ»).

(الشرح)

 هذا وقت لزومها؛ لكن المعذور هو اللي يعني يؤخرها إلى آخر وقتها، غير المعذور يصليها في أول وقتها، كيف يخص المعذور؟ من صلها في هذا الوقت فقد أداها في الوقت؛ لكن لماذا خص المعذور؟ يعني المعذور له أن يؤخر إلى آخر الوقت، وغير المعذور الأفضل أن يصليها في أول الوقت.

السائل: يمكن يقصد به الجمع أن يكون هذا للمعذور؟

(الشرح)

 لا ما في جمع، هو يقصد إن الإنسان لا يؤخرها، المعذور، ما في جمع هنا؛ لكن إن أخر الصلاة إلى آخر الوقت نعم هذا يجوز للمعذور أن يؤخرها إلى آخر الوقت، وإلا فينبغي للإنسان أن يبادر بأول الوقت ولا يؤخر الصلاة إلى آخر الوقت.

(المتن)

 (‌‌بَابُ اخْتِيَارِ الصَّلَاةِ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا، بِذِكْرِ خَبَرٍ لَفْظُهُ لَفْظٌ عَامٌّ مُرَادُهُ خَاصٌّ)

(الشرح)

 هذا يؤيد أن المراد تأخيرها إلى آخر الوقت.

(المتن)

 (‌‌بَابُ اخْتِيَارِ الصَّلَاةِ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا، بِذِكْرِ خَبَرٍ لَفْظُهُ لَفْظٌ عَامٌّ مُرَادُهُ خَاصٌّ)

(قال: حدثنا بُنْدَارُ بْنُ بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا»).

‌‌(بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ: «الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا» بَعْضَ الصَّلَاةِ دُونَ جَمِيعِهَا، وَبَعْضَ الْأَوْقَاتِ دُونَ جَمِيعِ الْأَوْقَاتِ، إِذْ قَدْ أَمر النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَبْرِيدِ الظُّهْرِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، وَقَدْ أَعْلَمَ أَنْ لَوْلَا ضَعْفُ الضَّعِيفِ، وَسَقَمُ السَّقِيمِ لَأَخَّرَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ)

(الشرح)

 تأخير الصلاة هذا ليس عامًا، استثنى صلاة الظهر في وقت الحر، واستثنى من ذلك العشاء، فالأفضل تأخيرها إلى ثلث الليل إن يكن عليك مشقة.

(المتن)

(قال: حدثنا بُنْدَارُ بْنُ بَشَّارٍ، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قال: حدثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُهَاجِرِ أَبِي الْحَسَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يُحَدِّثُهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قَالَ: أَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبْرِدْ أَبْرِدْ»، أَوْ قَالَ: «انْتَظِرِ انْتَظِرْ»، فَقَالَ: «إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ» قَالَ أَبُو ذَرٍّ: حَتَّى رَأَيْنَا فَيْءَ التُّلُولِ).

(الشرح)

 يعني أخر صلاة الظهر حتى يكون الشمس لها ظل يتتبعه الإنسان ويخرج بعد الصلاة.

(المتن)

(قال: حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، وسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، وَأَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ الضَّبِّيِّ قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ وَهُوَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ»).

(قال حدثنا بُنْدَارُ بْنُ بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ يَعْنِي الثَّقَفِيَّ، قال: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: «إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوا الصَّلَاةَ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ»).

(قال حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيَّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَبْرِدُوا الظُّهْرَ فِي الْحَرِّ»).

‌‌(بَابُ اسْتِحْبَابِ تَعْجِيلِ صَلَاةِ الْعَصْرِ)

(قال: حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قال: حدثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَفِظْنَاهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمَخْزُومِيِّ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ «يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ فِي حُجْرَتِي لَمْ يَظْهَرِ الْفَيْءُ بَعْدُ» قَالَ أَحْمَدُ: فِي حُجْرَتِهَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ: الظُّهُورِ عِنْدَ الْعَرَبِ يَكُونُ عَلَى مَعْنَيَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا أَنْ يَظْهَرَ الشَّيْءُ حَتَّى يُرَى وَيُتَبَيَّنُ فَلَا خَفَاءَ، وَالثَّانِي: أَنْ يَغْلِبَ الشَّيْءُ عَلَى الشَّيْءِ كَمَا يَقُولُ الْعَرَبُ: ظَهَرَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ، وَظَهَرَ جَيْشُ فُلَانٍ عَلَى جَيْشِ فُلَانٍ أَيْ غَلَبَهُمْ، فَمَعْنَى قَوْلِهَا: لَمْ يَظْهَرِ الْفَيْءُ بَعْدُ، أَيْ لَمْ يَتَغَلَّبِ الْفَيْءُ عَلَى الشَّمْسِ فِي حُجْرَتِهَا، أَيْ لَمْ يَكُنِ الظِّلُّ فِي الْحُجْرَةِ أَكْثَرَ مِنَ الشَّمْسِ حِينَ صَلَاةِ الْعَصْرِ).

‌‌(بَابُ ذِكْرِ التَّغْلِيظِ فِي تَأْخِيرِ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى اصْفِرَارِ الشَّمْسِ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَبَرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: «فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ فَهُوَ وَقْتٌ إِلَى أَنْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ» إِنَّمَا أَرَادَ وَقْتَ الْعُذْرِ وَالضَّرُورَةِ وَالنَّاسِي لِصَلَاةِ الْعَصْرِ، فَيَذْكُرُهَا قَبْلَ اصْفِرَارِ الشَّمْسِ أَوْ عِنْدَهُ، وَكَذَلِكَ أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْعَصْرِ رَكْعَةً قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَقَدْ أَدْرَكَهَا، وَقْتَ الْعُذْرِ وَالضَّرُورَةِ وَالنَّاسِي لِصَلَاةِ الْعَصْرِ حِينَ يَذْكُرُهَا، وَقْتًا يُمْكِنُهُ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَةً مِنْهَا قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، لَا أَنَّهُ أَبَاحَ لِلْمُصَلِّي فِي غَيْرِ الْعُذْرِ وَالضَّرُورَةِ، وَهُوَ ذَاكِرٌ لِصَلَاةِ الْعَصْرِ، أَنْ يُؤَخِّرَهَا حَتَّى يُصَلِّيَ عِنْدَ اصْفِرَارِ الشَّمْسِ، أَوْ رَكْعَةً قَبْلَ الْغُرُوبِ وَثَلَاثًا بَعْدَهُ).

(الشرح)

 يعني يقول هذا التحجيب إذا صارت الشمس... ليس مراده أنه لكل أحد أن يؤخر، الإنسان مأمور بأن يصلي قبل أن يصل إلى اصفرار الشمس، قبل أن يصل إلى هذا الوقت، وكذلك أيضًا قبل غروب الشمس وقت الضرورة، إنما هذا للمعذور، والمعذور هو الناسي، نسي الصلاة ولم يتذكرها، عن اصفرار الشمس هذا معذور، أو عند غروب الشمس، وكذلك أيضًا المرأة تطهر، والنفساء تطهر، وكذلك من بلغ، فإنه كما يسبق يصلي، هؤلاء أهل عذر -أهل أعذار- وليس المراد أن كل أحد يؤخر وليس عنده شغل، يقول: أنا أصلي بعد اصفرار الشمس، لماذا؟ هذا وقت لست بمعذور أنت، تؤدى بوقت، الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل هذا الحد معلوم، وليس المراد أن كل أحد يؤخرها، ولو كان كل أحد يؤخرها لكان الناس كلهم معذورين.

(المتن)

(قال: حدثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قال: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي دَارِهِ بِالْبَصْرَةِ حَتَّى انْصَرَفَ مِنَ الظُّهْرِ)

(الشرح)

 وذلك بعدما كبر سنه؛ لأن طالت حياة أنس لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا له حتى جاوز المائة، وشاهد من أبنائه وأحفاده أكثر من مائه، فهذا العلاء صلى الظهر ودخل على أنس قال له: قم صل العصر، قال: صلينا الظهر، قال: لا قم صل العصر قد دخل العصر، قال: يؤخر الصلاة -صلاة الظهر- وهكذا أمرنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

دخل عليه بعد الصلاة صلينا الظهر بني أمية، دخل على أنس وقت العصر، قال: صليت العصر؟ قال: صلينا الظهر، قال: صلي العصر الآن دخل وقت العصر.

(المتن)

 (قَالَ: وَدَارُهُ بِجَنْبِ الْمَسْجِدِ)

(الشرح)

 بجوار المسجد ما في مسافة يمشي.

(فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ قَالَ: صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ؟ قُلْنَا لَهُ: إِنَّمَا انْصَرَفْنَا السَّاعَةَ مِنَ الظُّهْرِ).

(الشرح)

تو صلينا الظهر، قال: صليتم العصر؟ قال: لا تو صلينا الظهر الحين.

 

(المتن)

 (قَالَ: فَصَلَّوَا الْعَصْرَ، فَقُمْنَا فَصَلَّيْنَا، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا»).

(قال: حدثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قال: حدثنا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِهَذَا نَحْوَهُ).

(قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ، قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الْبَكْرَاوِيُّ أَبُو بَحْرٍ، قال: حدثنا شُعْبَةُ، قال: حدثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ يَعْقُوبَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُوسَى مُحَمَّدَ بْنَ الْمُثَنَّى يَقُولُ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِي بِخَطِّ يَدِي فِيمَا نَسَخَتْ مِنْ كِتَابٍ عَنْ جَعْفَرٍ قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ، يَنْتَظِرُ حَتَّى إِذَا اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ وَكَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، أَوْ عَلَى قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا» هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى وَقَالَ ابْنُ بَزِيعٍ: «بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ أَوْ فِي قَرْنَيْ شَيْطَانٍ» وَقَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: «نَقَرَهَا أَرْبَعًا لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا»).

(الشرح)

 نسأل الله العافية، وصفه بأنه ينقر الصلاة فلا يطمأن فيها، ووصفه بتأخير الصلاة عن وقتها، ووصفه بعدم الذكر، قال: هذه صفات المنافقين، ينقر الصلاة كنقر الغراب، تأخيرها عن وقتها، عدم ذكر الله فيها إلا قليلًا، صلاة المنافقين.

 

(المتن)

 (‌‌بَابُ التَّغْلِيظِ فِي تَأْخِيرِ صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ)

(قال: حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قال: حدثنا سُفْيَانُ، قال: حدثنا الزُّهْرِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ»).

(الشرح)

 يعني كأنه فقد أهله وماله.

(المتن)

‌(قال: حَدَّثَنَا ‌يُونُسُ ‌بْنُ ‌عَبْدِ ‌الْأَعْلَى ‌الصَّدَفِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما أن رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله» قال مالك: تفسيره ذهاب الوقت).

(الشرح)

 يعني اللي تفوته يعني بخروج الوقت، وليس المراد تفوته الجماعة، وفق الله الجميع.

وقفت على أي باب؟

السائل: (‌‌بَابُ ‌الْأَمْرِ ‌بِتَبْكِيرِ صَلَاةِ الْعَصْرِ فِي يَوْمِ الْغَيْمِ، وَالتَّغْلِيظِ فِي تَرْكِ صَلَاةِ الْعَصْرِ).

(الشرح)

 وفق الله الجميع، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد