شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_32

00:00
00:00
تحميل
6

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال ابن خزيمة -رحمه الله تعالى-:

بَابُ السُّجُودِ عَلَى أَلْيَتَيِ الْكَفِّ

 حدثنا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، قال: حدثنا عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ الْحُسَيْنِ بْنَ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ قَالَ:

كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ عَلَى أَلْيَتَيِ الْكَفِّ.

(يَسْجُدُ عَلَى أَلْيَتَيِ الْكَفِّ) يعني يبسط يده، بعض الناس إذا سجد كان يقبض يده، إلية الكف هذه، باطن الكف، يجعلها على الأرض، يعني يبسط باطن يده ويجعل إلية الكف على الأرض، ما يسجد على أصابع كذا، يرفع اليد أو يقبضها ويسجد، وإنما يبسط اليد حتى يكون الراحة، أي إلية الكف تكون على الأرض والأصابع مبسوطة، هذا هو السنة.

بعض الناس يسجد كذا على أطراف الأصابع، أو يجمع ويسجد، وهذا خطأ.

س: [00:01:27]؟

الشيخ: نعم، اليد وضعها على الأرض لكنه ما بسطها، خالف السنة.

 بَابُ وَضْعِ الْيَدَيْنِ حَذْوَ الْمَنْكِبَيْنِ فِي السُّجُودِ

 أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنا بُنْدَارٌ، قال: حدثنا أَبُو عَامِرٍ، قال: حدثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ السَّاعِدِيُّ قَالَ:

اجْتَمَعَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، وَأَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَنَا أَعْلَمُكُمُ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَامَ فَكَبَّرَ، فَذَكَرَ بَعْضَ الْحَدِيثِ، وَقَالَ: ثُمَّ سَجَدَ فَأَمْكَنَ أَنْفَهُ وَجَبْهَتَهُ، وَنَحَّى يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّى رَجَعَ كُلُّ عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ حَتَّى فَرَغَ.

هذا فيه دليل على مشروعية السجود على الأعضاء السبعة، وفيه مشروعية المجافاة، وفيه مشروعية الطمأنينة لما رفع رأسه حتى عاد كل مفصل إلى موضعه، ركن من أركان الصلاة، وفيه الشاهد في الترجمة أنه (وضع يديه حذو منكبيه) يعني يضع يديه ما يحاذي منكبيه، ما يقدم يديه أمام ولا يؤخرها أسفل، تكون الآن يديه محاذية للمنكبين، ويكون رأسه بين يديه، وهذا خلاف ما إذا أخَّر يديه صار أسفل ويكون المنكبين أمامه، وإذا مدَّ يديه صار أمام المنكبين، يكون محاذيًا للمنكبين.

س: مايضايق الناس؟

الشيخ: مجرد يجافي يديه، بطنه عن فخذيه وفخذيه عن ساقيه، بقدر الإمكان، إذا كان يصلي وحده لا بأس، وإذا كان يصلي مع الجماعة فيجافي مجافاة لا يؤذي من بجواره.

 بَابُ إِبَاحَةِ وَضْعِ الْيَدَيْنِ فِي السُّجُودِ حِذَاءَ الْأُذُنَيْنِ، وَهَذَا مِنِ اخْتِلَافِ الْمُبَاحِ

(مِنِ اخْتِلَافِ الْمُبَاحِ) أي من اختلاف التنوع، يعني جاءت السنة بهذا وبهذا، تارةً يضع يديه حذو منكبيه، وتارةً يضعها حذو أذنيه، كذلك رفع اليدين في التكبير عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند الرفع منه جاءت السنة بأن يديه تحاذي منكبيه، وجاءت السنة بأنها تحاذي أذنيه، وجمع العلماء بينهما بجمعين:

  • الجمع الأول: أن تكون الكف تحاذي المنكبين وأطراف الأصابع تحاذي الأذنين.
  • والجمع الثاني: أنه مرةً يضعها تحاذي منكبيه ومرةً أخرى تحاذي الأذنين.

وكذلك في السجود، هذا من اختلاف التنوع، مرةً يضع يديه تحاذي منكبيه، ومرةً يضعها تحاذي أذنيه.

حدثنا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ:

أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَقُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ إِلَى صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَرَأَيْتُهُ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، كَبَّرَ فَرَفَعَ يَعْنِي يَدَيْهِ فَرَأَيْتُ إِبْهَامَيْهِ بِحِذَاءِ أُذُنَيْهِ. فَذَكَرَ بَعْضَ الْحَدِيثِ. وَقَالَ: ثُمَّ هَوَى، فَسَجَدَ فَصَارَ رَأْسُهُ بَيْنَ كَفَّيْهِ مِقْدَارَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ.

يعني افتتح الصلاة وصارت إبهاميه تحاذي أذنيه، ولما سجد كذلك صارت أذنيه تحاذي منكبيه، هذا من اختلاف التنوع.

بَابُ ضَمِّ أَصَابِعِ الْيَدَيْنِ فِي السُّجُودِ

أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ يُعْرَفُ بِابْنِ الْخَازِنِ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَجَدَ ضَمَّ أَصَابِعَهُ.

يعني السنة ضم الأصابع، لا تفريجها.

 بَابُ اسْتِقْبَالِ أَطْرَافِ أَصَابِعِ الْيَدَيْنِ مِنَ الْقِبْلَةِ فِي السُّجُودِ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ:

أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ: أَنَا كُنْتُ أَحْفَظَكُمْ لِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَيْتُهُ إِذَا كَبَّرَ جَعَلَ يَدَيْهِ حِذَاءَ مَنْكِبَيْهِ، فَإِذَا رَكَعَ أَمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ هَصَرَ ظَهْرَهُ، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ اسْتَوَى حَتَّى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ مَكَانَهُ، فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ غَيْرَ مُفْتَرِشٍ وَلَا قَابِضَهُمَا، وَاسْتَقْبَلَ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ الْقِبْلَةَ، فَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ عَلَى رِجْلِهِ الْيُسْرَى. فَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَةِ الْأَخِيرَةِ قَدَّمَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَجَلَسَ عَلَى مَقْعَدَتِهِ.

أبو حميد اعتنى بصلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، رضي الله عنه، في أنه بيَّن أنه لما كبَّر رفع يديه، السنة رفع اليدين في التكبير حتى تحاذي منكبيه أو تحاذي أذنيه، ولما ركع مكَّن يديه من ركبتيه وهذا هو السنة، وهصر ظهره، وفي الحديث الآخر: «وجعل رأسه محاذيًا لظهره لا يرفعه ولا يخفضه»، ثم قال: «سمع الله لمن حمده»، ووقف حتى يعود فقار إلى موضعه، يعني يطمئن، ما يستعجل كما يفعل الناس، خاصةً هذا الركن.

ولما سجد أيضًا كذلك بسط يديه ولم يقبضهما، وإنما بسطهما، وجعل إليتي اليدين على الأرض، لم يفترشهما ولم يقبضهما لم يقبض هكذا ولم يفترشهما، وجعلهما تحاذيان الكعبة يعني تحاذي القبلة، بعض الناس إذا سجد يجعل يده هذه جهة اليمين ويده هذه جهة الشمال وهو ساجد، أطراف الأصابع على جهة الشمال وأطراف الأصابع اليسرى جهة الجنوب، السنة هكذا أن تكون محاذية للقبلة.

س: وقدميه أطرافه تكون على القبلة؟

الشيخ: نعم جاء في الحديث.

بَابُ الِاعْتِدَالِ فِي السُّجُودِ وَالنَّهْيِ عَنِ افْتِرَاشِ الذِّرَاعَيْنِ الْأَرْضَ

أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ وَالْأَشَجُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ؛ ح وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ؛ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الْقَطَوَانِيُّ، قال: حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ؛ ح وَحَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ؛ ح وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، وَوَكِيعٌ كُلُّهُمْ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَعْتَدِلْ، وَلَا يَفْتَرِشْ ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ السَّبُعِ».

نعم، السنة الاعتدال في السجود، يمد صلبه (وَلَا يَفْتَرِشْ ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ السَّبُعِ) بل يرفع، يفترش ذراعيه أي تكون اليد والذراع على الأرض، لا، يرفع يديه ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه وفخذه عن ساقيه، ولا يفترش افتراش السبع يجعل الذراع على الأرض، يرفع، يكون الكفين على الأرض والذراع مرفوع.

طالب: قال: " عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني بالطاء المهملة".

الشيخ: نعم (القطواني).

س: [00:11:39]؟

الشيخ: الأصل في النهي التحريم إلا بصارف، هذا الأصل.

طالب: يقول: "من طريقٍ آخر وفي "الكلب"".

الشيخ: تُفسر "السبع" بــ "الكلب".

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، أَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ الْهِلَالِيُّ، عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ الْبَكْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَبْسُطْ ذِرَاعَيْكَ كَبَسْطِ السَّبُعِ، وَادْعَمْ عَلَى رَاحَتَيْكَ، وَتَجَافَ عَنْ ضَبْعَيْكَ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ سَجَدَ كُلُّ عُضْوٍ مِنْكَ».

طالب: (وادغم) بالغين.

الشيخ: مثلها يفسرها الحديث الآخر، أنه يضع راحتيه على الأرض.

فيه ثلاثة أشياء:

  • لا يبسط ذراعيه على الأرض.
  • (وادعم راحتيه) يعني على إليتيه.
  • ويرفع ظبويه يعني عضديه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه.

بَابُ رَفْعِ الْعَجِيزَةِ وَالْأَلْيَتَيْنِ فِي السُّجُودِ

أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، قال: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: وَصَفَ لَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ السُّجُودَ، فَوَضَعَ يَدَيْهِ بِالْأَرْضِ، وَرَفَعَ عَجِيزَتَهُ، وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ.

فيه رفع العجز يعني الإلية، يرفعها عن الأرض؛ لأنه قد يجلس على الأرض فيكون منقبض يديه وفخذيه، يكون منقبض وإليته على الأرض، فلابد أن يرفع إليتيه حتى يكون مجافاة.

بَابُ تَرْكِ التَّمَدُّدِ فِي السُّجُودِ، وَاسْتِحْبَابِ رَفْعِ الْبَطْنِ عَنِ الْفَخِذَيْنِ

الشيخ: طويل أبواب السجود؟

القارئ: نعم.

الشيخ: قف على هذا.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد