شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_47

00:00
00:00
تحميل
6

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى وصحبه أجمعين.

قال المؤلف –رحمه الله تعالى-:

بَابُ فَضْلِ التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّكْبِيرِ بَعْدَ السَّلَامِ مِنَ الصَّلَاةِ

قال: أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قال: حدثنَا سُفْيَانُ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ذَهَبَ أَهْلُ الْأَمْوَالِ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ؛ يَقُولُونَ كَمَا نَقُولُ، وَيُنْفِقُونَ وَلَا نُنْفِقُ. قَالَ: «أَوَلَا أُخْبِرُكَ بِعَمَلٍ إِذَا أَنْتَ عَمِلْتَهُ أَدْرَكْتَ مَنْ قَبْلَكَ وَفُتَّ مَنْ بَعْدَكَ إِلَّا مَنْ قَالَ مِثْلَ قَوْلِكَ؟ تَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، تُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُ، وَتُكَبِّرُ، مِثْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ».

الشيخ: من الراوي؟

القارئ: أبو ذر.

الشيخ: وهذا الحديث أصله في الصحيحين؛ أنَّ فقراء المهاجرين جاءوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: (يا رسول الله، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بالأجور والدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ) أهل الدثور؛ يعني الأموال، جاء الفقراء يتنافسون مع الأغنياء منافسة في أعمال الخير.

جاء الفقراء قالوا: يا رسول الله، إن أهل الأموال سبقونا، ذهبوا بالأجور، والنعيم المقيم، ونحن لا نستطيع اللحاق بهم، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، فقال –عليه الصلاة والسلام-: أفلا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه سبقتم من قبلكم، ولا يأتي أحد أفضل منكم إلا من زاد، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تُسبحون الله ثلاثًا وثلاثين، دُبر كل صلاة تُسبحون ثلاثًا وثلاثين، وتحمدون ثلاثًا وثلاثين، وتكبرون ثلاثًا وثلاثين، هذه تسعة وتسعون.

هذا نوع من الذكر وليس فيه أن يختمه بلا إله إلا الله، هذا نوع، والنوع الثاني؛ أنه يختمها بلا إله إلا الله تكون مائة، والنوع الثالث؛ أنه يكون التكبير أربعة وثلاثين، والتسبيح ثلاثًا وثلاثين، والتحميد ثلاثًا وثلاثين، كل هذه ثابتة.

فجعلوا يُسبحون، ثم سمع الأغنياء –أيضًا- بهذا الخبر، خبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فجعلوا يُسبحون، فرجعوا الفقراء مرة ثانية وقالوا: يا رسول الله، سمع إخوتنا الأغنياء بما قلت، فجعلوا يُسبحون كما نُسبح، ويتصدقون، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾[الجمعة:4]، خلاص، ما دام الأغنياء الآن يأتون بالتسبيح، ويأتون بالزيادة فهذا فضل من الله.

قال: أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، قال: حدثنَا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الْأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فُضُولٌ يَحُجُّونَ بِهَا، وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ، فَقَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَمْرٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ مِنْ بَعْدِكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَتَمَّ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ

(مَنْ أَتَمَّ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ) لعلها من أنتم، تكونون خير من أنتم بين ظهريه؛ كنتم خير الناس الذين معكم، إلا من فعل فعلكم، كنتم خير من أنتم بين ظهرانيهم، الناس الذين أنتم بينهم أنتم أفضل منهم إلا من فعل مثل فعلكم وزاد.

وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ بِمِثْلِ أَعْمَالِكُمْ: تُسَبِّحُونَ، وَتَحْمَدُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ».

قَالَ: فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ بَعْضُنَا: نُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «تَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ حَتَّى تُتِمَّ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ».

هذا سأله (سُميان)، يعني تجمعها (سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر)، وغيره خالف، قال: لا، سبحان الله وحدها ثلاثة وثلاثين، والحمد لله وحدها ثلاثة وثلاثين، والله أكبر ثلاثة وثلاثين، والأمر في هذا واسع.

بَابُ اسْتِحْبَابِ التَّهْلِيلِ بَعْدَ التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّكْبِيرِ بَعْدَ السَّلَامِ مِنَ الصَّلَاةِ تَكْمِلَةَ الْمِائَةِ، وَمَا يُرْجَى فِي ذَلِكَ مِنْ مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ السَّالِفَةِ وَإِنْ كَانَتْ كَثِيرَةً.

وهذا نوعٌ آخر، ذكر النوع الأول: يكون التسبيح والتحميد والتكبير تسع وتسعين فقط، التسبيح ثلاثة وثلاثين، والتكبير ثلاثة وثلاثين، والتحميد ثلاثة وثلاثين.

هذا النوع الثاني: يختم بالمائة، يكون مائة.

والنوع الثالث: يكون عند النوم، علمَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- عليا وفاطمة عند النوم يكون التسبيح ثلاثة وثلاثين، والتحميد ثلاثة وثلاثين، والتكبير أربعة وثلاثين مائة، مائة لكن التكبير زاد أصبح أربعة وثلاثين، بدلًا من النوع الذي قبله يختمها بالتهليل، هنا يختمها بزيادة تكبيرة، يزيد في التكبير واحدة.

قال: أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بِشْرٍ، قال: حدثنَا خَالِدٌ -يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ- عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَنْ سَبَّحَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَذَلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، ثُمَّ قَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ لَهُ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ».

وهذا فضلٌ عظيم، والمراد يعني الصغائر، أما الكبائر فلا بُدَ لها من توبة؛ لقول الله تعالى: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾[النساء:31].

وهذا الفضل إنما هو لمن اجتنب الكبائر، قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي هريرة: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَت الْكَبَائِرَ» فهذا فضلٌ عظيم، غُفرت ذنوبه إذا كانت مثل زبد البحر إذا اجتنب الكبائر.

بَابُ الْأَمْرِ بِمَسْأَلَةِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ فِي دُبُرِ الصَّلَوَاتِ، الْمَعُونَةَ عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ، وَالْوَصِيَّةِ بِذَلِكَ

يعني يسأل ربه أن يُعينه على ذكرهِ فيقول: اللهم أعني على ذكركِ وشكرك وحُسن عبادتك، وهذا عَلمَّه النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذ، قال: «والله إني أحبك، فلا تدعن دُبر كل صلاة أن تقول: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ».

قال: أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْعَطَّارُ، قال: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا بِيَدِي فَقَالَ لِي: «يَا مُعَاذُ! وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ».

فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ.

(بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي) يعني أفديك، أفديك بأبي وأمي.

فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ. قَالَ: «يَا مُعَاذُ! إِنِّي أُوصِيكَ لَا تَدَعَنَّ أَنْ تَقُولَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ».

وَأَوْصَى بِذَلِكَ مُعَاذٌ الصُّنَابِحِيَّ، وَأَوْصَى بِهِ الصُّنَابِحِيُّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، وَأَوْصَى بِهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ.

وهذا وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ وصية للأمة كلها، وصية النبي للواحد وصية للأمة كلها، وصَّاه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ»، أخذ بيده، فقال له مُعاذ: أفديك بأبي وأمي يا رسول الله، وأنا والله أحبك، قال: لا تدعن دُبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكركِ وشكرك وحُسن عبادتك، فأوصى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذ، ومعاذ أوصى بها الصنابحي، والصنابحي أوصى بها أبا عبد الرحمن الحُبلي، وأبا عبد الرحمن الحُبلي أوصى بها عُقبة، والوصية للأمة كلها، سنَّ هذا الذكر (اللهم أعني على ذكرك) دُبر كل صلاة.

وهل المراد بالدُبر آخر الصلاة أو بعد السلام؟

قيل: المراد بدُبر الصلاة آخرها؛ لأن دُبر الشيء آخره، ومنه دُبر الحيوان آخره، في آخر التشهد. وقيل: المراد بالدُبر بعد الصلاة، محتمل هذا وهذا، وإذا أتى بها في آخر التشهد حَسن، وإذا أتى بها بعد السلام وبعد الأذكار حَسن.

بَابُ اسْتِحْبَابِ زِيَادَةِ التَّهْلِيلِ مَعَ التَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ تَمَامَ الْمِائَةِ وَأَنْ تَجْعَلَ كُلَّ وَاحِدٍ خَمْسًا وَعِشْرِينَ تَكْمِلَةَ الْمِائَةِ

قال: أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا أَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قال: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ؛ ح وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قال: أَخْبَرَنَا الثَّقَفِيُّ، قال: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّهُ قَالَ: أُمِرْنَا أَنْ نُسَبِّحَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَنَحْمَدَهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَنُكَبِّرَهُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَأُتِيَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي نَوْمِهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَمَرَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ تُسَبِّحُوا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاجْعَلُوهَا خَمْسًا وَعِشْرِينَ، وَاجْعَلُوا فِيهِ التَّهْلِيلَ. فَلَمَّا أَصْبَحَ، أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «فَافْعَلُوا». هَذَا حَدِيثُ الثَّقَفِيِّ.

وَقَالَ أَبُو قُدَامَةَ: فَأُتِيَ رَجُلٌ فِي مَنَامِهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَمَرَكُمْ مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ تُسَبِّحُوا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدَهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرَهُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ؟، فَقَالَ: نَعَمْ. وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ.

وهذا فيه ذكر هذا النوع من الذكر، النوع الأول: التسبيح ثلاثًا وثلاثين، والتحميد ثلاثًا وثلاثين، والتكبير أربعًا وثلاثين، هذا دُبر الصلاة، وعند النوم –أيضًا- مشروع.

والنوع الرابع من أنواع الذكر كما جاء في هذه الرؤية التي أقرها النبي -صلى الله عليه وسلم-، يُسبح خمسًا وعشرين؛ يقول: سبحان الله خمسًا وعشرين، والحمد لله خمسًا وعشرين، ولا إله إلا الله خمسًا وعشرين، والله أكبر خمسًا وعشرين، هذه مائة، هذا نوع آخر.

فهذه أنواع أربعة من الذكر كلها ثابتة، جاء في الحديث أيضًا: التسبيح عشر، والتحميد عشر، والتكبير عشر، ثلاثين للمستعجل في غير الصحيحين.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد