شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_61

00:00
00:00
تحميل
5

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال ابن خزيمة –رحمه الله تعالى-:

بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ إِبَاحَةَ بَزْقِ الْمُصَلِّي تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى إِذَا لَمْ يَكُنْ عَنْ يَسَارِهِ فَارِغًا، وَإِبَاحَةِ دَلْكِ الْبُزَاقِ بِقَدَمِهِ إِذَا بَزَقَ فِي صَلَاتِهِ

وهذا في غير المسجد، إذا كان يصلي في الصحراء، أو في مكان، يبزق عن يساره، إذا كان فارغ في الصحراء، أو تحت قدمه، أما إذا كان في المسجد فعليه أن يبزق في ثوبهِ، أو في منديل.

في الآخر قال: «في ثوبه، يقول: هكذا يرد بعضه على بعض».

أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قال: حدثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كُنْتَ فِي الصَّلَاةِ، فَلَا تَبْزُقَنَّ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَلَا عَنْ يَمِينِكَ، وَلَكِنِ ابْزُقْ عَنْ تِلْقَاءِ شِمَالِكَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَارِغًا فَتَحْتَ قَدَمِكَ الْيُسْرَى، ثُمَّ قُلْ بِهِ».

قَالَ مَنْصُورٌ: يَعْنِي ادْلُكْهُ بِالْأَرْضِ.

(ادْلُكْهُ بِالْأَرْضِ) يعني حركه، يدفنه، إن كانت الأرض تراب، يتحمل الحصباء، وكانت في كثير من العصور المساجد فيها تراب، أو فيها حصباء، الآن فُرش، الآن مفروشة فلا يبزق فيها، وإنما يبزق في ثوبه، وكذلك عن يسارهِ إذا كان يصلي وحده وليس معه جماعة وليس في المسجد في الصحراء، لا بأس يبزق عن يساره.

وقوله: (فَلَا تَبْزُقَنَّ بَيْنَ يَدَيْكَ) في اللفظ الآخر: «فإن الله أمامه»، (فَلَا تَبْزُقَنَّ بَيْنَ يَدَيْكَ): يعني أمامه، (وَلَا عَنْ يَمِينِكَ) فإن عن يمينه ملكًا، في الحديث الآخر: «لا يبزق أحدكم بين يديه فإن الله أمامه، ولا عن يمينه فإن عن يمينه ملكًا، ولكن عن يساره أو تحت قدمه».

س: لو بيعطس في الصلاة يفصل ويرد بوجهه الى اليسار؟

الشيخ: لا، هذا يضره، وأيضًا كذلك إذا كان عن يساره مصلي، كيف؟  على حاله، على حاله لكن إذا خَمر وجهه في ثوبه، أو في غُترته حَسن، يعني إذا أمكن، أو يكون تحت على ثيابه.

أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا بُنْدَارٌ، قال: حدثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قال: حدثَنَا الْجُرَيْرِيُّ؛ ح وَثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قال: حدثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ؛ ح وَحدثَنَا الصَّنْعَانِيُّ، قال: حدثَنَا يَزِيدُ -يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ- حدثَنَا الْجُرَيْرِيُّ؛ ح وَحدثَنَا أَبُو بِشْرٍ الْوَاسِطِيُّ، قال: حدثنَا خَالِدٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَنَخَّعَ فَدَلَكَهَا بِنَعْلِهِ الْيُسْرَى.

زَادَ خَالِدٌ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَ فِي أَرْضٍ جَلْدَةٍ.

نعم، (وَكَانَ فِي أَرْضٍ جَلْدَةٍ) يصلي في الأرض وليس في المسجد، كان في أرضٍ صلبة، فجعل النخامة في النعل تحت النعل، ثم يدلكها بالنعل الأخرى.

المعلوم أنه جاء في الحديث الآخر: أنَّ البُصاق في المسجد خطيئة، وكفارتها: دفنها، هذا إذا كانت تتحمل، إذا كانت في تراب، أو حصباء يدلكها، لكن هو ممنوع، لكن إذا وقعت لا بُدَ أن يُزيلها هكذا، وإذا أمكن نقلها فهذا طيب.

ولما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- نُخامة في المسجد غضب، وحكها في جدار المسجد، وقال الراوي: أحسبه جعل مكانها طِيبًا، فلا يجوز البُصاق ولا النخامة في المسجد، لا يجوز هذا، والآن المساجد لا يوجد فيها حصباء ولا تراب، حتى لو كان فيها حصباء أو تراب لا يجوز، لكن لو وقع كفارته دفنه، لا يجوز أن يبصق في المسجد مطلقًا، ولكن في ثوبهِ، أو في منديل.

 قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَبُو الْعَلَاءِ هُوَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، أَخُو مُطَرِّفٍ، نَسَبُوهُ إِلَى جَدِّهِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا الْخَبَرَ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ.

أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَاهُ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قال: حدثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْبَصْرِيُّ وَالْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالَا: حدثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فَبَزَقَ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى. زَادَ الْعَلَاءُ: ثُمَّ دَلَكَهَا.

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي بَزْقِ الْمُصَلِّي فِي ثَوْبِهِ وَدَلْكِهِ الثَّوْبَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ فِي الصَّلَاةِ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْبُزَاقَ لَيْسَ بِنَجَسٍ، إِذْ لَوْ كَانَ نَجِسًا لَمْ يَأْمُرِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمُصَلِّيَ الْبَصْقَ فِي ثَوْبِهِ فِي الصَّلَاةِ

نعم، ليس نجسًا ولكن من باب النظافة.

أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قال: حدثنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُعْجِبُهُ الْعَرَاجِينُ أَنْ يُمْسِكَهَا بِيَدِهِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ ذَاتَ يَوْمٍ وَفِي يَدِهِ وَاحِدٌ مِنْهَا، فَرَأَى نُخَامَاتٍ فِي قِبْلَةٍ الْمَسْجِدِ فَحَتَّهُنَّ حَتَّى أَنْقَاهُنَّ،

(الْعَرَاجِينُ) العرجون هو عذق التمر اليابس.

القارئ: قال: هو العذق عامة.

الشيخ: نعم، العذق اليابس، يعني كان في يده عذق يابس.

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ مُغْضَبًا، فَقَالَ: «أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُ رَجُلٌ فَيَبْصُقَ فِي وَجْهِهِ؟! إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ، وَالْمَلَكُ عَنْ يَمِينِهِ، فَلَا يَبْصُقْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى أَوْ عَنْ يَسَارِهِ، فَإِنْ عَجِلَتْ بِهِ بَادِرَةٌ فَلْيَقُلْ هَكَذَا فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ». وَرَدَّ بَعْضَهُ فِي بَعْضٍ.

قَالَ الدَّوْرَقِيُّ: وَأَرَانَا يَحْيَى كَيْفَ صَنَعَ.

وهذا فيه دليل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- غضب لما رأى نخامة في المسجد غضب، هو -عليه الصلاة والسلام- فيه الغضب لله –عزَّ وجلَّ- وإنكار المنكر، والغضب لله.

غضب وقال -صلى الله عليه وسلم-: أيحب أحدكم أن يستقبله أحد فيبصق أمامه؟ الإنسان إذا يصلي فإن الله قِبل وجهه، وإنَّ عن يمينه ملكًا، فلا يبزقن أمامه ولا عن يمينه، ولكن تحت قدمه أو عن يساره، هذا في المسجد، أو إن بدرت به بادرة فليقل هكذا، وقال بثوبه كذا،  قم بزق فيه ورده بعضه على بعض، أو في منديل، يوجد المناديل الآن.

س: البصاق هو النخامة؟

الشيخ: البُصاق ما يبصقه الإنسان، قد يكون نُخامة، وقد تكون أقل من النُخامة كأنها أوسع، الإنسان لا يبصق، لا نخامة ولا دون النخامة، لا يبصق في المسجد.

س: البعض في طبيعة صوته مثل النخامة؟

الشيخ: على قدر الحاجة، لا ينبغي أن يأتي بصوتٍ متكلف.

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي بَزْقِ الْمُصَلِّي فِي نَعْلِهِ لِيُخْرِجَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ

أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قال: حدثَنَا سُرَيْجٌ، قال: حدثَنَا فُلَيْحٌ -وَهُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ فَلَا يَبْصُقْ أَمَامَهُ، فَإِنَّ رَبَّهُ أَمَامَهُ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَبْصَقًا فَفِي ثَوْبِهِ أَوْ نَعْلِهِ حَتَّى يَخْرُجَ بِهِ».

قوله: (فَإِنَّ رَبَّهُ أَمَامَهُ) الله –تعالى- فوق العرش، ومن كان فوقك فهو أمامك.

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي مَنْعِ الْمُصَلِّي النَّاسَ مِنَ الْمُقَاتَلَةِ، وَدَفْعِ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ إِذَا اقْتَتَلُوا

أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قال: حدثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اقْتَتَلَتَا، فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَزَعَ إِحْدَاهُمَا مِنَ الْأُخْرَى، ثُمَّ مَا بَالَى ذَلِكَ.

(جَارِيَتَانِ) كأنهما جاريتان صغيرتان اقتتلتا؛ ولهذا فَرق بينهما.

س: قطع الصلاة؟

الشيخ: لا، في أثناء الصلاة، يعني جاءتا قريبًا منه.

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي مَقَاتَلَةِ الْمُصَلِّي مَنْ رَامَ الْمُرُورَ بَيْنَ يَدَيْهِ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ أَمْلَيْتُ فِيمَا مَضَى أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَدَعَنَّ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ».

والمراد بالمقاتلة: المدافعة وليس المقاتلة بالسلاح، المدافعة.

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي عَدْلِ الْمُصَلِّي إِلَى جَنْبِهِ، إِذَا قَامَ خِلَافَ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ فِي الصَّلَاةِ

توقف، وفق الله الجميع.

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد