شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_62

00:00
00:00
تحميل
6

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال ابن خزيمة –رحمه الله تعالى-:

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي عَدْلِ الإِمَامِ الْمُصَلِّي إِلَى جَنْبِهِ، إِذَا قَامَ خِلَافَ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ فِي الصَّلَاةِ

(عَدْلِ) يعني يُعَدِّله، مثل ابن عباس لما قام وصلى عن يسار النبي -صلى الله عليه وسلم- أداره عن يمينه، عَدَّله.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قال: حدثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو -وَهُوَ ابْنُ دِينَارٍ- قَالَ: سَمِعْتُ كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْضُ اللَّيْلِ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي، فَذَكَرَ بَعْضَ الْحَدِيثِ، وَقَالَ: ثُمَّ قُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ فَحَوَّلَنِي عَنْ يَمِينِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بِنَحْوِهِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، وَقَالَ: عَنْ كُرَيْبٍ.

 الشيخ: نعم، الترجمة باب؟

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي عَدْلِ الإِمَامِ الْمُصَلِّي إِلَى جَنْبِهِ، إِذَا قَامَ خِلَافَ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ فِي الصَّلَاةِ

نعم، من الواجب على المأموم إذا كان واحدًا أن يكون عن يمين الإمام، فإذا جاء عن يساره فإنه يُديره، النبي -صلى الله عليه وسلم- لما صفَّ الصلاة ليصلي قام ابن عباس وصفَّ عن يسارهِ، فأداره من خلفه عن يمينه، قال إنه أخذه بأذنه يفتلها، ولا تَبطل صلاته، يبني على صلاته، النبي ما أمره أن يُعيد، يُديره من الخلف حتى يكون عن يمينه، ويبني على صلاته.

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْإِشَارَةِ فِي الصَّلَاةِ وَالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قال: حدثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُشِيرُ فِي الصَّلَاةِ.

نعم، لا بأس الإشارة هكذا، وحتى في السلام الرسول -عليه الصلاة والسلام- إذا سلم كان يُشير بيده، أو بأصبعه، وإذا أشار كذلك إذا سألوه على شيءٍ وأشار، قال كذا، أو قال كذا نعم، لا بأس، أو يشير برأسه، كما أشارت أسماء لما جاءت لعائشة تسألها لما كسفت الشمس، قالت الآية، فأشارت برأسها، لا بأس بالإشارة.

س: تعديل الصبي، أو الغلام الصغير واجب في الصلاة أو مستحب؟

الشيخ: تعديله إذا صفَّ عن يسارك، نعم واجب، لا يصح أن يصف على اليسار، إذا كان واحد، فالمأموم يكون عن اليمين، ولو غلام، ابن عباس كان غلام صغير.

س: في النافلة يا شيخ أم في الفريضة؟

الشيخ: في النافلة والفريضة جميعًا، ما ينبغي أن يكون عن يسار الإمام، إذا كان المأموم واحد يكون عن يمينه.

س: الإشارة يا شيخ في النافلة أو الفريضة؟

الشيخ: وحتى في الفريضة لا بأس بالإشارة.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ أَمْلَيْتُ خَبَرَ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ وَهُوَ قَاعِدٌ فَأَشَارَ إِلَيْنَا فَقَعَدْنَا. قال: حدثَنَاهُ الرَّبِيعُ، قال: حدثَنَا شُعَيْبٌ، قال: حدثنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ.

هذا في الفريضة، أشار إليهم فقعدوا وهم في الفريضة، أشار بيده فجلسوا، قال بيده هكذا، صلوا قيامًا لمَّا سقط عن فرسٍ له، فجُرح، فلم يستطع الصلاة قيامًا، فصلى قاعدًا فصلوا هم قيامًا فأشار بيده اجلسوا، فجلسوا، الرسول لما سلم قال: «كدتم أن تفعلوا كما تفعل الأعاجم، يقومون على رؤوس ملوكهم وهم جلوس، إنما جُعل الإمام ليؤتم به»، وقال: «إذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قاعدًا فصلوا قعودًا أجمعون».

بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْإِشَارَةَ فِي الصَّلَاةِ بِمَا يُفْهَمُ عَنِ الْمُشِيرِ لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ وَلَا يُفْسِدُهَا

نعم، وسيأتي بالأدلة، والأدلة كثيرة في هذا، أنَّ الإشارة من المصلي ولو كانت مُفهمة لا تؤثر على الصلاة، مثلما فعلت أسماء، ومثلما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه أشار بيده.

س: [00:04:48]؟

الشيخ: الحركة، الفقهاء يقولون، الفقهاء الشافعية يقولون: ثلاث حركات تُبطل الصلاة، والعلماء يرون أن [00:05:03] إذا كثرت وتوالت قد تُبطلها، أما إذا قلت، أو تفرقت فلاَّ.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْقَيْسِيُّ، قال: حدثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قال: أَخبرنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي، فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَإِذَا مَنَعُوهُمَا أَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ دَعُوهُمَا، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ وَضَعَهُمَا فِي حِجْرِهِ، فَقَالَ: «مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ».

والشاهد: أنه أشار إليهم، لما منعوهم أشار إليهم وهو في الصلاة، يدل على أن الإشارة المفهمة لا تؤثر على الصلاة.

بَابُ الرُّخْصَةِ بِالْإِشَارَةِ فِي الصَّلَاةِ بِرَدِّ السَّلَامِ إِذَا سَلَّمَ عَلَى الْمُصَلِّي

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قال: حدثَنَا سُفْيَانُ، قال: حدثنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ؛ ح وَحدثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ وَأَبُو عَمَّارٍ، قَالَ أَبُو عَمَّارٍ: حدثَنَا سُفْيَانُ؛ وَقَالَ عَلِيٌّ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَسْجِدَ قُبَا وَدَخَلَ عَلَيْهِ رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، فَسَأَلْتُ صُهَيْبًا: كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي. قَالَ: كَانَ يُشِيرُ بِيَدِهِ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا حَدِيثُ أَبِي عَمَّارٍ. زَادَ عَبْدُ الْجَبَّارِ، قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِزَيْدٍ: سَمِعْتَ هَذَا مِنِ ابْنِ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ.

نعم، هذا فيه أنه يشير بيده هكذا، جاءت الأحاديث أنه أحيانًا يُشير بالأصبع، أصبعه، وجاءت الأحاديث أيضًا أنه مُخير بين أن يشير وبين أن ينتظر حتى يُسلم ثم يرد السلام.

ثلاث أنواع إذا تسَلَّم على المصلي: لكَ أن ترد باليد، ولكَ أن ترد بالإشارة بالأصبع، ولكَ أن ترد بعد أن تُسلم من الصلاة، كل هذا جاء في الأحاديث.

س: الإشارة يتبعها اللفظ؟

الشيخ: لا، ما في لفظ في الصلاة.

س: هل له أن يرد في نفسه يقول: عليكم السلام؟

الشيخ: لا، ما يقول في نفسه، يشير بيده، أو بأصبعه، أو ينتظر حتى يُسلم ثم يرد عليه باللفظ، هكذا ورد في الحديث.

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْإِشَارَةِ بِجَوَابِ الْكَلَامِ فِي الصَّلَاةِ إِذَا كَلَّمَ الْمُصَلِّي، وَفِي الْخَبَرِ مَا دَلَّ عَلَى الرُّخْصَةِ فِي إِصْغَاءِ الْمُصَلِّي إِلَى مُكَلِّمِهِ، وَاسْتِمَاعِهِ لَكَلَامِهِ فِي الصَّلَاةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ، قال: حدثنَا خَلَّادٌ الْجُعْفِيُّ -يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ- عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ لَهُ وَهُوَ يُصَلِّي: فَكُنْتُ أُكَلِّمُهُ، فَأَوْمَأَ إِلَيَّ بِيَدِهِ.

يعني كان يُكلمه، يعني كأنه أصغى له، يُكلمه، تكلم عن تخريج الحديث؟

القارئ: قال: الحديث الصحيح، ثم قال بعده: قال الترمذي عقب هذا الحديث حديث جابر حديثٌ حَسن وصحيح، والعمل عليه عند عامة أهل العلم لا نعلم بينهم اختلافًا، لا يرون بأسًا أن يصلي الرجل على راحلته تطوعًا حيثما كان وجهه إلى القبلة أو غيرها، ثم قال: قال البغوي: هذا حديثٌ صحيح.

الشيخ: يعني يستمع له وهو يصلي؛ لأنه ما تكلم، ممنوع الكلام.

القارئ: وأخرجه مسلم أيضًا.

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي تَنَاوُلِ الْمُصَلِّي الشَّيْءَ عِنْدَ الْحَادِثَةِ تَحْدُثُ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي -يَعْنِي- عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ -وَهُوَ ابْنُ أَبِي حَبِيبٍ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -وَهُوَ ابْنُ شِمَاسَةَ-؛ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ هَوَى بِيَدِهِ لِيَتَنَاوَلَ شَيْئًا، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ وُعِدْتُمُوهُ إِلَّا قَدْ عُرِضَ عَلَيَّ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ وَأَقْبَلَ إِلَيَّ مِنْهَا شَرَرٌ حَتَّى حَاذَانِي مَكَانِي هَذَا، فَخَشِيتُ أَنْ يَغْشَاكُمْ».

وهذا في صلاة الكسوف.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ، قال: حدثنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، قال: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؛ أَنَّهُ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي ثُمَّ بَسَطَ يَدَهُ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ بَسَطْتَ يَدَكَ. قَالَ: «إِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ إِبْلِيسَ جَاءَ بِشِهَابٍ مِنْ نَارٍ لِيَجْعَلَهُ فِي وَجْهِي، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَلَمْ يَسْتَأْخِرْ، ثَلَاثًا، ثُمَّ أَرَدْتُ أَخْذَهُ، وَلَوْلَا دَعْوَةُ أَخِينَا سُلَيْمَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَصْبَحَ مُوثَقًا يَلْعَبُ بِهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ».

يعني أن الشيطان –والعياذ بالله- محاولته مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- أشرف الخلق، يعلم أنه معصوم ومع ذلك يحاول الخبيث، أتى بشهاب في وجه النبي وهو يصلي، فبسط النبي يده، في اللفظ الآخر: «فَدَعَتُّهُ حتى وجدت برد لعابه في يدي، ولولا دعوة أخي سليمان لأوثقته –يعني ربطته بسارية- وأصبح يلعب به ولدان أهل المدينة» لكن ذكر قول الله قول سليمان: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ﴾[ص:35]، فهذا هذا مُلك خاصٌ بسليمان وهو تسخير الشياطين له.

فخشي النبي -صلى الله عليه وسلم- إنه إذا أوثقه شارك سليمان في تسخير الشياطين؛ لأنهم سُخِّروا لسليمان، وهذا مُلك، وأعطاه الله الريح، وهذا مُلكٌ خاصٌ به: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ﴾[ص:35]،  فالنبي -صلى الله عليه وسلم- خشي أن يكون ... وهذا ليس بمشاركة، شيءٌ يسير، لكن خشي النبي -صلى الله عليه وسلم – أنَّ هذا يكون فيه مشاركة، فلهذا تركه.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابَقٍ الْخَوْلَانِيُّ، قال: حدثنَا ابْنُ وَهْبٍ، قال: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَاةَ الصُّبْحِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ فِي الصَّلَاةِ مَدَّ يَدَهُ ثُمَّ أَخَّرَهَا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! صَنَعْتَ فِي صَلَاتِكَ هَذِهِ مَا لَمْ تَصْنَعْ فِي صَلَاةٍ قَبْلَهَا؟ قَالَ: «إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ قَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ وَرَأَيْتُ فِيهَا دَالِيَةً، قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ، حَبُّهَا كَالدُّبَّاءِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَنَاوَلَ مِنْهَا، فَأُوحِيَ إِلَيْهَا أَنِ اسْتَأْخِرِي، فَاسْتَأْخَرَتْ. ثُمَّ عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ حَتَّى رَأَيْتُ ظِلِّيَ وَظِلَّكُمْ فَأَوْمَأْتُ إِلَيْكُمْ أَنِ اسْتَأْخِرُوا، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنْ أَقِرَّهُمْ فَإِنَّكَ أَسْلَمْتَ وَأَسْلَمُوا، وَهَاجَرْتَ وَهَاجَرُوا، وَجَاهَدْتَ وَجَاهَدُوا، فَلَمْ أَرَ لِي عَلَيْكُمْ فَضْلًا إِلَّا بِالنُّبُوَّةِ».

وهذا فيه إثبات الجنة والنار، وأنهما موجودتان الآن، والرد على المعتزلة الذين يقولون: إنهما معدومتان الآن، وأنهما تُخلقان يوم القيامة.

وفيه قدرة الله العظيمة؛ الله قربهما له، وفي لفظٍ آخر: «صُورت لي الجنة والنار» كُشف له عنهما، والله على كل شيءٍ قدير.

وفي اللفظ الآخر: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تقدم فتقدمت الصفوف، قال: «كأني أتناول عنقودًا»، ثم تكعكع وتكعكعت الصفوف فقال: «قُربت النار حتى خشيت».

بَابُ أَمْرِ النِّسَاءِ بِالتَّصْفِيقِ فِي الصَّلَاةِ عِنْدَ النَّائِبَةِ

قف على هذا.

س: عنعنة ابن عبدالله ...والنهي، كيف يجمع بينه وبين النهي عن الكلام في الصلاة [00:15:03]؟

الشيخ: لم يتكلم مع آدمي، هذا [00:15:14] كأنه يدعو ربه، اللعن هو الطرد، ويُعلم أنه دعاء، يعني كان خبر بمعنى الدعاء، كأنه يقول: اللهم ألعنه، اللهم اطرده من رحمتك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد