شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_73

00:00
00:00
تحميل
7

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال الإمام ابن خزيمة –رحمه الله تعالى- في صحيحه:

جُمَّاعُ أَبْوَابِ صَلاَةِ الْفَرِيضَةِ عِنْدَ الْعِلَّةِ تَحْدُثُ.

بَابُ صَلاَةِ الْمَرِيضِ جَالِسًا إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْقِيَامِ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاَءِ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قال: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ (ح)، وحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، قَالَ: عَلِيٌّ: قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَقَالَ الآخَرُونَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَهَذَا حَدِيثُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: سَقَطَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ فَرَسٍ، فَجُحِشَ شِقُّهُ الأَيْمَنُ، فَدَخَلْنَا نَعُودُهُ، فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَصَلَّى بِنَا قَاعِدًا.

نعم، وهذا جُحش يعني جُرح شقه الأيمن، فصلى بهم قاعدًا، فيه دليل على أن المريض إذا عجز عن القيام فإنه يصلي قاعدًا، والقيام ركن من أركان الصلاة، فإذا عجز سقط عنه وصلى قاعدًا، ويدل عليه حديث عمران بن الحصين أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «صلّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب»، زاد النسائي: «فإن لم تستطع فمستلقيًا».

س: المريض الإمام، يصلي جالس؟

الشيخ: نعم، المريض يصلي جالس، ويصلي الناس جلوسًا كما سيأتي، سيأتي الجمع بين الأحاديث، النبي –صلى الله عليه وسلم- صلى قاعدًا بالناس لما سقط عن فرسه، فصلى قاعدًا وصلى خلفه الناس قيامًا، فأشار إليهم أن اجلسوا، فلما سلّم قال: «كدتم أن تفعلوا كما تفعل الأعاجم، تقوم على رءوس ملوكها وهم قعود»، أمرهم أن يجلسوا.

وفي مرضه في آخر حياته –عليه الصلاة والسلام- كان الناس يصلون قيامًا، فجمع العلماء بينهما بأن صلاته في مرضه الأول ابتدأ الصلاة قاعدًا، فيجب على المأمومين أن يصلوا قعودًا، وفي آخر صلاته ابتدأ الصلاة قائمًا، قالوا: إذا ابتدأ الصلاة قائمًا ثم اعتُل يستمرون قيامًا، أما إذا ابتدأ الصلاة قاعدًا، فإنهم يصلون قعودًا.

وذلك أن أبا بكر كان يصلي بالناس، ثم جاء النبي –صلى الله عليه وسلم- فجلس على يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يقتدي بالنبي –صلى الله عليه وسلم-، والناس يقتدون بأبي بكر، هذا أحد الجمعين.

والجمع الثاني بينهما: إنه مُخير، قال: صلوا قعودًا الأمر يكون للاستحباب وليس الوجوب، والذي صرفه حال النبي –صلى الله عليه وسلم-.

ومن العلماء من قال: إنه منسوخ، الأول عندما قال: صلوا قعودًا منسوخ، وهذا اختيار البخاري، قال: إنما يؤخذ بالآخر بالآخر من فعل النبي –صلى الله عليه وسلم-، لعله يأتي في الأحاديث.

بَابُ صِفَةِ الصَّلاَةِ جَالِسًا إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْقِيَامِ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ المُخرَّمي، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى...

الشيخ: المخزومي أم المخرمي؟

القارئ: بالراء عندي يا شيخ.

الشيخ: والراء مشددة؟

القارئ: نعم، الراء مشددة.

الشيخ: تكلم عليه؟ فيه عليه حاشية؟

القارئ: نعم، تكلم.

الشيخ: ماذا قال؟

طالب: هذا الحديث من طريق أبي داوود، قال النسائي: لا أحسب هذا الحديث إلا خطأ.

الشيخ: لا، المخرمي تكلم...

القارئ: قال: تحرف في الأصل إلى المخزومي، والتصويب من تهذيب الكمال.

الشيخ: إذًا المخزومي خطأ، يُصوب من تهذيب الكمال: المخرّمي، عدلها.

 قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُودَ، قَالَ: المُخرّمي: الْحَفَرِيُّ، وَقَالَ يُوسُفُ: عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي مُتَرَبِّعًا.

متربع يعني يعكف رجليه، وهذا في موضع القيام، في موضع القيام يكون متربع، وفي بين السجدتين يكون مفترشًا، ينصب اليمنى ويفرش اليسرى، يكون هناك فرق بين القيام وبين غيره، في وقت القيام يكون متربع، وفي وقت بين السجدتين أو كذا، ووقت التشهد يكون مفترش.

طالب: قول النسائي: لا أحسب هذا الحديث إلا خطأ.

الشيخ: ما أدري والله، من الذي يقول هذا؟

طالب: هذا قول النسائي: "ولا أحسب هذا الحديث إلا خطأ".

الشيخ: ما الذي قبله؟ قبل كلام النسائي.

طالب: [00:06:48]

الشيخ: يُرجع للنسائي، يمكن خطأ في السند أو خطأ في المتن.

طالب: [00:06:53]

الشيخ: يمكن من جهة السند، لكن النسائي عادةً يتكلم، يبين وجه الخطأ، يُرجع على النسائي.

بَابُ صِفَةِ صَلاَةِ الْمَرِيضِ مُضْطَجِعًا إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْقِيَامِ وَلاَ عَلَى الْجُلُوسِ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح)، وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكٍ كِلاَهُمَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: كَانَ بِي النَّاصُورُ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الصَّلاَةِ، فَقَالَ: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَجَالِسًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ».

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: كَانَتْ لِي بَوَاسِيرُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

الشيخ: تكلم عليه في الحاشية؟ أو الحديث الذي قبله.

طالب: الحديث الذي قبله، قال النسائي في [المجتبى]: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث غير أبي داوود وهو ثقة، ولا أحسب هذا الحديث إلا خطأ، والله تعالى أعلم.

الشيخ: هذا كلام النسائي، قال النسائي ماذا؟

طالب: قال النسائي في [المجتبى]: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث غير أبي داوود وهو ثقة، ولا أحسب هذا الحديث إلا خطأ، والله تعالى أعلم.

الشيخ: يعني ممكن تفرد به، سنده ماذا؟ سنده الذي قال إن فيه خطأ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ المُخرَّمي، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: المُخرّمي: الْحَفَرِيُّ، وَقَالَ يُوسُفُ: عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي مُتَرَبِّعًا.

الشيخ: قال: لا أحسبه إلا من رواية أبي داوود؟ قال النسائي...

طالب: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث غير أبي داوود وهو ثقة، ولا أحسب هذا الحديث إلا خطأ، والله تعالى أعلم.

الشيخ: يعني من جهة تفرد أبي داوود، وإن كان ثقة، إذا خالف الثقات يكون ضعيف، يكون خطأ، من جهة أن أبي داوود تفرد به ولو كان ثقة، تفرد يعني ما وافقه غيره.

بَابُ إِبَاحَةِ الصَّلاَةِ رَاكِبًا وَمَاشِيًا مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةَ وَغَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَا...

الترجمة السابقة ماذا؟

بَابُ صِفَةِ صَلاَةِ الْمَرِيضِ مُضْطَجِعًا إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْقِيَامِ وَلاَ عَلَى الْجُلُوسِ.

يعني مضطجعًا على جنبه الأيمن، كما سبق في حديث عمران بن الحصين: «صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب» زاد النسائي: «فإن لم تستطع فمستلقيًا»، مستلقيًا ورجلاه إلى القبلة، والله تعالى يقول: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾[التغابن:16].

طالب: هذا الحديث رواه البخاري؟

الشيخ: أي حديث؟

طالب: حديث (صَلاَةِ الْمَرِيضِ مُضْطَجِعًا)؟

الشيخ: نعم، رواه البخاري في الصحيح.

بابُ إِبَاحَةِ الصَّلاَةِ رَاكِبًا وَمَاشِيًا مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةَ وَغَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَاعِنْدَ الْخَوْفِ، قَالَ: اللَّهُ تعالى: ﴿فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾[البقرة:239]

﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾[البقرة:239]، لو أتى بأول الآية: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾[البقرة:239].

أخبرنا أبو طاهر قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ...

يعني فإن خفتم فصلوا رجالًا وركبانًا، رجالًا: ماشين على الأقدام، أو ركبانًا: على الدواب وعلى المركوب، قال تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾[البقرة:238-239]، يعني صلوا رجالًا أو ركبانًا؛ رجالًا: ماشين، على الأرجل يعني،  أو ركبانًا على الدواب، والترجمة باب ماذا؟

بَابُ إِبَاحَةِ الصَّلاَةِ رَاكِبًا وَمَاشِيًا مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةَ وَغَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَا عِنْدَ الْخَوْفِ.

عند الخوف من العدو يعني، في أوقات القتال ومطاردة العدو، والمسايفة، وقت السيوف، وقتل السيوف، ما فيه، مطاردة، العدو خلفك، تطرده أو يطردك، وجاءت الصلاة، وتخشى أن تفوت، ممكن بعد قليل يُقتل، صلّ وأنت راكب، يسقط استقبال القبلة في هذه الحالة، أو إذا كان على الأرجل وهو ماشي، يركض، يصلي ويومئ؛ لأن ما فيه تأخير، التأخير يخشى أنه يُقتل، قاتل أو مقتول، ممكن بعد قليل يُقتل.

﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا﴾[البقرة:239]، يعني صلوا رجالًا أو ركبانًا، مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها، عند الخوف الشديد، أما إذا لم يكن هناك خوف فيصلي صلاة الخوف مثل ما فعل النبي –صلى الله عليه وسلم- في صلاة الخوف، لما كان العدو أمامهم صفوف، ولا فيه قتال، صف بهم النبي –صلى الله عليه وسلم- وفعل صلاة الخوف على أوجه متعددة.

صلى بهم مرةً بطائفة ركعتين، وبطائفة ركعتين، وفي بعضها: أنه جعلهم صفان طويلان، ثم كبّر وكبروا جميعًا، ثم ركع وركعوا جميعًا، ثم رفع ورفعوا جميعًا، ثم سجد وسجد الصف الذي يليه، وبقي الصف الذي خلفه يحرس، لأنه  قد يهجم عليهم العدو، فلما قام للركعة الثانية تأخر الصف الأول الذي يلي النبي –صلى الله عليه وسلم- وتقدم الصف الثاني، ثم ركع وركعوا جميعًا، ثم سجد وسجد الصف الذي يليه، والصف الثاني الذي كان الصف الأول يحرس، هذه صفة صلاة الخوف.

وإذا كان العدو في جهة القبلة، يصلون جهة القبلة، لكن إذا اشتد الخوف مثل هذا، وصار فيه قتال ومسايفة ومطاردة للعدو، سقط استقبال القبلة، وتسقط الجماعة، ويسقط السجود على الأرض، يومئ وهو ماشي، يركض أو على الدابة، أو على المركوب، يصلي ويومئ بالركوع والسجود.

طالب: هذا فيه دليل على أن الصلاة لا يجوز تأخيرها؟

الشيخ: نعم، هذا يدل أهمية الصلاة، الصلاة أمرها عظيم، يسقط في أهمية الوقت، الوقت مهم الآن، من أهميته حتى أنه تسقط بعض الشروط من أجل الوقت.

طالب: لا تؤخر.

الشيخ: نعم، وتسقط بعض الشروط من أجل الوقت، فمثلًا إذا كان يستطيع أن يستقبل القبلة بعد خروج الوقت، ولا يستطيع في الوقت، يصلي في الوقت ويسقط استقبال القبلة، إذا كان يستطيع عاري، ويستطيع أن يجد ثوب بعد الوقت، نقول: لا، يصلي عاري الآن، ولو من دون ثوب، ولا يؤخر الوقت، وهكذا، إذًا الوقت مهم.

يسقط استقبال القبلة، ويسقط ستر العورة من أجله، ويسقط القيام كذلك، المهم أنه يصلي في الوقت، لأهمية الوقت.

طالب: الطهارة تسقط بالتالي؟

الشيخ: إذا عجز نعم.

طالب: هذه صفة مختلفة عن الأولى؟

الشيخ: صفات عدة، قال الإمام أحمد: صلاة الخوف ثبت عن النبي ستة أوجه أو سبعة أوجه، كلها جائزة، وأنا أختار صلاة ذات الرقاع.

 وحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، عَنْ مَالِكٍ (ح) وحَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ صَلاَةِ الْخَوْفِ، قَالَ: يَقُومُ الإِمَامُ وَطَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ فَيُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَةً، وَتَكُونُ طَائِفَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ لَمْ يُصَلُّوا، فَإِذَا صَلَّى الَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً اسْتَأْخَرُوا مَكَانَ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا، وَلاَ يُسَلِّمُونَ وَيَتَقَدَّمُ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا فَيُصَلُّونَ مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ يَنْصَرِفُ الإِمَامُ، وَقَدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَيَقُومُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ فَيُصَلُّونَ لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً، فَإِنْ كَانَ خَوْفًا أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ صَلَّوْا رِجَالاً قِيَامًا عَلَى أَقْدَامِهِمْ، وَرُكْبَانًا مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةَ، أَوْ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَا.

قَالَ نَافِعٌ: لاَ أَرَى ابْنَ عُمَرَ ذَكَرَهُ إِلاَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وهذا الذي ذكره ابن عمر صفة من صفات صلاة الخوف، وهي جاءت على ستة أوجه أو سبعة أوجه، قال: فإن كان خوفًا أشد من ذلك، إذا اشتد الخوف، سقط استقبال القبلة، وسقطت الجماعة، وصلوا ركبانًا أو مشاةً، مستقبلي القبلة وغير مستقبليها، على حسب استطاعتهم، ولهذا قال الله: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾[البقرة:239]، يعني فصلوا رجالًا يعني ماشين على الأرجل، أو ركبانًا: على الدواب.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ قال: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، بِهَذَا الإِسْنَادِ سَوَاءً، وَقَالَ: قَالَ نَافِعٌ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَوَى ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الصَّلاَةِ مَاشِيًا عِنْدَ طَلَبِ الْعَدُوِّ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قال: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى خَالِدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ نُبَيْحٍ الْهُذَلِيِّ، وَبَلَغَهُ أَنَّهُ يَجْمَعُ لَهُ، وَكَانَ مرّ نحو عُرَنَةَ...

يعني يعد العدة لقتال النبي –صلى الله عليه وسلم-.

وَكَانَ مرّ نحو عُرَنَةَ وَعَرَفَاتٍ، قَالَ لِيَ: اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صِفْهُ لِي، قَالَ: إِذَا رَأَيْتَهُ أَخَذَتْكَ قُشَعْرِيرَةٌ، لاَ عَلَيْكَ أَنْ لاَ أَصِفَ لَكَ مِنْهُ غَيْرَ هَذَا، قَالَ: وَكَانَ رجلًا أزبّ أشعر.

الشيخ: تكلم على أزب أشعر؟ أشعر يعني له شعر، تكلم عليه، ضبط أرَب؟

ما ذكره شيخنا.

الشيخ: عندك ضبطها؟

طالب: قال: لا تُقرأ.

قَالَ: انْطَلَقْتُ حَتَّى إِذَا دَنَوْتُ مِنْهُ حَضَرَتِ الصَّلاَةُ، صَلاَةَ الْعَصْرِ، قَالَ: قُلْتُ إِنِّي لأَخَافُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وبينه مَا أَنْ أُؤَخِّرَ الصَّلاَةَ، فَصَلَّيْتُ وَأَنَا أَمْشِي أُومِئُ إِيمَاءً نَحْوَهُ، ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَوَاللَّهِ مَا عَدَا أَنْ رَأَيْتُهُ اقْشَعْرَرْتُ، وَإِذَا هُوَ فِي ظُعُنٍ لَهُ - أَيْ فِي نِسَائِهِ - فَمَشَيْتُ مَعَهُ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَجْمَعُ لِهَذَا الرَّجُلِ...

يعني للرسول، تجمع يعني تُعد العدة لقتاله.

فَجِئْتُكَ فِي ذَاكَ، فَقَالَ: إِنِّي لَفِي ذَاكَ، قَالَ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: سَتَعْلَمُ، قَالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً حَتَّى إِذَا أَمْكَنَنِي عَلَوْتُهُ بِسَيْفِي حَتَّى بَرَدَ

يمشي معه حتى يطمئن، ماذا تعمل؟ قال: نعد لهذا الرجل، قال: طيب، مشى معه حتى اطمأن إليه، فلما تمكن قتله بسيفه.

ثُمَّ قَدِمَتُ الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَأَعْطَانِي مِخْصَرًا - يَقُولُ: عَصًا - فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ عِنْدِهِ، فَقَالَ لِي أَصْحَابِي: مَا هَذَا الَّذِي أَعْطَاكَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: قُلْتُ: مِخْصَرًا.

قَالُوا: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ، أَلاَ سَأَلْتَ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِمَ أَعْطَاكَ هَذَا؟ وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ عُدْ إِلَيْهِ، فَاسْأَلْهُ، قَالَ: فَعُدْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْمِخْصَرُ أَعْطَيْتَنِيهُ لِمَاذَا؟ قَالَ: إِنَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَقَلُّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ الْمُخْتَصِرُونَ، قَالَ: فَعَلَّقَهَا فِي سَيْفِهِ، لاَ تفَارِقُهُ، فَلَمْ تفَارِقْهُ مَا كَانَ حَيًّا، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَمَرَنَا أَنْ تُدفن مَعَهُ، قَالَ: فَجُعِلَتْ وَاللَّهِ فِي كَفَنِهِ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الأَزْهَرِ، وَكَتَبْتُهُ مِنْ أَصْلُهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قال: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ خَرَّجْتُ أَبْوَابَ...

قال أبو بكر: هذا ابن خزيمة، كنيته.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ خَرَّجْتُ أَبْوَابَ صِفَة صَلَاةِ الْخَوْفِ فِي آخِرِ كِتَابِ الصَّلاَةِ.

بَابُ النَّاسِي لِلصَّلاَةِ وَالنَّائِمِ عَنْهَا يُدْرِكُ رَكْعَةً مِنْهَا قَبْلَ ...

بركة، تكلم عن الحديث هذا؟ الحديث السابق هذا الطويل، حديث المخصرة، تكلم على سنده؟ الترجمة باب صلاة الطالب؟

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الصَّلاَةِ مَاشِيًا عِنْدَ طَلَبِ الْعَدُوِّ.

الشيخ: نعم، صلاة الطالب والهارب، كل منهما يومئ؛ الطالب والمطلوب، إذا كان طالب يطلب العدو، وكذلك إذا كان يطلبه العدو، كل منهما له أن يصلي وهو ماشي.

طالب: خاصة بهم؟

الشيخ: نعم، خاصة بهم.

طالب: لكن واحد يتنفل وهو ماشي.

الشيخ: النفل أمره واسع، النافلة أمرها واسع، له أن يومئ، له أن يصلي لكن يصلي على مركوبه، كان النبي يصلي على مركوبه ويومئ، لا بأس يومئ إذا كان ما يستطيع، ولا يلزمه القيام، ويلزمه القبلة، يصلي إلى جهة سيره، صلاة النافلة أمرها واسع.

لكن الكلام في صلاة الفريضة، طلاة الطالب والهارب، كل منهما... لكن الحديث فيه كلام سند الحديث...

القارئ: إسناده ضعيف، ضمرة بن عبد الله بن أنيس مقبول حيث يتابع ولم يتابع، أخرجه أبو داوود من طريق عبد الوارث عن محمد بن إسحاق بهذا الإسناد، وأخرجه البغوي...

الشيخ: مرّ هذا الحديث لأبي داوود، إسناده ماذا؟ أعد.

القارئ: إسناده ضعيف، ضمرة بن عبد الله بن أنيس مقبول حيث يتابع ولم يتابع، أخرجه أبو داوود من طريق عبد الوارث عن محمد بن إسحاق بهذا الإسناد، وأخرجه البغوي وفي [الدلائل] له من طريق محمد بن إسحاق بهذا الإسناد.

الشيخ: محمد بن إسحاق الآن عندك صرح بالسماع؟ أعد السند، سند الحديث.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قال: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ

مُعنعن، فيه محمد بن إسحاق، وفيه أبو ضمرة، الحديث ضعيف، الحديث فيه ضعف، وابن خزيمة الآن اشترط أن يكون الحديث صحيحًا، هذا صحيح في صحيح ابن خزيمة، صحيح ابن خزيمة ليس كالصحيحين، فيه الضعيف من هذا، فيه الحديث المشهور حديث سلمان في فضل رمضان، فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، «هو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من فطر فيه صائمًا...»، الحديث الطويل، خطبنا رسول... ابن خزيمة قال: إن صح الحديث.

طالب: [00:24:48]

الشيخ: صحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان، فيهم بعض الأحاديث الضعيفة، والحاكم [المستدرك] فيه كثير، ماذا وقفت عليه؟

بَابُ النَّاسِي لِلصَّلاَةِ وَالنَّائِمِ عَنْهَا يُدْرِكُ رَكْعَةً.

بركة، وفق الله الجميع.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد