الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين.
قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله تعالى-:
بَابُ ذِكْرِ النَّاسِي لِلصَّلاَةِ يَذْكُرُهَا فِي وَقْتِ صَلاَةِ الثَّانِيَةِ وَالْبَدْءِ بِالأُولَى ثُمَّ بِالثَّانِيَةِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ قال: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ قال: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وحَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى قال: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قال: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (ح).
وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الأعلى بْنِ كُرَيْبٍ قال: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ شَيْبَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ح)، وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ قال: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قال: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وحدثنا سلم بن جُنادة قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثيرٍ فِي حَدِيثِ خَالِدٍ، وَوَكِيعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ.
وَفِي حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ قال: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَفِي حَدِيثِ شَيْبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: جَاءَ عُمَرُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا صَلَّيْتُ الْعَصْرَ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغِيبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «وَأَنَا وَاللَّهِ مَا صَلَّيْتُهَا»، فَنَزَلَ إِلَى بُطْحَانَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ بَعْدَ مَا غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ بَعْدَهَا، مَعْنَى أَحَادِيثٍهُمْ سَوَاءٌ، وَهَذَا حَدِيثُ وَكِيعٍ.
وفيه أنه إذا نسي الصلاة فإنه يصليها إذا ذكرها، وإذا نسي الصلاة في وقت الصلاة الثانية، فإنه يبدأ بالصلاة الفائتة، ثم يبدأ في الصلاة الحاضرة، ولهذا فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما ذكر صلاة العصر بعد المغرب، توضأ وصلى العصر ثم صلى المغرب، فلابد من الترتيب.
أما عمر -رضي الله عنه- فإنه أقبل يسب كفار قريش، قال يا رسول الله، في رواية قال: ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارًا، يقول: ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب، فقال رسول الله: والله ما صليتها، وعمر صلاها قبل المغرب، لكن شاهد الترجمة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى العصر الفائتة ثم صلى المغرب، مع أنه في وقت المغرب، أعد الترجمة، باب ماذا؟
بَابُ ذِكْرِ النَّاسِي لِلصَّلاَةِ يَذْكُرُهَا فِي وَقْتِ صَلاَةِ الثَّانِيَةِ.
نعم، ذكر صلاة العصر في وقت المغرب الآن، فصلى العصر ثم صلى المغرب، ولم يقدم المغرب، هذا إذا كان الوقت واسع، أما إذا ضاق الوقت وخشي خروج الوقت فيصلي الحاضرة ثم يصلي الفائتة، كما جاء في [00:03:34]، فإن ماذا؟ باب...
بَابُ ذِكْرِ النَّاسِي لِلصَّلاَةِ يَذْكُرُهَا فِي وَقْتِ صَلاَةِ الثَّانِيَةِ، وَالْبَدْءِ بِالأُولَى ثُمَّ بِالثَّانِيَةِ.
البدء بالأولى وهي العصر، ثم الثانية المغرب.
بَابُ ذِكْرِ فَوْتِ الصَّلَوَاتِ وَالسُّنَّةِ فِي قَضَائِهَا، إِذَا قُضِيَتْ فِي وَقْتِ صَلاَةِ الأَخِيرَةِ مِنْهَا وَالاِكْتِفَاءِ لكُلِّ صَلاَةٍ مِنْهَا بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ.
وَالدَّلِيلِ عَلَى ضِدِّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الصَّلَوَاتِ إِذَا فَاتَ وَقْتُهَا لَمْ تُصَلَّ جَمَاعَةً وَإِنَّمَا تُصَلَّى فُرَادَى.
يعني إذا كان عليه عدة صلوات، فإنه يقضيها بالترتيب، وإذا كان بالجماعة يصليها جماعة، وأنه يبدأ بها إذا كان الوقت واسع، حتى يضيق وقت الأخيرة، فإذا ضاق وقتها، صلى الحاضرة ثم يكمل.
وفيه أنه يصليها جماعة، لا بأس أن يصليها جماعة، أما القول بأنه يصليها فرادى الفائتة فـ ...
وفيه أنه يقيم لكل صلاة، كل صلاة يقيم لها، إذا أذّن مرة واحدة يكفي، والباقي يقيم، لا يؤذن لكل صلاة، أذان واحد ثم الإقامة لكل صلاة فائتة.
أخبرنا أبو طاهر قال: حدثنا أبو بكر قال: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى قال: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حُبِسْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ هَوِيًّا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ فِي الْقِتَالِ، فَلَمَّا كُفِينَا الْقِتَالَ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: ﴿وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾[الأحزاب:25]، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِلاَلاً، فَأَقَامَ، يَعْنِي الظُّهْرَ - فَصَلاَّهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ أَقَامَ الْعَصْرَ، فَصَلاَّهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ أَقَامَ الْمَغْرِبَ فَصَلاَّهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا.
حَدَّثَنَا بِهِ بُنْدَارٌ مَرَّةً، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى وَعُثْمَانُ، يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ أَلْفَاظٌ لَيْسَ فِي خَبَرِهِ حِينَ أَفْرَدَ الْحَدِيثَ عَنْ يَحْيَى.
فيه أن الصلوات الفائتة تُصلى جماعة، بدليل أنه صلاها جماعة، قال: أقام بلال، وصلوها جماعة، خلافًا لمن قال: أن الصلوات الفوائت تصلى فرادى.
وفيه: أنه يقيم لكل صلاة.
وفيه: أنه يُبدأ بالصلوات الفائتة، حتى يضيق وقت الصلاة الأخيرة، أعد الترجمة.
بَابُ ذِكْرِ فَوْتِ الصَّلَوَاتِ وَالسُّنَّةِ فِي قَضَائِهَا، إِذَا قُضِيَتْ فِي وَقْتِ صَلاَةِ الأَخِيرَةِ مِنْهَا.
وأنها تُقضى جماعةً.
وَالاِكْتِفَاءِ بِكُلِّ صَلاَةٍ مِنْهَا بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ.
نعم، دون أذان.
وَالدَّلِيلِ عَلَى ضِدِّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الصَّلَوَاتِ إِذَا فَاتَ وَقْتُهَا لَمْ تُصَلَّ جَمَاعَةً وَإِنَّمَا تُصَلَّى فُرَادَى.
جاء في بعض الروايات أنه صلى أربع صلوات بعد العشاء، صلى الظهر، ثم العصر، ثم المغرب، ثم العشاء، وذلك أن أيام الخندق متعددة، قد يكون فيه يوم فاتته صلاة المغرب، ويوم فاتته أكثر من صلاة، قيل: إن السبب في ذلك أنه لم تنزل صلاة الخوف، صلاة الخوف ما نزلت إلا بعد ذلك، أو أنهم في البلد، ولا تُصلى صلاة الخوف في البلد.
بَابُ الأَذَانِ لِلصَّلاَةِ بَعْدَ ذَهَابِ الْوَقْتِ وَإِنْ كَانَتِ الإِقَامَةُ تُجْزِئُ.
أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالُوا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيُنٍ، قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي نَوْمِهِمْ عَنِ الصَّلاَةِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وَقَالَ: ثُمَّ نَادَى بِالصَّلاَةِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ.
أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَزَّازُ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ قال: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ بِلاَلٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَنَامَ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَأَمَرَ بِلاَلاً، فَأَذَّنَ، فَتَوَضَّؤُوا، ثُمَّ صَلَّوَا الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّوَا الْغَدَاةَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي خَبَرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فَأَمَرَ بِلاَلاً، فَأَذَّنَ، ثُمَّ أَقَامَ، فَصَلَّى بِنَا.
أعد الترجمة.
بَابُ الأَذَانِ لِلصَّلاَةِ بَعْدَ ذَهَابِ الْوَقْتِ وَإِنْ كَانَتِ الإِقَامَةُ تُجْزِئُ.
الشيخ: يعني في الحديث أنه فأمر بلالًا فأذن؟
طالب: نعم، "فأمر بلالًا فأذن، ثم أقام فصلى بنا".
الشيخ: نعم، في نومهم، لما ناموا، وفي لفظ قال: هذا وادي حضركم الشيطان، فاقتادوا رواحلهم، ثم توضأ وأذن للفائتة، وفيه دليل على أنه يؤذن للفائتة، فات وقتها، صلاها ضحى، أذّن ثم أقام، المؤلف يقول: السنة الأذان، وإن اكتفى بالإقامة كفاه.
لكن الأذان ينبغي أن لا يُترك، كل صلاة لها أذان وإقامة، لكن في البلد، إذا أُذن في البلد حصل المقصود، لكن في الأسفار وفي غيرها لابد من الأذان، كل صلاة لها أذان وإقامة.
بَابُ النَّاسِي لِصَلاَةِ الْفَرِيضَةِ يَذْكُرُهَا بَعْدَ ذَهَابِ وَقْتِهَا، وَالرُّخْصَةِ لَهُ فِي التَّطَوُّعِ قَبْلَ الْفَرِيضَةِ وَفِيهِ مَا دَلَّ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يُرِدْ بِقَوْلِهِ: «مَنْ نَامَ عَنْ صَلاَةٍ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا اسْتَيْقَظَ» أَنَّ وَقْتَهَا حِينَ يَسْتَيْقِظُ لاَ وَقْتَ لَهَا غَيْرُ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّ فَرْضَ الصَّلاَةِ غَيْرُ سَاقِطٍ عَنْهُ بِنَوْمِهِ عَنْهَا حَتَّى يَذْهَبَ وَقْتُهَا، بَلِ الْوَاجِبُ قَضَاؤُهَا بَعْدَ الاِسْتِيقَاظِ، فَإِذَا قَضَاهَا عِنْدَ الاِسْتِيقَاظِ، أَوْ بَعْدَهُ، كَانَ مُؤَدِّيًا لِفَرْضِ الصَّلاَةِ الَّتِي قَدْ نَامَ عَنْهَا.
ترجمة طويلة، أعد.
بَابُ النَّاسِي لِصَلاَةِ الْفَرِيضَةِ يَذْكُرُهَا بَعْدَ ذَهَابِ وَقْتِهَا، وَالرُّخْصَةِ لَهُ فِي التَّطَوُّعِ قَبْلَ الْفَرِيضَةِ.
يعني أنه يصلي قبل الفريضة، له أن يصلي تطوع، مثلًا الفجر، لو فاتت صلاة الفجر فإنه يصلي ركعتي الفجر قبل الفريضة، ولو كانت فائتة، والرخصة له ماذا؟
وَالرُّخْصَةِ لَهُ فِي التَّطَوُّعِ قَبْلَ الْفَرِيضَةِ وَفِيهِ مَا دَلَّ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يُرِدْ بِقَوْلِهِ: «مَنْ نَامَ عَنْ صَلاَةٍ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا اسْتَيْقَظَ» أَنَّ وَقْتَهَا حِينَ يَسْتَيْقِظُ لاَ وَقْتَ لَهَا غَيْرُ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّ فَرْضَ الصَّلاَةِ غَيْرُ سَاقِطٍ عَنْهُ بِنَوْمِهِ عَنْهَا حَتَّى يَذْهَبَ وَقْتُهَا، بَلِ الْوَاجِبُ قَضَاؤُهَا بَعْدَ الاِسْتِيقَاظِ، فَإِذَا قَضَاهَا عِنْدَ الاِسْتِيقَاظِ، أَوْ بَعْدَهُ، كَانَ مُؤَدِّيًا لِفَرْضِ الصَّلاَةِ الَّتِي قَدْ نَامَ عَنْهَا.
أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى، يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ قال: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَعْرَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ نَسْتَيْقِظْ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ.
أعرسنا يعني نزلنا للاستراحة في آخر الليل، التعريس: هو نزول المسافر آخر الليل ليستريح، يسمى تعريس، أعرسنا يعني نزلنا في آخر الليل للاستراحة.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لِيَأْخُذْ كُلُّ إِنْسَانٍ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ؛ فَإِنَّ هَذَا مَنْزِلٌ حَضَرَنَا فِيهِ الشَّيْطَانُ»، فَفَعَلْنَا، فَدَعَا بِالْمَاءِ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، وَصَلَّى الْغَدَاةَ.
سجدتين يعني ركعتين، ركعتي الفجر، سميت سجدة؛ لأن أعظم أعمال الركعة السجود، فصلى سجدتين ثم...
ثُمَّ صَلَّى سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، وَصَلَّى الْغَدَاةَ.
فيه أنه تطوع قبل الصلاة الفائتة.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَفِي خَبَرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ، وَكَذَلِكَ فِي خَبَرِ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ.
بَابُ إِسْقَاطِ فَرْضِ الصَّلاَةِ عَنِ الْحَائِضِ أَيَّامَ حَيْضِهَا.
بركة، وفق الله الجميع.
