شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_82

00:00
00:00
تحميل
7

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين،اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله تعالى-:

بَابُ ذِكْرِ الْبَيَانِ أَنَّ هَاتَيْنِ السَّجْدَتَيْنِ اللَّتَيْنِ يَسْجُدُهُمَا الشَّاكُّ فِي صَلاَتِهِ، إِذَا بَنَى عَلَى الْيَقِينِ فَسَجُدُهُمَا قَبْلَ السَّلاَمِ لاَ بَعْدَ السَّلاَمِ، ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ فِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ تَكُونَانِ بَعْدَ السَّلاَمِ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ (ح)، وحَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، يَعْنِي ابْنَ اللَّيْثِ قال: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ (ح)، وحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قال: أَخْبَرَنَا الْمَاجِشُونُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قال: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ (ح).

وحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قال: أَخْبَرَنِي هِشَامٌ، وَهُوَ ابْنُ سَعْدٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ حَدَّثَهُمْ، وَهَذَا، حَدِيثُ الرَّبِيعِ، وَهُوَ أَحْسَنُهُمْ سِيَاقًا لِلْحَدِيثِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ، قَالَ: «إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى، وَاحِدَةً أَمِ اثْنَتَيْنِ أَمْ ثَلاَثًا أَمْ أَرْبَعًا، فَلْيُتَمِّمْ مَا شَكَّ فِيهِ، ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِنْ كَانَتْ صَلاَتُهُ نَاقِصَةً فَقَدْ أَتَمَّهَا، وَالسَّجْدَتَانِ تَرْغِيمٌ لِلشَّيْطَانِ، وَإِنْ كَانَ أَتَمَّ صَلاَتَهُ فَالرَّكْعَةُ وَالسَّجْدَتَانِ لَهُ نَافِلَةٌ».

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا بِهِ الرَّبِيعُ مَرَّةً أُخْرَى مِنْ كِتَابِهِ، وَقَالَ: «فَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ مِنْ قَبْلِ السَّلاَمِ»، وَقَالَ أَبُو مُوسَى، وَالدَّوْرَقِيُّ، وَيُونُسُ: «إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ فَلاَ يَدْرِي ثَلاَثًا صَلَّى أَمْ أَرْبَعًا، فَلْيُصَلِّ رَكْعَةً، وَيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ السَّلاَمِ»، ثُمَّ بَاقِي حَدِيثِهِمْ مِثْلُ حَدِيثِ الرَّبِيعِ.

وهذا فيه أن الإنسان إذا شك ولم يكن عنده غلبة ظن فإنه يبني على اليقين، إذا شك هل صلى ثلاثًا أو أربعًا يبني على اليقين وهو الأقل، فيجعلها ثلاثًا، ثم يسجد سجدتين قبل أن يُسلم، خلافًا لمن قال كما ذكر المؤلف أن يكون السجود بعد السلام.

الصواب أن السجود بعد السلام لا يكون إلا في حالتين: في حالة إذا بنى على غلبة الظن، وإذا سلم عن نقص، فقط، والباقي كله يكون قبل السلام، إذا شك وليس عنده غلبة يقين قبل السلام، إذا ترك التشهد الأول يكون قبل السلام، إذا زاد يكون قبل السلام، وهكذا.

كل السجود يكون قبل السلام إلا في حالتين، هذا هو الصواب الذي دلت عليه الأحاديث، إذا سلّم عن نقص ركعة أو أكثر أو أقل، فإنه يأتي بما بقي ويتشهد ويُسلم ثم يسجد سجدتين، وكذلك إذا كان على غلبة ظن على حديث ابن مسعود، فليبن على ما استيقن وليُتم، وماعدا ذلك فهو يكون قبل السلام.

ومن ذلك إذا شك وليس عنده غلبة ظن، يبني على اليقين كما في هذا الحديث، أما قول من قال إنه يكون بعد السلام، فليس بصحيح كما ذكر المؤلف، قال: ضد من قال إنه يسجد سجدتين بعد أن يُسلّم.

قَالَ أبو بكرٍ لنا: فِي هَذَا الْخَبَرِ عِنْدِي دَلاَلَةٌ عَلَى أَنَّ صَاحِبَ الْمَالِ إِذَا كَانَ مَالُهُ غَائِبًا عَنْهُ، فَأَخْرَجَ زَكَاتَهُ وَأَوْصَلَهَا إِلَى سُهْمَانَ الصَّدَقَةِ.

نعم، هذا قال أبو بكر، المؤلف: ابن خزيمة، يريد أن يستدل بهذه المسألة -مسألة الصلاة- ينتقل إلى مسألة مالية، كيف الاستدلال؟ قال أبو بكر...

 قَالَ أبو بكرٍ لنا: فِي هَذَا الْخَبَرِ عِنْدِي دَلاَلَةٌ عَلَى أَنَّ صَاحِبَ الْمَالِ إِذَا كَانَ مَالُهُ غَائِبًا عَنْهُ، فَأَخْرَجَ زَكَاتَهُ وَأَوْصَلَهَا إِلَى سُهْمَانَ الصَّدَقَةِ، نَاوِيًا إِنْ كَانَ مَالُهُ سَالِمًا فَهِيَ زَكَاتُهُ، وَإِنْ كَانَ مَالُهُ مُسْتَهْلَكًا فَهُوَ تَطَوُّعٌ، ثُمَّ بَانَ عِنْدَهُ وَصَحَّ أَنَّ مَالَهُ كَانَ سَالِمًا، أَنَّ مَالَهُ الَّذِي أَوْصَلَهُ إِلَى سُهْمَانَ الصَّدَقَةِ كَانَ جَائِزًا عَنْهُ فِي الصَّدَقَةِ الْمَفْرُوضَةِ فِي مَالِهِ الْغَائِبِ، إِذِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ أَجَازَ عَنِ الْمُصَلِّي هَذِهِ الرَّكْعَةَ الَّتِي صَلاَّهَا بِإِحْدَى اثْنَتَيْنِ، إِنْ كَانَتْ صَلاَتُهُ الَّتِي صَلاَّهَا ثَلاَثًا، فَهَذِهِ الرَّكْعَةُ رَابِعَةُ الَّتِي هِيَ فَرْضٌ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَتْ صَلاَتُهُ تَامَّةً فَهَذِهِ الرَّكْعَةُ نَافِلَةٌ، فَقَدْ أَجْزَأتْ عَنْهُ هَذِهِ الرَّكْعَةُ مِنَ الْفَرِيضَةِ، وَهُوَ إِنَّمَا صَلاَّهَا عَلَى أَنَّهَا فَرِيضَةٌ، أَوْ نَافِلَةٌ.

استنباط المؤلف، انتقل إلى مسألة مالية، إذا شك ما يدري ثلاثًا أو أربع يبني على اليقين، ويسجد سجدتين، إن كانت هذه الركعة هي الرابعة، فهي أتمت هذه هي الفريضة ويتشهد، وإن كانت زائدة فتكون هذه تشفعها.

المؤلف -رحمه الله- انتقل إلى مسألة أخرى، استنبط منها، هذه دقة استنباط المؤلف، لو كان إنسان عنده مال غائب وحال عليه الحول، ولكن ما يدري هل يأتي المال أو لا يأتي؟ هل يسلم أو يعطب؟ فأخرج الزكاة، عنده مائة ألف، وأخرج ألفان وخمسمائة، أخرجها، قال: إن كان مالي سالم فهذه زكاة، أنويها زكاة، وإن كان مالي تالف فهي صدقة.

ثم سلِم ماله، جاء ماله بعد سنة، تصح الزكاة على هذا، أخذًا من هذا الحديث، أخذًا من أنه إذا شك هل صلى ثلاثًا أو أربعًا فإنه يبني على اليقين ويسجد سجدتين، فإن كانت صلاته تامة، هذه هي الرابعة [00:07:51] كانت السجدتان إرغامًا للشيطان، وإن كانت صلاته زائدة، لو كانت الركعة زائدة، كانت السجدتان تشفعهما.

فهو الآن ما يدري، عنده شك الآن، هل هي الركعة الرابعة أو زائدة، ومع ذلك صحّ، وكذلك إذا أخرج زكاة ماله الغائب على أنه إن كان سالمًا فهذه زكاة، وإن كان تالفًا فهذه صدقة.

هذا استنباط دقيق من المؤلف -رحمه الله-، يدل على أنه عنده فقه دقيق.

بَابُ الأَمْرِ بِتَحْسِينِ رُكُوعِ هَذِهِ الرَّكْعَةِ وَسُجُودِهَا الَّتِي يُصَلِّيهَا لِتَمَامِ صَلاَتِهِ، أَوْ نَافِلَتِهِ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قال: حَدَّثَنِي أَخِي (ح)، وحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَيْضًا قال: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلاَ يَدْرِي كَمْ صَلَّى، ثَلاَثًا أَمْ أَرْبَعًا، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَةً يُحْسِنُ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا، وَيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ».

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: وَجَدْتُ هَذَا الْخَبَرَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ فِي كِتَابَ أَيُّوبُ مَوْقُوفًا.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَخُو عَاصِمٍ وَوَاقِدٍ، وَهُوَ أَكْبَرُهُمْ.

قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: عَاصِمٌ، وَعُمَرُ، وَزِيدٌ، وَوَاقِدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَفَرْقَدٌ، هَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ إِخْوَةٌ، وَعَاصِمٌ، وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ...

هؤلاء كلهم أبناء لعبد الله بن عمر، السند الأول ماذا؟ أول سند الحديث.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قال: حَدَّثَنِي أَخِي (ح)، وحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَيْضًا قال: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلاَ يَدْرِي كَمْ صَلَّى، ثَلاَثًا أَمْ أَرْبَعًا، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَةً يُحْسِنُ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا، وَيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ».

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: وَجَدْتُ هَذَا الْخَبَرَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ فِي كِتَابَ أَيُّوبُ مَوْقُوفًا.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَخُو عَاصِمٍ وَوَاقِدٍ، وَهُوَ أَكْبَرُهُمْ.

قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: عَاصِمٌ، وَعُمَرُ، وَزِيدٌ، وَوَاقِدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَفَرْقَدٌ، هَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ إِخْوَةٌ.

ستة، كلهم إخوة، وكلهم أبناء لعبد الله بن عمر.

وَعَاصِمٌ، وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بن عمرَ بنِ الخطَّاب.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ: لَنَا الدَّارِمِيُّ هَذَا فِي عَقِبِ خَبَرِهِ.

وَالَّذِي حَدَّثَنَاهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ قال: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْعُمَرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: بَيْنَا الْحَجَّاجُ يَخْطُبُ وَابْنُ عُمَرَ شَاهِدٌ وَمَعَهُ ابْنَانِ لَهُ، أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، إِذْ، قَالَ: الْحَجَّاجُ: ابْنُ الزُّبَيْرِ نَكَّسَ كِتَابَ اللهِ نَكَّسَ اللَّهُ قَلْبَهُ، قَالَ: وَابْنُ عُمَرَ مُسْتَقْبِلُهُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّ ذَاكَ لَيْسَ بِيَدِكَ وَلاَ بِيَدِهِ، قَالَ: فَسَكَتَ الْحَجَّاجُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا وَكُلَّ مُسْلِمٍ وَإِيَّاكَ أَيُّهَا الشَّيْخُ أَنْ تَعْقِلَ.

طالب: ...ولعلها تفعل.

الشيخ: لعلها تفعل، لأنه رد عليه، قال: هذا ليس إليك، عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- ما سكت عن كلام الحجاج، الحجاج ظالم، بينما الحجاج ماذا؟

بَيْنَا الْحَجَّاجُ يَخْطُبُ وَابْنُ عُمَرَ شَاهِدٌ وَمَعَهُ ابْنَانِ لَهُ، أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، إِذْ قَالَ: الْحَجَّاجُ: ابْنُ الزُّبَيْرِ نَكَّسَ كِتَابَ اللهِ...

عبد الله بن الزبير كان بويع له بالحجاز، مكة والمدينة والطائف، وكذلك أيضًا أخوه مصعب أخذ له من بلاد الشام، ثم قام مروان بن الحكم وأخذ بعض بلاد الشام ثم توفي، فخلفه عبد الملك بن مروان، وأخذ بعض الشام، بويع له في الشام، ثم جعل يأخذها بلدة بلدة، حتى أخذ العراق وولى الحجاج، ثم نازع عبد الله بن الزبير وجعل يقاتل، وأرسل الجيوش إلى مكة يقاتل عبد الله بن الزبير بقيادة الحجاج، وفي النهاية الحجاج قتل عبد الله بن الزبير وصلبه على خشبة، وهدم الكعبة، وبناها على ما كانت عليه في الجاهلية.

الحجاج يخطب، يقول لابن الزبير أنه قاتله، ابن الزبير نكس كتاب الله، ماذا يقول؟ ابن الزبير صحابي جليل، والحجاج فاسق ظالم.

إِذْ قَالَ: الْحَجَّاجُ: ابْنُ الزُّبَيْرِ نَكَّسَ كِتَابَ اللهِ نَكَّسَ اللَّهُ قَلْبَهُ.

نعوذ بالله، عبد الله بن عمر ما سكت، أنكر المنكر عليه -رضي الله عنه-.

قَالَ: وَابْنُ عُمَرَ مُسْتَقْبِلُهُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّ ذَاكَ لَيْسَ بِيَدِكَ وَلاَ بِيَدِهِ.

نكس القلب هذا بيد الله، من قال لك هذا؟ ليس بيدك ولا بيده، هذا إلى الله.

قَالَ: فَسَكَتَ الْحَجَّاجُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا وَكُلَّ مُسْلِمٍ وَإِيَّاكَ أَيُّهَا الشَّيْخُ أَنْ تَعْقِلَ.

لعلها أن تفعل.

فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يَضْحَكُ، فَحَكَاهُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ حَبِيبٍ، قَالَ: ثُمَّ وَثَبَ فَأَجْلَسَهُ ابْنَاهُ، فَقَالَ: دَعُونِي فَإِنِّي تَرَكْتُ الَّتِي فِيهَا الْفَضْلُ أَنْ أَقُولَ لَهُ: كَذَبْتَ.

يعني وثب يريد أن يرد على الحجاج، وابناه أجلساه، خافا عليه من الحجاج، فاسق ظالم، فقال: دعوني، أريد أن أقول له كذبت، لكن قلت الكلمة الأولى التي فيها الفضل.

بَابُ ذِكْرِ الْمُصَلِّي يَشُكُّ فِي صَلاَتِهِ وَلَهُ تَحَرٍّ، وَالأَمْرِ بِالْبِنَاءِ عَلَى التَّحَرِّي إِذَا كَانَ قَلْبُهُ إِلَى أَحَدِ الْعَدَدَيْنِ أَمْيَلَ، وَكَانَ أَكْثَرُ ظَنِّهِ أَنَّهُ قَدْ صَلَّى مَا الْقَلْبُ إِلَيْهِ أَمْيَلُ.

بركة، وفق الله الجميع.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد