شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_105

00:00
00:00
تحميل
5

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال ابن خُزيمة في صحيحه:

بَابُ فَضْلِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ قَبْلَ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَبَعْدَهَا:

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى يُحَدِّثُ ح وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ أَصَابَتْهُ شِدَّةٌ، قَال: أَخْبَرْتِنِي أُخْتِي أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ»، وَقَالَ ابْنُ مَعْمَرٍ: «مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأَرْبَعًا بَعْدَهَا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ».

بسم الله، والحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

وهذا الحديث لا بأس به، وهو دليل على مشروعية صلاة أربع ركعات قبل الظهر، وأربع ركعات بعدها، أربع ركعات الأفضل أن يكون بسلامين، وكذلك بعدها.

أمَّا أربع ركعات قبل الظهر هذه سنة راتبة، وركعتان بعدها سنة راتبة، وركعتان زيادة في هذا الحديث، فإذا حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعده حرَّمه الله على النار وهذا فضل عظيم.

وإذا فاتت أربع ركعاتٍ قبل الظهر تُقضى بعد الظهر إلى دخول وقت العصر.

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو -يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ- حَدَّثَنَا صَدَقَةُ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ صَلَاةِ الْهَجِيرِ وَأَرْبَعًا بَعْدَهَا حُرِّمَ عَلَى جَهَنَّمَ».

صلاة الهجير هي صلاة الظهر؛ لأنها تقع في الهاجرة، شدة الحر منتصف النهار.

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ -يَعْنِي ابْنَ حُمَيْدٍ- أَخْبَرَنَا النُّعْمَانُ -يَعْنِي ابْنَ الْمُنْذِرِ -عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بِمِثْلِهِ سَوَاءً.

بَابُ فَضْلِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ قَبْلَ صَلَاةِ الْعَصْرِ:

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي جَدِّي أَبُو الْمُثَنَّى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ مِهْرَانَ، حَدَّثَنِي جَدِّي عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الْعَصْرَ».

وهذه الأربع ركعات ليست من السنة الراتبة، والحديث حسن على الصحيح، قواه بعض العلماء والأرجح أنه حسن، ويُشرع للمسلم أن يُصلي أربع ركعات بعد دخول وقت العصر وقبل الصلاة.

الشيخ: تكلم عن الحديث «رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً» في الحاشية؟ فيه تخريج له «رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الْعَصْرَ»؟

القارئ: قال: حسَّنه الترمذي، ولعلَّه اقتصر على تحسينه من أجل محمد بن مسلم بن مِهران، وقال عنه الحافظ بالتقريب: "صدوقٌ يُخطئ"، وقد قال ابن معين: "ليس به بأس"، وقال الدارقطني: "بصريٌّ يُحدِّث عن جده لا بأس بهما، وللحديث ما يشهد له".

الشيخ: نعم، والصواب أنه حسن، حديثٌ حسن لا بأس به.

 بَابُ فَضْلِ التَّطَوُّعِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ:

حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ صَلَّى حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ.

 قَالَ أَبُو بَكْرٍوَرَوَاهُ عُمَرُ بْنُ أَبِي خَثْعَمٍ الْيَمَامِيُّ.

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ لَا يَتَكَلَّمُ بَيْنَهُنَّ بِشَيْءٍ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ عَدَلْنَّ لَهُ بِعِبَادَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً».

الشيخ: التخريج؟

القارئ: إسناده ضعيف جدًا؛ لشدة ضعف عمر بن عبد الله بن أبي خثعم، قال الإمام الترمذي: "غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحُباب عن عمر بن أبي خثعم، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: "عمر بن عبد الله بن أبي خثعم منكر الحديث"، وضعَّفه جدًا".

الشيخ: لا يصح الحديث هذا، وممَّا يدل على ضعفه نكارة متنه، فإن من علامة ضعف الحديث أو وضعه أن يُرتَّب فضلٌ كبير على عملٍ قليل، ست ركعات تعدل بعبادة اثنتي عشر سنة! هذا ممايدل على ضعفه، عجيب ابن خزيمة -رَحِمَهُ الله- أدخل في كتابه الصحيح ثمَّ الصحيح يُدخله الحديث الضعيف هذا.

س: [00:07:31]

الشيخ: هذا من العلامات التي ذكرها العلماء، من العلامات، أنه يُرتب عملٌ قليل مثل ما وضع بعضهم قال: "من قال لا إله إلا الله خلق الله منها طيرًا أو طيور لها ألسنة، كل لسان يُسبِّح له" إلى آخره هذا من علامته، أن يُرتَّب عملٌ كثير على عملٌ قليل، يعني: خارج عن المعتاد.

حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي خَثْعَمٍ الْيَمَامِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ح وَحَدَّثَنَاهُ حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي خَثْعَمَ الْيَمَامِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، غَيْرَ أَنَّ الرَّبَالِيَّ قَالَ: «لَا يَتَكَلَّمُ بَيْنَهُمَا بِسُوءٍ».

بَابُ ذِكْرِ صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْمَكْتُوبَاتِ وَبَعْدَهُنَّ.

بركة.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد