شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_122

00:00
00:00
تحميل
7

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدَيه ومشائخه والمسلمين.

قال ابنُ خُزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:

جُمَّاعُ أَبْوَابِ فَضَائِلِ الْمَسَاجِدِ وَبِنَائِهَا وَتَعْظِيمِهَا.

بَابُ ذِكْرِ بِنَاءِ أَوَّلِ مَسْجِدٍ بُنِيَ فِي الْأَرْضِ وَالثَّانِي وَذِكْرِ الْقَدْرِ الَّذِي بَيْنَ أَوَّلِ بِنَاءِ مَسْجِدٍ وَالثَّانِي.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَبِي نَجْلِسُ فِي الطَّرِيقِ فَيَعْرِضُ عَلَيَّ الْقُرْآنَ، وَأَعْرِضُ عَلَيْهِ قَالَ: فَقَرَأَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَسْجُدُ فِي الطَّرِيقِ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقُلْتُ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ؟ قَالَ: «مَسْجِدُ الْحَرَامِ» قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «ثُمَّ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى» قَالَ: قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ سَنَةً» ، ثُمَّ قَالَ: «أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةَ فَصَلِّ فَهُوَ مَسْجِدٌ».

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومَن والاه.

وهذا الحديث فيه بيان أنَّ أول مسجد وُضع في الأرض هو المسجد الحرام، ويسمى مسجد إبراهيم، ثم الثاني المسجد الأقصى، والذي بنى المسجد الأول هو إبراهيم، والذي بنى المسجد الثاني يعقوب حفيد إبراهيم -عليه السلام-، ثم المسجد الثالث مسجد النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

 هذه المساجد الثلاثة التي تُشد إليها الرحال، وهي أفضل المساجد.

وفيه دليل على أنَّ كلَّ مكانٍ يصلى فيه يسمى مسجد؛ لأنه مكان موضع السجود، ثم حيث أدركتك الصلاة فصلِّ فهو مسجد، وهذا من خصائص هذه الأمة أنها تُصلي في أي مكان، وأما الأمم السابقة فإنهم لا يصلون إلا في الكنائس والدَّيْر، مكان العبادة الخاصة، أمَّا هذه الأمة من خصائصها قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «وجُعلت ليَ الأرض مسجدًا وطهورًا».

بَابُ فَضْلِ بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ إِذَا كَانَ الْبَانِي يَبْنِي الْمَسْجِدَ لِلَّهِ لَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي الْحَنَفِيَّ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ».

بَابٌ فِي فَضْلِ الْمَسْجِدِ وَإِنْ صَغُرَ الْمَسْجِدِ وَضَاقَ.

- أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، وَعِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشِيطٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَنْ حَفَرَ مَاءً لَمْ يَشْرَبْ مِنْهُ كَبِدٌ حَرِيٌّ مِنْ جِنٍّ وَلَا إِنْسٍ وَلَا طَائِرٍ إِلَّا آجَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ بَنَى مَسْجِدًا كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» قَالَ يُونُسُ: «مِنْ سَبْعٍ وَلَا طَائِرٍ»، وَقَالَ: «كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ».

هذا في فضل المساجد، «مَن بنى لله مسجدًا بنى الله له بيتًا في الجنة»، بشرط الإخلاص، شرط الإخلاص هذا شرط للأعمال كلها، يكون بناه لله، أما إذا كان بناه رياءً أو سمعة، أو لمقاصد أخرى، أو للإضرار فهذا له حكمٌ آخر، إنما المسجد الذي يبني الله لصاحبه بيتًا في الجنة هو مَن بناهُ لله، قصده وجه الله والدار الآخرة، أمَّا من قصده الرياء أو السمعة فليس له إلا ما أراده، إلا ما قصده، نسأل الله السلامة والعافية.

وفي فضل حفر البئر، أنَّ مَن حفر بئرًا وشرب منه أي نفس فهو مأجور، من الجن أو الإنس أو من الطيور أو من الوحوش أو من السباع أو غيرها.

طالب: المسجد الذي يبنى ويراد أجر...حتى لو ماصلى؟ [00:05:32]

الشيخ: نعم، هو له أجره، أوقفه وله أجر......

بَابُ فَضْلِ الْمَسَاجِدِ إِذْ هِيَ أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قال أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مِكْتَلٍ، وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَا: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا».

وذلك لأن المساجد محل الذكر والعبادة، والتعلم والتعليم، وعقد الألوية للجهاد في سبيل الله، وغير ذلك مما لا بأس به.

والأسواق محل الكذب والخيانة والغش، والأيمان الكاذبة، ولهذا كانت أبغض البلاد إلى الله، وكانت المساجد أحب البلاد إلى الله.

بَابُ الْأَمْرِ بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرِ بْنِ الْخِمْسِ، قال أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، «أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ فِي الدُّورِ».

(الدُّورِ) يعني المحلات، القبائل، تبنى المساجد في الدور وتُطيب، يعني في الحارات والأحياء، وأما البيت فلا بأس، كان النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلي فيه، كما طلب عُتبان من النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلي في مكان يتخذه مسجدًا، لكن الدور هنا الأحياء والقبائل، لكل حي في كل قبيلة يكون مسجد، يجتمعُ فيه أهل الحي ويصلون فيه.

طالب: المكان الذي يصلى فيه يسمى مسجد؟

الشيخ: نعم، كل مكان يُصلى فيه مسجد، هذا من جهة العموم.

بَابُ تَطْيِيبِ الْمَسَاجِدِ.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قال أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، «أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّهَا بِيَدِهِ - يَعْنِي النُّخَامَةَ أَوِ الْبُزَاقَ - ثُمَّ لَطَّخَهَا بِالزَّعْفَرَانِ، دَعَا بِهِ» قَالَ: فَلِذَلِكَ صُنِعَ الزَّعْفَرَانُ فِي الْمَسَاجِدِ.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ حَدَّثَنَا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، قال حدثنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَاحْمَرَّ وَجْهُهُ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَحَكَّتْهَا، فَجَعَلَتْ مَكَانَهَا خَلُوقًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا أَحْسَنَ هَذَا» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ غَرِيبٌ».

الخلوق: هو الطِّيب، أو نوع من أنواع الطيب، وهذا فيه دليل على أنَّه ينبغي العناية بالمساجد والعناية بنظافتها، وتطييبها، وأنَّه لا تجوز النخامة في المسجد، ولهذا لما رأى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النخامة احمرَّ وجهه، تغيَّر وجهه؛ لأنَّ المساجد محل الصلاة والعبادة والذكر، ينبغي أن تكون مكانًا طاهرًا، كلها نظيفة وفيها الطهر، وليس فيها أشياء من القذر، ولا من البصاق، ولهذا لما بال الأعرابي في المسجد علَّمه النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال: «إنَّ هذه المساجد إنما بُنيت لذكر الله، لا يصلح فيها شيءٌ من القذر».

بَابُ فَضْلِ إِخْرَاجِ الْقَذَى مِنَ الْمَسْجِدِ.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حَتَّى الْقَذَاةُ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ أَوْ آيَةٍ أُوتِيهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا».

الشيخ: الحديث هذا ضعيف، ماذا قال عنه؟

القارئ: قال: هذا حديثٌ ضعيف معلولٌ بالانقطاع. قال الترمذي عقَّبه: هذا حديثٌ غريب لا نعرفه إلَّا مِن هذا الوجه، وذاكرتُ به محمد بن إسماعيل فلم يعرفه واستغربه. قال محمد: ولا أعرف للمطلب بن عبد الله بن حنطب سماعًا من أحدٍ من أصحاب النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وسمعت عبد الله بن  عبد الرحمن الدارمي يقول: لا نعرف للمطلب سماعًا من أحدٍ من أصحاب النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قال عبد الله: وأنكر عليّ بن المديني أن يكون سمع من أنس.

الشيخ: قال عن عبد المطلب بن حنطب وعن أنس؟

القارئ: قال: للمطلب بن حنطب عن أنس بن مالك.

الشيخ: وهو لانقطاعه ضعيف، هذا فيه نكارة، كون الإنسان يحفظ سورة ثم ينساها، الإنسان قد ينسى وليس عليه إذا نَسي، لكن ينبغي للإنسان أنْ يحافظ على ما حفظه من كلام الله، وإذا نسي فليس عليه محل، هذا ضعيف.

«عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حَتَّى الْقَذَاةُ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ».

هذا لا شك، يعني إخراج القذاة هذه فيها من الأجور، ولو كان شيئًا يسيرًا، وأمَّا كون الإنسان ينسى شيء من القرآن هذا أعظم ذنب، هذا مخالفٌ للأحاديث الصحيحة.

«وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ أَوْ آيَةٍ أُوتِيهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا».

 أعظم الذنب هو الشرك، ليس هو هذا، أعظم الذنب هو الشرك بالله عز وجل، هذا أعظم ذنب يُعصى الله به، لذلك هذا الحديث ضعيف مُنقطع.

ابن خزيمة -رحمه الله- اشترط الصحيح في صحيح ابن خزيمة، وذكر هذا الحديث الضعيف فيه.

بَابُ ذِكْرِ بَدْءِ تَحْصِيبِ الْمَسْجِدِ كَانَ «وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْمَسَاجِدَ إِنَّمَا تُحَصَّبُ حَتَّى لَا يُقَذِّرَ الطِّينُ وَالْبَلَلُ الثِّيَابَ إِذَا مُطِرُوا، إِنْ ثَبَتَ الْخَبَرُ».

معنى التحصيب يعني يجعل فيه الحصباء؛ حتى تقي الثياب البلل، لو كانت تراب أو طين صارت الثياب تتسخ، وإذا كانت حصباء فالحصبة تقي الثياب، كان المساجد سابقًا فيها حصباء أو فيها تراب، قبل أن تُفرش المساجد كان يُوضع فيها حصباء، إمَّا حصباء أو تراب.

«إِنَّمَا تُحَصَّبُ حَتَّى لَا يُقَذِّرَ الطِّينُ وَالْبَلَلُ الثِّيَابَ إِذَا مُطِرُوا، إِنْ ثَبَتَ الْخَبَرُ».

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،  قال حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ، قال حدثنا عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ - كَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي قُشَيْرٍ - قال حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: مَا بَدْءُ هَذَا الْحَصَا فِي الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: مُطِرْنَا مِنَ اللَّيْلِ، فَجِئْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ لِلصَّلَاةِ قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَحْمِلُ فِي ثَوْبِهِ الْحَصَا، فَيُلْقِيَهُ، فَيُصَلِّي عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا هَذَا؟» فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: «نِعْمَ الْبِسَاطُ هَذَا» قَالَ: فَاتَّخَذَهُ النَّاسُ.

قَالَ: قُلْتُ: مَا كَانَ بَدْءُ هَذَا الزَّعْفَرَانِ؟ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَإِذَا هُوَ بِنُخَاعَةٍ فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَحَكَّهَا، وَقَالَ: «مَا أَقْبَحَ هَذَا» قَالَ: فَجَاءَ الرَّجُلُ الَّذِي تَنَخَّعَ فَحَكَّهَا، ثُمَّ طَلَى عَلَيْهَا الزَّعْفَرَانَ قَالَ: «إِنَّ هَذَا أَحْسَنُ مِنْ ذَلِكَ».

قَالَ: قُلْتُ: مَا بَالُ أَحَدِنَا إِذَا قَضَى حَاجَتَهُ نَظَرَ إِلَيْهَا إِذَا قَامَ عَنْهَا؟ فَقَالَ: "إِنَّ الْمَلَكَ يَقُولُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَا نَحَلْتَ بِهِ إِلَى مَا صَارَ".

الشيخ: بحلت؟

طالب: نحلت، بالنون.

القارئ: عندي بالباء، بحلت.

القارئ: الترجمة: من جهة الإسناد إسنادُه ضعيف؛ لجهالة أبو الوليد، فقد تفرد بالرواية عنه عمر بن سليم، وقد تساهل البيهقي فقال: حديث ابن عمر متصل وإسناده لا بأس به، وقد رد عليه ابن التركماني في الجوهر، فقال: كيف يكون كذلك وأبو الوليد هذا مجهول؟ كذا قال ابنُ القطَّان والذهبي وفي أحكام عبد الحق، لا أعلمُ روى عنه إلا عمر بن سَليم، ثم إنَّ عمر هذا لم يصرح بالسماع من أبي الوليد، وقد حكى ابنُ القطَّان عن ابن الجاروت أنه لم يسمعه.

الشيخ: أعد السند.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قال حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ، قال حدثنا عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ - كَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي قُشَيْرٍ–

الشيخ: سليمان؟

القارئ: نعم، صوَّبه: في الأصل عُمر بن سليمان، والصواب ما أثبته وجاء على الصواب في إتحاف المهرة.

عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ - كَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي قُشَيْرٍ - حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ.

صرَّح بالسماع، والمؤلف يقول: إن صح الخبر. والترجمة باب ماذا؟

بَابُ ذِكْرِ بَدْءِ تَحْصِيبِ الْمَسْجِدِ كَانَ «وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْمَسَاجِدَ إِنَّمَا تُحَصَّبُ حَتَّى لَا يُقَذِّرَ الطِّينُ وَالْبَلَلُ الثِّيَابَ إِذَا مُطِرُوا، إِنْ ثَبَتَ الْخَبَرُ».

الشيخ: فقط، ولا تكلم عليه؟

القارئ: لا.

الشيخ: النسخة الأخرى فيها تعليق آخر أم نفسه؟ هذا محتمل، عبارة (انْظُرْ إِلَى مَا نَحَلْتَ) على كل حال الحديث ضعيف، فيه ضعف، والمؤلف شك، قال: إن صحَّ الخبر، وما صحَّ الخبر.

بَابُ تَقْمِيمِ الْمَسَاجِدِ وَالْتِقَاطِ الْعِيدَانِ وَالْخُرَقِ مِنْهَا وَتَنْظِيفِهَا.

(تَقْمِيمِ) يعني إخراج القُمامة.

بَابُ تَقْمِيمِ الْمَسَاجِدِ وَالْتِقَاطِ الْعِيدَانِ وَالْخُرَقِ مِنْهَا وَتَنْظِيفِهَا.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، قال حدثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَمَاتَتْ، فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَسَأَلَهُ عَنْهَا بَعْدَ أَيَّامٍ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا مَاتَتْ قَالَ: «فَهَلَّا آذَنْتُمُونِي»، فَأَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا.  

وفيه دليل على جواز الصلاة على القبر.

تكلم العلماء  أنَّ أكثر ما ورد إلى شهر من دفنه.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الْقَطَوَانِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَلْتَقِطُ الْخِرَقَ وَالْعِيدَانِ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ.

بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَشْدِ الضَّوَالِّ فِي الْمَسْجِدِ.

بركة.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد