شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_125

00:00
00:00
تحميل
6

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدَيه ومشائخه والمسلمين.

قال ابنُ خُزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:

بَابُ حَكِّ النُّخَامَةِ مِنْ قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ، قال حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، وحدثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قال حدثنا وَكِيعٌ كِلَاهُمَا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَكَّ بُزَاقًا فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ».

المصاحف هذه اليوم، تُؤخذ المصاحف التي خلفنا، العلماء قالوا: يُكره مدُّ الرجل إلى المصحف، أعد.

بَابُ حَكِّ النُّخَامَةِ مِنْ قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ، قال حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، وحدثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قال حدثنا وَكِيعٌ كِلَاهُمَا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَكَّ بُزَاقًا فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ» وَقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ: «حَكَّ مِنَ الْقِبْلَةِ بُصَاقًا أَوْ نُخَامًا أَوْ مُخَاطًا».

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أمَّا بعد:

في هذا الحديث ينبغي العناية بالمسجد، وتنظيفه، وإزالة الأذى عنه، ومِن ذلك هذا الحديث:  «حكَّ بزاقًا أو بُصاقًا»، واللفظ الآخر قال: «أنَّ النبي تغير لما رأى البصاق، تغير وجهه وحكَّه»، قال: «وجعل مكانه طيبًا». فينبغي العناية بالمساجد، وتنظيفها، وتبخيرها، وتطييبها، وإزالة الأذى عنها.

وجاء في الحديث أنَّ من الأجور –أجور هذه الأمة- الأذى، أو القمامة، يُخرجها الرجل من المسجد.

والرجل أو المرأة التي كانت تقمُّ المسجد، لما ماتت ليلًا دفنوها سأل النبي عنها، كأنَّهم صغَّروا أمرها، «قالوا: يا رسول الله ماتت ليلًا ودُفنت. قال: دلوني على قبرها. ثم جاء إليها فصلى عليها»، كل ذلك بيان لأهمية هذا الأمر، أنها كانت تقوم بأمرٍ له شأن، وهو إزالة القمامة من المسجد، ولهذا النبي -عليه الصلاة والسلام- خصَّها بهذا، ولم يكن يذهب ليصلي على أحد ممَّن مات، فهذه المرأة التي تقم المسجد قال: دلوني على قبرها، وذهب إليها وصلَّى على قبرها؛ تنويهًا بشأنها.

فينبغي العناية بالمساجد، وتنظيفها، وإزالة الأذى عنها.

بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْمُرُورِ بِالسِّهَامِ فِي الْمَسَاجِدِ مِنْ غَيْرِ قَبْضٍ عَلَى نُصُولِهَا.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَا: حدثنا سُفْيَانُ، وَحدثنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنَ دِينَارٍ: أَسَمِعْتَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِرَجُلٍ مَرَّ بِأَسْهُمٍ فِي الْمَسْجِدِ: «أَمْسِكْ بِنِصَالِهَا» قَالَ: نَعَمْ، هَذَا حَدِيثُ الْمَخْزُومِيِّ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قال حدثنا شُعَيْبٌ، قال حدثنا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَنَّهُ أَمَرَ رَجُلًا كَانَ يَتَصَدَّقُ بِالنَّبْلِ فِي الْمَسْجِدِ أَلَّا يَمُرَّ بِهَا إِلَّا وَهُوَ آخِذٌ بِنِصَالِهَا».

وذلك لئلا تؤذي أحدًا من المسلمين، ماذا قال عن تخريج الحديث؟

القارئ: صحيح، أخرجه أحمد ومسلم وأبو داوود والطحاوي في شرح المعاني، وابن حبان من طريق أبي الزبير به.

والأول؟ ما قال أخرجه البخاري؟

القارئ: الحديث الأول: صحيح، أخرجه الحُميدي وأحمد والدارمي والبخاري ومسلم.

الشيخ: إذا دخل الإنسان بالسلاح أو شيء فإنَّ عليه أن يُمسك بطرف السلاح؛ لئلا يؤذي أحدًا من المسلمين، ويجعله في غِمد.

بَابُ ذِكْرِ الْعِلَّةِ الَّتِي لَهَا أَمَرَ بِالْإِمْسَاكِ عَلَى نِصَالِ السَّهْمِ إِذَا مَرَّ بِهِ فِي الْمَسْجِدِ.

العلة: لئلا يصيب أحدًا من المسلمين فيؤذيه.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ، قال حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِنَا أَوْ فِي سُوقِنَا وَمَعَهُ نَبْلٌ فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا بِكَفِّهِ أَنْ يُصِيبَ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا شَيْءٌ»، أَوْ قَالَ: «فَلْيَقْبِضْ عَلَى نُصُولِهَا».

وكذلك يقاس على هذا مَن مرَّ في الشوارع بالسيارة عليها مواسير  أو ما أشبه ذلك، يعتني بهذا، لئلا تصيب أحدًا من المارة، مواسير أو حديد، في الأول كان الناس أيضًا يحملون الحطب، كذلك يُراعى ألا يصيب أحدًا ولا يؤذي أحدًا، ولا يضر أحدًا من المارة، أو يؤثر على شيءٍ من الأمتعة، أو أيضًا يضر كذلك الجدار وإزالة الميازيب التي  تصب في الماء في المطر، كان الأول الشوارع ضيِّقة ويمر من يحمل حطبًا، فيصيب المرزاب ويسقط، وما أشبه ذلك، المهم أن يكون له عناية إذا كان يحمل شيئًا ثقيلًا أو شيء محدد، أو شيء يُخشى منه الضرر، لا بد من أن يأخذ الاحتياطات قبل أن يمشي في الشارع.

بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِيطَانِ الرَّجُلِ الْمَكَانَ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَفِي هَذَا مَا دَلَّ عَلَى أَنَّ الْمَسْجِدَ لِمَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ، لَيْسَ أَحَدٌ أَحَقَّ بِمَوْضِعٍ مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْ غَيْرِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ﴾ [الجن: 18]".

أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا بُنْدَارٌ، قال حدثنا يَحْيَى، وَأَبُو عَاصِمٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ مَحْمُودٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ، وَافْتِرَاشِ السَّبْعِ، وَأَنْ يُوطِنَ الرَّجُلُ الْمَكَانَ أَوِ الْمَقَامَ كَمَا يُوطِنُهُ الْبَعِيرُ» يَعْنِي فِي الْمَسْجِدِ.

هذا فيه النهي عن التشبه بهذه الحيوانات، أنْ ينقرَ نقر الغراب، نقرَ الصلاة نقرَ الغُراب، يسرع في الركوع والسجود، فيتشبه بالغراب الذي بمجرد ما تصل الجبهة للأرض يرفعها، هذا يشبه نقر الغراب.

(وَافْتِرَاشِ السَّبْعِ) أي يفترش ذراعيه في السجود كافتراش السبع، بل عليه أن يجافي ساعدَيه عن جنبيه، وبطنه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه.

وكذلك إيطان كإيطان البعير، يعني لزوم مكان ما يتغير، بعض الناس إذا جاء المسجد مسك مكان أو عمود، ما يتغير، تجده له أشهر ما يتعدى هذا المكان، هذا إيطان كإيطان البعير.

 هذا عليه أنْ يتقدم، والمؤلف قال: وفيه دليل على أن المكان لمَن سبق، فيه المنع من الاحتجاز، وأنه لا يجوز للإنسان أن يحتجز مكان في المسجد، إلا إذا كان موجود في المسجد ذهب يعتمد على عمود خلفي، يقرأ أو يتوضأ ويعود قريبًا، أما أن يأتي المكان ويذهب ساعات، أو يذهب ينام، ويذهب يبيع ويشتري، هذا لا يجوز، هذا حرام، هذا يُعتبر غاصب، وليس له حرمة في هذا، فالمكان لمن سبق، فعلى مَن عُرف بذلك أنْ يُزال هذا، وأنْ يجلس في مكانه.

 إلا إذا خشي أن يكون هناك حزازات وشحناء وبغضاء هذا يتركوه دفعًا للضرر، لا لأنه مستحق؛ حتى لا يحصل بينهم شحناء ولا عداوة ولا كلام ولا أخذ ورد، إذا كان يخشى منه، في هذه الحال لا يأخذه دفعًا للضرر، لا لأنه مستحق، فالمكان لمن سبق، ولهذا نهى النبي عن الإيطان كإيطان البعير، إيطان البعير يعني ما يتحرك عن مكانه، لا، الإنسان يتقدم ويتأخر، مرة يصلي في هذا المكان ومرة أصلي في هذا المكان، يتقدم يكون قريب من الإمام.

س: مَن حجز يُعتبر..؟

الشيخ: يُعتبر غاصب.

س: هل يُعتبر الأرض المغصوبة صلاته باطلة، لأن الأرض مغصوبة؟

الشيخ: لا، هو غصب المكان، صلاة الأرض المغصوبة فيه خلاف بين أهل العلم، بعض العلماء يرى أنها لا تصح الصلاة في الأرض المغصوبة، أو مثلًا في الثوب المغصوب، أو في ثوب الحرير، أو في الثوب الذي فيه صورة، الحنابلة وجماعة، أو كذلك توضأ بماءٍ مغصوب، ومِن ذلك ما ذكرت؛ لو غصب المكان وصلى فيه، أو توضأ من البرَّداة مثلًا، البُرادة اُعدَّت للشرب، لو توضأ منها فهو غاصب في هذه الحالة، فلا تصح الصلاة عند الحنابلة والجماعة.

والقول الثاني: أنها تصح مع الإثم، وهذا هو الصواب، فله أجر الصلاة وعليه وزر الغصب، سواءً غصب المكان، أو غصب الأرض، أو توضأ من برَّادة، هذا يُعتبر غصب؛ لأنَّ المُوقف ما جعلها للوضوء، إنما جعلها للشرب، أو صلى في ثوب حرير، أو في ثوب فيه صورة، له أجر الصلاة وعليه وزر الصورة، أو الثوب المغصوب، أو ثوب الحرير.

أمَّا إذا صلى في ثوبٍ نجس هذا لا تصح الصلاة بالإجماع؛ لأنَّ هذا منهيٌّ عنه في الصلاة بخصوصه، لو صلى في ثوبٍ نجس وهو يعلم هذا ما تصح الصلاة بالاتفاق؛ لأنَّ هذا منهيٌّ عنه في الصلاة، بخلاف ثوب الغصب.

ثوب الغصب منهي عنه في الصلاة وفي خارج الصلاة، ثوب الحرير منهي عنه في الصلاة وخارج الصلاة.

س: يدخل فيه الإسبال يا شيخ؟

الشيخ: كذلك الإسبال نعم؛ لأنه منهي عنه

س: يبقى عليه الإثم

الشيخ: على الصحيح؛ لأن القاعدة: إذا كان النهي عن شيءٍ خارج "مبطل الصلاة" يكون عليه الإثم، أما إذا كان منهي عنه شيءٍ بخصوصه في الصلاة فهذا تبطُل الصلاة، صلى في ثوبٍ نجس هذا ما تصح الصلاة بالاتفاق.

س: إذا كان توضأ من البرادة بقدر مُد، يخشى أن ...

الشيخ: ولو قدر مُد، صاحبها الذي أوقفها ما يريد يُؤخذ قدر مُد؛ لأنه لو تأخذ قدر مُد والثاني يأخذ قدر مُد تنتهي، ولا يجد الناس ما يشرب، أنا أقول قدر مُد، وأنت قدر مُد، كل واحد يقول: قدر مُد، تنتهي البرَّادة ويفوته مقصود المُوقف، المُوقف قصدها للشرب، يشربها الناس، ماء الوضوء معروف مكانه.

بَابُ الْأَمْرِ بِتَوْسِعَةِ الْمَسَاجِدِ إِذَا بُنِيَتْ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ، قال حدثنا زَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحُبَابِ، قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ دِرْهَمٍ، قال حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَوْمًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُمْ يَبْنُونَ مَسْجِدًا، فَقَالَ لَهُمْ: «أَوْسِعُوهُ تَمْلَئُوهُ».

الشيخ: ماذا قال عن تخريجه؟

القارئ: قال: إسنادُه ضعيف؛ لضعف محمد بن درهم، ولا يُعرف إلا بهذا الحديث كما نصَّ عليه العُقيلي.

الشيخ: الترجمة بابُ ...

بَابُ الْأَمْرِ بِتَوْسِعَةِ الْمَسَاجِدِ إِذَا بُنِيَتْ.

هذا ليس على إطلاقه، إذا كان لحاجة لا بأس، وإذا كان ما هناك حاجة، والعدد قليل والحي قليل ما يلزم توسعته، ولهذا مسجد النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحجم ما كان كبير، ثم وُسِّع في زمن عمر وفي زمن عثمان عند الحاجة.

بَابُ كَرَاهَةِ التَّبَاهِي فِي بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ وَتَرْكِ عِمَارَتِهَا بِالْعِبَادَةِ فِيهَا.

يعني عمارة المساجد -العمارة الحسية- فهي عمارة البناء، كونها تُعمَل بالبناء الجيد القوي، لكن بدون زخرفة، وبدون أشياء لا حاجة لها، تكون قوية.

والثاني: عمارتها المعنوية، عمارتها بالصلاة فيها، والذكر، والدعاء، وتلاوة القرآن، وتعلم العلم وتعليمه، وعقد الجيوش، ومشاورة المسلمين في أمورهم، هذه كلها من عمارة المساجد المعنوية، وهي الأصل، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾[التوبة:18].

هذه العمارة المعنوية، وهي الأصل، قال تعالى: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ﴾[التوبة:19].

بَابُ كَرَاهَةِ التَّبَاهِي فِي بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ وَتَرْكِ عِمَارَتِهَا بِالْعِبَادَةِ فِيهَا.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ بِبَغْدَادَ وَأَصْلُهُ بَصْرِيٌّ، قال حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازِ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ: انْطَلَقْنَا مَعَ أَنَسٍ نُرِيدُ الزَّاوِيَةَ، قَالَ أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ: انْطَلَقْنَا مَعَ أَنَسٍ نُرِيدُ الزَّاوِيَةَ قَالَ: فَمَرَرْنَا بِمَسْجِدٍ فَحَضَرَتْ صَلَاةُ الصُّبْحِ، فَقَالَ أَنَسٌ: لَوْ صَلَّيْنَا فِي هَذَا الْمَسْجِدِ؛ فَإِنَّ بَعْضَ الْقَوْمِ يَأْتِي الْمَسْجِدَ الْآخَرَ قَالُوا: أَيُّ مَسْجِدٍ؟ فَذَكَرْنَا مَسْجِدًا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَتَبَاهَوْنَ بِالْمَسَاجِدِ لَا يَعْمُرُونَهَا إِلَّا قَلِيلًا- أَوْ قَالَ: يَعْمُرُونَهَا قَلِيلًا».

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «الزَّاوِيَةُ قَصْرٌ مِنَ الْبَصْرَةِ عَلَى شَبَهٍ مِنْ فَرْسَخَيْنِ».

الشيخ: أين الزاوية؟

القارئ: لعله مكان.

الشيخ: ذكرها في المتن؟

القارئ: لا، قال أبو بكر تعليقًا على ...

الشيخ: لا، قبل، اقرأ من الأول.

قَالَ أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ: انْطَلَقْنَا مَعَ أَنَسٍ نُرِيدُ الزَّاوِيَةَ،

الزاوية يعني كأنه يقول حي على فرسخين من البصرة، بعيد خارج البلد، كأنه حي بعيد عن البلد.

قَالَ أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ: انْطَلَقْنَا مَعَ أَنَسٍ نُرِيدُ الزَّاوِيَةَ قَالَ: فَمَرَرْنَا بِمَسْجِدٍ فَحَضَرَتْ صَلَاةُ الصُّبْحِ، فَقَالَ أَنَسٌ: لَوْ صَلَّيْنَا فِي هَذَا الْمَسْجِدِ؛ فَإِنَّ بَعْضَ الْقَوْمِ يَأْتِي الْمَسْجِدَ الْآخَرَ قَالُوا: أَيُّ مَسْجِدٍ؟ فَذَكَرْنَا مَسْجِدًا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَتَبَاهَوْنَ بِالْمَسَاجِدِ لَا يَعْمُرُونَهَا إِلَّا قَلِيلًا- أَوْ قَالَ: يَعْمُرُونَهَا قَلِيلًا».

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «الزَّاوِيَةُ قَصْرٌ مِنَ الْبَصْرَةِ عَلَى شَبَهٍ مِنْ فَرْسَخَيْنِ».

القارئ: قال: في إسناده مقال من أجل أبي صالحٍ الخزَّاز، وهو صالح بن رستم، قال الحافظ ابن حجر في التقرير: صدوقٌ كثيرُ الخطأ.

الشيخ: فقط؟ النسخة الثانية فيها تعليق؟

طالب: عند الألباني إسناده صحيح [00:19:16] من طريق ابن حبان ؟؟؟. يقول إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.

الشيخ: نعم، وفيه النهي عن التباهي بالمساجد، وأنه لا ينبغي التباهي بالمساجد، ولا التفاخر فيها، ولا الزخرفة، وإنما تُبنى بناءً قويًّا، تمنع من المطر، وتمنع من الريح، وتُكِن الناس من دون زخرفة، ومِن دون مباحات.

بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ التَّبَاهِيَ فِي الْمَسَاجِدِ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ.

الشيخ: بركة.

س: [00:20:04].

الشيخ: لا بأس، المناسب مناسب، واختلف باختلاف العصور، عثمان -رضي الله عنه- لما وسَّع مسجد النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كان مسجد النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من عُمُدٍ من جذوع النخل وكذلك أيضًا العُسب، من عُسب النخل، فعثمان -رضي الله عنه- جعل فيه السَّاج، فقيل له في ذلك. فقال: الآن أنتم حسَّنتم بيوتكم، فلا بدَّ أنْ يكون المسجد مناسب مثل بيوتكم.

 

 

 

 

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد