شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_129

00:00
00:00
تحميل
6

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال ابنُ خُزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:

بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَتَكْفِيرِ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا بِهَا.

أَخْبرنَا أَبُو طَاهِرٍ قال: حَدَّثنَا أبُو بَكْرٍ قال: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ الْأَنْمَاطِيُّ، قَالَ: حدَّثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ السَّيْبَانِيِّ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَحدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُنْقِذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيُّ، حدثنا أَيُّوبُ يَعْنِي ابْنَ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ وَهُوَ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي بُسْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدِّيلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ لَمَّا فَرَغَ مِنْ بُنْيَانِ مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَلَا يَأْتِي هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ».

القارئ: تخريج الحديث: صحيح من غير هذا الطريق، أخرجه المزِّي في تهذيب الكمال من طريق المصنف، وأخرجه أحمد وابنُ ماجه والنسائي، وفي الكبرى له، وابنُ حبَّان والحاكم.

الشيخ: أمَّا الثنتان الأولى في القرآن الكريم، قال: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾[ص:35].

طالب: عندي الشيباني.

الشيخ: تكلم عليه؟

طالب: عندي هنا ابن حبان، شعيب الأرنؤوط تكلم على هذا الحديث.

الشيخ: ماذا قال؟

طالب: ذكر إسناده صحيح، عبد الله بن الديلمي، وعبد الله بن فيروز الديلمي أبو بُسر، وثَّقه ابن مَعين والعِجليّ، وابنُ حبَّان، وباقي رجال السند على شرط الصحيح، وقد جزم البخاري في التاريخ الكبير بسماع ربيعة بن يزيد بن عبد الله بن الديلمي، وقد صرح في رواية الحاكم والفسويّ بسماعه منه.

 وأخرجه بأطول مما هنا أحمد، عن معاوية بن عمرو عن إبراهيم بن محمد عن أبي إسحاق الفزاريّ، عن الأوزاعي بهذا الإسناد، وأخرجه الفسويّ في المعرفة والتاريخ، والحاكم، من طريق الوليد بن مزيَد البيروتي، ومن طريق محمد بن كثير المصيصيّ، ومن طريق أبي إسحاق الفزاريّ ثلاثتهم عن الأوزاعي به.

قال الحاكمُ: حديثٌ صحيح، قد تداوله الأئمة، وقد احتج بجميع رواته، ثم لم يُخرِّجاه، ولا أعلمُ له علَّة، وقال الذهبي: على شرطهما ولا علة له.

وأخرجه الحاكم من طريق بحرُ بن نصر الخولاني، حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي قال: حدثني ربيعة بن يزيد قال: حدثني عبد الله بن الدَّيلميّ قال: دخلت على عبد الله بن عمر بن العاص في حائطٍ بالطائف يُقال له الوَهط يقول: سمعتُ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: «إنَّ سليمان بن داوود عليهما السلام».

 وأخرجه الفسويّ، ومن طريقه الخطيب في الرحلة وفي طلب الحديث، عن عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد قال: حدثني عبد الله بن الدَّيلميّ به، وأخرجه الخطيب أيضًا من طريق مَعْلِي بن عيسى، عن معاوية بن صالح بالإسناد السابق.

وأخرجه النسائي في المساجد (باب فضل المسجد الأقصى والصلاة فيه) عن عمرو بن منصور بن أبي مِسهر عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة عن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن ابن الدَّيلمي به.

قال العلامة أحمد شاكر في تعليقه على المُسند: "وهذا الإسناد هو الذي أشار إليه بالتهذيب، إلى أنَّ هناك قولًا بأنَّ ربيعة بن يزيد وابن الدَّيلمي أبا إدريس الخولاني، وليس أحدُ الإسناد معللٍ للآخر، خصوصًا وقد جزم البخاري -كما نقلنا آنفًا- بأنَّ ربيعة سمع من ابن الدَّيلمي، فلعلَّه سمعه من ابن إدريس الخولاني كذلك، عن ابن الدَّيلمي، ثم سمعه بعدُ من ابن الدَّيلمي فحدَّث بهذا مرة وبذاك مرة، ومثلُ هذا كثير معتمدٌ عند أهل العلم وبالحديث".

 وأخرجه ابن ماجه في الإقامة، (باب ما جاء في الصلاة في مسجد بيت المقدس)، عن عُبيد الله بن جهم الأنماطي عن أيوب بن سويد بن أبي زرعة السَّيْبَانيّ يحيى بن عمرو ...

الشيخ: هنا قال السيباني، وهناك الشيباني؟

الطالب: عندي هنا في النسخة الشيباني.

الشيخ: تراجع ترجمة السيباني.

الطالب: وأبو أيوب بن سويد ضعَّفه الأئمة، ومع ذلك فقد صحَّحه ابن خزيمة في هذا الحديث، وقوله: وسأله حُكمًا يواطئ حُكمه) أي يوافق حُكمه في السداد والإصابة.

هذا والله أعلم.

الشيخ: أعد المتن.

«أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ لَمَّا فَرَغَ مِنْ بُنْيَانِ مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَلَا يَأْتِي هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ».

الملك الذي لا ينبغي لأحدٍ من بعده هذا في القرآن، وأما الحكم الذي يصادف حكمه، الله تعالى بيَّن أنَّه أصاب الحكم: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾[الأنبياء:79].

وكذلك في قصة المرأتين اللتين -في الصحيحين- خرجتا كل منهما معها ولد، وأكل الذئبُ ولد إحداهما، فادَّعت كل واحدةٍ منهما أنَّ الذي بقيَ أنه ابنها، فتحاكمتا إلى داوود -عليه الصلاة والسلام- فقضى به للكبرى، ثم خرجتا من عنده فلَقيهما سليمان بن داوود وأخبراه، فقال: "ائتوني بالسكينة أشقه بينكما"، فقالت الكبرى: "نعم، شُقه وأعطني نصفه"، وقالت الصغرى: "لا تفعل رحمك الله، هو ابنها، لا أريده"، فقضى به للصغرى، فهذا من الحُكم الصائب.

والنسائي بوَّب عليه أبواب، بابُ قول الحاكم للشيء وهو لا يريده، ليستخرج على الحكم، هو لا يريد أن يشقه بينهما ولكن ليعرف، عرف أنَّ الصغرى هي أمه، قالت: لا أريده، لا تشقه. والكبرى ليس ابنها لاتبالي، قالت له: شقُّه وأعطني النصف. فعرف أنه للصغرى، أمه ما تريد أن يشقه، هذا من الحكم الصائب.

 والثالث كذلك، كون لا يأتي أحدٌ إلا غُفر له هذا أيضًا ورد في الأحاديث الصحيحة أنَّ المسلم إذا توضأ وصلى ركعتين في أي مكان لا يحدِّث فيهما نفسه في شيءٍ إلا غفر الله له، وهو من أسباب المغفرة، وضوء وصلاة الركعتين.

بَابُ ذِكْرِ صَلَاةِ الْوُسْطَى الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا عَلَى التَّكْرَارِ.

(التَّكْرَارِ) بفتح التاء، القاعدة (تَكرار)، (تَعْدَى)، (تَردَى) بفتح التاء، إلا مصدرين: (تِلقاء وتِبيان) بالكسر، وذلك كله بالفتح، هذه سائدة، حتى تسمع بعض الدكاترة في الإذاعة وفي غيرها (تِعداد)، (تِكرار) وهذا خطأ، (تَعداد)، (تَكرار)، إلا في مصدرين: (تِبيان وتِلقاء) بكسر التاء.

بَابُ ذِكْرِ صَلَاةِ الْوُسْطَى الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا عَلَى التَّكْرَارِ "وَالتَّأْكِيدِ بَعْدَ دُخُولِهَا فِي جُمْلَةِ الصَّلَوَاتِ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا، وَهَذَا مِنْ وَاوِ الْوَصْلِ الَّتِي نَقُولُ إِنَّمَا عَلَى مَعْنَى التَّكْرَارِ وَالتَّأْكِيدِ، لَا مِنْ وَاوِ الْفَصْلِ، إِذْ مُحَالٌ أَنْ تَكُونَ الصَّلَاةُ الْوُسْطَى لَيْسَتْ مِنَ الصَّلَوَاتِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ [البقرة: 238].

بَابُ ذِكْرِ صَلَاةِ الْوُسْطَى الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا عَلَى التَّكْرَارِ.

﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ [البقرة: 238]، تتكرر يعني، على التكرار،  ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾ ثم كرر، قال: ﴿وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾.

وَالتَّأْكِيدِ بَعْدَ دُخُولِهَا فِي جُمْلَةِ الصَّلَوَاتِ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا، وَهَذَا مِنْ وَاوِ الْوَصْلِ الَّتِي نَقُولُ إِنَّمَا عَلَى مَعْنَى التَّكْرَارِ وَالتَّأْكِيدِ، لَا مِنْ وَاوِ الْفَصْلِ، إِذْ مُحَالٌ أَنْ تَكُونَ الصَّلَاةُ الْوُسْطَى لَيْسَتْ مِنَ الصَّلَوَاتِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ [البقرة: 238].

فَالصَّلَاةُ الْوُسْطَى كَانَتْ دَاخِلَةً فِي الصَّلَوَاتِ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ فِي أَوَّلِ الذِّكْرِ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: ﴿وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ [البقرة: 238] عَلَى مَعْنَى التَّكْرَارِ وَالتَّأْكِيدِ، وَقَدِ اسْتَقْصَيْتُ هَذَا الْجِنْسِ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ عِنْدَ ذِكْرِ اعْتِرَاضِ مَنِ اعْتَرَضَ عَلَيْنَا فَادَّعَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ فَرَّقَ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بِوَاوِ اسْتِئْنَافٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [البقرة: 82]".

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامًا، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: «مَا لَهُمْ؟ مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ».

(كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى) صلاة العصر.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الْخَنْدَقِ: «مَلَأَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى».

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قال حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَحدثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قال حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى صَلَاةِ الْعَصْرِ، مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ -أَوْ قَالَ: بُيُوتَهُمْ- نَارًا "وَقَالَ الْأَشَجُّ: «بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، ثُمَّ صَلَّى بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ»، زَادَ سَلْمٌ: «بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ».

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قال حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الصَّلَاةُ الْوُسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ».

بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السَّهَرِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ بِلَفْظٍ عَامٍّ مُرَادُهُ خَاصٌّ.

الحديث الأخير ماذا؟

القارئ: لم يذكر.

الشيخ: ماذا قال؟ «الصَّلَاةُ الْوُسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ»؟

القارئ: قال: صحيح أخرجه أحمد، وعبدُ بن حميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داوود، والترمذي والبزار، والنسائي.

الشيخ: الحديث الأخير: «الصَّلَاةُ الْوُسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ»، اقرأ المتن، السند ماذا؟

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قال حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الصَّلَاةُ الْوُسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ».

الشيخ: ماذا قال على تخريجه؟

القارئ: هذا حديثٌ معلول لا يصح رفعه بهذا الإسناد.

الشيخ: صح.

القارئ: وقد أخطا برفعه عبد الوهاب بن عطاء، وقد خالفه مَن هُم أكثرُ عددًا وأكثر حفظًا وضبطًا، فقد خالفه يحيى بن سعيدٍ القطان عند البيهقي في الكبرى، ومحمد بنُ عبد الله الأنصاري عند البيهقي في الكبرى، وسهلُ بن يوسف عند ابن أبي شيبة، وإسماعيلُ بن إبراهيم عند سعيد بن منصور في سُننه، وبشر بن المُفضل عند الطبري في تفسيره، ومعتمر بن سليمان عند الطبري في تفسيره.

 فهؤلاء ستتهم يحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وسهل بن يوسف، وإسماعيل بن إبراهيم، وبشر بن المفضل، ومعتمرُ بن سليمان، روَوه عن سليمان عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفًا.

الشيخ: لا يصح رفعه، لو صح كان انتهت، ما فصل في النزاع، هذا صريح، ولكن الأحاديث الصريحة التي قبلها في صحيح مسلم: «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر» في بعضها، وفي أيضًا كذلك في قراءة شاذة: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى﴾[البقرة:238] صلاة العصر، هذه تُحمل على أنها تفسير، ما تصح قراءة.

ولا شك أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، ومعنى الوسطى (الفاضلة)، وقال بعض العلماء: "إن الصلاة الوسطى هي صلاة الفجر"، وقال آخرون: "هي صلاة الظهر"، والصواب أنها صلاة العصر، فهي الصلاة الوسطى الفاضلة، وهي أيضًا صلاةٌ بين صلاتين نهاريتيتن وصلاتين ليليتين، الظهر والفجر نهاريتين، والمغرب والعشاء ليليتين.

القارئ: ذكر خلاف العلماء في الصلاة الوسطى مطوَّل في الحاشية.

الشيخ: الخلاف معروف، الخلاف طويل، من المحشي؟

القارئ: الدكتور ماهر الفحل.

طالب: «من توضأ وصلى ركعتين لا يُحدِّث فيهما نفسه»؟

الشيخ: يعني شيء من أمور الدنيا، ما فيها وساوس يعني، الصلاة فيها حضور قلب ولم يحدِّث فيهما نفسه بشيء من أمور الدنيا ولا وساوس الدنيا، ما في هواجس ولاشيء.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد