شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_132

00:00
00:00
تحميل
5

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال ابنُ خُزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:

بَابٌ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ أَيْضًا إِذَا كَانَ الْعَدُوُّ خَلْفَ الْقِبْلَةِ وَإِتْمَامِ الطَّائِفَةِ الْأُولَى الرَّكْعَةَ الثَّانِيَةَ قَبْلَ الْإِمَامِ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَأَبُو مُوسَى قَالَا: حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قال حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ قَالَ: «يَقُومُ الْإِمَامُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، وَتَقُومُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ قِبَلِ الْعَدُوِّ، وُجُوهُهُمْ إِلَى الْعَدُوِّ فَيَرْكَعُ بِهِمْ رَكْعَةً» قَالَ أَبُو مُوسَى: «ثُمَّ يَقُومُونَ فَيَرْكَعُونَ»، وَقَالَ بُنْدَارٌ: «فَيَرْكَعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ، وَيَسْجُدُونَ لِأَنْفُسِهِمْ سَجْدَتَيْنِ فِي مَكَانِهِمْ، وَيَذْهَبُونَ إِلَى مَقَامِ أُولَئِكَ، وَيَجِيءُ أُولَئِكَ فَيَرْكَعُ بِهِمْ، وَيَسْجُدُ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ، فَهِيَ لَهُ اثْنَتَانِ، وَلَهُمْ وَاحِدَةٌ، ثُمَّ يَرْكَعُونَ» قَالَ أَبُو مُوسَى: «لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً وَيَسْجُدُونَ سَجْدَتَيْنِ» هَذَا حَدِيثُ بُنْدَارٍ إِلَّا مَا ذَكَرْتُ مِمَّا خَالَفَهُ أَبُو مُوسَى فِي لَفْظِ الْحَدِيثِ، إِنَّمَا زَادَ أَبُو مُوسَى: لِأَنْفُسِهِمْ فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَقَطْ.

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعد:

هذه صفة من صفات صلاة الخوف، وفيها أنَّ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلى بطائفة ركعة، ثم قاموا وأتموا لأنفسهم الركعة الثانية، وسلموا، وذهبوا تجاه العدو، وجاءت الطائفة الثانية فصلى بهم ركعة، ثم لما صلى بالطائفة الأولى، صلى بهم ركعة ثم ثبت قائمًا، فأتموا لأنفسهم الركعة التي بقيت لهم، وسلموا وذهبوا تجاه العدو.

 ثم جاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة الثانية ثم ثبت جالسًا، فقاموا فصلوا لأنفسهم الركعة الثانية ثم سلَّم بهم، فصار كُل طائفةٍ صلى بهم ركعة وركعت لأنفسهم ركعة، وهو -عليه الصلاة والسلام- صلَّى بكل طائفةٍ ركعة.

 هذه صفة من صفات صلاة الخوف، وهي تدل على أهمية الجماعة وفرضيتها.

 لولا أنَّ الجماعة واجبة أو فرض لمَا صلى بطائفة ركعة وبطائفة ركعة، ويتحركون، ويذهبون ويجيئون، لو كانت الجماعة ليست واجبة كان كل واحد يصلي وحده، ولم يكن هناك حاجة إلى أن يصلي بهم طائفة ويثبت قائمًا، ثم تأتي الطائفة الثانية ويصلي بهم ركعة، ثم يثبُت جالسًا، فإذا ركعوا لأنفسهم سلَّم منها.

كل هذا يدل على أهمية صلاة الجماعة، حتى في صلاة الخوف، حتى في وُجاه العدو، والله تعالى يقول في كتابه العظيم: ﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا﴾[النساء:102]، يعني صلوا، ﴿فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ﴾[النساء:102].

كل هذا يدل على أهمية الجماعة، وفرضيتها.

طالب: في مسألة هنا عندي في الحديث أشكلت عليَّ، يقول في الحديث: "يقوم الإمام مستقبل القبلة، والطائفة التي تصلي خلف النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وجوههم إلى العدو، فيركع بهم ركعة"، كأنه في هذا السياق، في ظاهر هذا اللفظ أن الإمام مستقبل القبلة، والجماعة الأخرى مستقبلةً العدو، يعني متظاهرين.

الشيخ: لا، الظاهر وجوههم جميعًا، الإمام ومَن خلفه، كلهم سواء في هذا، لكن في طائفة أخرى تحرس وُجاه العدو، الطائفة التي ما أتت هي التي مواجهة للعدو.

طالب: لكن هنا يقول: وتقوم طائفةٌ منهم معه؟

الشيح: نعم، طائفةٌ معه وطائفة تحرس تجاه العدو، طائفةً معه هذه صفة من الصفات، ومِن الصفات الأخرى أنه يصفُّ منهم صفين، ثم يكبر ويكبروا الجميع، ثم يركع ويركع الجميع، ثمَّ يسجد بالصف الذي يليه ويبقى الصف الثاني يحرس، هذا إذا كانوا من قِبل جهة العدو، وأمَّا إذا كانت القبلة جهة العدو الجهة الأخرى فإنَّه أيضًا يتجهون له.

هذه بعض الصفات، بعض الصفات أنها تحرس طائفة، تحرس طائفة وطائفة تصلي، ظاهر هذا أنَّ الطائفة تحرس هناك، ولهذا لمَّا ركع بهؤلاء ركعة وركعوا لأنفسهم ذهبوا، وجاءت الطائفة الأخرى.

أين ذهبوا؟

ذهبوا يحرسون تجاه العدو.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ بُنْدَارًا يَقُولُ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِي عَنْ شُعْبَةَ "

أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قَالَ: وسَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ بُنْدَارٌ بِمِثْلِ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَقَالَ لِي يَحْيَى: اكْتُبْهُ إِلَى جَنْبِهِ، وَلَسْتُ أَحْفَظُ الْحَدِيثَ وَلَكِنَّهُ مِثْلُ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَقَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ لِي يَحْيَى سَمِعْتَ مِنِّي حَدِيثَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَاكْتُبْهُ إِلَى جَنْبِهِ بِنَحْوِهِ.

بَابُ انْتِظَارِ الْإِمَامِ الطَّائِفَةَ الْأُولَى جَالِسًا لِتَقْضِيَ الرَّكْعَةَ الثَّانِيَةَ، وَانْتِظَارِهِ الطَّائِفَةَ الثَّانِيَةَ جَالِسًا قَبْلَ التَّسْلِيمِ لِيَقْضِيَ الرَّكْعَةَ الثَّانِيَةَ.

الحديث أنَّه انتظر الطائفة الأولى قائمًا، ثبت قائمًا فأتمُّوا لأنفسهم ثم جاءت الطائفة الثانية، وأما الطائفة الثانية فإنه ثبت جالسًا؛ حتى تقضي الطائفة الركعة، لأنه الآن لما صلى ركعة بقيَ له ركعة، فثبت قائمًا فجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بَقيت من صلاته، ثم ثبت جالسًا، وهم يقضون لأنفسهم، ثم سجد بهم، ثم لمَّا وصل التشهد، تشهَّد وتشهدوا، وسلَّم بهم.

 هنا ذكر أنه ثبت جالسًا في الحالين، لعلها صفة من الصفات.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ، وَأَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، وَهَذَا حَدِيثُ الْمُخَرِّمِيِّ، قال حدثنا رَوْحُ بْنُ عِبَادَةَ، قال حدثنا شُعْبَةُ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، أَنَّهُ قَالَ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ: «تَقُومُ طَائِفَةٌ وَرَاءَ الْإِمَامِ وَطَائِفَةٌ خَلْفَهُ، فَيُصَلِّي بِالَّذِينَ خَلْفَهُ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَقْعُدُ مَكَانَهُ حَتَّى يَقْضُوا رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُونَ إِلَى مَكَانِ أَصْحَابِهِمْ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ أَصْحَابُهُمْ إِلَى مَكَانِ هَؤُلَاءِ، فَيُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَقْعُدُ مَكَانَهُ حَتَّى يُصَلُّوا رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ ثُمَّ يُسَلِّمُ».

أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحيم قَالَا، حدثنا رَوْحٌ، قال حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِثْلَ هَذَا.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا الْمُخَرِّمِيُّ، أَيْضًا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ أَبِيهِ بِنَحْوِهِ هَكَذَا حَدَّثَنَا بِهِ الْمُخَرِّمِيُّ فِي عَقِبِ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بَابٌ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ أَيْضًا، وَالرُّخْصَةِ لِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنْ تُكَبِّرَ مَعَ الْإِمَامِ وَهِيَ غَيْرُ مُسْتَقْبِلَةٍ الْقِبْلَةَ إِذَا كَانَ الْعَدُوُّ خَلْفَ الْقِبْلَةِ «وَانْتِظَارِ الْإِمَامِ قَائِمًا بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الرَّكْعَةِ الْأُولَى لِلطَّائِفَةِ الَّتِي كَبَّرَتْ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةِ.

هذه هنا فيها أنه انتظرها قائمًا هذه الصفة، الصفة الأولى انتظرها جالسًا، هذه صفة وهذه صفة، صفة ينتظرها وهو جالس وصفة ينتظرها وهو قائم.

بَابٌ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ أَيْضًا، وَالرُّخْصَةِ لِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنْ تُكَبِّرَ مَعَ الْإِمَامِ وَهِيَ غَيْرُ مُسْتَقْبِلَةٍ الْقِبْلَةَ إِذَا كَانَ الْعَدُوُّ خَلْفَ الْقِبْلَةِ.

كل هذا يدل على أهمية الجماعة، تُكبِّر وهي غير مستقبلة القبلة، وهذا يدل على أهمية الجماعة، وأنها ما تسقط في هذه الحال.

 لكن إذا اشتدَّ الخوف وصاروا لا يستطيعون إذا كان الخوف شديدًا، فإنَّه في هذه الحال تسقط الجماعة، ويصلون رجالًا وركبانًا، مستقبلي القبلة وغير مستقبليها على حسب الحالة، إذا اشتد الخوف وصاروا لا يتمكنون، صاروا في هذه الحالة يصلون وحدانًا، رجالًا وركبانًا، وإن كان على رجليه يصلي وهو راجل وهو يمشي، ومن كان راكبًا يصلي وهو راكب، مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها، كما إذا صار في اختلاط بالعدو، ولا يتمكنون، لكن في هذه الحالات يكون فيها العدو جالس في مكان بعيد عنهم يشاهدونه ولم تبدأ المعركة، لكن إذا اشتد الخوف وصار لا يتمكنون، وصار في اختلاط العدو؛ هنا في هذه الحالة تسقط الجماعة ويصلون ركبانًا ورجالًا، الراجل يصلي وهو ماشي، والراكب يصلي راكب، مستقبل القبلة أو غير مستقبلها، على حسب الحالة.

«وَانْتِظَارِ الْإِمَامِ قَائِمًا بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الرَّكْعَةِ الْأُولَى لِلطَّائِفَةِ الَّتِي كَبَّرَتْ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةِ فَيُصَلِّي الرَّكْعَةَ الَّتِي سَبَقَهُمْ بِهَا الْإِمَامُ وَانْتِظَارِ الطَّائِفَةِ الْأُولَى قَاعِدًا بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ السَّلَامِ، لِتُقْضَى الرَّكْعَةُ الثَّانِيَةُ لِيَجْمَعَهُمْ جَمِيعًا بِالسَّلَامِ فَيُسَلِّمُونَ إِذَا سَلَّمَ إِمَامُهُمْ».

بَابٌ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ أَيْضًا، وَالرُّخْصَةِ لِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنْ تُكَبِّرَ مَعَ الْإِمَامِ وَهِيَ غَيْرُ مُسْتَقْبِلَةٍ الْقِبْلَةَ إِذَا كَانَ الْعَدُوُّ خَلْفَ الْقِبْلَةِ «وَانْتِظَارِ الْإِمَامِ قَائِمًا بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الرَّكْعَةِ الْأُولَى لِلطَّائِفَةِ الَّتِي كَبَّرَتْ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةِ فَيُصَلِّي الرَّكْعَةَ الَّتِي سَبَقَهُمْ بِهَا الْإِمَامُ وَانْتِظَارِ الطَّائِفَةِ الْأُولَى قَاعِدًا بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ السَّلَامِ، لِتُقْضَى الرَّكْعَةُ الثَّانِيَةُ لِيَجْمَعَهُمْ جَمِيعًا بِالسَّلَامِ فَيُسَلِّمُونَ إِذَا سَلَّمَ إِمَامُهُمْ».

أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قال حدثنا حَيْوَةُ، ثنا أَبُو الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ: هَلْ صَلَّيْتَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَاةَ الْخَوْفِ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نَعَمْ قَالَ: مَتَى؟ قَالَ: «كَانَ عَامَ غَزْوَةِ نَجْدٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِصَلَاةِ الْعَصْرِ، وَقَامَتْ مَعَهُ طَائِفَةٌ وَطَائِفَةٌ أُخْرَى مُقَابِلَ الْعَدُوِّ، ظُهُورُهُمْ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَكَبَّرُوا مَعَهُ جَمِيعًا الَّذِينَ مَعَهُ، وَالَّذِينَ يُقَابِلُونَ الْعَدُوَّ، ثُمَّ رَكَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَكْعَةً وَاحِدَةً، وَرَكَعَ مَعَهُ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيهِ، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيهِ، وَالْآخَرُونَ قِيَامٌ مِمَّا يَلِي الْعَدُوَّ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَامَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيهِ فَذَهَبُوا إِلَى الْعَدُوِّ فَقَابَلُوهُمْ، وَأَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي كَانَتْ مُقَابِلَ الْعَدُوِّ، فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَائِمٌ كَمَا هُوَ، ثُمَّ قَامُوا فَرَكَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَكْعَةً أُخْرَى، فَرَكَعُوا مَعَهُ وَسَجَدُوا مَعَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي كَانَتْ مُقَابِلَ الْعَدُوِّ فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَاعِدٌ وَمَنْ مَعَهُ، ثُمَّ كَانَ السَّلَامُ فَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَسَلَّمُوا جَمِيعًا، فَكَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَكْعَتَانِ، وَلِكُلِّ رَجُلٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَتَانِ، رَكْعَتَانِ».

هذه الصيغة فيها أنه كبَّر وكبروا جميعًا، وسلَّم وسلَّموا جميعًا، لكن في حال التكبير الأولى قسَّمهم قسمين:

  • طائفة -والعدو في هذه الصفة خلف القبلة- فصفَّ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من جهة القبلة وصف الطائفة الأولى معه.
  • والطائفة الثانية جعلت ظهورهم إلى القبلة، ووجوههم إلى العدو.

 فصارت الطائفة الأولى وجهها إلى القبلة، والطائفة الثانية وجهها إلى العدو، فصاروا مستقبلي ظهورهم، وكبَّر وكبروا جميعًا، ثم صلى بالطائفة الأولى ركعة، ثم ثبت قائمًا، ثم قضت الطائفة الأولى نفس الركعة، ثم ذهبت وجاءت الطائفة الثانية وحلَّت محلها، صلى بهم ركعة ثم جاء وسلَّم بهم جميعًا، صار تبادل بين الطائفتين، الطائفة الأولى التي كانت مع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- انتقلت بعد أن قضت نفس الركعة وصارت مكان الطائفة الثانية، صاروا ظهورهم إلى القبلة ووجوههم إلى العدو.

والطائفة الثانية جاءت خلف النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، صاروا خلفه.

 هذه صفة من صفات صلاة الخوف، قال الإمام أحمد -رحمه الله-: صفة صلاة الخوف صحَّت عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من ستة أوجه أو سبعة أوجه، كلها جائزة، وأنا أختار صلاة ذات الرقاع.

طالب: كأنه هذا الحديث يفسر الحديث السابق الذي سألتك عنه.

الشيخ: كلها صفات، هذه صفات قد توافقها في الصفة وقد تختلف عنها.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا أَبُو الْأَزْهَرِ وَكَتَبْتُهُ مِنْ أَصْلِهِ، قال حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قال حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ أَحَدُ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ يَسْأَلُهُ عَنْ صَلَاةِ الْخَوْفِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ قَالَ: فَصَدَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النَّاسَ صَدْعَيْنِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِ مَعْنَاهُ، وَذَكَرَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ قَالَ: «وَأَخَذَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي صَلَّتْ خَلْفَهُ أَسْلِحَتَهُمْ، ثُمَّ مَشَوَا الْقَهْقَرَى عَلَى أَدْبَارِهِمْ حَتَّى قَامُوا مِمَّا يَلِي الْعَدُوَّ»، وَزَادَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ: «فَقَامَ الْقَوْمُ وَقَدْ شَرَكُوهُ فِي الصَّلَاةِ».

يعني الطائفة التي خلفه لما صلَّت ركعة صاروا يتأخرون على ظهورهم، يَفسحون المكان للطائفة الثانية، وجاءت الطائفة الثانية وحلَّت محلهم، وهم حلُّوا محلهم.

بَابٌ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ أَيْضًا ...

الشيخ: طويل؟

القارئ: نعم، طويل.

الشيخ: بركة، قف على هذا.

س: هل يُجمع في صلاة الخوف؟

الشيخ: جمع الصلاتين الظهر والعصر؟

س: نعم.

الشيخ: ما في جمع، ما في داعي، الآن الصلاة الحاضرة الآن فيها مشقة، فكيف يشقون على أنفسهم ويجمعون الصلاة الأخرى! الصلاة الأخرى عندما تنتهي المعركة يصلون، أو جاء صار في معركة يصلون صلاة الخوف.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد