بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدَيه ومشائخه والمسلمين.
قال ابنُ خُزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:
جُمَّاعُ أَبْوَابِ صَلَاةِ الْكُسُوفِ.
بَابُ الْأَمْرِ بِالصَّلَاةِ عِنْدَ كُسُوفِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ «وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَأَنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ».
أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا بُنْدَارٌ، قال حدثنا يَحْيَى، قال حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قال حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو،
الشيخ: عقبة بن عامر؟
القارئ: عندي عقبة بن عمرو.
الشيخ: هكذا عندكم؟ عمرو؟ يُراجع.
قال حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي قَوْلِهِ: «فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا» دِلَالَةٌ عَلَى حُجَّةِ مَذْهَبِ الْمُزَنِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الْمَسْأَلَةِ الَّتِي خَالَفَهُ فِيهَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا فِي الْحَالِفِ إِذَا كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ، فَقَالَ: إِذَا وَلَدْتُمَا وَلَدًا فَأَنْتُمَا طَالِقَتَانِ قَالَ الْمُزَنِيُّ: إِذَا وَلَدَتْ إِحْدَاهُمَا وَلَدًا طُلِّقَتَا إِذِ الْعِلْمُ مُحِيطٌ أَنَّ الْمَرْأَتَيْنِ لَا تَلِدَانِ جَمِيعًا وَلَدًا وَاحِدًا، وَإِنَّمَا تَلِدُ وَاحِدًا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، فَقَوْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا»، إِنَّمَا أَرَادَ إِذَا رَأَيْتُمْ كُسُوفَ إِحْدَاهُمَا فَصَلُّوا، إِذِ الْعِلْمُ مُحِيطٌ أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، كَمَا لَا تَلِدُ امْرَأَتَانِ وَلَدًا وَاحِدًا.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أمَّا بعد:
هذا استنباطٌ دقيق من المؤلف رحمه الله، أعد: قال أبو بكرٍ ...
» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي قَوْلِهِ: «فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا» دِلَالَةٌ عَلَى حُجَّةِ مَذْهَبِ الْمُزَنِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الْمَسْأَلَةِ الَّتِي خَالَفَهُ فِيهَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا فِي الْحَالِفِ إِذَا كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ، فَقَالَ: إِذَا وَلَدْتُمَا وَلَدًا فَأَنْتُمَا طَالِقَتَانِ قَالَ الْمُزَنِيُّ: إِذَا وَلَدَتْ إِحْدَاهُمَا وَلَدًا طُلِّقَتَا إِذِ الْعِلْمُ مُحِيطٌ أَنَّ الْمَرْأَتَيْنِ لَا تَلِدَانِ جَمِيعًا وَلَدًا وَاحِدًا، وَإِنَّمَا تَلِدُ وَاحِدًا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، فَقَوْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا»، إِنَّمَا أَرَادَ إِذَا رَأَيْتُمْ كُسُوفَ إِحْدَاهُمَا فَصَلُّوا، إِذِ الْعِلْمُ مُحِيطٌ أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، كَمَا لَا تَلِدُ امْرَأَتَانِ وَلَدًا وَاحِدًا.
وهذا الحديث فيه دليل أيضًا لمَن قال بوجوب صلاة الكسوف، قال: «فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا» هذا أمر، والأمر بالوجوب، ولا ينافي هذا أنَّ الله تعالى أوجب الصلوات الخمس في اليوم والليلة؛ لأنَّ هذا وجوبٌ عام لجميع الناس، وهذا وجوبٌ خاص له سبب، مثل القول بوجوب تحية المسجد عند الظاهرية، يقولون: إنَّ هذا وجوب بسبب قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ».
والمزنيّ من أصحاب الشافعية رحمه الله، وهو وابن خزيمة شافعي، كلاهما شافعيان، فأبو بكر يقول: إنَّ هذا قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا»؛ (إذا رأتيموهما) الضمير يعود إلى الشمس والقمر، «فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا»، فاستدلَّ المزنيّ رحمه الله على أنَّ الإنسان إذا علَّق طلاق زوجتيه على الولادة، على ولادة الولد، قال: "إذا ولدتما ولدًا فهي طالق"؛ فإن هذا يشملهما جميعًا، فإذا ولدت إحداهما فإنَّها تطلُق.
قال: «فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا»، ومن المعلوم أنَّهما لا ينكسفان في وقتٍ واحد، القمر في الليل والشمس في النهار، فلا يمكن أنْ يكونا في وقتٍ واحد.
قال: "إذا ولدتما ولدًا"، إذا قال لزوجتيه وهما حاملتَين: "إذا ولدتما ولدًا فأنتِ طالق"، أو فهي طالق، فإنَّه إذا ولدت لهما ولدًا طلُقتا جميعًا.
وخالفه بعض أصحاب الشافعي؛ لأنَّهُ من المعلوم أنَّ لا يمكن أن تلدا امرأتان ولدًا واحدًا، بل كل واحدة تلدُ واحدًا، أعد: قال أبو بكر ...
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي قَوْلِهِ: «فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا» دِلَالَةٌ عَلَى حُجَّةِ مَذْهَبِ الْمُزَنِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الْمَسْأَلَةِ الَّتِي خَالَفَهُ فِيهَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا فِي الْحَالِفِ إِذَا كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ، فَقَالَ: إِذَا وَلَدْتُمَا وَلَدًا فَأَنْتُمَا طَالِقَتَانِ قَالَ الْمُزَنِيُّ: إِذَا وَلَدَتْ إِحْدَاهُمَا وَلَدًا طَلُقَتَا.
(إِذَا وَلَدَتْ إِحْدَاهُمَا وَلَدًا طَلُقَتَا) يعني خبر، طلقتا يعني وقع الطلاق.
إِذَا وَلَدَتْ إِحْدَاهُمَا وَلَدًا طَلُقَتَا إِذِ الْعِلْمُ مُحِيطٌ أَنَّ الْمَرْأَتَيْنِ لَا تَلِدَانِ جَمِيعًا وَلَدًا وَاحِدًا، وَإِنَّمَا تَلِدُ وَاحِدًا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، فَقَوْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا»، إِنَّمَا أَرَادَ إِذَا رَأَيْتُمْ كُسُوفَ إِحْدَاهُمَا فَصَلُّوا، إِذِ الْعِلْمُ مُحِيطٌ أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، كَمَا لَا تَلِدُ امْرَأَتَانِ وَلَدًا وَاحِدًا.
بَابُ ذِكْرِ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ كُسُوفَهُمَا تَخْوِيفٌ مِنَ اللَّهِ لِعِبَادِهِ "قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾ [الإسراء: 59]".
الشيخ: أطال في هذا المؤلف، في الخسوف؟
القارئ: طويل.
الشيخ: بركة، لنقف على أول الخسوف إذن.