بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدَيه ومشائخه والمسلمين.
قال ابنُ خُزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:
بَابُ التَّسْوِيَةِ بَيْنَ كُلِّ رُكُوعٍ وَبَيْنَ الْقِيَامِ الَّذِي قَبْلَهُ مِنْ صَلَاةِ الْكُسُوفِ.
أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قال حَدَّثَنَا يَحْيَى، قال حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، قال حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَذَلِكَ يَوْمَ مَاتَ فِيهِ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَصَلَّى بِالنَّاسِ سِتَّ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، كَبَّرَ، ثُمَّ قَرَأَ فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَرَأَ دُونَ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَرَأَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَرَأَ دُونَ الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَرَأَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ انْحَدَرَ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ لَيْسَ فِيهَا رَكْعَةٌ إِلَّا الَّتِي قَبْلَهَا أَطْوَلُ مِنَ الَّتِي بَعْدَهَا، إِلَّا أَنَّ رُكُوعَهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ تَأَخَّرَ فِي صَلَاتِهِ فَتَأَخَّرَتِ الصُّفُوفُ مَعَهُ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَتَقَدَّمَتِ الصُّفُوفُ مَعَهُ، فَقَضَى الصَّلَاةَ وَقَدْ أَضَاءَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ بَشَرٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكِ، فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ».
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أمَّا بعد:
فهذه صلاة الكسوف سنةٌ مؤكدة عند وجود سببها، وقيل بوجوبها، والمتفق عليه في الصحيحين أنَّ صلاة الكسوف ركعتان في كل ركعةٍ ركوعان، وروى مسلم في صحيحه أنَّ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلَّى صلاة الكسوف بعدة أنواع، صلاها مرةً ركعتين في كل ركعةٍ ثلاث ركوعات، ومرة في كل ركعة أربع ركوعات، ومرة في كل ركعة خمس ركوعات، ولهذا ذهب المحققون من أهل العلم إلى أنَّ العمل على ما اتفق عليه الشيخان، وهو أنَّ صلاة الكسوف ركعتان في كل ركعةٍ ركوعان.
وذهب بعض العلماء -ومنهم ابن خزيمة رحمه الله- إلى أنَّ صلاة الكسوف تُصلى بأنواعٍ متعددة، على حسب ما ورد في الأحاديث، وقالوا: إنَّ هذه الأحاديث تدل على أنَّ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلى الكسوف مرات متعددة، والنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أقام بالمدينة عشر سنوات، وهذا يدل على أنَّها كسفت مرات.
والمعروف أنَّها إنَّما انكسفت مرةً واحدة، يوم مات إبراهيم، صلاها مرةً واحدة، هذا الذي عليه المحققون.
وفي هذه الأحاديث التي ساقها المؤلف رحمه الله في هذه الصفة استدل به المؤلف على أنَّ الركوع نحوٌ من القيام الذي قبله، أنَّ كل ركوعٍ يماثل القيام الذي قبله في الطول.
وفي الأحاديث أنَّ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلَّاها ركعتين في كل ركعةٍ ركوعان، يكون القراءة الأولى أطول من القراءة التي بعدها، وكذلك التي بعدها تكون أطول من التي بعدها، وهكذا.
هنا في هذه الصفة أنَّ الركوع نحوًا من القيام الذي سبقه.
بَابُ التَّكْبِيرِ لِلرُّكُوعِ وَالتَّحْمِيدِ عِنْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ فِي كُلِّ رُكُوعٍ يَكُونُ بَعْدَهُ قِرَاءَةٌ، أَوْ بَعْدَ سُجُودٍ فِي آخِرِ رُكُوعٍ مِنْ كُلِّ رَكْعَةٍ.
وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخ الْفَقِيه أَبُو الحَسَن عَلِيّ بن مُسلِم السُّلَمِي، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْد العَزيز بن أَحمَد الكِتَّاني، قَالَ أَخْبرنا الأستاذُ الإمام أبُو عُثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءةً عليه.
أخبرنا أبو طاهرٍ محمد بن الفضل بن محم بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أبو بكرٍ محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قال أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قال أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقَامَ وَكَبَّرَ وَصَفَّ النَّاسَ وَرَاءَهُ، فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ كَبَّرَ، فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ»، ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، هِيَ أَدْنَى مِنَ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، هُوَ أَدْنَى مِنَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ»، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الْأَخِيرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَاسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ، وَانْجَلَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يُخْسَفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ».
نعم، هذه هي الصفة المتفق عليها، ركعتان في كل ركعةٍ أربع ركوعات، في كل ركعةٍ ركوعان وسجدتان، أربع ركعات وأربع سجدات.
وفيه أنَّه يجهر بالقراءة ولو كانت في النهار، وفيه أنَّ كل قيامٍ أطول من القيام الذي بعده، وكذلك الركوع أطول من الركوع الذي بعده، وهكذا.
س: يعني خُطبته قصيرة جدَّا في صلاة الكسوف، سطر واحد!
الشيخ: قال: «إنَّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته»، فيها ذكر أنه مُثِّلت له الجنة والنار، وأنَّه رأى الجنة ورأى مَن فيها، وأنه قُربت له النار، وتكعكع وتكعكعت الصفوف، ثم تقدَّم أوَّل الصفوف، قال: «رأيت الجنة ودُلَّيَ لِي عُنقود رأيت كأني آخذ منها». وأطال وتكلم وقال: «والله إنَّ الله تعالى أغير من أحدكم أنْ يزني عبده وتزني أمتُه». فهي طويلة، ما هي بقصيرة، هذا جزءٌ منها، جاء أشياء ذكرها في هذه الخطبة، ذكر أشياء كثيرة.
بَابُ الدُّعَاءِ وَالتَّكْبِيرِ فِي الْقِيَامِ بَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَ قَوْلِ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ.
أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قال حدثنا زُهَيْرٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ، قال حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ رَجُلٍ يُدْعَى الْحَنَشَ، عَنْ عَلِيٍّ، وَحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قال حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قال حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ رَجُلٍ يُدْعَى حَنَشًا، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى - وَهَذَا حَدِيثُ أَحْمَدَ - قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى عَلِيٌّ بِالنَّاسِ، بَدَأَ فَقَرَأَ بِـ (يس) أَوْ نَحْوِهَا، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِنْ قَدْرِ السُّورَةِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ قَامَ قَدْرَ السُّورَةِ يَدْعُو، وَيُكَبِّرُ، ثُمَّ رَكَعَ قَدْرَ قِرَاءَتِهِ أَيْضًا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: ثُمَّ قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، فَفَعَلَ كَفِعْلِهِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، ثُمَّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ كَذَلِكَ يَفْعَلُ "قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي هَذَا الْخَبَرِ: إِنَّهُ رَكَعَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِثْلُ خَبَرِ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ".
وهذا فيه أنه كبَّر ودعا ويكبِّر مثل قيامه هذا ليس معروف في الأحاديث الصحيحة، في الصحيحين، عندما قال: "سمع الله لمَن حَمده، ربنا ولك الحمد" ثم قرأ، ولم يقف وقوفًا طويلًا بمقدار القراءة، ما جاء في الصحيحين.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي هَذَا الْخَبَرِ: إِنَّهُ رَكَعَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِثْلُ خَبَرِ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ".
لكن هذا فيه نظر، الترجمة باب التكبير ...
بَابُ الدُّعَاءِ وَالتَّكْبِيرِ فِي الْقِيَامِ بَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَ قَوْلِ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ.
فيها ترجمة، لكنَّ في الحديث أنه أطال، وأنَّه بقدر القراءة، وهذا وقت طويل.
القارئ: ذكر في الحاشية: إسناده ضعيف؛ لضعف وتفرُّد حنش بن المعتمر، فالأكثر على تضعيفه، وقال ابن حبان: في المجروحين، كان كثير الوهم في الأخبار، ينفرد عن عليٍّ بأشياء لا تشبه حديث الثقات، حتى صار ممَّن لا يُحتجُّ به.
الشيخ: هذا من أوهامه، من أغلاطه، كونه يقول: "سمع الله لمن حمده" ويدعو ويُكبر بمقدار القراءة، يعني بمقدار ما يقرأ نصف جزء أو أكثر هذا من الأوهام، هذا من الأحاديث الضعيفة، هذا ليس معروف في الأحاديث، فالعجيب أنَّ ابن خزيمة -رحمه الله- أنَّه أدخلها في صحيحه.
بَابُ تَطْوِيلِ السُّجُودِ فِي صَلَاةِ الكسوف.
أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قال حدثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيُصَلِّيَ، فَقَامَ حَتَّى لَمْ يَكَدْ يَرْكَعُ، ثُمَّ رَكَعَ حَتَّى لَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، وَلَمْ يَكَدْ يَسْجُدُ، ثُمَّ سَجَدَ وَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَلَمْ يَكَدْ يَسْجُدُ، ثُمَّ سَجَدَ فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ».
يعني من طوله، من طول كل ركن حتى إنَّه يقال: إنَّه لا يكاد يأتي بالركن الذي بعده، أعد الترجمة.
بَابُ تَطْوِيلِ السُّجُودِ فِي صَلَاةِ الكسوف.
فيه تطويل السجود وتطويل القيام، والركوع، كلها.
بَابُ تَقْصِيرِ السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ فِي الْأُولَى فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ.
أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قال حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فِي صَلَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْكُسُوفِ، وَقَالَ فِي الْخَبَرِ: «ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ سُجُودًا دُونَ السُّجُودِ الْأَوَّلِ»، ثُمَّ ذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثِ [ص:322].
(دُونَ السُّجُودِ الْأَوَّلِ) هذا عليه تعليق؟
القارئ: لم يذكر تعليقًا.
الشيخ: هذا موجود في الأحاديث الصحيحة، دُون السجود الأول، والركعة الثانية دون الركعة الأولى.
أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ، قال حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ.
بَابُ الْبُكَاءِ وَالدُّعَاءِ فِي السُّجُودِ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ.
أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قال حدثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: "انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيُصَلِّيَ، فَقَامَ حَتَّى لَمْ يَكَدْ أَنْ يَرْكَعَ، ثُمَّ رَكَعَ حَتَّى لَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَلَمْ يَكَدْ أَنْ يَسْجُدَ، ثُمَّ سَجَدَ فَلَمْ يَكَدْ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَجَعَلَ يَنْفُخُ وَيَبْكِي، وَيَقُولُ: «رَبِّ، أَلَمْ تَعِدْنِي أَنْ لَا تُعَذِّبَهُمْ وَأَنَا فِيهِمْ؟ رَبِّ، أَلَمْ تَعِدْنِي أَنْ لَا تُعَذِّبَهُمْ وَنَحْنُ نَسْتَغْفِرُكَ؟»، فَلَمَّا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا انْكَسَفَا فَافْزَعُوا إِلَى ذَكَرِ اللَّهِ» ، ثُمَّ قَالَ: "لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ حَتَّى لَوْ شِئْتُ تَعَاطَيْتُ قِطْفًا مِنْ قُطُوفُهَا، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ فَجَعَلْتُ أَنْفُخُهَا، فَخِفْتُ أَنْ يَغْشَاكُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: رَبِّ، أَلَمْ تَعِدْنِي أَنْ لَا تُعَذِّبَهُمْ وَأَنَا فِيهِمْ؟ رَبِّ، أَلَمْ تَعِدْنِي أَلَا تُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ؟، قَالَ: فَرَأَيْتُ فِيهَا الْحِمْيَرِيَّةَ السَّوْدَاءَ الطَّوِيلَةَ صَاحِبَةَ الْهِرَّةِ، كَانَتْ تَحْبِسُهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَسْقِهَا وَلَا تَتْرُكُهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، فَرَأَيْتُهَا كُلَّمَا أَدْبَرَتْ نَهَشَتْهَا، وَكُلَّمَا أَقْبَلَتْ نَهَشَتْهَا فِي النَّارِ، وَرَأَيْتُ صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ أَخًا بَنِي دُعْدُعٍ، يُدْفَعُ فِي النَّارِ بِعَصًا ذِي شُعْبَتَيْنِ، وَرَأَيْتُ صَاحِبَ الْمِحْجَنِ فِي النَّارِ الَّذِي كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ، وَيَقُولُ: إِنِّي لَا أَسْرِقُ إِنَّمَا يَسْرِقُ الْمِحْجَنُ، فَرَأَيْتُهُ فِي النَّارِ مُتَّكِئًا عَلَى مِحْجَنِهِ".
هذا يدل على أن الخطبة الطويلة، ليست قصيرة، فيها كلام، وفيها أيضًا أشياء ذُكرت في أحاديث أخرى، ماذا قال على البكاء في السجود، أنَّه جعل يبكي في السجود، هذا غير موجود في الأحاديث الصحيحة أنَّه دعا وجعل يبكي وهو في السجود في صلاة الكسوف، ما تكلَّم عن السند؟
القارئ: ما ذكر شيء .
طالب: ذكر هنا، يقول الأعظمي: إسناده صحيح لغيره، من طريق عطاء مع بعض التقديم والتأخير.
الشيخ: عطاء بن السائب، وعطاء ابن السائب اختلط، ماذا يقول؟
طالب: يقول: إسناده صحيح لغيره، من طريق عطاء مع بعض التقديم والتأخير.
طالب: فجعل ينفخ.
الشيخ: جعل ينفخ في السجود هذا، وقال: "ربِّ لا تعذبهم وأنا فيهم، ألم تعدني ..."، في السجود هذا، هذا هو الغرابة في هذا، في السجود في صلاة الكسوف.
طالب: قال في الأصل: ورأيتُ صاحب السِّبْتِيَّتَيْنِ يا رسول الله، وكلِمَتُه (يا رسول الله) [00:21:03] لا محل لها، والصواب ما أثبتناه.
الشيخ: هذا في نفس الحديث هذا؟
طالب: نفس الحديث هذا.
الشيخ: هذا الحديث فيه بعض الألفاظ والكلمات، منها كونه دعا وبكى في السجود.
طالب: ذكر أحسن الله إليك أنَّ هذا من تخاليط عطاء.
الشيخ: ليس ببعيد.
طالب: قال الشيخ: وهذا من تخاليط عطاء.
الشيخ: مثل تخليطه في الأول حديث حنش، وهذا عطاء، عطاء بن السائب قد اختلط، مَن الذي ذكر هذا؟
طالب: قال هنا الشيخ/ صالح اللَّحام، يذكر عن الشيخ، الذي هو شيخه، أظنه الأعظمي، قال الشيخ: وهذا من تخاليط عطاء، أدخل جملةٌ في أخرى، أدخل جملةٍ في أخرى، فإنَّ ابن أخا بني دعدع هو نفسه صاحبُ المحجن.
الشيخ: على كل حال ومِن ذلك ذكر كونه دعا وبكى في سجود الكسوف.
طالب: في الحديث الأول ذكر أنه في أحمد، يقول: رواه الإمام أحمد بطوله، وهذا اختصر الحديث [00:22:36]
بَابُ طُولِ الْجُلُوسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ.
أخبرنا أبو طاهرٍ قال حدثنا أبو بكرٍ قال حدثنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قال حدثنا مُؤَمَّلٌ، قال حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: "انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَطَالَ الْقِيَامَ حَتَّى قِيلَ: لَا يَرْكَعُ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ حَتَّى قِيلَ: لَا يَرْفَعُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَطَالَ الْقِيَامَ حَتَّى قِيلَ: لَا يَسْجُدُ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى قِيلَ: لَا يَرْفَعُ، ثُمَّ رَفَعَ فَجَلَسَ حَتَّى قِيلَ: لَا يَسْجُدُ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ فَفَعَلَ فِي الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَمْحَصَتِ الشَّمْسُ".
وفيه أنَّه أطال ما بين السجدتين؛ نعم، لأنَّ الصلاة طويلة، أطال الركوع والسجود والقيام وما بين السجدتين.
بَابُ الدُّعَاءِ وَالرَّغْبَةِ إِلَى اللَّهِ فِي الْجُلُوسِ فِي آخِرِ صَلَاةِ الْكُسُوفِ حَتَّى تَنْجَلِيَ الشَّمْسُ إِذَا لَمْ يَكُنْ قَدِ انْجَلَتْ قَبْلُ.
بركة.