بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الإمام الحافظ ابن خزيمة -رحمه الله- في صحيحه:
جُمَّاعُ أَبْوَابِ صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ وَمَا فِيهَا مِنَ السُّنَنِ
بَابُ تَرْكِ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ لِصَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّهُ لَا يُؤَذَّنُ وَلَا يُقَامُ لِلتَّطَوُّعِ، وَإِنْ صُلِّيَتِ التَّطَوُّعُ فِي الْجَمَاعَةِ.
يعني أن صلاة الاستسقاء كصلاة العيد، ما فيها أذان ولا إقامة، وصلاة التطوع، وصلاة التراويح في رمضان ما فيها أذان ولا إقامة، كل صلاة تطوع ولو صُليت جماعة ليس لها أذان ولا إقامة، إنما الأذان والإقامة خاص بالفرائض، الفريضة لها أذان ولا إقامة، أما النافلة ولو كانت جماعة؛ صلاة العيد، صلاة الاستسقاء، أما صلاة الكسوف فلها نداء وليس لها أذان، إنما يُنادي: "الصلاة جامعة، الصلاة جامعة"، وليس لها إقامة، الصلاة في رمضان، إذا صلى جماعة نافلة ماتحتاج أذان ولا إقامة.
س: وقول: "الصلاة جامعة"؟
الشيخ: هذا نداء لصلاة الكسوف خاصة.
أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا أَبُو طَالِبٍ زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ الطَّائِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ -وَهُوَ ابْنُ رَاشِدٍ يُحَدِّثُ- عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا يَسْتَسْقِي فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ وَجَهَرَ، بِلَا أَذَانٍ وَإِقَامَةٍ.
بَابُ خُرُوجِ الْإِمَامِ بِالنَّاسِ إِلَى الِاسْتِسْقَاءِ
أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال: حدثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ:
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالنَّاسِ يَسْتَسْقِي، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ وَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَاسْتَسْقَى، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ.
(خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالنَّاسِ) أي: خرج بهم إلى المصلى، والمصلى صحراء قريبة من البلد، فيه دليل على مشروعية صلاة الاستسقاء في المصلى، ولا تكون في المسجد الجامع؛ إلا عند الحاجة والضرورة، مثل المدن الكبيرة الواسعة، وإلا فإنها تُصلى في صحراء قريبة من البلد، وفيه دليل على أنه يُجهر فيها بالقراءة، وفيه دليل على الدعاء ورفع اليدين، وفيه دليل على مشروعية تحويل الرداء، وفيه دليل على استقبال القبلة.
بَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ لِلدُّعَاءِ قَبْلَ الصَّلَاةِ لِلِاسْتِسْقَاءِ، وَتَحْوِيلِ الْأَرْدِيَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ
أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قال: حدثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قال: حدثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ.
قَالَ شُعْبَةُ، قُلْتُ لِثَابِتٍ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ أَنَسٍ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ. قُلْتُ: سَمِعْتَهُ مِنْ أَنَسٍ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ!
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَفِي خَبَرِ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ، قَدْ أَمْلَيْتُهُ قَبْلُ.
الشيخ: أعليه تعليق؟
القارئ: نعم، قال: (الحديث صحيح).
الشيخ: قوله: (قَالَ أَبُو بَكْرٍ) ما علق عليه؟
القارئ: لا، لم يُعلِّق عليه.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَفِي خَبَرِ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ، قَدْ أَمْلَيْتُهُ قَبْلُ.
يعني أنه ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رفع يديه في غير هذا، قول أنس: (لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ) إما يُحمل على أنه ما بلغه إلا هذا، أو لعله لم يرفع يديه رفعًا مبالغًا فيه، لم يرفع يديه رفعًا مبالغًا إلا في صلاة الاستسقاء، وأما غيرها فإنه يرفعها رفعًا غير مبالغ.
وقال المؤلف: إن رفع يديه في حديث (قَدْ أَمْلَيْتُهُ) يعني أنه ثبت أنه رفع يديه في غير الاستسقاء، ثبت في الحج أنه رفع يديه فوق الصفا وفوق المروة في يوم عرفة، وكذلك في المزدلفة، رفع يديه في مواضع، وكذلك أيضًا في حديث عائشة لما ذهب إلى المقابر في الليل رفع يديه ودعا، رفع يديه في مواضع، فيحمل قوله أنه لم يرفع يديه إلا في هذا يكون على حسب علمه، أو أن المراد أنه رفع يديه رفعًا مبالغًا فيه في صلاة الاستسقاء.
س: (إن الله يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا).
الشيخ: نعم، في الحديث: «إن اللهَ يستحي من عبدِه إذا رفع يديْهِ أن يرُدَّهُما صِفْرًا»، فرفع اليدين من أسباب قبول الدعاء، إلا في المواضع التي لم يرفع فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
بَابُ صِفَةِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ
أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال: حدثَنَا حَجَّاجٌ، قال: حدثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَسْقَى هَكَذَا، وَمَدَّ يَدَيْهِ، وَجَعَلَ بَاطِنَهُمَا مَا يَلِي الْأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ.
من شدة الرفع، ظاهره أنه جعل ظهور يده إلى السماء وجعل بطونها إلى الأرض، لكن قال بعضهم: من شدة الرفع صار كأن ظهورهما إلى السماء، وبطونهما إلى الأرض، قال: (وَمَدَّ يَدَيْهِ) وماذا؟
وَمَدَّ يَدَيْهِ، وَجَعَلَ بَاطِنَهُمَا مَا يَلِي الْأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ.
(حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ) هذا من شدة الرفع، دلَّ على أن المراد شدة الرفع، ومن شدة الرفع كأن ظهورهما إلى السماء وبطونهما إلى الأرض، ماذا قال عليه؟
القارئ: لم يعلق عليه، بل صححه، قال: أخرجه أحمد، وعبد بن حميد، ومسلم، وأبو داوود، وأبو عوانة كما في إتحاف المهرة، والبيهقي.
أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزْعَةَ، قال: حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ بَرَكَةَ -وَهُوَ أَبُو الْوَلِيدِ- عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَادًّا يَدَيْهِ، حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: ظَنَنْتُهُ يَدْعُو فِي الِاسْتِسْقَاءِ.
بَابُ صِفَةِ تَحْوِيلِ الرِّدَاءِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ إِذَا كَانَ الرِّدَاءُ ثَقِيلًا
أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قال: حدثَنَا سُفْيَانُ، قال: حدثَنَا الْمَسْعُودِيُّ وَيَحْيَى، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى وَالْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِيكَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، قَالَ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ يُحَدِّثُ أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى فَاسْتَسْقَى، فَقَلَبَ رِدَاءَهُ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
قَالَ الْمَسْعُودِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنَا جَعَلَ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ، أَوْ أَسْفَلَهُ أَعْلَاهُ، أَمْ كَيْفَ جَعَلَهُ؟ قَالَ: لَا، بَلْ جَعَلَ الْيَمِينَ الشِّمَالَ وَالشِّمَالَ الْيَمِينَ.
هذا فيه بيان بكيفية قلب الرداء، يجعل ما على الشمال على اليمين، ما على الكتف الأيمن يجعله على الكتف الأيسر، وما على الكتف الأيسر يجعله على الكتف الأيمن، يقلب الرداء والمِشلح وما أشبه ذلك، وليس المراد أنه يجعل الأسفل هو الأعلى، والأعلى هو الأسفل.
س: والذي عنده طاقية فقط؟
الشيخ: يقلبها، تكلم عليه؟
القارئ: ما تكلم عليه.
بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّمَا حَوَّلَ رِدَاءَهُ، فَجَعَلَ الْأَيْمَنَ عَلَى الْأَيْسَرِ، وَالْأَيْسَرَ عَلَى الْأَيْمَنِ لِأَنَّ الرِّدَاءَ ثَقُلَ عَلَيْهِ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ أَنْ يَجْعَلَ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ
ليس بلازم، ما هو بلازم لأجل أنه ثقيلًا.
أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال: حدثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، قالا: حدثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ -وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ- عَنْ عُمَارَةَ -وَهُوَ ابْنُ غَزِيَّةَ- عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ:
اسْتَسْقَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ.
أي: قطعة قماش سوداء.
فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَأْخُذَهَا بِأَسْفَلِهَا فَيَجْعَلَهَا أَعْلَاهُ، فَلَمَّا ثَقُلَتْ عَلَيْهِ قَلَبَهَا عَلَى عَاتِقَيْهِ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: عَلَى عَاتِقِهِ.
بَابُ صِفَةِ الدُّعَاءِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ
أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحَر، قال: حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قال: حدثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَوَاكِي، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيًّا مُرِيعًا، عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ». فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ.
القارئ: قال في التعليق: "مُرْبعًا يُروى على الوجهين بالباء والياء، فمَنْ رواه بالياء جعله من المراعة، وهي الخِصب، ومَنْ رواه بالباء كان معناه منبتًا للربيع. انظر: [معالم السنن] للخطابي".
الشيخ: منبتًا للربيع مربعًا، أو مريعًا من المراعة.
أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قال: حدثَنَا أَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا».
بَابُ عَدَدِ رَكَعَاتِ صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ
(اللَّهُمَّ اسْقِنَا) طلب السقيا، ولو كررها كفى، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا.