شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_145

00:00
00:00
تحميل
6

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهُمَّ اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.

قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله-:

بَابُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الْخُطْبَةِ، وَالِاقْتِصَادِ فِي الْخُطْبَةِ وَالصَّلَاةِ جَمِيعًا

قال: أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: أخبرنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: أخبرنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَسَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قَالَا: حدثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ، قَالَ: حدثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَخْطُبُ قَائِمًا، وَيَجْلِسُ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ، وَيَتْلُو آيًا مِنَ الْقُرْآنِ، وَكَانَتْ خُطْبَتُهُ قَصْدًا، وَصَلَاتُهُ قَصْدًا. غَيْرَ أَنَّ الْحَسَنَ، قَالَ: وَكَانَ يَتْلُو عَلَى الْمِنْبَرِ فِي خُطْبَتِهِ آيًا مِنَ الْقُرْآنِ.

الشيخ: ماذا قال على تخريجه؟

طالب: قال: "رواه مسلم روى بعضه، وهو الإرواء، وصحيح السنن، وابن حبان". وسيأتي معلقًا في حديث (1700).

الشيخ: في هذا الحديث مشروعية قراءة آية أو آيات في الخطبة؛ ولهذا قال العلماء بأنه مشروع في الخطبة أن يقرأ فيها آية أو آيات.

(وَكَانَتْ خُطْبَتُهُ قَصْدًا) أي: متوسطة وليست بطويلة ولا بالقصيرة، وكذلك صلاته كان ليس فيها طولًا؛ لأنه يراعي حالة الناس، قال: «مَنْ أمَّ الناس فليُخفِّف» والمراد التخفيف الموافق للسُنة، وليس المراد بالتخفيف نقر الصلاة كنقر الغراب كما يفعل بعض الناس، بعض النقارين يستدلون بحديث: «أفتان أنت يا معاذ!»، قال النبي: «مَنْ أمَّ الناس فليُخفِّف»، وينقر الصلاة نقر الغراب!

لا، فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وقوله لا يتناقض، فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- هو التخفيف، وكان إذا ركع يُحزر له في التسبيح عشر تسبيحات مع التدبر، وإذا رفع عليه الصلاة والسلام من الركوع وقف حتى يقول القائل: قد نسي. وإذا رفع عليه الصلاة والسلام من السجدة الأولى جلس حتى يقول القائل: قد نسي. هذا هو التخفيف، ما زاد عن فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي مأمور فيه بالتخفيف.

فكانت صلاته قصدًا أي: متوسطة ليس فيها طول، (وَصَلَاتُهُ قَصْدًا)، وكان يتلو آيات، وفيه مشروعية الخُطبة قائمًا، يشترط للإمام أن يخطب قائمًا، فلو خطب جالسًا هل تصح الخطبة؟

وفيه مشروعية الفصل بين الخطبتين بجلوس، وهذا عام في خطبة الجمعة وفي خطبة العيدين، لكن في صلاة الاستسقاء الخطبة واحدة، المؤلف أدخل هذه الترجمة وهي عامة، ليست خاصة بالاستسقاء، ما الترجمة السابقة؟

طالب: نحن الآن في باب العيدين.

الشيخ: باب العيدين بعد الاستسقاء، نعم، إذن هذا في خطبة العيدين، والعيدان حكمهما حكم الخطبة في العيدين خطبتان، حكمهما حُكم الخطبتين في الجمعة، يفصل بينهما بجلوس، ويخطب قائمًا، هذا هو السُنة، ويفصل بينهما بجلوس، ويُشرع قراءة آية أو آيات من القرآن، وذكر العلماء أيضًا الوصية بتقوى الله، والتشهد، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، كل هذا لا بُدَّ منه في الخُطبة.

بَابُ الْأَمْرِ بِالصَّدَقَةِ وَمَا يَنُوبُ الْإِمَامُ مِنْ أَمْرِ الرَّعِيَّةِ فِي خُطْبَةِ الْعِيدِ

قال: أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: أخبرنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: أخبرنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، قال: أخبرنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قال: أخبرنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ، فَيَبْدَأُ بِالصَّلَاةِ، فَإِذَا قَضَى صَلَاتَهُ وَسَلَّمَ، قَامَ فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ وَهُمْ جُلُوسٌ فِي مُصَلَّاهُمْ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بِبَعْثٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ذَكَرَهُ لِلنَّاسِ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ أَمَرَهُمْ بِهَا، وَكَانَ يَقُولُ: «تَصَدَّقُوا، تَصَدَّقُوا، تَصَدَّقُوا». وَكَانَ أَكْثَرَ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ. فَلَمْ تَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى كَانَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَخَرَجْتُ مُخَاصِرًا مَرْوَانَ، حَتَّى أَتَيْنَا الْمُصَلَّى، فَإِذَا كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ قَدْ بَنَى مِنْبَرًا مِنْ طِينٍ وَلَبِنٍ، وَإِذَا مَرْوَانُ يُنَازِعُنِي يَدَهُ، كَأَنَّهُ يَجُرُّنِي نَحْوَ الْمِنْبَرِ، وَأَنَا أَجُرُّهُ نَحْوَ الْمُصَلَّى، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ مِنْهُ، قُلْتُ: أَيْنَ الِابْتِدَاءُ بِالصَّلَاةِ؟ فَقَالَ مَرْوَانُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ تُرِكَ مَا تَعْلَمُ. فَرَفَعْتُ صَوْتِي: كَلَّا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَأْتُونَ بِخَيْرٍ مِمَّا أَعْلَمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ.

قف على هذا.، وفق الله الجميع.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد