شعار الموقع

شرح كتاب الإمامة في الصلاة من صحيح ابن خزيمة_45

00:00
00:00
تحميل
5

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال الإمام الحافظ ابن خزيمة رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه في كتابه [الصحيح]:

جُمَّاعُ أَبْوَابِ قِيَامِ الْمَأْمُومِينَ خَلْفَ الْإِمَامِ وَمَا فِيهِ مِنَ السُّنَنِ

بَابُ تَخْفِيفِ الْإِمَامِ الْقِرَاءَةَ لِلْحَاجَةِ تَبْدُو لِبَعْضِ الْمَأْمُومِينَ

 أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، قال: حدثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيَّ، قال: حدثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ مَعَ أُمَّهِ، فَيَقْرَأُ بِالسُّورَةِ الْقَصِيرَةِ، أَوِ الْخَفِيفَةِ.

 بَابُ الرُّخْصَةِ فِي تَخْفِيفِ الْإِمَامِ الصَّلَاةَ لِلْحَاجَةِ تَبْدُو لِبَعْضِ الْمَأْمُومِينَ بَعْدَمَا قَدْ نَوَى إِطَالَتَهَا

 أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ، فَأُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ وَجْدِ أُمَّهِ مِنْ بُكَائِهِ".

فيه دليل على أنه لا بأس بالتخفيف في الصلاة إذا بدت الحاجة، والتخفيف في القراءة، النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يريد أن يطيل، فإذا سمع بكاء الصغير خفف القراءة، فلا بأس، أما الركوع والسجود والرفع من الركوع فهذا لابد فيه من الطمأنينة، وإنما يكون التخفيف في القراءة حتى لا يطيل على أمه.

الحديث من أخرجه؟

طالب: قال: "حديثٌ متفقٌ على صحته".

 بَابُ الرُّخْصَةِ فِي خُرُوجِ الْمَأْمُومِ مِنْ صَلَاةِ الْإِمَامِ لِلْحَاجَةِ تَبْدُو لَهُ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا إِذَا طَوَّلَ الصَّلَاةَ

 أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قال: حدثَنَا سُفْيَانُ، قال: حدثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى قَوْمِهِ فَيَأُمُّهُمْ، فَأَخَّرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ لَيْلَةٍ الْعِشَاءَ، ثُمَّ يَرْجِعُ مُعَاذٌ يَؤُمُّ قَوْمَهُ، فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَتَنَحَّى رَجُلٌ، وَصَلَّى نَاحِيَةً، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالُوا: مَا لَكَ يَا فُلَانُ، نَافَقْتَ؟ قَالَ: مَا نَافَقْتُ، وَلَآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلَأُخْبِرَنَّهُ. قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ مُعَاذًا يُصَلِّي مَعَكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّنَا، وَإِنَّكَ أَخَّرْتَ الْعِشَاءَ الْبَارِحَةَ، ثُمَّ جَاءَ يَؤُمُّنَا، فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَإِنَّمَا نَحْنُ أَصْحَابُ نَوَاضِحَ، وَإِنَّمَا نَعْمَلُ بِأَيْدِينَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ! اقْرَأْ بِسُورَةِ كَذَا وَسُورَةِ كَذَا"، فَقُلْنَا لِعَمْرٍو: إِنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ يَقُولُ: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ﴾، وَ ﴿السَّمَاءِ وَالطَّارِقِ﴾؟ فَقَالَ: هُوَ نَحْوُ هَذَا.

هذا استدل به المؤلف على أنه يجوز للمأموم الانفراد والخروج عن الإمام، ويتم صلاته إذا أطال الإمام ولم يتمكن، فإن المأموم له الانفراد، ينوي الانفراد ويكمل صلاته أو يتم الركعتين ثم يسلم من الركعتين.

س: والعكس؟ إذا كان الإمام الذي يؤم المصلين لا يخشع ولا يطمئن هل يجوز الانفراد؟

الشيخ: نعم، ممكن، يعني إذا خشي أنه يخِّل بالطمأنينة.

س: الطمأنينة ما ... صلاته سريعة جدًا.

الشيخ: إذا ما في طمأنينة ما صحَّت الصلاة لأنه ترك ركنًا، الطمأنينة هي السكون والركود في كل موضع حتى يعود كل مفصل إلى موضعه، لابد من الطمأنينة، أعد الباب.

 بَابُ الرُّخْصَةِ فِي خُرُوجِ الْمَأْمُومِ مِنْ صَلَاةِ الْإِمَامِ لِلْحَاجَةِ تَبْدُو لَهُ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا إِذَا طَوَّلَ الصَّلَاةَ

س: إذا طول في القراءة وكنت تعبان؟

الشيخ: نعم، مثل ما فعل معاذ، معاذ كان يصلي مع النبي ثم يذهب إلى قومه فيصلي بهم في حيٍ من أحياء المدينة، فجاء هذا الرجل الذي يعمل في مزرعته أو في بستانه، متعب طول اليوم، فلما دخل معه في الصلاة شرع في قراءة البقرة واستمر، فنوى هذا الرجل الانفراد، وأكمل الصلاة ثم انصرف، فأُخبر الإمام بذلك، جاء بعضهم يخبره بذلك، فقال إنه منافق، فجاء هذا الرجل واشتكى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- اشتد على معاذ، قال: «افتانٌ أنت يا معاذ، افتانٌ أنت يا معاذ، إذا صلى أحدكم فليخفف فإن وراءه الضعيف والسقيم وذا الحاجة، وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء»، يقرأ بـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾[الأعلى: 1] و﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾[الغاشية:1] و ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾[الشمس:1] و ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾[الليل:1].

س: إذا كان يقرأ السجدة والإنسان وهو تعبان، سهران يفصل، يخرج عن الصلاة؟  السجدة والإنسان طويلة وهو سهران تعبان

الشيخ: لا، يجلس، ما دام جاء إلى المسجد، إذا كان ما يستطيع ما جاء إلى المسجد، هذا ما هو بإطالة، [00:08:05] لا تأخذ وقت، خمس دقائق عشر دقائق، لكن البقرة كم تأخذ؟

طالب: ساعة وتزيد.

الشيخ: هل تجعل سورة الإنسان والسجدة مثل من يقرأ البقرة؟

أعد الترجمة السابقة.

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي خُرُوجِ الْمَأْمُومِ مِنْ صَلَاةِ الْإِمَامِ لِلْحَاجَةِ تَبْدُو لَهُ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا إِذَا طَوَّلَ الصَّلَاةَ

حاجة من أمور الدنيا يعني فيه توسعة لكن إذا طوَّل، الحاجة التي تبدو من أمور الدنيا التي لابد منها مثل حاجته إلى الراحة من التعب، هذه من أمور الدنيا، ما يتعلق بجسده وبراحته حتى يتقوى على العبادة، قوله إذا طوَّل الإمام، والإنسان السليم ما يقال طوَّل، إذا قرأ بالإنسان والسجدة ما يقال طوَّل، ليست طويلة، كان النبي يقرأ بالستين والمائة هذه العادة، والله -سبحانه وتعالى- يقول: ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾[الإسراء:78]، هذا السنة في قراءتها من الستين إلى المائة، ما زاد على هذا الإطالة هذا التي تكون له فيها رخصة، أما إذا كان من الستين إلى المائة، صار يقرأ خمسمائة آية أو ألف آية، نعم، هذا عذر، يطوِّل.

س: يصلي بالأعراف في المغرب؟

الشيخ: قرأها مرة -صلى الله عليه وسلم-، هذا قد يكون لعذر إذا كان محتاجًا أو مضطر، نعم.

س: كان عنده موعد في مستشفى العيون وصلى مع الكلباني وقرأ بها

الشيخ: يفعلها دائمًا أم فعلها مرة؟

س: مرة.

الشيخ: هذه مرة، فعل السنة.

س: صلى جماعة ثانية في المسجد.

الشيخ: إذا احتاج أو إذا اضطر إلى هذا، نعم.

 بَابُ الْأَمْرِ بِائْتِمَامِ أَهْلِ الصُّفُوفِ الْأَوَاخِرِ بِأَهْلِ الصُّفُوفِ الْأُوَلِ

يعني موجه لأهل الصفوف الأواخر، يؤمرون بأن يتموا الصفوف الأوَل، (بِائْتِمَامِ) يعني يأتمون بهم ويقتدون بهم، يقتدون، أهل الصفوف الأخيرة يقتدون بالصفوف الأوَل، والصف الأول يقتدي بالإمام، والصفوف الأواخر يقتدون بالصفوف الأول.

 أَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قال: حدثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قال: حدثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ أَبِي الْأَشْهَبِ السَّعْدِيِّ، وَحدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْقَيْسِيُّ، قال: حدثَنَا أَبُو عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، قال: حدثنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا، فَقَالَ: "تَقَدَّمُوا، وَائْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، وَلَا يَزَالُ الْقَوْمُ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ".

هَذَا حَدِيثُ وَكِيعٍ.

وَقَالَ ابْنُ مَعْمَرٍ: عَنْ أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ.

يعني غلط في السند، هذا السند طويل لأنه ذكر التلميذ، والرواية عن تلميذ ابن خزيمة، تلميذه وتلميذ تلميذ التلميذه، اثنان ثم يأتي الشيخ، كم عدد الرجال؟ عشرة؟

طالب: إسماعيل، وأبو طاهر، وأبو بكر، وسلم بن جنادة، ووكيع، وجعفر بن أبي حيان، ثم قال محمد بن معمر، وأبو عامر، وأبو الأشهب، وقال حدثنا أبو نضرة؛ عشرة.

الشيخ: هذا سند طويل هذا، وماذا قال في التخريج؟

طالب: قال: "حديثٌ صحيحٌ أخرجه أحمد، وعبد بن حميد، ومسلم، وأبو داوود، وابن ماجه، والنسائي، وفي الكبرى له، وأبو يعلى".

الشيخ: قال ماذا؟ الألباني؟

طالب: "قلت: وهو في صحيح أبي داوود في طرفه الأخير، الشاهد عنده من حديث عائشة -رضي الله عنها-".

الشيخ: وهذا فيه دليل على أن الصف الأول يأتم بالإمام، وكذلك الصفوف الأوَل، والصفوف الأواخر يأتمون بالصفوف الأوَل قال: (تَقَدَّمُوا، وَائْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ خلفكم، وَلَا يَزَالُ الْقَوْمُ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ)، وفي لفظ «حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ في النار»، هذه رواية، يُنظر إلى هذه الرواية، أين هي؟ ما أشار إليها المحقق؟ «تَقَدَّمُوا، وَائْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، وَلَا يَزَالُ الْقَوْمُ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ في النار» هذه الزيادة في رواية.

س: [00:16:50]

الشيخ: ظاهره يتأخرون في المجيء، «وَلَا يَزَالُ الْقَوْمُ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ»، يعني يتأخر ثم يكون في آخر الصف؛ لأنه يتدرج من التأخير، تأخر في الصفوف الأخيرة، ثم يتأخر عن الجماعة، ثم يتأخر عن الوقت، «لا يزال قومٌ يتأخرون»، يعني بالتدرج، قد يتأخر في الصفوف الأواخر لأنه جاء في الوقت، ما عليه الآن، لكن قوله: لا يزال يتأخر، في المرة الثانية يتأخر أكثر، في المرة التالية يتأخر حتى يفوِّت الوقت ويفوِّت الجماعة، كلمة «لا يزال»، أو «يتأخرون» تأخرٌ بعد تأخر.

فيه الحث على التقدم، وفي الحديث الآخر: «لو يعلم الناس ما في التهجير»، وفي رواية «لو يعلم الناس ما في الصف الأول والتهجير ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا عليه»، والتهجير التبكير.

س: [00:18:07]

الشيخ: نعم، «حتى يؤخرهم في النار»، هذه زيادة، والزيادة يكون لها حكم خاص، قد تكون شاذة هذه، ولكن على كل حال كافي عموم: «لا يزال قومٌ يتأخرون حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ»، هذا فيه وعيد، تأخير الله لهم هذا أمرٌ ليس بهين، لكن زيادة (في النار) هذه التي ذكرت.

بَابُ أَمْرِ الْمَأْمُومِ بِالصَّلَاةِ جَالِسًا إِذَا صَلَّى إِمَامُهُ جَالِسًا

بركة، قف على هذا، وفق الله الجميع لطاعته.

سبحانك الله وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد