شعار الموقع

شرح كتاب الإمامة في الصلاة من صحيح ابن خزيمة_49

00:00
00:00
تحميل
5

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين وللمستمعين.

قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في كتابه [الصحيح]:

جُمَّاعُ أَبْوَابِ قِيَامِ الْمَأْمُومِينَ خَلْفَ الْإِمَامِ وَمَا فِيهِ مِنَ السُّنَنِ

بَابُ ذِكْرِ اسْتِخْلَافِ الْإِمَامِ عِنْدَ الْغَيْبَةِ عَنْ حَضْرَةِ الْمَسْجِدِ الَّذِي هُوَ إِمَامُهُ عِنْدَ الْحَاجَةِ تَبْدُو لَهُ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي خَبَرِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَخُرُوجِهِ إِلَى بَنِي عَمْرٍو لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، قَالَ لِبِلَالٍ: "إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَلَمْ آتِ؛ فَمُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ".

نعم، وهذا الحديث في الصحيحين، لكن كونه قال هكذا (وَلَمْ آتِ) ذكر أنه في الصحيحين، لكنه في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذهب إلى بني عمرو ليصلح بينهم، فيه مشروعية الإصلاح بين الناس وأنه من أفضل القربات، لاهتمام النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإصلاح بين الناس وهو الإمام -عليه الصلاة والسلام-، وهو القدوة، حتى إنه ترك الصلاة بالناس وذهب ليصلح بينهم في حيٍ في المدينة.

ولكن هنا أبو بكر يقول إنه قال لبلال «إذا تأخرت ولم آت فمر أبا بكر»، عندك في الصحيح هل هذا فيها، هذه المقالة هل قال النبي هذا؟

لكن فيه أن بلال لما تأخر النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء لأبي بكر وقال إن النبي -صلى الله عليه وسلم- حُبس وذهب ليصلح بين الناس، فهل لك أن تصلي بالناس؟ قال: نعم، إن شئت؛ فأقام الصلاة.

لكن هذا فيه أن ابن خزيمة قال إنه قال له، قال: "إني سأذهب إلى بني عوف، وإذا تأخرت ..."، هل اللفظة هذه عندك موجودة  المقولة في الصحيح عندكم؟

طالب: في الحديث السابق ذكر عن سهل بن سعد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى بني عمروٍ بن عوفٍ ليصلح بينهم فحانت الصلاة، وجاء المؤذن إلى أبي بكر، فقال أتصلي بالناس فأقيم؟ فقال: نعم، فصلى أبو بكر.

الشيخ: هذا الحديث السابق؟

طالب: نعم.

الشيخ: ما في، هنا في زيادة، قال إنه قال لبلال: إني سأذهب إلى بني عمرو، وإذا حضرت الصلاة ...، فهذه المقالة هي موجودة في الصحيحين في أحد ألفاظه؟ وعلى كل حال فيه أنه ينبغي للإمام أن يستخلف إذا تأخر وبدت له الحاجة يستخلف من يصلي بالناس ولا يتركهم.

وفيه فضل الإصلاح بين الناس، وأنه من أفضل القربات حتى إن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذهب وترك الصلاة بالناس ليصلح بين الناس، والله تعالى يقول: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾[النساء:114] [00:05:19] الإخلاص.

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الِاقْتِدَاءِ بِالْمُصَلِّي الَّذِي يَنْوِي الصَّلَاةَ مُنْفَرِدًا، وَلَا يَنْوِي إِمَامَةَ الْمُقْتَدِي بِهِ

أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ وَهُوَ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ لَنَا حَصِيرٌ نَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ وَيَتَحَجَّرُهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِاللَّيْلِ فَيُصَلِّي فِيهِ، فَتَتَبَّعَ لَهُ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ -صلى الله عليه وسلم- فَعَلِمَ بِهِمْ، فَقَالَ: "اكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا". وَكَانَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَيْهِ مَا دِيمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَثْبَتَهَا.

هَذَا حَدِيثُ عَبْدِ الْجَبَّارِ.

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَسَمِعَ بِهِ نَاسٌ، فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ، وَزَادَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "إِنِّي خَشِيتُ أَنْ أُؤْمَرَ فِيكُمْ بِأَمْرٍ لَا تُطِيقُونَهُ".

          هذا الحديث استدل به المؤلف على أنه يجوز للمأموم أن يقتدي بالمنفرد ولو لم ينوِ الإمامة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي وحده، وكان بينه وبينهم حصير، كان حصير يبسطه بالنهار ويحتاجه بالليل، فقام النبي يصلي فجاء ناسٌ وصلوا بصلاته، وهو لم يعلم ولم ينوِ الإمامة، يعني أقرهم على هذا، وكان هذا في صلاة الليل، والأصل أن صلاة النافلة وصلاة الفريضة سواء.

          فلما علم النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا قال: «اكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا»، لكن ظاهره أنه في المسجد، الحصير كان في المسجد، النبي كان في الليل يصلي في بيته، فظاهره أنه في المسجد وأنه جعل الحصير حاجز بينه وبين الناس، وصلى من وراء الحاجز، ما هي الترجمة؟

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الِاقْتِدَاءِ بِالْمُصَلِّي الَّذِي يَنْوِي الصَّلَاةَ مُنْفَرِدًا، وَلَا يَنْوِي إِمَامَةَ الْمُقْتَدِي بِهِ

الحديث في الصحيح؟

طالب: نعم، قال: الحديث متفقٌ على صحته.

الشيخ: في الصحيحين؟

طالب: نعم.

الشيخ: لذلك هذا الحصير ليحتجزه، ذكر أنه كان في المسجد؟

القارئ: نعم، قال:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ لَنَا حَصِيرٌ نَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ، وَيَتَحَجَّرُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ، فَيُصَلِّي فِيهِ، فَتَتَبَّعَ لَهُ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، فَعَلِمَ بِهِمْ، فَقَالَ: «اكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا»، وَكَانَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَيْهِ مَا دِيمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَثْبَتَهَا. هَذَا حَدِيثُ عَبْدِ الْجَبَّارِ.

(وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَثْبَتَهَا) يعني داوم عليها، ولهذا لما سئل عن الركعتين بعد الظهر صلاهما بعد العصر ثم داوم على ذلك، فأحب الأعمال إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قلَّ، يعني عملٌ مستمر قليل خيرٌ من كثيرٍ منقطع.

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَسَمِعَ بِهِ نَاسٌ، فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ، وَزَادَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنِّي خَشِيتُ أَنْ أُؤْمَرَ فِيكُمْ بِأَمْرٍ لَا تُطِيقُونَهُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، قال: حدثنَا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا، حدثَنَا أَنَسٌ؛ ح وَحدثَنَا الصَّنْعَانِيُّ أَيْضًا، حدثَنَا بِشْرٌ يَعْنِي ابْنَ الْمُفَضَّلِ حدثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ؛ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، قال: حدثنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، قال: حدثنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ وَهَذَا حَدِيثُ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِي بَعْضِ حُجَرِهِ،

لم يحدد له مكان.

فَجَاءَ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِمَكَانِهِمْ تَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ، ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ خَرَجَ فَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا، فَلَمَّا أَصْبَحُوا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! صَلَّيْنَا بِصَلَاتِكَ اللَّيْلَةَ وَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ تبْسُطَ، قَالَ: «عَمْدًا فَعَلْتُ ذَلِكَ».

(تبْسُطَ) يعني تُطيل، لكن قال: صلى في (فِي بَعْضِ حُجَرِ نسائه)، كيف يقتدون به وهو في بعض الحجر؟ والظاهر أنه كان في المسجد ثم دخل حجر نسائه لما أحس بهم.

استدل به المؤلف رحمه الله على جواز الاقتداء بالمنفرد، ولو لم ينوِ الإمامة، وهذا في صلاة النافلة، وصلاة الفريضة والنافلة سواء، تكلم عليه؟

طالب: قال: أخرجه مسلم، والبزار، وأبو يعلى، وأحمد، وعبد بن حُميد، والحديث في الصحيح.

الشيخ: [00:15:16]، ما في إشكال، لكن ما تكلم على ...

طالب: تكلم على التخريج فقط.

الشيخ: قوله (صلى فِي بَعْضِ حُجَرِهِ) في أول المتن، قال؟ أعد.

قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ حُجَرِهِ

كانوا عنده.

فَجَاءَ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِمَكَانِهِمْ تَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ، ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ

ظاهره أنه خارج البيت، وقوله (فِي بَعْضِ حُجَرِهِ) يعني قرب، صلى ماذا؟

قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ حُجَرِهِ،

يعني كأنه قربها، ثم دخل البيت بعد ذلك، في الحديث الأول أنه جعل الحصير حاجزًا بينه وبينهم، ثم لما أحس بهم خفف الصلاة، ثم دخل البيت وصلى، قالوا: يا رسول الله، صلينا بصلاتك؛ قال: علمت؛ خشي أن تُفرض عليهم عليه الصلاة والسلام، فاستدل به المؤلف على الاقتداء بالمنفرد ولو لم ينوِ الإمامة.

 بَابُ افْتِتَاحِ غَيْرِ الطَّاهِرِ الصَّلَاةَ نَاوِيًا الْإِمَامَةَ، وَذِكْرُهُ أَنَّهُ غَيْرُ طَاهِرٍ بَعْدَ الِافْتِتَاحِ، وَتَرْكُهُ الِاسْتِخْلَافَ عِنْدَ ذَلِكَ لِيَنْتَظِرَ الْمَأْمُومُونَ رُجُوعَهُ بَعْدَ الطَّهَارَةِ فَيَؤُمُّهُمْ

هذا فيه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أراد أن يكبِّر، فلما ... بعد قراءة [00:17:25] قال: «مكانكم»، لكن فيها الحديث أنه قبل أن يكبر، هنا قال باب ماذا؟

 بَابُ افْتِتَاحِ غَيْرِ الطَّاهِرِ الصَّلَاةَ نَاوِيًا الْإِمَامَةَ، وَذِكْرُهُ أَنَّهُ غَيْرُ طَاهِرٍ بَعْدَ الِافْتِتَاحِ، وَتَرْكُهُ الِاسْتِخْلَافَ عِنْدَ ذَلِكَ لِيَنْتَظِرَ الْمَأْمُومُونَ رُجُوعَهُ بَعْدَ الطَّهَارَةِ فَيَؤُمُّهُمْ

بركة، قف على هذا، وفق الله لطاعته، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد