شعار الموقع

شرح كتاب الجمعة من صحيح ابن خزيمة_28

00:00
00:00
تحميل
5

الحمد لله رب العالمين، وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال الإمام ابن خُزيمة –رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه-، قال في كتابه:

جِماع أبواب الصلاة قبل الجمعة

بَابُ إِبَاحَةِ مَا أَرَادَ الْمُصَلِّي مِنَ الصَّلَاةِ قَبْلَ الْجُمُعَةِ مِنْ غَيْرِ حَظْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ مَا شَاءَ وَأَرَادَ مِنْ عَدَدِ الرَّكَعَاتِ.

يعني أن الإنسان يجوز له أن يُصلي، قال: إذا جاء إلى الجمعة إلى خروج الإمام، وليس هناك حد، لو يُصلي مائة ركعة أو مائتين لا حرج، ما فيه شيء محدد، وليس للجمعة سنةٌ قبلها، لكن لها نوافل مطلقة، فيه دليل كما سيأتي في الحديث قال: "إذا صلى ما كُتب له حتى إذا خرج الإمام"، أنه يُصلي حتى يخرج الإمام؛ فيه دليل على أنه لا وقت نهي في يوم الجمعة قُبيل الظهر، جاء النهي لأنه تُسجَّر جهنم، ويُستثنى من ذلك يوم الجمعة في هذا الحديث.

س: يُسلم ولا يصل؟

الشيخ: يُسلم، يسلم من كل ركعتين، يُسلم.

وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا صَلَّى قَبْلَ الْجُمُعَةِ فَتَطَوُّعٌ لَا فَرْضٌ مِنْهَا.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي خَبَرِ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنهما-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «وَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ». وَفِي خَبَرِ سَلْمَانَ –رضي الله عنه-: «مَا قُدِّرَ لَهُ»، وَفِي خَبَرِ أَبِي أَيُّوبَ -رضي الله عنه-: «فَيَرْكَعُ إِنْ بَدَا لَهُ».

هذا يدل على أنه ليس هناك حد مُحدد في صلاته قبل دخول الإمام، «وَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ»؛ «ما قُدِّرَ له»، «ما بدا له»، ما أراد، مُطلق، ما فيه تحديد، ركعتين، أو أربع، أو عشر، أو مائة؛ إلى أن يخرج الإمام، وليست راتبة، لا توجد راتبة، النفل مطلق.

بَابُ اسْتِحْبَابِ تَطْوِيلِ الصَّلَاةِ قَبْلَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ.

وهذا من تفقه المُصنف، ذكر الترجمة ثم أشار إلى الحديث.

بَابُ اسْتِحْبَابِ تَطْوِيلِ الصَّلَاةِ قَبْلَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، حدثنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ وَمُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ، قَالُوا حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ زِيَادٌ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ. وَقَالَ الْآخَرَانِ: عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: أَكَانَ ابْنُ عُمَرَ –رضي الله عنهما- يُصَلِّي قَبْلَ الْجُمُعَةِ؟ فَقَالَ: قَدْ كَانَ يُطِيلُ الصَّلَاةَ قَبْلَهَا، وَيُصَلِّي بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ، وَيُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.

طالب: قال: "صحيح، أخرجه عبد الرزاق، والبخاري، وأحمد، وأبو داوود، والنسائي، وفي الكُبرى له، وابن حِبان، والبيهقي".

الشيخ: حسن؟

طالب: لا، قال هذا فقط.

بَابُ وَقْتِ الْإِقَامَةِ لِصَلَاةِ الْجُمُعَةِ.

حدثنَا أَبُو طَاهِرٍ، حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، حدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حدثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ –رضي الله عنه- قَالَ: مَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَّا مُؤَذِّنٌ وَاحِدٌ إِذَا خَرَجَ أَذَّنَ، وَإِذَا نَزَلَ أَقَامَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ كَذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ وَكَثُرَ النَّاسُ، أَمَرَ بِالنِّدَاءِ الثَّالِثِ عَلَى دَارٍ فِي السُّوقِ يُقَالُ لَهَا: الزَّوْرَاءُ، فَإِذَا خَرَجَ أَذَّنَ وَإِذَا نَزَلَ، أَقَامَ.

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْكَلَامِ لِلْمَأْمُومِ وَالْإِمَامِ بَعْدَ الْخُطْبَةِ، وَقَبْلَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ

بركة، أعد الترجمة السابقة.

بَابُ وَقْتِ الْإِقَامَةِ لِصَلَاةِ الْجُمُعَةِ.

حدثنَا أَبُو طَاهِرٍ، حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، حدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حدثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ –رضي الله عنه- قَالَ: مَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَّا مُؤَذِّنٌ وَاحِدٌ إِذَا خَرَجَ أَذَّنَ.

يعني يوم الجمعة.

وَإِذَا نَزَلَ أَقَامَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ كَذَلِكَ.

وعُثمان في أول خلافته.

فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ وَكَثُرَ النَّاسُ، أَمَرَ بِالنِّدَاءِ الثَّالِثِ عَلَى دَارٍ فِي السُّوقِ يُقَالُ لَهَا: الزَّوْرَاءُ، فَإِذَا خَرَجَ أَذَّنَ وَإِذَا نَزَلَ، أَقَامَ.

هذا فيه أنه على عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- ما كان إلا مؤذن واحد يوم الجمعة، ولكن بعد دخول الإمام وتسليمه يُؤذن ثم يُقيم، هذا هو الشاهد: يُقيم بعد الخطبة، يُؤذن ثم يخطب ثم يُقيم، هذا وقت الإقامة بعد الخطبة يُقيم الصلاة، ما كان إلا مؤذن واحد، وهذا يكون بعد دخول الإمام، وكذلك أبو بكر ليس له إلا مؤذن واحد، وعُمر، وأول خلافة عُثمان.

فلما كثُر الناس في زمان عثمان –رضي الله عنه- اجتهد –رضي الله عنه- وجعل مؤذنًا يُؤذن على الزَّورَاء قريب من الناس في السوق؛ حتى يتأهبوا للجمعة، لأنه كثُر الناس في زمن عُثمان –رضي الله عنه-.

أما الأذان الثالث والأذان الأول بين يدي الخطيب، والثاني الإقامة، والثالث: هذا هو الأول، سمي الأول، فعلى التسمية الآن يُسمونه الآذان الأول، والآذان الثاني، والثالث: الإقامة، لكن هو جعل الآذان الأول هو الثالث، الأول حينما يُؤذن بين يدي الخطيب، والثاني هو الإقامة فهي أذان ثانٍ، إعلام، وهذا الثالث، وافقه الصحابة على ذلك فكانت هذه سنة الخليفة الراشد، ولا يزال عليها عمل المسلمين اليوم، والناس يكثرون من زمن عُثمان، زادوا وكثروا فهُم بحاجة إلى التنبيه.

طالب: [00:09:04]

الشيخ: الساعة، مُناسب الساعة، يجتهد ويُقدر الوقت الذي يُناسب الناس ويتهيأ الناس فيه ويستعدون، أي نعم، هذا ما يحصل يعني، ساعة مناسبة، يعني مناسب،

طالب: عشر دقائق.

الشيخ: الحين نصف ساعة الآن، يعني يُؤخر نصف ساعة، طيب، [00:09:35] بعض الشيء، لعله إن شاء الله في الخطبة الثانية يؤخر ساعة أخرى.

طالب: [00:09:43]

الشيخ: لا، ما هو بالظاهر؛ لأن هذا الآن المقصود التنبيه، ما هو بوقت الصلاة، هذا للتنبيه والاستعداد والتهيؤ، بخلاف الآذان الذي يُؤذن بين يدي الخطيب هذا نعم، هذا هو، ما في صلاة في الآذان الأول، الأول ما فيه صلاة، تنبيه، الصلاة يكون باقي عليها وقت، هذا الذي يظهر، تنبيه للاستعداد والتهيؤ، مثل الفجر الآن، الآذان للفجر الأول تنبيه، يعني ما تُتابعه في هذا، اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة؛ ما في صلاة، الأذان الأول في آخر الليل، وكذلك أذان الجمعة للتنبيه.

طالب: [00:10:44]

الشيخ: هذا بعد النبي –صلى الله عليه وسلم-، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الصلاة خير من النوم"، تشريع هذا.

طالب: هنا في الحديث الذي قبله قال ابن عُمر: "وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك" يقصد بها الركعتين التي بعد الجمعة وليس التي قبلها، التي قبلها كان العمل فعل ابن عمر؛ لأنه ذكر في البخاري هنا فقال: "وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- لا يُصلي قبل الجمعة، ويُصلي بعدها ركعتين".

الشيخ: الرسول –عليه الصلاة والسلام- كان لا يأتي إلا للخطبة.

طالب: ذكر أنه كان يفعل ذلك.

طالب: التي بعدها، في البخاري في نفس الحديث قال: "وكان لا يُصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيُصلي ركعتين".

الشيخ: في البخاري، كان لا يُصلي ...

طالب: نعم، "كان لا يصلي قبل الجمعة حتى ينصرف فيُصلي ركعتين"، فكانت الركعات الأولى التي يُطيل فيها ابن عُمر من عمله هو.

الشيخ: نعم، يكون من اجتهاده.

طالب: لأنه قال هنا: "ويُصلي بعدها ركعتين في بيته، ويُحدِّث أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك".

الشيخ: والنبي –صلى الله عليه وسلم- لو كان يُصلي كان يُصلي في بيته، مسكوت عنه، ما كان يُصلي في المسجد قبل الصلاة، ولا كان يأتي إلا عند الإقامة.

طالب: [00:12:18]

الشيخ: يكون من فعل ابن عُمر، نعم؟ هذا قول لبعض العلماء، والقول الثاني جاء في بعض الأحاديث أنه يُصلي أربعًا في الببت أو في المسجد، وهذا هو الذي أظن أنه المستقر في ذهني أنه جاء في الأحاديث أنه يُصلي أربعًا في بيته أو في المسجد.

الخطيب المشروع دخوله وقت الخطبة، ولو جاء وصلى قال بعض العلماء لا مانع، لو جاء وجلس في المسجد وصلى ثم صعد، لكن هذا ما فعله الصحابة، لكن لو جاء لا حرج، يصلي ما تيسر ويقرأ القرآن؛ يفعل هذا بعض الأئمة، فإذا جاء وقت الخطبة صعد إلى المنبر ولا حرج، لكن الأفضل ما فعله النبي –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه.

طالب: قال في مسلم: "وبعد الجمعة سجدتين، فأما المغرب والعشاء والجمعة فصليت مع النبي –صلى الله عليه وسلم- في بيته" أي بعد الصلاة.

الشيخ: ها؟

طالب: يقول ابن عمر قال: "صليت مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قبل الظهر سجدتين، وبعدها سجدتين، وبعد المغرب سجدتين، وبعد العشاء سجدتين، وبعد الجمعة سجدتين".

الشيخ: ومعنى سجدتين يعني ركعتين.

طالب: "فأما المغرب والعشاء والجمعة فصليت مع النبي –صلى الله عليه وسلم- في بيته".

الشيخ: جاء ما يدل على أنه صلى أربعًا، يُراجع أيضًا كذلك، نعم، كان يصوم وحده في السنة الأولى التي قدِم فيها المدينة، وكان أمر الناس أن يصوموا، ثم لما فُرض صوم رمضان نُسخ الوجوب وبقي الاستحباب، كان يصوم عاشوراء، ثم قال في السنة الأخيرة قبل وفاته: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ»، قال: «صُوُمُوُا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ، خَالِفُوُا الْيَهُوُدَ»، ثُم توفي –عليه الصلاة والسلام- قبل أن يأتي العام القادم، فثبت التشريع بهذا.

س: [00:14:43]

الشيخ: فيه ضعف، «يومًا قبله ويومًا بعده» الحديث فيه ضعف، «صوموا التَّاسِعَ» هذا هو الثابت.

وفق الله الجميع لطاعته، وثبت الله الجميع.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد