الحمد لله رب العالمين، وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين وللمستمعين.
قال الإمام الحافظ بن حُزيمة في صحيحه-:
كِتَابُ الصِّيام.
الْمُخْتَصَرُ، مِنَ الْمُخْتَصَرِ، مِنَ الْمُسْنَدِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عَلَى الشَّرْطِ الَّذِي ذَكَرْنَا بِنَقْلِ الْعَدْلِ عَنِ الْعَدْلِ مَوْصُولًا إِلَيْهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
كذا: (المختصر من المختصر)؟
طالب: نعم.
الشيخ: فيه أحاديث ثلاثة باقية، بعد ما قرأناه، يعني سبقت.
طالب: لا، ليست في الأصل، إنما نسبها إلى كتاب المِزِّي.
الشيخ: من الذي أضافها؟
طالب: دار التأصيل.
الشيخ: هم أضافوها وأخذوها من المَهرة؟
طالب: نعم.
الشيخ: عندك الآن ما الأحاديث؟
الأحاديث المنسوبة في إتحاف المَهَرة إلى كتاب الجُمعة:
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا صعد المنبر استقبلناه بوجوهنا.
حدثنا إسماعيل بن إسحاق -أصله كوفي سكن الفسطاط يُقال له: أبو بحر-، حدثنا محمد بن علي بن غِراط، قال: حدثني أبي، عن أبان بن عبد الله البجلي، عن عَدي بن ثابتٍ، عن البراء بن عازب -رضي الله عنه-.
قال أبو بكرٍ -رحمه الله-: هذا الخبر معلولٌ عندي.
حدثنا أشج، حدثنا النضر بن إسماعيل، عن أبان بن عبد الله البجلي، قال: رأيت عَدي بن ثابتٍ -رضي الله عنه- يستقبل الإمام بوجهه إذا قام يخطب، فقلت له: رأيتك تستقبل بوجهك، قال: رأيت أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعلونه.
رأى كعب بن عُجرة -رضي الله عنه- عبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدًا، قال: انظروا إلى هذا، وقد قال الله: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾[الجمعة:11].
عن محمد بن يحيى ...
الشيخ: هذا الحديث الثاني هذا، أم تابع للأول؟
طالب: الأول ثم الثاني.
الشيخ: الأول: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خطب يستقبل الناس بوجهه.
طالب: نعم، هذا الثاني.
الشيخ: الأول ماذا قال عليه؟ يقول: معلول.
طالب: الأول قال: "أخرجه البيهقي في السنن الكبرى".
الشيخ: المؤلف يقول: معلول.
طالب: نعم.
الشيخ: تكلم عليه في الحاشية؟
طالب: نعم، قال: معلول، قال: "أخرجه البيهقي في السنن الكُبرى، وقال: أخبرنا أبو حازم الحافظ، أنبأنا أبو أحمد محمد بن مُحمد الحافظ، قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خُزيمة، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، أصله كوفي بالفسطاط -فسطاط مصر-، قال: حدثنا محمد بن علي بن غُراب، حدثنا أبي، عن أبان بن عدي البجلي، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب -رضي الله عنه-، قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا صعد المنبر، أو قال: قعد على المنبر، استقبلناه بوجوهنا".
الشيخ: السند معلول؟
طالب: ما تكلم، وكله في إسناد المتن.
الشيخ: عندك كلام عن الإسناد؟
طالب: ليس موجودًا.
الشيخ: الظاهر [00:05:27] في الرواية، بعض الرواة.
طالب: نعم، ثم قال:
رأى كعب بن عُجرة عبد الرحمن بن أم الحكم، يخطب قاعدًا قال: انظروا إلى هذا وقد قال الله -تعالى-: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾[الجمعة:11].
عن محمد بن يحيى، عن وهب بن جرير، عن شُعبة، عن منصورٍ، عن عمرو بن مُرة، عن أبي عُبيدة، عن كعب بن عُجرة، وعن مُحمد بن يحيى، عن عمرو بن عُثمان الرَّقي، عن عُبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن عمرو بن مُرة، عن أبي عُبيدة، عن كعب بن عُجرة؛ نحوه.
طالب: انتهى.
الشيخ: اثنين ولا ثلاثة؟ ما هو الثالث؟
طالب: هو كله واحد إلا أن لها عدة أسانيد.
الشيخ: النهي عن ... كونه يستقبله بوجوههم؟
طالب: [00:06:45] استقبلناه بوجوهنا.
الشيخ: أنكر عليه، تكلم عليه حديث ابن أم ... الحديث الأخير؛ رأى كعب بن عُجرة؟
طالب: قال: "أخرجه مُسلم من طريق شُعبة، عن منصور، عن عمرو بن مُرة، عن أبي عُبيدة، عن كعب بن عُجرة، قال: دخل المسجد عبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدًا فقال: انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدًا، وقال الله -تعالى-: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾[الجمعة:11]".
الشيخ: اشتد في الإنكار عليه.
طالب: نعم.
الشيخ: لأنه مُخالف للآية.
طالب: نعم، انتهى.
الشيخ: لأن الخطبة تحتاج إلى قوة، وشجاعة، وحماسة، فكييف يخطب وهو جالس! اجالس ما عنده حماسة، حتى القائم ينبغي أن يكون يخطب بحماسة قوة وشجاعة، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خطب احمر وجهه، وعلا صوته كأنه منذر جيش يقول: (صَبَّحكم ومسَّاكم)، والجلوس ينافي هذا، ولهذا اشتد عليه، قال: "انظروا هذا الخبيث".
كِتَابُ الصِّيَامِ
بركة.
وفق الله الجميع لطاعته، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليه.
