شعار الموقع

شرح كتاب الزكاة من صحيح ابن خزيمة_27

00:00
00:00
تحميل
6

قال ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في (صحيحه):

"بَابُ ذِكْرِ الدَّلَائِلِ الْأُخْرَى عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّمَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِآلِ مُحَمَّدٍ» صَدَقَةَ الْفَرِيضَةِ دُونَ صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ"

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي خَبَرِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ، فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَبَّرَ أَنَّ لِآلِهِ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْ صَدَقَتِهِ إِذْ كَانَتْ صَدَقَتُهُ لَيْسَتْ مِنَ الصَّدَقَةِ الْمَفْرُوضَةِ».

الشيخ:

 هذا للأنبياء، الأنبياء ما يورثون؛ لأنهم ما بُعثوا للدنيا إنما بُعثوا لهداية الناس وتعليمهم وإرشادهم، ولهذا ما تركه الأنبياء يكون صدقة للحديث: «نحن معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه يكون صدقة»؛ ولهذا لما جاءت فاطمة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- إلى أبي بكر تطلب منه ميراث النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخبرها بأن النبي لا يورث قال لها الحديث رواه عشرة من الصحابة: «نحن معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه يكون صدقة».

القارئ:

 وَفِي خَبَرِ حُذَيْفَةَ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ» ، فَلَوْ كَانَ الْمُصْطَفَى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرَادَ بِقَوْلِهِ إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ تَطَوُّعًا، وَفَرِيضَةً لَمْ تَحِلَّ أَنْ تُصْطَنَعَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ مَعْرُوفًا إِذِ الْمَعْرُوفُ كُلُّهُ صَدَقَةٌ بِحُكْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ كَانَ كَمَا تَوَهَّمَ بَعْضُ الْجُهَّالِ لَمَا حَلَّ لِأَحَدٍ أَنْ يُفْرِغَ أَحَدٌ مِنْ إِنَائِهِ فِي إِنَاءِ أَحَدٍ مِنْ آلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَاءً إِذِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَعْلَمَ أَنَّ إِفْرَاغَ الْمَرْءِ مِنْ دَلْوِهِ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي صَدَقَةٌ، وَلَمَا حَلَّ لِأَحَدٍ مِنْ آلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُنْفِقَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ عِيَالِهِ إِذَا كَانُوا مِنْ آلِهِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَبَّرَ أَنَّ نَفَقَةَ الْمَرْءِ عَلَى عِيَالِهِ صَدَقَةٌ.

الشيخ:

 يعني كأن المؤلف يرد على من قال على أن آل محمد لا تحل لهم صدقة التطوع، يقول: لو كان ما لهم صدقة التطوع ما يعطوا شيء كل شيء تطوع، كل معروف صدقة، وإذا أفرغ من دلوه إلى دلوه صدقة، ولو كانوا ممنوعين من صدقة التطوع لما أعطوا شيئًا أبدًا، لا يفرغ لهم من الدلو ولا يعطون شيئًا، كل ما سوى الفريضة يسمى صدقة التطوع، «كل معروف صدقة» ما يفعل لهم أي معروف، ولا يفرغ لواحد منهم من دلوه ولا يعطى شيء، لو كانوا ممنوعين من صدقة التطوع، وإنما هم ممنوعين من صدقة الفريضة، هذا قول المؤلف رحمه الله.

القارئ:

 أحسن الله إليكم.

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا الثَّقَفِيُّ عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي ثَلَاثَةٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ كُلُّهُمْ يُحَدِّثُهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى سَعْدٍ يَعُودُهُ بِمَكَّةَ قَالَ: فَبَكَى سَعْدٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يُبْكِيكَ؟» قَالَ: خَشِيتُ أَنْ أَمُوتَ بِأَرْضِي الَّتِي هَاجَرْتُ مِنْهَا كَمَا مَاتَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا، وَإِنَّمَا تَرِثُنِي بِنْتٌ أَفَأُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ قَالَ: «لَا» قَالَ: فَالثُّلُثَيْنِ: قَالَ: «لَا» قَالَ: فَالنِّصْفُ: قَالَ: «لَا» قَالَ: فَالثُّلُثُ قَالَ: «الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ إِنَّ صَدَقَتَكَ مِنْ مَالِكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى عِيَالِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ مَا تَأْكُلُ امْرَأَتُكَ مِنْ طَعَامِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّكَ إِنْ تَدَعْ أَهْلَكَ بِخَيْرٍ - أَوْ قَالَ بِعَيْشٍ - خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ» وَقَالَ بِيَدِه.

الشيخ:

 الشاهد: قوله صدقة، تسمى صدقة، ما ينفق الإنسان على أهله كله يسمى صدقة، لو كانت صدقة الفريضة كان ما يعطى الإنسان لأولاده من صدقة الفريضة، وإنما هي صدقة التطوع.

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ هُمْ مِنْ آلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ، لَا كَمَا قَالَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ آلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ، آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ الْعَبَّاسِ"

الشيخ:

نعم. هم وبنو هاشم، وبنو المطلب، ذهب الإمام أبو حنيفة ومالك إلى أنهم بنو هاشم فقط يمنعون دون بنو المطلب، ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنهم بنو عبد المطلب وبنو هاشم، وهذا هو الصواب؛ لقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «بنو عبد المطلب لم يفارقوا بني هاشم لا في جاهليتهم ولا في إسلام» أما بنو عبد شمس وبنو عبد مناف وإن كان مساوينهم في النسب فليسوا منهم.

 باب؟

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ هُمْ مِنْ آلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ.

الشيخ:

 حرموا صدقة الفريضة فلا يعطون من هذه الصدقة؛ لأنهم من أهل النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هم وبنو هاشم.

القارئ:

 لَا كَمَا قَالَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ آلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ، آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ الْعَبَّاسِ"

الشيخ:

 آل جعفر، وآل بنو عبد شمس، وبني عبد مناف، ليسوا من آل النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

القارئ:

 أحسن الله إليكم.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي خَبَرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ آلَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَحْرُمُ عَلَيْهِمُ الصَّدَقَةُ كَتَحْرِيمِهَا عَلَى غَيْرِهِمْ مِنْ وَلَدِ هَاشِمٍ.

الشيخ:

 لما جاء ابن عبد المطلب بن ربيعة يسأل النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يجعله واليًا في الصدقة حتى يحصل على المهر؛ منعه، وبيَّن له أن آل النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يكونون عمَّالًا في الصدقة.

القارئ:

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي خَبَرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ آلَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَحْرُمُ عَلَيْهِمُ الصَّدَقَةُ كَتَحْرِيمِهَا عَلَى غَيْرِهِمْ مِنْ وَلَدِ هَاشِمٍ كَمَا زَعَمَ أَبُو حَيَّانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، «أَنَّ آلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ: آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ عُقَيْلٍ، وَآلُ الْعَبَّاسِ، وَآلُ الْمُطَّلِبِ». وَكَانَ الْمُطَّلِبِيُّ يَقُولُ: «إِنَّ آلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنُو هَاشِمٍ، وَبَنُو الْمُطَّلِبِ الَّذِينَ عَوَّضَهُمُ اللَّهُ مِنَ الصَّدَقَةِ سَهْمَ القرابة مِنَ الْغَنِيمَةِ فَبَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَسْمِهِ سَهْمَ ذِي الْقُرْبَى مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، وَبَنِي الْمُطَّلِبِ إنَّ اللَّهَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ ذَوِي الْقُرْبَى: بَنِي هَاشِمٍ، وَبَنِي الْمُطَّلِبِ دُونَ غَيْرِهِمْ مِنْ أَقَارِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

الشيخ:

 عندك كما أم فما؟

الطالب:

كَمَا.

أحد الحضور:

في قبلها لا. لا كما زعم....

الشيخ:

 محتمل. لا كما أو فما زعم.... فليس بكما.

القارئ:

 تقدير لا كما.

الطالب:

لو كانت لا كما هنا زعم.........

الشيخ:

 أبو حيان أنهم لا يعطون، أن آل علي يحرموا من الصدقة، وهذا الزعم غير صحيح، لا كما يزعم هؤلاء، نفي، الصواب: الذين يمنعون بنو عبد المطلب وبنو هاشم لا كما يزعمه من زعم أن آل علي وآل جعفر وآل العباس ممنوعين.

الطالب:

هنا أحسن الله إليك قال: " كَمَا زَعَمَ أَبُو حَيَّانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، «أَنَّ آلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ: آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ عُقَيْلٍ، وَآلُ الْعَبَّاسِ، وَآلُ الْمُطَّلِبِ». أدخل معهم آل المطلب أحسن الله إليك، فلا تأتي لا كما.

الشيخ:

 لا لا، تأتي: لا كما يزعم أن هؤلاء كلهم وإنما بعضهم، بنو المطلب دون آل علي وآل جعفر وآل العباس. بنو هاشم وبنو المطلب فقط الممنوعين أما آل علي وآل جعفر وآل المطلب يأتي.......

مناقشة:

الترجمة قال فيها لا.

 القارئ:

 "بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ هُمْ مِنْ آلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ، لَا كَمَا قَالَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ آلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ، آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ الْعَبَّاسِ"

الشيخ:

 نعم. هذا لا تأتي هنا.

الطالب:

لكن هنا -أحسن الله إليك- ذكر آل المطلب.

الشيخ:

 نعم. لكن ما يخالف، الممنوع إدخال آل علي وآل جعفر وآل العباس. يعني في الترجمة تأتِ هنا "لا كما يزعم".

س: أحسن الله إليك. سلمان الفارسي الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: «سلمان من آل بيتي» كتشريفًا؟

ج/ نعم من آل البيت يعني يمنع من الصدقة؟

السائل: نعم.

الشيخ:

 لا الظاهر لا كتشريفًا.

القارئ:

 أحسن الله إليكم.

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ وَهُوَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ الرَّبَابُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ سَمُرَةَ، وَعَمْرُو بْنُ مُسْلِمٍ، إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ حَصِينٌ: يَا زَيْدُ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ، وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ، وَغَزَوْتَ مَعَهُ لَقَدْ أَصَبْتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا. حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ حَدِيثًا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا شَهِدْتَ مَعَهُ قَالَ: بَلَى، ابْنَ أَخِي، لَقَدْ قَدُمَ عَهْدِي، وَكَبُرَتْ سِنِي، وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوهُ، وَمَا لَمْ أُحَدِّثْكُمُوهُ، فَلَا تُكَلِّفُونِي قَالَ: قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمٍّ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَهُ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، مَنِ اسْتَمْسَكَ بِهِ وَأَخَذَ بِهِ كَانَ عَلَى الْهُدَى، وَمَنْ تَرَكَهُ وَأَخْطَأَهُ كَانَ عَلَى الضَّلَالَةِ، وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرْكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ". قَالَ حَصِينٌ: فَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ؟ أَلَيْسَتْ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: «بَلَى، نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلَكِنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ» قَالَ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: "آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ عُقَيْلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ الْعَبَّاسِ قَالَ حَصِينٌ: وَكُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قَالَ: «نَعَمْ».

الشيخ:

 ماذا قال عليه؟

القارئ:

 أحسن الله إليكم.

قال: "صحيح، أخرجه عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والدارمي ومسلم وأبو داود وابن أبي عاصم والنسائي في (الكبرى)".

الشيخ:

 فقط؟

القارئ:

 فقط أحسن الله إليك.

الشيخ:

 ماذا قال عليه في النسخة الثانية؟

الطالب:

"أخرجه مسلم والطحاوي والصحيحة وابن حِبَّان".

الشيخ:

 كيف يكون دليل المؤلف، هو الحديث صحيح، والآن يريد أن يستدل أن آل علي وآل جعفر ليسوا ممن حُرموا الصدقة؟

ما بعده؟

القارئ:

 "بَابُ إِعْطَاءِ الْفُقَرَاءِ مِنَ الصَّدَقَةِ إِتْبَاعًا لِأَمْرِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ﴾ [التوبة: 60]".

الطالب:

أحسن الله إليك البخاري لما ذكر -أحسن الله إليك- الصدقة كان لم يجزم بها، ذكر في (فتح الباري) -أحسن الله إليك- قال: "أنه لم يجزم بها قال: باب ما يذكر في الصدقة للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: حدثنا آدم قال حدثنا شُعبة حدثنا محمد بن زياد قال: سمعتُ أبا هريرة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: "أخذ الحسن بن علي -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كخٍ، كخٍ ليطرحها. ثم قال: أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة؟".

قوله: باب ما يذكر في الصدقة للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يعين الحكم؛ لشهرة الاختلاف فيه، والنظر فيه في ثلاثة مواضع:

أولها: المراد بالآل هنا: بنو هاشم وبنو المطلب، على الأرجح من أقوال العلماء وسيأتي دليله من أبوبا الخُمس من الجهاد. قال الشافعي: "أشركهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في سَهم ذوي القربى، ولم يعطِ أحدًا من قبائل قريش سواهم، وتلك العطية عِوَض عُوِّضوه بدلًا عما حُرِموه من الصدقة".

وعن أبي حنيفة ومالك: بنو هاشم فقط.

وعن أحمد في بني المطلب روايتان.

وعن المالكية فيما بين هاشم وغالب بن فِهْر قولان، فعن أَصْبَغ: منهم بنو قُصَيّ، وعن غيره بنو غالب بن فهر.

ثانيها: كان يحرم على النبي -صلى الله عليه وسلم- صدقةُ الفَرْض والتطوع، كما نقل فيه غير واحد، منهم الخطابيّ، الإجماعَ..

الشيخ:

 هذا الذي يرد عليه المؤلف، المحروم من صدقة التطوع أيضًا.

ابن خزيمة يقول: "لو كان يحرم عليه صدقة التطوع كان ما نعطيهم أي شيء، أي شيء صدقة، كل معروف صدقة، لو يطلب ماء ما نعطيه ماء؛ لأن كل معروف صدقة، هذا كلام المؤلف للرد على هذا القول".

الطالب:

ثانيها: كان يحرم على النبي -صلى الله عليه وسلم- صدقةُ الفَرْض والتطوع، كما نقل فيه غير واحد، منهم الخطابيّ، الإجماعَ، لكن حكى غيرُ واحد عن الشافعيّ في التطوع قولًا واحدا، وكذا في رواية عن أحمد. ولفظه في رواية الميمونيّ: "لا يحل للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأهلِ بيته صدقة الفطر، وزكاة الأموال، والصدقة يصرفها الرجل على مُحتاج يريد بها وجه الله. أما غير ذلك فلا، أليس يقال: كل معروف صدقة؟".

 قال ابن قدامة: "ليس ما نقل عنه من ذلك بواضح الدلالة، وإنما أراد أن ما ليس من صدقة الأموال، كالقَرضِ والهَدية وفعل المعروف، كان غير محرم".

قال الماورديّ: "يحرم عليه كل ما كان من الأموال متقوَمًا".

وقال غيره: "لا تحرم عليه الصدقة العامة: كمياه الآبار وكالمساجد، وسيأتي دليل تحريم الصدقة في اللقطة، واختلف هل كان تحريم الصدقة من خصائصه دون الأنبياء؟ أو كلهم سواء في ذلك؟".

ثالثها: هل يلتحق به آله في ذلك أم لا؟ قال ابن قدامة: لا نعلم خلافًا في أن بني هاشم لا تحل لهم الصدقة المفروضة، كذا قال.

 وقد نقل الطبريّ الجوازَ أيضًا عن أبي حنيفة. وقيل عنه: يجوز لهم إذا حُرموا سهم ذوي القربى حكاه الطحاويّ، ونقله بعض المالكية عن الأبْهريّ منهم، وهو وجه لبعض الشافعية، وعن أبي يوسف: يحل من بعضهم لبعض، لا من غيرهم -يعني من الهاشمي إلى الهاشمي أحسن الله إليك-.

وعند المالكية في ذلك أربعة أقوال مشهورة: الجواز، المنع، جواز التطوع دون الفريضة، وعكسه. وأدلة المنع ظاهرة من حديث الباب وغيره، ولقوله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ [الأنعام:90] ولو أحلها لآله لأوشك أن يطعنوا فيه، ولقوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة:103].

وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "الصدقة أوساخ الناس" كما رواه مسلم. ويؤخذ من هذا جواز التطوع دون الفرض، وهو قول أكثر الحنفية، والمصحَحُ عند الشافعية والحنابلة، وأما عكسه فقالوا: إن الواجب حق لازم، لا يلحق بأخذه ذلة، بخلاف التطوع، ووجه التفرقة بين بني هاشم وغيرهم أن موجب المنع رفع يد الأدنى على الأعلى، فأما الأعلى على مثله فلا، ولم أرى لمن أجاز مطلقًا دليلًا إلَّا ما تقدم عن أبي حنيفة.

الشيخ:

 على كل حال الخلاف خلاف قوي، وخلاف شديد.

الطالب:

يعني الهاشمي يأخذ زكاة الهامشي.

الشيخ:

 على هذا القول، هذا أحد الأقوال، لكن الإشكال الآن الحديث الذي أتى به المؤلف ما يكون دليل له، يكون دليل للعكس لمن قال بأنهم يدخلون.

الحديث صحيح.

أعد حديث جاد بن أرقم الآن المؤلف استدل به على أي شيء؟

الطالب:

"بَابُ إِعْطَاءِ الْفُقَرَاءِ مِنَ الصَّدَقَةِ إِتْبَاعًا لِأَمْرِ اللَّهِ".

الشيخ:

 لا الحديث الذي قبله الذي قبل الباب السابق.

حديث زيد الآن استدل به المؤلف على أي شيء؟ على آل علي، وهو دليل على أنهم لا يدخلون آل علي وآل العباس، الحديث دل على دخولهم.

أعد حديث زيد.

القارئ:

قا: "قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمٍّ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَهُ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، مَنِ اسْتَمْسَكَ بِهِ وَأَخَذَ بِهِ كَانَ عَلَى الْهُدَى، وَمَنْ تَرَكَهُ وَأَخْطَأَهُ كَانَ عَلَى الضَّلَالَةِ، وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرْكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ". قَالَ حَصِينٌ: فَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ؟ أَلَيْسَتْ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: «بَلَى، نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلَكِنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ» قَالَ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: "آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ عَقِيِلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ الْعَبَّاسِ قَالَ حَصِينٌ: وَكُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»".

الشيخ:

 نعم. بهذا ما صار دليل للمؤلف، دليل عليه.

الترجمة؟

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ هُمْ مِنْ آلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ، لَا كَمَا قَالَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ آلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ، آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ الْعَبَّاسِ"

الشيخ:

 هذا حديث زيد يدل على أن آل علي وآل العباس محرومين من الصدقة أيضًا. بخلاف ما دلت الترجمة.

مناقشة:

(27:11). بنو هاشم؟

الشيخ:

 لا بنو هاشم مستقلين، وبنو المطلب.

مناقشة:

استخدام الحيلة هذا من آل البيت، (27:23).

الشيخ:

لا. كيف يعطيك إياها ويقول زكاة تعطيها لي؟!

مناقشة:

كما حصل لإحدى النساء قالت (27:47).

الشيخ:

 لا تختلف هذه قصة بريرة مختلفة، بريرة هذه أخذت الصدقة ثم أهدتها للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هذه تختلف.

مناقشة:

كأنه لا ينفي عن آل (28:11)، إنما يريد إدخال بني عبد المطلب، لا ينفيها إطلاقًا.

الشيخ:

 في الترجمة هنا نفاها مطلقًا "لا كما يزعم".

مناقشة:

لا كما يزعم أنه (28:22) إطلاقًا.

مختصر على.......

الشيخ:

أعد. باب.

القارئ:

 "بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ هُمْ مِنْ آلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ، لَا كَمَا قَالَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ آلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ، آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ الْعَبَّاسِ"

الشيخ:

 يعني دون بني عبد المطلب؟

المؤلف يوضح أكثر من هذا، يبدئ ويعيد ويوضح، ما يجعله مبهم مثل هذا، هذا فيه إبهام.

الطالب:

 أحسن الله إليك. الحُجة عليه في هذا الحديث -أحسن الله إليك- أنه لم يدخل آل المطلب، جعل الترجمة إدخال آل المطلب مع آل النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الحرمان من الصدقة، هذا الدليل صار ضده لعدم دخول آل المطلب، أما آل علي كلهم دخلوا فيها أحسن الله إليك، لكن آل المطلب لم يدخلوا فيها فكانت الترجمة مخالفة لهذا الحديث.

الشيخ:

 هذا هو الذي يقوله الآن، لكن لو يقول قصده إدخال بني عبد المطلب، المؤلف يوضح ويكرر حتى يوضح ما يعاد فيتخصر (29:44).

القارئ:

"بَابُ إِعْطَاءِ الْفُقَرَاءِ مِنَ الصَّدَقَةِ إِتْبَاعًا لِأَمْرِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ﴾ [التوبة: 60]".

الشيخ:

ما في نسخة ثانية؟

هذه النسخة الآن ما في مخطوطة غير هذه؟

الطالب:

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي خَبَرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ آلَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَحْرُمُ عَلَيْهِمُ الصَّدَقَةُ كَتَحْرِيمِهَا عَلَى غَيْرِهِمْ مِنْ وَلَدِ هَاشِمٍ.

الشيخ:

 معروف، لكن لماذا هنا أدخل آل علي أو قال لا كما؟

الطالب:

(30:17) ما آل علي وآل العباس....

مناقشة:

(30:34).

الشيخ:

 لكن عادة المؤلف يوضح ما يجوز أن يقتصر، يكرر ويوضح.

أعد الترجمة.

القارئ:

 "بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ هُمْ مِنْ آلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ، لَا كَمَا قَالَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ آلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ، آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ الْعَبَّاسِ"

 الشيخ:

 يعني دون عبد المطلب، يعني كأن المؤلف يرى أنهم داخلين، أن آل علي داخلون.

والصواب: أنه آل علي وآل العباس غير داخلين، فقط بنو هاشم وبنو المطلب هم الذين حُرموا من الصدقة. لا بني عبد شمس وبنو نوفل.

ولذلك المؤلف ما عقب بترجمة أخرى اقتصر على هذه.

القارئ:

"بَابُ إِعْطَاءِ الْفُقَرَاءِ مِنَ الصَّدَقَةِ إِتْبَاعًا لِأَمْرِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ﴾ [التوبة: 60]".

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ، حَدَّثَهُ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ تَمَامٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا النَّصْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ الْكِنَانِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جُلُوسٌ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ فَأَنَاخَهُ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ قَالَ فَقُلْنَا لَهُ: هَذَا الْأَبْيَضُ، الرَّجُلُ الْمُتَّكِئُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ أَجَبْتُكَ» قَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِنِّي سَائِلُكَ، فَمُشَدِّدٌ مَسْأَلَتَكَ، فَلَا تَأْخُذَنَّ فِي نَفْسِكَ عَلَيَّ قَالَ: «سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ» قَالَ: أَنْشُدُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ» قَالَ: أَنْشُدُ اللَّهَ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ»............

الشيخ:

 نكمل الحديث الدرس القادم إن شاء الله.

القارئ:

أحسن الله إليك. جزاكم الله خيرًا.

الشيخ:

 بارك الله فيك. وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد