شعار الموقع

كتاب الفتن وأشراط الساعة (03) باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض – إلى باب في الفتنة التي تموج كموج البحر

00:00
00:00
تحميل
77

(المتن)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد (عليه الصلاة والسلام) وعلى آله وصحبه أجمعين ، قال الإمام مسلم رحمنا الله و إياه :

حدثنا أبو الربيع العتكي وقتيبة بن سعيد كلاهما عن حماد بن زيد واللفظ لقتيبة قال حدثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال :قال رسول الله ﷺ إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي ألا يهلكها بسنة عامة وألا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد: إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة عامة وألا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا.
 وحدثني زهير بن حرب وإسحق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى وبن بشار قال إسحق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان (الشيخ..ثوبانَ عن ثوبانَ)  أن نبي الله ﷺ قال إن الله تعالى زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وأعطاني الكنزين الأحمر والأبيض ثم ذكر نحو حديث أيوب عن أبي قلابة.

(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فهذا الحديث حديث قدسي أن النبي ﷺ قال إن ربي قال يا محمد بعضه من كلام النبي ﷺ قال إن الله زوى لي الأرض يعني جمعها وهذا من الغيب الذي أطلع الله عليه نبيه ﷺ زوى لي الأرض يعني جمعها وجعله ينظر إلى ملك أمته جعله الله ينظر إلى ملك أمته جمعها فصارت كأنها أمامه يشاهدها مع سعة الأرض واتساعها زوى له الأرض وجمعها وصار ينظر إلى ملك أمته وقال ﷺ إن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها وفيه دليل على أن ملك الأمة سيتسع من جهة المشرق والمغرب أكثر سيتسع من جهة المشرق والمغرب أكثر لذلك قال رأيت مشارقها ومغاربها بخلاف الشمال والجنوب فوق (3:44) وهكذا وقع فيه علم من أعلام النبوة حيث وقع كما أخبر وأن ملك أمته اتسع من جهة المشرق والمغرب ، ومن علامات النبوة أيضا قوله ﷺ وأعطيت الكنزين الأحمر و الأبيض يعني الذهب و الفضة لكسرى ولقيصر أحدهما الذهب والآخر الفضة وذلك أن أن ،أن أمته في عهد عمر بن الخطاب فتحوا هذه البلدان وكسروا ملك كسرى وقصروا ملك قيصر وأوتي بالكنزين بالأحمر والأبيض إلى عمر وهذا من علامات النبوة ومن انتشار الإسلام وفيه أن الله تعالى أعطى نبيه ألا يهلكها بأمرين الأمر الأول السنة الجدب وهو القحط العام فإذا حصل الجدب يكون في ناحية من نواحي الأرض وبقية بلاد الإسلام لا يصيبها قحط فلا يهلكها بالقحط العام يعم الأمة كلها ، وكذالك أعطاه وهو الأمر الثاني وهو ألا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم والبيضة هي الأصل والجماعة وتطلق على العز والملك يعني يقضي على الأمة أعطاه ألا يسلط عليهم عدوا يقضي على الأمة كلها حتى يكون يهلك بعضهم بعضا ويسبي بعضهم بعضا يعني هذا الأمر الثالث وجاء في الحديث الآخر إني سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة ،منها ألا يهلكهم بسنة عامة قال فأعطانيها وألا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فأعطانيها وألا يكون بأسهم بينهم قال فمنعنيها ولهذا قال في الحديث حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا فالله تعالى أعطى نبيه ألا يهلكها بجدب عام قحط عام ألا يهلك الأمة وألا يهلكها بعدو خارجي يهلكها و أما الحروب تكون بينهم يكون بأسهم بينهم تكون الأمة بأسها بينها فهذه لم يعطها نبيه في الحديث الآخر قال ومنعنيها وجاء في قوله تعالى قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا لما قرأ النبي هذه الآية قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال أعوذ بالله قال أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال أعوذ بالله أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ قال هذه أهون ، فيأمر ثلاثة أعطيها النبي ﷺ اثنتان ومنع الثالثة الأمر الأول ألا يهلك الأمة بجدب عام يعم جميع الأمة والأمر الثاني ألا يهلكها بعدو خارجي يستأصلهم ويقضي على الأمة الإسلامية وأما المسألة الثالثة التي منعها هو أن يكون بأسهم بينهم وأن يكون يسبي بعضهم بعضا ويهلك بعضهم بعضا وفي هذا الحديث قول الله تعالى قول النبي ﷺ إن ربي قال يا محمد إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد هذا هو القضاء المبرَم ، القضاء المبرَم لا يرد وهناك قضاء معلق ،معلق بالشرط كأن يعلق بالدعاء وغيره فلا يحصل حتى يحصل المشروط ، فالقضاء قضاءان قضاء معلق وقضاء مبرَم وقضاء مبرَم لا يرد قال إن ربي قال يا محمد إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد هذا القضاء المبرَم و أما القضاء المعلق هو معلق بشرط كان يعلق بالدعاء أو بغيره من الأسباب وهذا من الفتن التي تحصل بين الأمة حتى يهلك بعضهم بعضا ويسبي بعضهم بعضا نعم.


(المتن)

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة  قال حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا ابن نمير واللفظ له قال حدثنا أبي قال حدثنا عثمان بن حكيم قال أخبرني عامر بن سعد عن أبيه أن رسول الله ﷺ أقبل ذات يوم من

الشيخ..
(هذا الحديث ساقه المؤلف ساقه الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبدون الأوثان .نعم)


المتن..

قال أخبرني عامر بن سعد عن أبيه أن رسول الله ﷺ أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال ﷺ سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة سألت ربي ألا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها ، وسألت ربي ألا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها, وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها.

(الشرح)
القحط المراد به الجدب العام والجدب ألا يهلكهم بالجدب يعني القحط ،القحط والجدب بمعنى واحد ، والثانية جعلها الغرق ألا يهلكهم بالغرق وفي الرواية الثانية ألا يهلكهم بعدو سوى أنفسهم والحديث السابق ألا يهلكهم بعدو خارجي وسأل ألا يجعل بأسهم بينهم فمُنعها فدل على أنه لا بد أن يقع بأسهم بينهم الحروب والقتال وهذا هو مناسبته لكتاب الفتن .نعم . عفا الله عنك.
 (السؤال)
(10:38)
(الجواب)
نعم على هذه الرواية نعم من جنس الجدب العام يعني هلاك عام الهلاك العام بالجدب وبالغرق وقد يقال إنها الجدب والغرق يعني ألا يهلكها بهلاك عام يعني بآفة وغيرها بآفة عامة تشمل الغرق والجدب وقد يقال إن هذا(10:57) نعم.


(المتن)

وحدثناه ابن أبي عمر قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا عثمان بن حكيم الأنصاري قال أخبرني عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنهما أنه أقبل مع رسول الله ﷺ في طائفة من أصحابه فمر   بمسجد بني معاوية بمثل حديث بن نمير.

(الشرح)
وش قال تكلم على مسجد بني معاوية والعالية العالية تكلم عليها يعني؟ محله في المدينة العوالي
(السؤال)
(11:50)
(الجواب)
كان حي العوالي وكان فيه مزرعة لأبي بكر الصديق مزارع في ناحية الجنوبية من المدينة .نعم .


(المتن)

وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب أن أبا إدريس الخولاني كان يقول قال حذيفة بن اليمان   والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة وما بي إلا أن يكون رسول الله ﷺ أسر إلي في ذلك شيئاً لم يحدثه غيري ولكن رسول الله ﷺ  قال وهو يحدث مجلساً أنا فيه عن الفتن فقال رسول الله ﷺ وهو يعد الفتن منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئاً ومنهن فتن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار ، قال حذيفة فذهب أولئك الرهط كلهم غيري.

(الشرح)
حذيفة صاحب السر ولذلك سمي حذيفة صاحب السر أسر إليه النبي ﷺ ولهذا قال إني لأعلم الفتن ما بيني وبين قيام الساعة وما بي إلا أن النبي أسر إلي بذلك وحدث حديثا في مجلس فيه غيره فذكر هذه الفتن قال ثلاثة لا تذرن شيئا ومنهن كرياح الصيف ثلاثة وش قال الشارح عليها تكلم عليها؟ لا تذرن شيئا ثم هؤلاء الرهط الذين حدثهم كلهم توفوا وبقي حذيفة
المتن...
قد سبق شرحه في أواخر كتاب الإيمان.
الشيخ..
وش قال؟
المتن..
(14:32) إنها تكون عامة تشمل جميع الناس وتدخل في كل شيء من أمور الدين والدنيا وذلك حسب قوله تعالى وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً
الشيخ..
(طيب وكرياح الصيف؟)

المتن..
كرياح الصيف قال :قال عفا الله عنك يعني تمر مرورها لا تستقر ولا تطول مدتها بل تأتي وتذهب .
الشيخ..
نعم . نعود للحديث .  


المتن..

فقال رسول الله ﷺ وهو يعد الفتن منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئاً ومنهن فتن كرياح الصيف منهن صغار ومنهن كبار 

الشيخ..
 يعني الفتن لا تذر شيء لا تترك أحدا إلا أصابته وهذا فيه فتن كثيرة فتن الشبهات وفتن الشهوات وفتن الحروب والقتال وفتنة المال وفي هذا الوقت حدثت فتن كثيرة فتن الملاهي وفتح على الناس من الشرور والفتن في الملاهي والقنوات الفضائية من الدشوش وغيرها هذه فتن عمت وطمت ولا حول ولا قوة إلا بالله عم شرها منهن ثلاثة لا تذرن شيئا أي لا تترك أحد إلا أصابته ولا حول ولا قوة إلا بالله فتن الأموال فتنة المال ومن ذلك أيضا فتنة الربا لا يكاد أحد يسلم ومن سلم أصابه من غباره انتشار البنوك الربوية في كل مكان وتكون أموال الناس عن طريق البنوك الربوية ولا تترك شيئا إلا أصابته ومن لم يصبه إلا ناله من غباره و الفتن كثيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله إنها ثلاث الله أعلم بتحديد هذه الثلاث لا تذر شيئا إلا أصابته فتن في الأموال أو فتن في الشبهات أو فتن ما يفتح على الناس من الشرور والفتن ومنهن كرياح الصيف أي تمر وتذهب تمر وتذهب تصيب بعض الناس ويسلم منها بعض الناس. نعم


(المتن)

وحدثنا عثمان ابن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال عثمان حدثنا ، وقال إسحاق أخبرنا جرير عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال قام فينا رسول الله ﷺ مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم رآه عرفه.

(الشرح)
 الله أكبر هذا من تبليغه الرسالة عليه الصلاة والسلام قام مقام كان المقام طويل ذكر فيه ما هو كائن إلى قيام الساعة حفظه من حفظه ونسيه من نسيه وفي الحديث الآخر أنه قال فأعلمنا أحفظنا فالذي يحفظ هو الأعلم وذكر حذيفة أنهم نسوا بعض ما ذكر فإذا وقع ما ذكره من الفتن تذكر ،تذكر كلام النبي ﷺ كما يتذكر الإنسان وجه الإنسان حينما يغيب عنه وينساه فإذا رآه تذكره فكذلك النبي ﷺ أخبرهم بأمور كائنة فنسوا بعضها فلما وقعت تذكروها كما يتذكر الإنسان الرجل حين يغيب عنه ثم يراه (19:4) لا ما يكتم أصلا لا يكتم النصوص فيها نهي عن الكتمان إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ وما حصل لمعاذ في قوله لا تبشرهم فيتكلوا هذا في وقت خاص في وقت خاص ثم نشر بين الناس و أيضا وهذا الذي ذكره في أحاديث أخرى وكذلك أيضا حينما يكون هذا الحديث ليس فيه مصلحة لبعض الناس فلا يحدث به الناس كما قال علي "حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله " وقال ما أنت بمحدث حديثا إلا يعني ليس فيه مصلحة إلا كذب بعضهم فتنة نعم.
(سؤال)
(20:3)
(جواب)
ما كتم ما كتم إلا ما يتعلق بالمنافقين ومثل ما حصل لأبي هريرة (20:15) يعني قتل وقال العلماء يتعلق بالأمراء والفتن أمراء بني أمية وغيرهم وليس للناس مصلحة منه مصلحتهم في الأحكام ،الأحكام بثها نعم.


(المتن)

وحدثناه ‏أبو بكر ابن أبي شيبة قال حدثنا‏ ‏وكيع ‏عن ‏ ‏سفيان عن ‏الأعمش‏ ‏بهذا الإسناد ‏‏إلى قوله ونسيه من نسيه ولم يذكر ما بعده ‏.وحدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة ح وحدثني أبو بكر بن نافع قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن حذيفة أنه قال: أخبرني رسول الله ﷺ بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة فما منه شيء إلا قد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة.

(الشرح)
إيش؟ قال حذيفة ما منه شيء عن حذيفة. يعني في آخر الزمان إذا كان فتن مما جاء في الحديث أنه في آخر الزمان يترك المدينة على غير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي يعني السباع يعني في آخر الزمان مع كثرة الفتن .نعم


(المتن)

وحدثنا محمد بن المثنى قال حدثني وهب بن جرير قال أخبرنا شعبة بهذا الإسناد نحوه.وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي وحجاج بن الشاعر جميعا عن أبي عاصم قال حجاج قال حدثنا أبو عاصم قال أخبرنا عزرة بن ثابت قال أخبرنا علباء بن أحمر

الشيخ..
(عِلباء كذا بالكسر؟ طيب نعم
المتن..
قال عِلباء بعين مهملة مكسورة.
الشيخ..
عِلباء نعم  .


المتن..

 قال يعقوب بن إبراهيم الدورقي وحجاج بن الشاعر جميعا عن أبي عاصم قال حجاج قال حدثنا أبو عاصم قال أخبرنا عزرة بن ثابت قال أخبرنا عِلباء بن أحمر قال حدثني أبو زيد يعني عمرو بن أخطب قال صلى بنا رسول الله ﷺ الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا.

(الشرح)
الله أكبر هذا قول عظيم منه عليه الصلاة والسلام يوم كامل من الفجر إلى المغرب يخطب الناس وهذا بأمر العالم بوحي من الله لما صلى الفجر صعد إلى المنبر وخطب في الناس حتى حضرت الظهر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر خطب في الناس حتى حضرت العصر ثم صعد المنبر فخطب في الناس حتى غربت الشمس قال اعلما أخبر الناس بما هو كائن إلى يوم القيامة فأعلمنا أحفظنا اللي يحفظ هو اللي حصل على شيء من العلم واللي ينسى يفوته الشيء وهذا كان بوحي من الله تعليم الناس ما يكون وهذا شيء قليل ونادر والأغلب عليه الصلاة والسلام خطبته تكون قصيرة يعدها العاد لو عدها بأصابعه لعدها وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة على فقهه  يعني دليل على فقهه لكن هذا شيء خاص ،خاص أمره الله وفيه أنه صلى الصلوات بوضوء واحد صلى الفجر والظهر والعصر والمغرب أربع صلوات بوضوء واحد فيه أن ذلك لا بأس به  صلوات عدة يصليها بوضوء واحد فهذا شيء نادر قليل من الصحابي عن من؟ نعم. والشاهد من الفتن قال أخبره (25:33) من الفتن من الفتن و غيرها فتن وأحكام لأنها خطبة طويلة يوم كامل . نعم.


(المتن)

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ومحمد بن العلاء أبو كريب جميعا عن أبي معاوية قال ابن العلاء حدثنا أبو معاوية قال حدثنا الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال كنا عند عمر ، فقال أيكم يحفظ حديث رسول الله ﷺ في الفتنة كما قال ؟ قال: فقلت : أنا قال إنك لجريء وكيف قال؟ قال قلت : سمعت رسول الله ﷺ  يقول: فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقال عمر ليس هذا أريد إنما أريد التي تموج كموج البحر قال: فقلت: مالك ولها يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال فيكسر الباب أم يفتح؟ قال: قلت لا بل يكسر قال ذاك حري ألا يغلق أبدا قال: فقلنا لحذيفة هل كان عمر يعلم من الباب قال : نعم كما يعلم أن دون غد الليلة إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط قال : فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب فقلنا لمسروق سله فسأله ، فقال عمر.

(الشرح)
نعم فهذا الحديث فيه بيان أن حذيفة عنده علم خاص بالفتن ولهذا لما سأله عمر قال من يحدثنا في الفتن قال حذيفة أنا قال إنك لجريء وسبب هذه الجرأة أن النبي ﷺ أسر إليه وأخبره وفيه في هذا الحديث قال إن الفتن أنواع منها فتن خفيفة ومنها فتن شديدة قال فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره هذه فتن تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا من فضل الله تعالى و إحسانه لأن الإنسان يحصل بينه وبين بينه وبين أهله كلام يغلط عليهم ويغلطون عليه زيادة الكلام والأخذ والرد يحصل بينه وبين ولده يحصل بينه وبين جاره يحصل بينه وبين نفسه ما يعمله في تقصيره وفي الوساوس التي بينه وبين نفسه هذه من الفتن ولكن فتن صغيرة من صغائر الذنوب تكفرها الصلاة إذا صلى كفرت والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل ما جاء في الحديث في صحيح مسلم في حديث أبي هريرة الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهم إذا اجتنبت الكبائر والصغائر تكفر بفعل الفرائض وترك الكبائر لو فعل الإنسان الفرائض وترك الكبائر إذا أدى الإنسان الفرائض وترك الكبائر كفرت الصغائر وهذه من الصغائر كونه يغلط يزيد في الكلام بينه وبين جاره أو بينه وبين ولده أو بينه وبين أهله فالإنسان محل النقص محل الضعف مع الأخذ والرد والكلام قد يزل الإنسان وكذلك قد يحدث بينه وبين نفسه من الوساوس وغيرها وهذه تكفر بفعل الفرائض ، فقال عمر ليس هذا أسال ما أسالك عن هذه الفتن الخفيفة التي تكفر الصغائر لكن أسالك عن الفتن التي تموج كموج البحر فتن الحروب والقتال والشبهات قال يا أمير المؤمنين ليس بينك وبينها ليس عليك منها بأس أنت سالم منها ما عليك منها بأس إن بينك وبينها بابا مغلقا بينك وبينها باب ما تصيبك فقال لحذيفة هل يفتح هذا الباب أو يكسر قال: قلت لا بل يكسر فقال إن ذلك حري ألا يغلق أبدا لو كان يفتح يغلق لكن إذا كسر ما فيه حيلة قال إن بينك وبينها بابا مغلقا قال فيكسر الباب أم يفتح قال: يكسر قال ذاك حري ألا يغلق إذا كسر ما فيه حيلة فهابوا أن يسألوا حذيفة من هو هذا الباب فقالوا لمسروق سله فسأله فقال حذيفة  الباب عمر يعني قتل عمر ، عمر هو الباب  قتله فإذا قتل ظهرت الفتن وهذا هو الواقع لما قتل قتله أبو لؤلؤة المجوسي وطعنه بست طعنات حصل اختلاف في من يكون خليفة ثم عهد الأمر إلى الستة من أهل الشورى ثم بعد ذلك قتل عثمان فتتابعت الفتن وحصلت الحروب بين علي ومعاوية فانفتح باب الفتن إلى يومنا هذا وإلى قيام الساعة . نعم . عفا الله عنك .


(المتن)

حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج قالا:

الشيخ..
 يقول إن عمر يعلم ،يعلم أن قتله تحصل به فتنة كما يعلم أن دون غد الليلة مثل ما يعلم أن يفصل بينه وبين غد ليلة الليلة تفصل بين الغد كذلك عمر يعلم أنه هو الباب . نعم)


المتن..

وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج قالا حدثنا وكيع ح وحدثنا عثمان ابن أبي شيبة قال حدثنا جرير ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس ح وحدثنا ابن أبي عمر قال حدثنا يحيى بن عيسى كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث أبي معاوية وفي حديث عيسى عن الأعمش عن شقيق قال: سمعت حذيفة يقول.وحدثنا ابن أبي عمر قال حدثنا سفيان عن جامع ابن أبي راشد والأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال: قال عمر من يحدثنا عن الفتنة واقتص الحديث بنحو حديثهم وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن حاتم قالا: حدثنا معاذ بن معاذ قال حدثنا ابن عون عن محمد قال: قال جندب جئت يوم الجرعة فإذا رجل جالس فقلت ليهراقن اليوم هاهنا دماء ، فقال ذاك الرجل كلا والله قلت: بلى والله قال كلا والله قلت: بلى والله قال كلا والله إنه لحديث رسول الله ﷺ  حدثنيه قلت: بئس الجليس لي أنت منذ اليوم  تسمعني أخالفك وقد سمعته من رسول الله ﷺ فلا تنهاني ثم قلت: ما هذا الغضب فأقبلت عليه وأسأله فإذا الرجل حذيفة.

(الشرح)
نعم وهذه محاورة بين جندب وحذيفة وكلاهما صحابيان قال يوم الجرأة مكان قال الجرأة والجرأة مكان في الكوفة قريب من الكوفة وكأنهم خرجوا يتلقون أميرا أمره عليهم عثمان وهم لا يريدونه يريدون غيره يريدون أبو موسى الأشعري فظن جندب أنه سيحصل فتنة ويراق دماء فقال والله ليهراقن دماء فقال حذيفة لا والله وكرر هذا ثلاث ثم قال بئس الجليس أنت يعني تعلم عندك حديث من الرسول ﷺ ولا تنهاني ثم قال ما هذا الغضب فوجده حذيفة ، وفي هذا أن حذيفة أعلم من جندب في هذا بالفتن ولهذا قال حذيفة حلف حذيفة ألا تهرق دماء أما حلف جندب فمن باب ظنه حسب ظنه فإذا حلف الإنسان حسب ظنه فلا يلام حسب ما يظن وحذيفة حلف ألا يحصل وهو صاحب السر وش قال تكلم عليه؟


المتن..
قال عفا الله عنك الجَرعة بفتح الجيم وفتح الراء و إسكانها والفتح أشهر و أجود وهي موضع بقرب الكوفة على طريق الحيرة ويوم الجرعة يوم خرج فيه أهل الكوفة يتلقون واليا ولاه عليهم عثمان فردوه وسألوا عثمان أن يولي عليهم أبا موسى الأشعري فولاه .قال الأُبي عفا الله عنك وأصل الجرعة المكان الذي فيه سهولة ورمل يقال وأجرع وجرع و جرعاء وهو يوم قدم فيه سعيد بن العاص أميرا على الكوفة من قبل عثمان فردوه وأمروا أبا موسى الأشعري وسألوا عثمان أن يقره فأقره .

 الشيخ..
بس ما ذكر كلام المحاورة بين جندب وحذيفة كان بينهم محاورة فيها وكلاهما يحلف ثم قال جندب بئس الجليس أنت على كل حال يعني يقول لماذا لم تخبرني يعني أن عندك علم . نعم .نعم
(السؤال)
(37:17)
(الجواب)
يعني لما نظر للتواتر والاتفاق على رد الأمير سعيد حلف أنه ستراق دماء وأنه سيحصل قتال ونزاع على حسب ظنه فحلف حذيفة أنه لا يحصل يعني لأنه لم يخبره النبي ﷺ بأنه سيحصل دماء لأنه صاحب السر وقد أخبره بما سيحصل من الفتن على حسب العلم الذي أخبره النبي ﷺ قال ما ليس هناك فتنة إلى قيام الساعة إلا أخبرني بها وجندب بناه على ظاهر الأمر تواتر الناس واتفاقهم على خلعه  فالأغلب لا بد أن يحصل دماء وقتال.
المتن..
هذا قول حذيفة استنادا إلى ما أخبره به المصطفى ﷺ وهو أن الفتنة تبدأ بمقتل عثمان ولا يستبعد أن يكون النبي أخبره بهذا الحادث خاصة

الشيخ..
الظاهر أنه أخبره بهذه الحادث خاصة ولهذا جزم قال والله لا يحصل وجندب حلف على حسب ظنه واتفاق الناس على خلعه على رده حلف على حسب ظنه أنه سيحصل دماء وحلف حذيفة على أنه لن يحصل دماء لأن النبي ﷺ أخبره عنده علم بهذه الوقعة خاصة بهذه القضية الخاصة أنه لا يحصل فيها دماء.نعم .

(السؤال)
أحسن الله إليك  هذا فيه جواز الحلف على حسب الظن؟
(الجواب)
نعم إذا حلف حسب الظن لا يؤاخذ في هذه الحالة ما يحنث مثل حلف الإنسان أنه رأى زيدا قال والله إني رأيت زيدا قدم للرياض حسب ظنه هو رأى شخص يشابه له ثم تبين له أنه غير زيد ما يحنث على حسب ظنه هذا مثله ظن أنه سيراق دماء.
(السؤال)
(39:48)
(الجواب)
ما هي المسألة مسألة تفاؤل مسألة بنى رأى يعني اتفاقهم وتواترهم على خلعه والنزاع والشقاق معروف من أهل العراق فرآهم متنازعين فبنى على ظاهر الأمر , مسألة التفاؤل شيء آخر ويتكلم على الأمر الواقع . نعم . سم.
 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد