قارئ المتن:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلى اللهُ وسلم على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الإمامُ/ الحافظُ ابنُ خزيمة -رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه- في كتابه الصحيح:
"بَابُ فَضْلِ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ "
الشيخ:
هنا الموقف؟
مناقشة (00:38).
القارئ:
"بَابُ فَضْلِ الصَّوْمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمُبَاعَدَةِ اللَّهِ الْمَرْءَ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا بِذِكْرِ خَبَرٍ مُجْمَلٍ غَيْرِ مُفَسَّرٍ"
الشيخ:
الترجمة التي قبلها إيش؟
القارئ:
"بَابُ ذِكْرِ تَمَنِّي النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتِطَاعَةَ صَوْمِ يَوْمٍ، وَإِفْطَارِ يَوْمَيْنِ"
الشيخ:
نعم. هذا قرأناه.
القارئ:
"بَابُ فَضْلِ الصَّوْمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمُبَاعَدَةِ اللَّهِ الْمَرْءَ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا بِذِكْرِ خَبَرٍ مُجْمَلٍ غَيْرِ مُفَسَّرٍ"
الشيخ:
«من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا» هذا الحديث هذا.
القارئ:
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُهَيْلٍ وَهُوَ ابْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَصُومُ يَوْمًا عَبْدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».
الشيخ:
تخريجه؟
القارئ:
قال أحسن الله إليك: "أخرجه عبد الرزاق، ومسلم، وابن ماجه، والترمذي، والنسائي، وكذلك في (الكبرى) له، وأبو يعلى، وأبو عوانة، وابن حبان، والبيهقي، والبغوي من طرقٍ عن سُهيل بن أبي صالح عن النعمان به، وأخرجه البخاري، ومسلم من طرق أخرى".
الشيخ:
والحديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما. «لَا يَصُومُ يَوْمًا عَبْدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا». وفيه فضل الصوم.
اختلف العلماء «في سبيل الله» ما المراد بها:
فقيل: "المراد في الجهاد في سبيل الله" واعتُرض على هذا بأن المجاهد مأمور بالفطر حتى يتقوى على القتال، فأجاب بعضهم بأنه قد يصوم هذه الأيام في يوم ليس فيه قتال، يكون مُرابط، أو يكون على الحدود، في وقت ليس فيه قتال.
والقول الثاني: "أن المراد في سبيل الله: في طاعة الله" وهذا هو الأقرب، والصواب الذي عليه المحققون، وذكره مسلم في صيام التطوع، في سبيل الله يعني: في طاعة الله ومرضاته، وليس المراد الجهاد.
هذا في فضل الصوم، من صام يومًا واحدًا باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا، فضلٌ عظيم، صيام التطوع، وليس المراد به الجهاد في سبيل الله على الراجح. في قولين لأهل العلم.
ما تكلم عليه في الحاشية؟
القارئ:
التخريج فقط.
"بَابُ ذِكْرِ الْخَبَرِ الْمُفَسِّرِ لِلَّفْظَةِ الْمُجْمَلَةِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ صَوْمَ الْيَوْمِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّمَا بَاعَدَ اللَّهُ صَائِمَهُ بِهِ عَنِ النَّارِ أَنَّهُ إِذَا صَامَهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ، إِذِ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لَا يَقْبَلُ مِنَ الْأَعْمَالِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا"
الشيخ:
هذه مفسرة للترجمة التي بعدها.
القارئ:
نعم.
الشيخ:
يعني من صام يومًا في سبيل الله: يعني ابتغاء مرضاته، خالصًا له، معلوم أن هذا يصحُّ أن الله تعالى لا يقبل عملًا إلَّا ما كان خالصًا، لكن في سبيل الله ما المراد بها: في طاعة الله ومرضاته، أو في الجهاد.
أعد الترجمة.
القارئ:
"بَابُ ذِكْرِ الْخَبَرِ الْمُفَسِّرِ لِلَّفْظَةِ الْمُجْمَلَةِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ صَوْمَ الْيَوْمِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّمَا بَاعَدَ اللَّهُ صَائِمَهُ بِهِ عَنِ النَّارِ أَنَّهُ إِذَا صَامَهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ، إِذِ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لَا يَقْبَلُ مِنَ الْأَعْمَالِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا"
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ وَبَيْنَ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».
الشيخ:
في زيادة: «ابتغاء وجه الله». «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ» هذا الإخلاص.
تكلم عليه؟
القارئ:
تخريجه: قال: "صحيح، أخرجه أحمد، وعبدُ بن حُميد، والدارمي من طريق حماد بن سلمة به".
الشيخ:
ما تكلم عن (06:29).
أظن في زيادة، أظنها ليست في رواية مسلم.
القارئ:
لا. هذه في أحمد وعبد بن حميد والدرامي من طريق حماد بن سلمة.
الشيخ:
في الصحيحين أظن ما هي موجودة.
القارئ:
نعم. أحسن الله إليك. لكنها صحيحة.
مناقشة (06:57).
الشيخ:
كلمة في سبيل الله ما المراد بها؟
قيل: "يعني في الجهاد"، وقيل: "في سبيل الله معناها: في طاعة الله، مرضاته". هذا الجواب لمن اعترض على من قال في سبيل الله أن المجاهد مأمور بالفطر، لما النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- جاء فتح مكة قال: «إنكم مصبحوا غدًا والفطر أعون لكم، فأفطروا»، ثم بعد ذلك لما صام الناس قال: «أولئك العصاة، أولئك العصاة».
فالمجاهد مأمور بالفطر؛ حتى يتقوى، والصوم يضعفه، فكيف يقال: في سبيل الله والنبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- نهى؟ قال للصحابة الذين صاموا (07:50) أجاب بعضهم بأن هذا في وقتٍ ليس فيه صيام، أوقات ما يصومون فيها، وهذا كله قول واحد.
والقول الثاني: أنه في طاعة الله ومرضاته. المراد صوم التطوع.
القارئ:
ثم قال رحمه الله تعالى:
"بَابُ فَضْلِ إِتْبَاعِ صِيَامِ رَمَضَانَ بِصِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ، فَيَكُونُ كَصِيَامِ السَّنَةِ كُلِّهَا"
الشيخ:
بارك الله فيك. قف على هذا. وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع.
سبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلَّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.