شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من صحيح ابن خزيمة_72

00:00
00:00
تحميل
7

القارئ:

الحمدُ للهِ ربِ العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولنا ولوالدينا وللمستمعين والمسلمين.

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا يا أرحم الراحمين.

قال ابن خُزيمة رحمه الله تعالى:

"بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْوِتْرَ مِمَّا يَبْقَى مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ قَدْ يَكُونُ أَيْضًا الْوِتْرَ مِمَّا مَضَى مِنْهُ، إِذِ الشَّهْرُ قَدْ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ"

الشيخ:

 يعني ليلة القدر التمسوها في الوترِ من العشر الأواخر، فالوتر بالنسبة لما مضى أو بالنسبة لما بقي يشمل الأمرين، الوتر لما مضى مثلًا: ثلاثة وعشرين أو خمسة وعشرين.

بالنسبة لما بقي: انظر كم باقي بالنسبة لتمام الشهر إذا تمام الشهر مثلًا ثلاثين تكون ليلة ثلاثة وعشرين هي ليلة وتر، وإذا كان تسع وعشرين تكون شفع.

"إِذِ الشَّهْرُ قَدْ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ": ويكون ثلاثين.

القارئ:

أحسن الله إليك.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ وَهُوَ ابْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي سِمَاكٌ أَبُو زُمَيْلٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ قَالَ: لَمَّا اعْتَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نِسَاءَهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ فِي غَرْفَةٍ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ».

الشيخ:

 عن من؟

القارئ:

عن ابن عباس حدثني عمر أحسن الله إليك.

الشيخ:

 وهذا مر على عائشة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- في الصحيحين أنها قالت: "يا رسول الله، (02:50) أحلفت أن أصوم شهرًا وقد مر تسعٌ وعشرون فإني أعدُّها عدًّا" تقول عائشة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- قال: «إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ». يعني يكون تسعة وعشرين ويكون ثلاثين، وفي ذلك الشهر الذي نقص فيه كان تسع وعشرين ما تم.

القارئ:

 أحسن الله إليك.

قال رحمه الله:

"بَابُ ذِكْرِ الْخَبَرِ الْمُفَسِّرِ لِلدَّلِيلِ الَّذِي ذَكَرْتُ، إِذِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ أَمَرَ بِطَلَبِهَا لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِمَّا قَدْ مَضَى مِنَ الشَّهْرِ، وَكَانَتْ لَيْلَةَ سَابِعَةٍ مِمَّا تَبَقَّى"

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ذَكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَمْ مَضَى مِنَ الشَّهْرِ؟» قُلْنَا: مَضَى اثْنَانِ وَعِشْرُونَ، وَبَقِيَ ثَمَانٍ قَالَ: «لَا، بَلْ بَقِيَ سَبْعٌ» قَالُوا: لَا، بَلْ بَقِيَ ثَمَان،ٍ قَالَ: «لَا، بَلْ بَقِيَ سَبْعٌ» قَالُوا: لَا، بَلْ بَقِيَ ثَمَانٍ، قَالَ: «لَا، بَلْ بَقِيَ سَبْعٌ، الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ»، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ، حَتَّى عَدَّ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، ثُمَّ قَالَ: «الْتَمِسُوهَا اللَّيْلَةَ».

الشيخ:

 تخريجه؟

القارئ:

 أحسن الله عملُك. قال: "صحيح، أخرجه أحمد، وابن ماجه، وابن حبان، والبيهقي".

الشيخ:

 تكرر هذا ثلاث مرات. إذا بقى سبع تكون ليلة وتر، وهم قالوا بقي ثمان، قال: لا، بل سبع، تكون وتر على هذا.

القارئ:

 أحسن الله عملك.

وخَبَرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ مِنْ هَذَا الْبَابِ: «الْتَمِسُوهَا اللَّيْلَةَ»، وَذَلِكَ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ.

الشيخ:

 وذلك الليلة ثلاثٍ وعشرين، ليلة وتر.

القارئ:

 وخَبَرُ أَبِي سَعِيدٍ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَبِيحَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَإِنَّ جَبِينَهُ وَأَرْنَبَةَ أَنْفِهِ لَفِي الْمَاءِ وَالطِّينِ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ كَانَ أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ رَأَى أَنَّهُ يَسْجُدُ صَبِيحَةَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي مَاءٍ وَطِينٍ، فَكَانَتْ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ الْوِتْرَ مِمَّا مَضَى مِنَ الشَّهْرِ، فَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ رَمَضَانُ فِي تِلْكِ السَّنَةِ كَانَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةُ التَّاسِعَةُ مِمَّا بَقِيَ مِنَ الشَّهْرِ، الْحَادِيَةَ وَالْعِشْرِينَ مِمَّا مَضَى مِنْهُ.

قال رحمه الله:

"بَابُ ذِكْرِ خَبَرٍ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْأَمْرِ بِطَلَبِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ الْعِلَّةِ الَّتِي لَهَا أَمَرَ بِالِاقْتِصَارِ عَلَى طَلَبِهَا فِي السَّبْعِ دُونَ الْعَشْرِ جَمِيعًا"

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَرَوْنَ الرُّؤْيَا، فَيَقُصُّونَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ عَلَى السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ».

 قَالَ أَبُو بَكْرٍ رحمه الله: "هَذَا الْخَبَرُ يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ:

 أَحَدُهُمَا: فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ أَنْ يَكُونَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا عَلِمَ تَوَاطُؤَ رُؤْيَا الصَّحَابَةِ أَنَّهَا فِي السَّبْعِ الْأَخِيرِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ أَمَرَهُمْ تِلْكَ السَّنَةَ بِتَحَرِّيهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ.

وَالْمَعْنَى الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّمَا أَمَرَهُمْ بِتَحَرِّيهَا وَطَلَبِهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ إِذَا ضَعُفُوا وَعَجَزُوا عَنْ طَلَبِهَا فِي الْعَشْرِ كُلِّهِ".

الشيخ:

 نعم.

فَمَنْ كَانَ؟

القارئ:

 نعم. حش عليها قال: "كذا في الأصل".

الشيخ:

معنى فَمَنْ كَانَ: فيمكن أن يكون، يعني المعنى الأول أنه خاص بتلك السَّنَة لما تواطأت رؤيا الصحابة.........

والمعنى الثاني؟

القارئ:

وَالْمَعْنَى الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّمَا أَمَرَهُمْ بِتَحَرِّيهَا وَطَلَبِهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ إِذَا ضَعُفُوا وَعَجَزُوا عَنْ طَلَبِهَا فِي الْعَشْرِ كُلِّهِ".

الشيخ:

 في معنًا ثالث أنه رأى قد تواطأت وليس خاصًا بتلك السَّنَة. ما ذكر هذا؟ وماذا قال عليه في الحاشية؟

القارئ:

ما حش عليها.

الشيخ:

 رأى أنها قد تواطأت ويقول هذا خاص بتلك السَّنَة يعني تواطأت رؤياهم، والخصوص تحتاج إلى دليل، والقول الثاني: إذا ضعفوا.

في الحاشية ماذا قال عليه؟

القارئ:

 ما حشَّ عليها.

الشيخ:

 ماذا قال الألباني عندك؟

الطالب:(11:43).

الشيخ:

 الأقرب عدم الخصوصية وأن هذا عام. وأن تكون السبع الأواخر ألزم من غيرها، هي أرجى من غيرها.

القارئ:

بوب الباب الثاني: دليل على صحة المعنى الثاني. الباب الذي بعده.

الشيخ:

 الباب الذي بعده ماذا؟

القارئ:

 أحسن الله عملُك.

"بَابُ ذِكْرِ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى صِحَّةِ الْمَعْنَى الثَّانِي الَّذِي ذَكَرْتُ أَنَّهُ أَمَرَ بِطَلَبِهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ إِذَا ضَعُفَ وَعَجَزَ طَالِبُهَا عَنْ طَلَبِهَا فِي الْعَشْرِ كُلِّهِ"

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ - يَعْنِي: لَيْلَةَ الْقَدْرِ - فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي».

الشيخ:

 نعم، وهذا عام، (13:01) تلك السَّنَة.

الشيخ:

 أعد الحديث.  

القارئ:

 أحسن الله عملك.

 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ - يَعْنِي: لَيْلَةَ الْقَدْرِ - فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي».

الشيخ:

 ماذا قال عليه؟

القارئ:

 قال أحسن الله إليك: "أخرجه الطيالسي وأحمد ومسلم والطحاوي في (شرح معاني الآثار)، وابن حبان، والبيهقي".

الشيخ:

 والأعظمي؟

القارئ:

مسلم أحسن الله إليك.

الشيخ:

 إذًا الحديث الصحيح فقوله: «فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي». يؤيد أنها أرجى من غيرها، يؤيد حديث أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريًا فليتحراها في السبع الأواخر، وإنما المراد العموم وليس خاصًا بهذه السَّنَة.

القارئ:

 أحسن الله إليك.

قال رحمه الله:"جُمَّاعُ أَبْوَابِ ذِكْرِ اللَّيَالِي الَّتِي كَانَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ تَنْتَقِلُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فِي الْوِتْرِ عَلَى مَا ثَبَتَ"

الشيخ:

 بارك الله فيك. وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد