شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من صحيح ابن خزيمة_73

00:00
00:00
تحميل
7

قارئ المتن:

الحمدُ للهِ ربِ العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولنا وللمستمعين والمسلمين يا رب العالمين.

فقد قال ابن خُزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:

"جُمَّاعُ أَبْوَابِ ذِكْرِ اللَّيَالِي الَّتِي كَانَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ تَنْتَقِلُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فِي الْوِتْرِ عَلَى مَا ثَبَتَ".

الشيخ:

 في الوتر وغير الوتر والصواب أنه قد تكون في الوتر، وقد تكون في غير الوتر؛ لقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الحديث «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» عامة في الأشفاع وفي الأوتار، لكن في الأوتار أرجى من غيرها، قد تكون في الوتر، وقد تكون في الشفع، لكن الوتر أرجى ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، وأرجاها ليلة سبع وعشرين، وقد تكون آخر ليلة، والله تعالى أخفاها؛ ليجتهد العباد في العبادة.

لكن ظاهر ترجمة ابن خزيمة أنها خاصة بالوتر، وليست خاصة الصواب أنها عامة في الوتر وفي الأشفاع.

القارئ:

 أحسن الله عملك.

"بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ قَدْ كَانَتْ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ الشَّهْرِ لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ فِي رَمَضَانَ".

الشيخ:

 فيه أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: «إني رأيتُ أني أسجد في صبيحتها في ماء وطين»، فجاء المطر في تلك الليلة، وكفى السقف وكان من العَريش، وصب المطر فالنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- انفتل من صلاة الفجر ويُرى أثر الماء والطين على جبهته وعلى أرنبة أنفه، فصارت تلك الليلة ليلة القدر، ليلة إحدى وعشرين في تلك السَّنَة.

القارئ:

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «خَبَرُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَمْلَيْتُهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ».

الشيخ:

كأنه يشير إلى هذا.

القارئ:

 متفق عليه.

الشيخ:

 نعم. سبق.

القارئ:

 قال -رحمه الله-: "بَابُ ذِكْرِ الْأَمْرِ بِطَلَبِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، إِذْ جَائِزٌ أَنْ تَكُونَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي بَعْضِ السِّنِينَ لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَفِي بَعْضٍ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ".

الشيخ:

 متنقلة.

القارئ:

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَخِيهِ فُلَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ قَالَ: جَلَسْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ فِي مَجْلِسِ جُهَيْنَةَ فِي هَذَا الشَّهْرِ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا يَحْيَى هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، جَلَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي آخِرِ هَذَا الشَّهْرِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَتَى نَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ الْمُبَارَكَةَ؟ قَالَ: «الْتَمِسُوهَا هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ»، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: تِلْكَ إِذًا أُولَى ثَمَانٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ يُسَمِّهِ ابْنُ عُلَيَّةَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ».

الشيخ:

 فلان ما سماه؟

القارئ:

 نعم.

الشيخ:

 تخريجه؟

القارئ:

 قال أحسن الله إليك: "صحيح، أخرجه أحمد، وأبو داود، وأبو عوانة كما في (إتحاف المهرة)، والطحاوي في شرح (معاني الآثار)، وفي شرح (مُشكل الآثار) له، والبيهقي، وابن عبد البر في (التمهيد)".

الشيخ:

 أعد السند.

القارئ:

 أحسن الله إليك.

قال: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَخِيهِ فُلَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ قَالَ: جَلَسْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْس -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فِي مَجْلِسِ جُهَيْنَةَ فِي هَذَا الشَّهْرِ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا يَحْيَى هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، جَلَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي آخِرِ هَذَا الشَّهْرِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَتَى نَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ الْمُبَارَكَةَ؟ قَالَ: «الْتَمِسُوهَا هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ»، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: تِلْكَ إِذًا أُولَى ثَمَانٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ يُسَمِّهِ ابْنُ عُلَيَّةَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ».

الشيخ:

 أُولَى ثَمَان: يعني مما تبقى من الشهر.

القارئ:

حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، وَشُعَيْبٌ قَالَا: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يزَيْدِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْتَمِسُوهَا اللَّيْلَةَ»، وَتِلْكَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هِيَ إِذًا أُولَى ثَمَانٍ، فَقَالَ: «بَلْ أُولَى سَبْعٍ؛ فَإِنَّ الشَّهْرَ لَا يَتِمُّ».

الشيخ:

خُبَيب أم حَبِيبٍ؟

القارئ:

 حَبيب أحسن الله إليك.

الشيخ:

 يزَيْدِ بْنِ أَبِي حُبِيبٍ معروف. بالحاء المهملة.

إذا تم الشهر صار إلى ثمان، وإذا لم يتم صار إلى سبع.

القارئ:

 قال أبو بكر رحمه الله:

" بَابُ ذِكْرِ كَوْنِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي بَعْضِ السِّنِينَ، إِذْ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ إِذْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ تَنْتَقِلُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي الْوِتْرِ عَلَى مَا ذَكَرْتُ"

الشيخ:

ذكر نفس تخريج الحديث السابق؟

هذا ما هو الحديث السابق كذا؟

القارئ:

 قال أحسن الله إليك: "سنده ضعيف".

مناقشة:

نفس الإسناد السابق.

القارئ:

 قال تقدم تخريجه.

مناقشة: قال إسناده حسن.

الشيخ:

 والذي تقدم إسناده ماذا؟

القارئ:

 قال صحيح تقدم.

مناقشة:

المتن صحيح، وإسناده حسن.

الشيخ:

نعم.

القارئ:

 قال أبو بكر رحمه الله:

" بَابُ ذِكْرِ كَوْنِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي بَعْضِ السِّنِينَ، إِذْ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ إِذْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ تَنْتَقِلُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي الْوِتْرِ عَلَى مَا ذَكَرْتُ"

الشيخ:

 في الوتر! كأن ابن خزيمة مجزم أنها في الوتر، ولا تكون في الشفع، والصواب أنها تكون في الوتر وفي الشفع، كما دلت عليه الأحاديث.

القارئ:

 حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ .....

الشيخ:

 كذا عن عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ؟

القارئ:

 نعم.

مناقشة:

يروي عن أُبي.

(09:10).

الشيخ:

 ماذا عندك؟

القارئ:

 عن يزيد بن أبي سليمان عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ.

الشيخ:

 نعم.

القارئ:

 قَالَ: "لَوْلَا سُفَهَاؤُكُمْ لَوَضَعْتُ يَدَيَّ فِي أُذُنَيَّ فَنَادَيْتُ: أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ، نَبَأُ مَنْ لَمْ يَكْذِبْنِي، عَنْ نَبَأِ مَنْ لَمْ يَكْذِبْهُ -يَعْنِي أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

الشيخ:

 نعم. هذا معروف عن أُبي قال أُبي: "ليلة القدر سبع وعشرين". هذا حسب ما ظهر له جزم بأنها ليلة سبع وعشرين، والصواب أنها متنقلة قد تكون في سبع وعشرين وقد تكون ..... ولكن ليلة سبع وعشرين أرجى من غيرها. جاء عن أُبي أنه يحلف أنها ليلة سبع وعشرين على حسب ظنه، ما ظهر له، وإلا فلو كانت في ليلة سبع وعشرين لما أخفاها الله، ولما قال النبي: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان». كان قال تحروها ليلة سبع وعشرين وانتهى الأمر. لكن هذا حسب ظنه واجتهاده -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- حسب ما فهمه.

القارئ:

 هَذَا حَدِيثُ بُنْدَار، وَقَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ: سَمِعْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، وَقَالَ: رَمَضَانُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ قَبْلَهَا، نَبَأُ مَنْ لَمْ يَكْذِبْنِي، عَنْ نَبَأِ مَنْ لَمْ يَكْذِبْهُ، وَلَمْ يَقُلْ: يَعْنِي أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

الشيخ:

 نَبَأُ مَنْ لَمْ يَكْذِبْنِي: هو أُبي.

نَبَأِ مَنْ لَمْ يَكْذِبْهُ: هو الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

كان يقول زر: نبأني أُبي، وأُبي نبأه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

القارئ:

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدَةَ وَهُوَ ابْنُ أَبِي لُبَابَةَ قَالَ: "سَمِعْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبَيٍّ قَالَ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ، إِنِّي لَأَعْلَمُهَا هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ".

الشيخ:

 تخريجه؟

القارئ:

الأخير أحسن الله إليك: "صحيح، أخرجه أحمد ومسلم والشاشي من طرق عن شعبة عن عبدة بن أبي لبابة به، وأخرجه مسلم وأبو عوانة في الصوم كما في (إتحاف المهرة)، والطحاوي في (شرح المعاني)، وابن حبان، والطبراني في (الكبير) وفي (الأوسط)، وفي (مُسند الشاميين) له من طرق عن عبدة.

الشيخ:

 نعم.

القارئ:

 أحسن الله عملك.

"بَابُ الْأَمْرِ بِطَلَبِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ إِذْ جَائِزٌ أَنْ يَكُونَ فِي بَعْضِ السِّنِينَ تِلْكَ اللَّيْلَةُ"

الشيخ:

 بارك الله فيك. وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد