شعار الموقع

شرح كتاب المناسك من صحيح ابن خزيمة_37

00:00
00:00
تحميل
5

فقال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله- في صحيحه:

قارئ المتن: بَابُ اسْتِحْبَابِ دُخُولِ الْكَعْبَةِ وَالذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ فِيهَا

قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ رِبْعِيٍّ، قال: حدثنا مُحَمَّدُ يَعْنِي ابْنَ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيَّ، قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: سَمِعْتَ ابْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- يَقُولُ: إِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالطَّوَافِ، وَلَمْ تُؤْمَرُوا بِدُخُولِهِ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ يَنْهَى عَنْ دُخُولِهِ، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ دَعَا فِي نَوَاحِيهِ كُلِّهَا، قُلْتُ: في نَوَاحِيهَا أَزَوَايَاهَا؟ قَالَ: بَلْ فِي كُلِّ قِبْلَةٍ مِنَ الْبَيْتِ.

الشيخ: تخريجه؟

القارئ: قال: "صحيح، أخرجه مسلم".

شرح الشيخ: هذا الحديث حديث ابن عباس، (قُلْتُ لِعَطَاءٍ: سَمِعْتَ ابْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- يَقُولُ: إِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالطَّوَافِ، وَلَمْ تُؤْمَرُوا بِدُخُولِهِ)، بالطواف بالبيت، ولم تؤمروا بدخول البيت، يعني دخول الكعبة، أمروا بالطواف بالكعبة، ولم يؤمروا بدخول الكعبة.

فقال: (لَمْ يَكُنْ يَنْهَى عَنْ دُخُولِهِ)، يعني أيضًا ما نُهي عن دخول الكعبة ولا أمر بدخولها، إن دخلها وصلى فيها فحسن، وإن صلى خارجها، وصلى في الحجر فحسن.

قال: (وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ دَعَا فِي نَوَاحِيهِ كُلِّهَا)، نواحي البيت.

(قُلْتُ: في نَوَاحِيهَا أَزَوَايَاهَا؟ قَالَ: بَلْ فِي كُلِّ قِبْلَةٍ مِنَ الْبَيْتِ)، وهذا فيه استحباب دخول الكعبة كما ذكر المؤلف والذكر والدعاء فيها، والنبي -صلى الله عليه وسلم- دخلها، وكبر في نواحيها وصلى فيها كما سيأتي، صلى فيها، جعل بينه وبين الجدار الغربي مقدار ثلاثة أذرع، وكبر في نواحيها، فكبر في نواحيها، وصلى فيها، هذا مستحب، وإذا لم يتيسر فالحمد لله، يصلي في الحجر، من صلى في الحجر فكأنما صلى داخل الكعبة؛ لأن جزء من الحجر من الكعبة، ستة أذرع ونصف، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن أراد أن يصلي: «صلِّ ههنا»، يعني في الحجر، وهذا مستحب، والنبي -صلى الله عليه وسلم- لما دخل الكعبة خرج حزينًا، وقال: «أخشى أن أكون قد شققت على أمتي»، يعني يتأسون بي ويدخلونها، ويتعبون أنفسهم، -عليه الصلاة والسلام-.

قارئ المتن: بَابُ وَضْعِ الْوَجْهِ وَالْجَبِينِ عَلَى مَا اسْتَقْبَلَ مِنَ الْكَعْبَةِ عِنْدَ دُخُولِهَا وَالذِّكْرِ وَالِاسْتِغْفَارِ

قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قال: حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قال: حدثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، قال: حدثنا عَطَاءٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ -رضي الله عنهما- أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْبَيْتَ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَجَافَ الْبَابَ، وَالْبَيْتُ إِذْ ذَاكَ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ، فَمَضَى حَتَّى أَتَى الْأُسْطُوَانَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَلِيَانِ الْبَابَ بَابَ الْكَعْبَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَسَأَلَهُ وَاسْتَغْفَرَ، ثُمَّ قَامَ حَتَّى أَتَى مَا اسْتَقْبَلَ مِنْ دُبُرِ الْكَعْبَةِ، فَوَضَعَ وَجْهَهُ وَجَسَدَهُ عَلَى الْكَعْبَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى كُلِّ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الْكَعْبَةِ؛ فَاسْتَقْبَلَهُ بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّسْبِيحِ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِالْمَسْأَلَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ مُسْتَقْبِلَ وَجْهَ الْكَعْبَةِ خَارِجًا مِنَ الْبَيْتِ، وَقَالَ: «هَذِهِ الْقِبْلَةُ هَذِهِ الْقِبْلَةُ».

الشيخ: خارجًا كذا؟

القارئ: نعم.

الشيخ: صلى ركعتين مستقبل وجه الكعبة خارجًا من البيت؟

القارئ: نعم، قال في الحاشية: "في الأصل (خارج)، والمثبت كما في المسند للإمام أحمد وهو الجادة".

الشيخ: التخريج؟

القارئ: قال: "صحيح أخرجه أحمد والنسائي وأبو عوانة، والضياء المقدسي من طريق يحيى بن سعيد به".

الشيخ: في هذا الحديث أن البيت -الكعبة- على ستة أعمدة، فيه ستة أعمدة، كان يعني ثلاثة سطر وثلاثة سطر، حتى أتى الأسطوانتين اللتين تليان الباب، باب الكعبة وجلس، جلس فحمد الله وأثنى عليه، وسأله واستغفر، ثم قام حتى أتى مستقبلاً دبر الكعبة، دبر الكعبة هي اليمامة، ووجه الكعبة اللي فيها الباب، هذا وجه الكعبة، فوضع وجهه ... وضع وجهه وجسده عندك؟

القارئ: وضع وجهه وجسده على الكعبة.

الشيخ: في النسائي: وخده على الكعبة، فحمد الله وأثنى عليه، واستغفر، ثم انصرف إلى كل ركن من أركان الكعبة، استقبله بالتكبير والتهليل والتسبيح، وحمد الله وأثنى عليه بالمسألة والاستغفار، ثم خرج فصلى ركعتين مستقبل وجه الكعبة خارج البيت، وقال: هذه القبلة، هذه القبلة.

جاء أنه أيضًا ما يدل على أنه صلى في داخل الكعبة في رواية أسامة بن زيد، في رواية بلال أنه صلى أيضًا داخل الكعبة، وفي هذا قال: خرج صلى ركعتين خارج من البيت، والصواب أنه أيضًا صلى داخل البيت كما لعله يأتي في رواية بلال أنه صلى داخل الكعبة، وجعل بينه وبين الجدار الغربي مسافة ثلاثة أذرع.

قارئ المتن: قال: حدثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلَكِ الْعَرْزَمِيِّ، ح وحدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ...

الشيخ: العرزمي وإلا العزرمي، تقديم الراء وإلا تأخير الراء؟

القارئ: عندي في الأصل تقديم الراء، وقال: "في المطبوع العزرمي، وهو تصحيف".

الشيخ: لكن ما ضبطه؟

القارئ: ما ضبطه.

الشيخ: يعني النقطة تزيد وتنقص، الطباعة، لابد من وضع الحروف، ما ندري أيها في الأصل وأيها الصواب: العزرمي أو العرزمي؟

قارئ المتن: قال: وحدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قال: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قال: حدثنا عَبْدُ الْمَلَكِ، ح وحدثنا الدَّوْرَقِيُّ، قال: حدثنا هُشَيْمٌ، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، ح وحدثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ، قال: حدثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، فَذَكَرُوا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَرُبَّمَا اخْتَلَفُوا فِي الْحَرْفِ وَالشَّيْءِ.

الشيخ: هذا إسناده صحيح.

قارئ المتن: بَابُ التَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّهْلِيلِ وَالْمَسْأَلَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ عِنْدَ كُلِّ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الْكَعْبَةِ

الشيخ: هذا تكرار استنباط الأحكام كذلك نفس الطريقة السابقة.

قارئ المتن: حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قال: حدثنا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى أَرْكَانِ الْبَيْتِ يَسْتَقْبِلُ كُلَّ رُكْنٍ مِنْهَا بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّمجيد، وَسَأَلَ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَهُ وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ.

شرح الشيخ: هذا الحديث السابق في الصحيح، فيه التكبير والتحميد والتهليل، والسؤال والاستغفار عند كل ركن من أركان الكعبة.

قارئ المتن: بَابُ اسْتِحْبَابِ السُّجُودِ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ عِنْدَ دُخُولِ الْكَعْبَةِ، وَالْجُلُوسِ بَعْدَ السَّجْدَةِ وَالدُّعَاءِ

قال: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَزَرِيُّ، قال: حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدٍ وَهُوَ ابْنُ إِسْحَاقَ، قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- كَانَ يَقُولُ: وَلَقَدْ حَدَّثَنِي أَخِي، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ دَخَلَهَا خَرَّ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ سَاجِدًا، ثُمَّ قَعَدَ فَدَعَا وَلَمْ يُصَلِّ.

الشيخ: ماذا؟ عُبَيْدُ الله، نعم، ماذا عندك؟

القارئ: عندي (عبد الله)، وقال في الحاشية: "انظر تهذيب الكمال".

الشيخ: يعني قال الصواب عبد الله؟

القارئ: قال فقمداخلة: "انظر تهذيب الكمال".

الشيخ: ما قال الصواب، ما تكلم في عبيد الله؟

القارئ: ما تكلم.

الشيخ: تخريجه؟

القارئ: قال: "إسناده حسن، محمد بن إسحاق صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالسماع، فانتفت شبهة تدليسه، أخرجه أحمد وأبو يعلى والطحاوي والطبراني".

الشيخ: هذا حديث ابن عباس، كان يقول: حدثني أخي أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قعد ودعا ولم يصل، والصواب أنه صلى كما في الحديث الذي بعده، أنه صلى داخل الكعبة، والقاعدة عندنا أن المثبت مقدم على النافي، لأن معه زيادة علم خفيت على النافي، فمن يقول: لم يصلِّ خفي عليه، واللي يقول صلى علم، عنده زيادة علم، النبي صلى داخل الكعبة كما في الحديث اللي يأتي بعده.

قارئ المتن: بَابُ ذِكْرِ الْبَيَانِ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ صَلَّى فِي الْبَيْتِ، وَهَذَا مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي أَعْلَمْتُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كُتُبِنَا أَنَّ الْخَبَرَ الَّذِي يَجِبُ قُبُولُهُ هُوَ خَبَرُ مَنْ يُخْبِرُ بِرُؤْيَةِ الشَّيْءِ وَسَمَاعِهِ وَكَوْنِهِ، لَا مَنْ يَنْفِي الشَّيْءَ وَيَدْفَعُهُ.

شرح الشيخ: صحيح، لأن معه زيادة علم خفيت على من نفى.

قارئ المتن: وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَلَمْ يُصَلِّ نَافٍ لِصَلَاةِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِيهَا، لَا مُثْبِتٌ خَبَرًا، وَمَنْ أَخْبَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى فِيهَا مُثْبِتٌ فِعْلًا، مُخْبِرٌ بِرُؤْيَةِ فِعْلٍ مِنَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَالْوَاجِبُ مِنْ طَرِيقِ الْعِلْمِ وَالْوَقْفِ قَبُولُ خَبَرِ مَنْ أَعْلَمَ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى فِيهَا، دُونَ مَنْ نَفَى أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى فِيهَا، وَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ طَوِيلَةٌ قَدْ بَيَّنْتُهَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كُتُبِنَا أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي جُمْلَةِ هَذَا الْقَوْلِ.

شرح الشيخ: يعني أن الخبر الذي يجب قبوله هو خبر من يخبر برؤية الشيء وسماعه، لا من ينفي، والفضل بن عباس يقول: دعا ولم يصل، وبلال قال: صلى، الفضل بن عباس يقول: دخل الكعبة ولم يصل، وبلال قال: دخل الكعبة وصلى، أيهما يقبل؟

قول بلال؛ لأنه مُثبِت، دعا وصلى، قال: شاهدته صلى، والفضل قال: لم يصل، نافي، والمثبت مقدم على النافي؛ لأنه معه زيادة علم، بلال قال: صلى، والفضل يقول: لا، لم يصل، فيقدم قول بلال لأنه مثبت، وهو مقدم على النافي، لأنه يخبر برؤية فعل.

فقال المؤلف: (فَالْوَاجِبُ مِنْ طَرِيقِ الْعِلْمِ وَالْوَقْفِ قَبُولُ خَبَرِ مَنْ أَعْلَمَ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى فِيهَا، دُونَ مَنْ نَفَى)، قال: (وَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ طَوِيلَةٌ قَدْ بَيَّنْتُهَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كُتُبِنَا أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي جُمْلَةِ هَذَا الْقَوْلِ)، يعني في الجملة أن المقدم، أن المثبت مقدم على النافي.

مداخلة: بلال دخل معه، والفضل لم يدخل.

الشيخ: نعم، بلال دخل، نعم، ولذلك صار خبر بلال مقدم.

قارئ المتن: قال: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ، قال: حدثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ بِلَالٍ - رضي الله عنهم - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ ...

الشيخ: والحديث إسناده صحيح، رواه الترمذي.

قارئ المتن: وَحدثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، قال: أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَ عَنْ بِلَالٍ - رضي الله عنهم - أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ.

شرح الشيخ: نعم، فيقدم قول بلال؛ لأنه مثبت، وهو قد دخل، ابن عمر ما دخل، لكن صار عند الباب، يقول: أول ما خرج بلال سألته: أين المكان اللي صلى فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ فأشار إلى المكان.

قارئ المتن: بَابُ ذِكْرِ الْمَكَانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الْكَعْبَةِ

قال: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ قَزْعَةَ، قال: حدثنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قال: حدثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قال: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَقْبَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى بَعِيرٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ -رضي الله عنهما- رَدِيفُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَمَعَهُ بِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ -رضي الله عنهما- فَلَمَّا جَاءَ الْبَيْتَ أَرْسَلَ ابْنُ طَلْحَةَ بِمِفْتَاحِ الْبَيْتِ، فَفَتَحَهُ، فَدَخَلَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ وَبِلَالٌ، فَمَكَثُوا فِيهِ طَوِيلًا، وَأَغْلَقُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَابْتَدَرُوا الْبَيْتَ، فَسَبَقَهُمُ ابْنُ عُمَرَ، وَآخَرُ مَعَهُ، فَسَأَلَ ابْنُ عُمَرَ بِلَالًا: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَرَاهُ أَيْنَ صَلَّى، وَلَمْ يَسْأَلْهُ كَمْ صَلَّى.

الشيخ: نعم، التخريج؟

القارئ: قال: "صحيح، أخرجه البخاري ومسلم".

الشيخ: نعم، في [المغازي]، طيب، نعم.

قارئ المتن: قال: حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَا ...

الشيخ: محمد بن عمرو أم عمر؟

القارئ: عندي ابن عمرو، قال في الأصل: "وفي المطبوع (عمر)، وهو تحريف، والصواب ما أثبته، انظر [تاريخ بغداد] و [إتحاف المهرة]".

الشيخ: ابن عمرو، زاد واو.

قارئ المتن: قَالَا: حدثنا سُفْيَانُ، قَالَ عَبْدُ الْجَبَّارِ قَالَ: حدثنا أَيُّوبُ، سَمِعَهُ مِنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- وَقَالَ مُحَمَّدٌ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أنه قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ الْفَتْحِ، وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لِأُسَامَةَ -رضي الله عنه- حَتَّى أَنَاخَ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ -رضي الله عنه- بِالْمِفْتَاحِ، فَذَهَبَ إِلَى أُمِّهِ، فَأَبَتْ أَنْ تُعْطِيَهُ، فَقَالَ: لَتُعْطِينِّي أَوْ لَيَخْرُجَنَّ السَّيْفُ مِنْ صُلْبِي، فَدَفَعَتْه إِلَيْهِ فَفَتَحَ الْبَابَ ...

شرح الشيخ: غير مؤمنة، وهذا أحرجها، قال: إذا ما أعطيتني المفتاح يعني قتلت نفسي بهذا السيف، فأعطته المفتاح لما رأت الجِد.

قارئ المتن: فَفَتَحَ الْبَابَ؛ فَدَخَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- وَدَخَلَ مَعَهُ عُثْمَانُ وَبِلَالٌ وَأُسَامَةُ، فَأَجَافُوا الْبَابَ مَلِيًّا، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَكُنْتُ رَجُلًا شَابًّا قَوِيًّا؛ فَبَدَرَ النَّاسُ فَبَدَرْتُهُمْ، فَوَجَدْتُ بِلَالًا قَائِمًا عَلَى الْبَابِ، قَالَ: يَا بِلَالُ، أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ، وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى، هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو.

شرح الشيخ: بهذا يتبين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل الكعبة، وصلى فيها كما أخبر بلال، أما الفضل بن العباس قوله لم يصل، فهذا نفي، وهو أيضًا لم يدخل معهم، ما دخل الكعبة إلا بلال وعثمان بن طلحة الحجبي، وأسامة، والفضل ما دخل، ولهذا نفى، ما عنده علم.

قارئ المتن: بَابُ ذِكْرِ الْقَدْرِ الَّذِي جَعَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بَيْنَ مَقَامِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَبَيْنَ الْجِدَارِ

قال: حدثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قال: حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعِدٍ ...

الشيخ: سعد أو سعيد؟

القارئ: عندي سعد، وقال: "في المطبوع سعيد، وهو تصحيف، انظر تهذيب الكمال".

الشيخ: النسخة هذه كثير التحريف فيها.

قارئ المتن: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: سَأَلْتُ بِلَالًا -رضي الله عنه- أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: فِي مَقْدَمِ الْبَيْتِ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَائِطِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ، أَوْ قال: قَدْرُ ثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ، شَكَّ أَبُو عَامِرٍ.

الشيخ: التخريج؟ ماذا قال؟

القارئ: قال: "صحيح، أخرجه أحمد وعبد بن حميد من طريق هشام بن سعد عن نافع به".

شرح الشيخ: هذا في ذكر المقدار الذي بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين المقام الذي صلى فيه في مقدم البيت، جعل بينه وبين الحائط الغربي ثلاثة أذرع، ولهذا قال العلماء أخذوا من هذا أن السترة التي تكون للمصلي تكون مسافة ثلاثة أذرع، فإذا مر أحد وهو على ثلاثة أذرع فلا يضر، وإذا كان أقل من ثلاثة أذرع وليس له سترة هذا ممنوع؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل بينه وبين الجدار الغربي لما صلى ثلاثة أذرع.

قارئ المتن: بَابُ الْخُشُوعِ فِي الْكَعْبَةِ إِذَا دَخَلَهَا الْمَرْءُ، وَالنَّظَرِ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ إِلَى الْخُرُوجِ مِنْهَا

شرح الشيخ: ابن خزيمة -رحمه الله- نوَّع التراجم، كلها في دخول الكعبة.

قارئ المتن: قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مَالِكٍ اللَّخْمِيُّ التِّنِّيسِيُّ، قال: حدثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قال: حدثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- كَانَتْ تَقُولُ: عَجَبًا لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ إِذَا دَخَلَ الْكَعْبَةَ كَيْفَ يَرْفَعُ بَصَرَهُ قِبَلَ السَّقْفِ! يَدَعُ ذَلِكَ إِجْلَالًا لِلَّهِ وَإِعْظَامًا، دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْكَعْبَةَ مَا خَلَّفَ بَصَرُهُ مَوْضِعَ سُجُودِهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْهَا.

الشيخ: تخريجه؟

القارئ: قال: "إسناده ضعيف جدًّا، من أجل أحمد بن عيسى شيخ المصنف، قال عنه ابن حبان في المجروحين: يروي عن المجاهيل الأشياء المناكير، وعن المشاهير الأشياء المقلوبة، لا يجوز عندي الاحتجاج بما انفرد به من الأخبار، أخرجه الحاكم والبيهقي".

الشيخ: قال: "إسناده منكر"، أحمد بن عيسى قال عنه ابن عدي: "له مناكير"، وقال الدارقطني: "ليس بقوي، وكذبه ابن طاهر"، وعلى هذا تكون الترجمة مبنية على هذا الحديث الضعيف، أن عائشة كانت تقول: "عجبًا لأمر المرء إذا دخل الكعبة كيف يرفع بصره قِبل السقف، يدع ذلك إجلالا لله تعالى، ويضع ..."، ما يضر، كونه يرفع رأسه إلى السقف، في ماذا يضر؟ يرفع بصره إلى السماء، قال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ﴾[ق:6]، مأمور بأن يرفع بصره، يستدل به على قدرة الله ووحدانيته.

إنما المنهي أن يرفع بصره وهو في الصلاة، وهو في الصلاة ليس له أن يرفع بصره إلى السماء، جاء في الحديث: «لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم أو لتخطفن أبصارهم، أو لا ترجع إليهم»، هذا في الصلاة، أما في غير الصلاة لا، ما فيه مانع تنظر إليها، إن كان في الكعبة ونظر إلى السقف، ما المانع؟ فهذا الحديث قول عائشة: "عجبًا للمرء المسلم إذا دخل الكعبة كيف يرفع بصره قبل السقف، يدع ذلك إعظامًا لله وإجلالا، دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده"، ما يدريها عائشة عن هذا؟

ما تدري عائشة، ما دخلت معهم الكعبة حتى تخبر، ولا ذكرت أنه أخبرها أحد، يعني عائشة ما دخلت معهم، كيف تقول إن الرسول ما خلف بصره، ولا روت هذا عن أحد! وعلى ذلك الحديث ضعيف، وكونه يرفع بصره إلى السقف لا حرج فيه، سقف الكعبة، لكن في غير الصلاة، أما في الصلاة ما يرفع بصره.

(بَابُ الْخُشُوعِ فِي الْكَعْبَةِ إِذَا دَخَلَهَا الْمَرْءُ، وَالنَّظَرِ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ إِلَى الْخُرُوجِ مِنْهَا) مبني على هذا صحة الحديث، والحديث غير صحيح، الترجمة مبنية على صحة الحديث، والحديث غير صحيح.

مداخلة: [00:24:01]

الشيخ: زهير؟ حدثنا مهير! نعم، ماذا عندك؟

القارئ: عندي زهير بن محمد المكي.

الشيخ: تكلم عليه؟

القارئ: قال فقمداخلة: "انظر تهذيب الكمال".

الشيخ: فقط؟ ما تكلم على الراوي؟

القارئ: ما تكلم عليه، لكن في سنن البيهقي كذلك زهير بن محمد المكي.

الشيخ: انظر في كتب الرجال، هل فيه مهير أو زهير؟ انظر كتب الرجال هل يوجد مهير بن محمد المكي، أو زهير، يكون اثنان أو واحد.

قارئ المتن: بَابُ اسْتِحْبَابِ دُخُولِ الْكَعْبَةِ إِذْ دُخُولُهَا دُخُولًا فِي حَسَنَةٍ، وَخُرُوجًا مِنْ سَيِّئَةٍ مَغْفُورًا لِلدَّاخِلِ

قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال: حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، قال: حدثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ دَخَلَ الْبَيْتَ دَخَلَ فِي حَسَنَةٍ وَخَرَجَ مِنْ سَيِّئَةٍ مَغْفُورًا لَهُ».

الشيخ: تخريجه؟ ضعيف عندك؟

القارئ: قال: "إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن مؤمل، أخرجه الطبراني في الكبير والبيهقي، قال البيهقي: تفرد به عبد الله بن المؤمل، وهو ضعيف".

شرح الشيخ: إسناده ضعيف، قال الهيثمي: "ورواه الطبراني في الكبير والبزار، بنحوه، وفيه عبد الله بن مؤمل، وثقه ابن سعد وغيره، وفيه ضعف"، إذًا أيضًا هذا الحديث ضعيف، «مَنْ دَخَلَ الْبَيْتَ دَخَلَ فِي حَسَنَةٍ وَخَرَجَ مِنْ سَيِّئَةٍ مَغْفُورًا لَهُ»، لا يصح هذا، الترجمة مبنية على صحة الحديث، والحديث لا يصح، ولكن دخول الكعبة والصلاة فيها عمل صالح، الصلاة في داخل الكعبة مستحب إذا تيسر له، أما كونه في هذا الحديث دخل في حسنة وخرج من سيئة مغفورًا له، لا، فلا يصح.

قارئ المتن: بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ أَنَّ دُخُولَ الْكَعْبَةِ لَيْسَ بِوَاجِبٍ إِذِ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ أَعْلَمَ بَعْدَ دُخُولِهِ إِيَّاهَا أَنَّهُ وَدَّ أَنْ لَمْ يَكُنْ دَخَلَهَا مَخَافَةَ إِتْعَابِ أُمَّتِهِ بَعْدَهُ، وَهَذَا كَتَرْكِهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعْضَ التَّطَوُّعِ الَّذِي كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَفْعَلَهُ ...

الشيخ: والذي كان أم بدون واو؟

القارئ: بدون واو عندي.

الشيخ: طيب، بدون واو، نعم.

 قارئ المتن: وَهَذَا كَتَرْكِهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعْضَ التَّطَوُّعِ الَّذِي كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَفْعَلَهُ لِإِرَادَةِ التَّخْفِيفِ عَلَى أُمَّتِه

قال: حدثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قال: حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أنها قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ عِنْدِي وَهُوَ قَرِيرُ الْعَيْنِ، طَيِّبُ النَّفْسِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ وَهُوَ حَزِينٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِي، وَأَنْتَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: «إِنِّي دَخَلْتُ الْكَعْبَةَ، وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ فَعَلْتُ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ أَتْعَبْتُ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي».

الشيخ: تخريجه؟

القارئ: قال: "إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عبد الملك، وقد تفرد به".

الشيخ: إسماعيل بن عبد الملك، الشيخ ناصر يقول: "إسناده صحيح، رواه أبو داود" ما قال من رواه عندك؟

القارئ: "أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجة والترمذي والحاكم والبيهقي".

الشيخ: لضعف إسماعيل بن عبد الملك عندك، قال: إسناده ضعيف.

القارئ: نعم، قال: "إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عبد الملك، وقد تفرد به".

الشيخ: فيه كلام عن إسماعيل بن عبد الملك؟ ... دخول الكعبة ليس بواجب كما ذكر المؤلف، ليس بواجب، مستحب إن تيسر.

القارئ: إسماعيل بن عبد الملك قال في [التقريب]: "صدوق كثير الوهم".

الشيخ: وهل الحديث له تابع أو شواهد؟

إذا كان له شواهد فالأقرب أنه صحيح، وهذا معروف، فيه أن دخول الكعبة ليس بواجب، مستحب، والنبي -صلى الله عليه وسلم- خرج حزينًا لئلا يشق على أمته؛ لأنه قال: مخافة إتعاب أمتي، لأنهم سيقتدون به، فيدخلون الكعبة، وهذا يصير فيه مشقة عليهم، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كما قال يترك بعض التطوع الذي يحب أن يفعله ليرى التخفيف على أمته، قال: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة»، وهنا خاف أن يشق على أمته بدخول الكعبة، فلهذا خرج حزينًا، فدخول الكعبة ليس بواجب، مستحب.

القارئ: في تخريج سنن ابن ماجة قالوا: "إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عبد الرحمن، وأخرجه أبو داود والترمذي من طريق إسماعيل بن عبد الملك.. عفوًا، إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عبد الملك، وأخرجه أبو داود والترمذي من طريق إسماعيل بن عبد الملك بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وأخرجه أحمد من طريق جابر الجعفي عن عرفجة بن عبد الله الثقفي عن عائشة، وجابر الجعفي لا يصلح للاعتبار به في المتابعات لشدة الكلام فيه.

تنبيه: كنا قد حسنا هذا الحديث في مسند أحمد وجامع الترمذي، فيستدرك من هنا".

الشيخ: من يقول هذا؟

القارئ: شعيب الأرناؤوط.

الشيخ: شعيب يقول كنا ماذا؟

القارئ: "كنا قد حسنا هذا الحديث في مسند أحمد وجامع الترمذي، فيستدرك من هنا".

الشيخ: يعني إسناده كأنه ضعيف؟

القارئ: نعم.

الشيخ: والأقرب أنه صحيح، أنه حسن لأن له شواهد، من شواهده النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يترك التطوعات خشية أن يشق على أمته، وهنا كذلك الآن، ود أنه لم يدخل لئلا يشق على أمته، تشهد له النصوص الأخرى، الأقرب تحسينه، أنه حسن كما فعلوا في المسند.

قارئ المتن: بَابُ اسْتِحْبَابِ الصَّلَاةِ عِنْدَ بَابِ الْكَعْبَةِ بَعْدَ الْخُرُوجِ مِنْهَا

قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْقَيْسِيُّ، قال: حدثنا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما - يَقُولُ: إِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالطَّوَافِ، فَلَمْ تُؤْمَرُوا بِدُخُولِهِ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ يَنْهَى عَنْ دُخُولِهِ، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ، فَلَمَّا خَرَجَ رَكَعَ فِي قُبُلِ الْبَيْتِ رَكْعَتَيْنِ، وَقَالَ: «هَذِهِ الْقِبْلَةُ».

الشيخ: تخريجه؟ هذا سبق؟

القارئ: نعم، سبق، قال هناك: "صحيح، أخرجه مسلم".

شرح الشيخ: نعم، فهنا ترجمة في (اسْتِحْبَابِ الصَّلَاةِ عِنْدَ بَابِ الْكَعْبَةِ بَعْدَ الْخُرُوجِ مِنْهَا)، يعني يستحب إذا دخل الكعبة أن يصلي في جوف الكعبة، وإذا خرج كذلك يستحب أن يصلي عند باب الكعبة، ابن عباس قال: إنما أمرتم بالطواف، ولم تؤمروا بدخول البيت، ولما خرج ركع في قُبل الكعبة ركعتين، وقال: هذه القبلة.

قارئ المتن: بَابُ ذِكْرِ الْمَوْضِعِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الْكَعْبَةِ.

شرح الشيخ: كلها المؤلف نوع هذه التراجم كلها في دخول الكعبة والخروج منها.

قارئ المتن: قال: حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قال: حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، قال: حدثنا سَيْفٌ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أنه قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الْبَيْتَ، فَجِئْتُ فَإِذَا هو قَدْ خَرَجَ، وَإِذَا بِلَالٌ قَائِمٌ عِنْدَ بَابِ الْكَعْبَةِ، قَالَ: قُلْتُ يَا بِلَالُ، أَيْنَ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: هَا هُنَا، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ الْحِجْرِ وَالْبَابِ ...

الشيخ: بين الحِجْرِ.

قارئ المتن: بَيْنَ الْحِجْرِ وَالْبَابِ، قَالَ: فَكَانَ مُجَاهِدٌ يَصِفُهَا بَيْنَ الْأُسْطُوَانَتَيْنِ اللَّتَيْنِ مِنْ قِبَلِ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يُرِيدُ فَكَانَ مُجَاهِدٌ يَصِفُهَا أَيْ صَلَاتَهُ فِي الْكَعْبَةِ أَنَّهُ صَلَّى بَيْنَ الْأُسْطُوَانَتَيْنِ اللَّتَيْنِ مِنْ قِبَلِ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ.

الشيخ: تخريجه؟

القارئ: قال: "صحيح، أخرجه أحمد والبخاري والبزار والنسائي".

الشيخ: صحيح، هنا ما ذكر تخريج الأعظمي؟

القارئ: أخرجه البخاري.

الشيخ: نعم، فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى داخل الكعبة؛ لأن ابن عمر سأل بلال، قال: أين صلى؟ فقال: ها هنا، يعني في جوف الكعبة، قال: ثم خرج فصلى ركعتين بين الحجر والباب، يعني صلى داخل الكعبة وصلى خارج الكعبة، لما دخلها جعل بينه وبين الجدار الغربي ثلاثة أذرع بين الأسطوانتين، ولما خرج صلى بين الحجر والباب، بين الحجر والباب هو المكان اللي يصلى فيه الإمام الآن، الإمام الآن يصلي بين الحجر والباب، هو مكان الإمام، يكون الباب عن يساره، والحجر عن يمينه، وهذا هو وجه الكعبة وقُبلها، من خلف من جهة [00:34:36] هذا دبر الكعبة، ففيه بيان الموضع الذي صلى فيه داخل الكعبة، جاء بين الأسطوانتين بين عمودين، وجعل بينه وبين الجدار الغربي ثلاثة أذرع، وخارج الكعبة لما خرج بين الحجر والباب.

قارئ المتن: بَابُ الْتِزَامِ الْبَيْتِ عِنْدَ الْخُرُوجِ مِنَ الْكَعْبَةِ ...

الشيخ: بركة، قف على هذا، وفق الله الجميع لطاعته، وفق الله الجميع للعمل الصالح.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد