شعار الموقع

شرح كتاب المناسك من صحيح ابن خزيمة_44

00:00
00:00
تحميل
5

قال الإمام ابن خزيمة رحمه - الله تعالى – في صحيحه:

قارئ المتن: بَابُ ذِكْرِ عَدَدِ حِجَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالدَّلِيلِ عَلَى ضِدِّ مَا تَوَهَّمَهُ الْعَامَّةُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَحُجِّ إِلَّا حَجَّةً وَاحِدَةً وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا حَجَّ حَجَّةً وَاحِدَةً بَعْدَ هِجْرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَمَّا قَبْلَ الْهِجْرَةِ فَقَدَ حَجَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ تِلْكَ الْحَجَّةِ

الشيخ: (فأما ما قبل الهجرة) هذه النسخة ما فيها ما؟

القارئ: قال في المطبوع: فأما ما قبل، لكنه حذفها من المتن.

الشيخ: قد يكون أحسن، نعم. فأما ما قبل الهجرة، نعم، فقد حج ...

قارئ المتن: فقد حج النبي صلى الله عليه وسلم غير تلك الحجة التي حجها من المدينة.

قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الْقَطَوَانِيُّ رَاهِبُ الْكُوفَةِ، قال: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قال: حدثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، ح، وحدثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصّوفِيُّ، قال حدثنا زَيْدٌ، قال: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّ ثَلَاثَ حِجَجٍ: حَجَّتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ، وَحَجَّةً بَعْدَمَا هَاجَرَ مَعَهَا عُمْرَةٌ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، وَحَجَّةً قَرَنَ مَعَهَا عُمْرَةً

الشيخ: تخريجه؟

القارئ: قال: "هذا حديث غير صحيح. قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث سفيان الثوري لا نعرفه إلا من حديث زيد بن حباب، ورأيت عبد الله بن عبد الرحمن روى هذا الحديث في كتبه عن عبد الله بن أبي زياد، وسألت محمدًا عن هذا فلم يعرفه من حديث الثوري عن جعفر عن أبيه عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ورأيته لا يعد هذا الحديث محفوظًا، وقال: إنما يروى عن الثوري عن أبي إسحاق عن مجاهد مرسلًا.

قال ماهر: وهو مع أنه معلول بالإرسال فهو معلول بمعارضته الأحاديث الصحيحة؛ فقد روى الشيخان: البخاري، ومسلم عن قتادة، قال: قلت لأنس بن مالك –رضي الله عنه-: كم حج النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: حجة واحدة، واعتمر أربع عمر: عمرة في ذي القعدة، وعمرة الحديبية، وعمرة مع حجته، وعمرة الجعرانة".

شرح الشيخ: قال: إسناده ضعيف، رواه الترمذي من طريق زيد بن الحباب نقل الشيخ ناصر كما نقل الفحل، قال: سألت محمدًا عن الإمام البخاري، عن هذا –يعني الإمام البخاري- فلم يعرف من حديث الثوري عن جعفر، فرأيت ألا نعد هذا الحديث محفوظًا، وقال: إنما يروى مرسلًا عن مجاهد.

فيه زيادة؟

القارئ: ما فيه زيادة؟

الشيخ: الترجمة فيها: (عَدَدِ حِجَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالدَّلِيلِ عَلَى ضِدِّ مَا تَوَهَّمَهُ الْعَامَّةُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَحُجِّ إِلَّا حَجَّةً وَاحِدَةً)، نعم حج حجة واحدة بعد البعثة، أما قبل الهجرة، فالله أعلم.

لكن الترجمة الثانية سيذكر فيها زيادة إيضاح، كأن المؤلف ... حج، وجاء ما يدل على أن بعض الصحابة رأوه –عليه الصلاة والسلام– قبل البعثة، واقف مع الناس في عرفة، وكانت قريش يقفون بمزدلفة، ويقولون: نحن أهل الحرم لا نتجاوز الحرم، ما نخرج، فالحجاج يخرجون لعرفة، وأهل مكة لا يخرجون لعرفة في الجاهلية، يقولون: ما نتجاوز الحرم، نحن أهل الحرم ما نخرج من الحرم، والنبي -صلى الله عليه وسلم- رؤي، رآه أنه حج مع الناس، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- حج حجة واحدة بعد البعثة، أما قبل البعثة فهذا الحديث لا يصح: أنه حج حجتين. هل فيه زيادة؟ آخر ما قرأت ماذا؟

القارئ: قال: "ومع أنه معلول بالإرسال، فهو معلول بمعارضته الأحاديث الصحيحة، فقد روى الشيخان: البخاري، ومسلم عن قتادة، قال: قلت لأنس بن مالك: كم حج النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: حجة واحدة، واعتمر أربع عمر".

الشيخ: هذا يعني مقصده بعد البعثة، لكن سكت عما قبل البعثة.

مداخلة: ما يكون نسخ ما قبل، حجة الوداع تنسخ ما قبل.

الشيخ: الكلام هنا -الترجمة- في عدد الحجج، قوله: (ثَلَاثَ حِجَجٍ: حَجَّتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ) ما يصح، والله أعلم. كم حج قبل البعثة؟ حجتين أو حجة واحدة، أو أكثر؟

سيأتي أيضًا بيان أن النبي حج قبل البعثة، لكن كم؟ الله أعلم، وهذا الحديث فيه أنه حج ثلاث حجج، لا يصح؛ إنما الحج بعد البعثة هذا ثابت، وأنه حج قبل البعثة لا يثبت في هذا الحديث.

مداخلة: [00:05:22]

الشيخ: نعم، في حجة الوداع في السنة العاشرة.

مداخلة: العمرة كلها في ذي القعدة تبع الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟

الشيخ: نعم كل عُمَره في ذي القعدة -عليه الصلاة والسلام-، عمرة جرَّانة، عمرة الحديبية في ذي القعدة، وعمرة كانت مع حجته كانت أيضًا في ذي القعدة، (25) ذي القعدة. نعم؟

مداخلة: أفضل من العمرة في رمضان؟

الشيخ: ابن القيم -رحمه الله- رأى هذا، يقول إن النبي -صلى الله عليه وسلم- عُمَره كلها في ذي القعدة، والله لا يختار له إلا الأفضل، قال: أستخير الله في أيهما أفضل؟ العمرة في رمضان أم في ذي القعدة؟

والصواب أن العمرة في رمضان أفضل؛ لأن هذا ثابت من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «عمرة في رمضان تعدل حجة»، والقول مقدم على الفعل، والنبي -صلى الله عليه وسلم- له أجر؛ لأنه دل الأمة على الخير، ولو ما اعتمر في رمضان، النبي هو المشرع -عليه السلام-، وله مثل أجر الأمة، وقد يكون هناك موانع من غزوات وغيرها، أكثر غزواته كانت في رمضان، ما تمكن عليه السلام، فالصواب أن العمرة في رمضان أفضل.

قارئ المتن: بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْمَتْنِ، وَالْبَيَانُ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ حَجَّ قَبْلَ هِجْرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ لَا كَمَا مَنْ طَعَنَ فِي هَذَا الْخَبَرِ، وَادَّعَى أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ  

شرح الشيخ: يعني في الترجمة يؤكد على الترجمة السابقة: (الدَّلِيلِ عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْمَتْنِ)، أما كونه حج، نعم، حج قبل ... لكن العدد، هذا هو الكلام، كم حج قبل البعثة؟ الله أعلم، حجة واحدة أو حجتين أو أكثر؟ هنا يقول: ثبت الدليل على صحة حج النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة.

قارئ المتن: قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، قال: حدثَنَا سلَمَةُ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي

الشيخ: سلمة ولّا سلْم في النسخة؟            

القارئ: قال في المطبوع: مسلمة، وهو تحريف. انظر تهذيب الكمال.

الشيخ: مسلمة؟ لا عندنا سلْم في نسخة الأعظمي (سلْم)، وعندكم؟

مداخلة: سلْم.

الشيخ: لا، ماذا عندك؟

القارئ: مسلمة. في طبعة الفحل: سلمة، وفي طبعة الأعظمي الثالثة: مسلمة.

الشيخ: ما تكلم عليها؟

القارئ: قال فقط: انظر "تهذيب الكمال".

الشيخ: علق على سلمة؟

القارئ: علق على سلمة، قال: في المطبوع مسلمة، وهو تحريف، انظر: "تهذيب الكمال".

الشيخ: يعني سلمة، صوابه سلمة.

قارئ المتن: قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَمِّهِ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَوَاقِفٌ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ بِعَرَفَاتٍ مَعَ النَّاسِ يَدْفَعُ مَعَهُمْ مِنْهَا، مَا ذَاكَ إِلَّا تَوْفِيقًا مِنَ اللَّهِ.

الشيخ: تخريج الحديث؟

القارئ: قال: سبق تخريجه.

الشيخ: مرَّ من قبل، والحديث رقم ماذا؟

القارئ: (2000).

الشيخ: بدون زيادة "ما ذاك إلا توفيقا من الله"، وأشار لها في الفتح إلى هذه الزيادة، وهي في رواية يونس بن بُكير في مغازي ابن إسحاق ومسند ابن إسحاق بن راهويه، لكن سبق؟

القارئ: قال في الحديث السابق: "إسناده حسن، محمد بن إسحاق صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالسماع؛ فانتفت شبهة تدليسه، أخرجه أحمد والفاكهي والطبراني والحاكم من طرق عن محمد بن إسحاق به".                   

الشيخ: صرح ابن إسحاق بـ ...؟

القارئ: في الرواية السابقة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر.

الشيخ: يكون حسن، المؤلف بنى على هذا ... نعم، ولقد رأيت ماذا؟

قارئ المتن: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَوَاقِفٌ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ بِعَرَفَاتٍ مَعَ النَّاسِ يَدْفَعُ مَعَهُمْ مِنْهَا، مَا ذَاكَ إِلَّا تَوْفِيقًا مِنَ اللَّهِ.

الشيخ: يعني ... على هذا إن صح الحديث يكون النبي حج قبل البعثة، لكن ما فيه تحديد بأنها الحجتين.

الحديث السابق فيه أنها حجتين، ضعيف، الحديث السابق (حديث جابر) أنه حج حجتين قبل البعثة هذا ضعيف، لكن في هذا الحديث (حديث جبير بن مطعم عن أبيه) أنه رأي النبي -صلى الله عليه وسلم- واقفًا مع الناس في عرفات قبل البعثة، رآه في حجة واحدة، ولا ذكر الحجتين، على هذا يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- حج مع الناس قبل البعثة على ما توارثوه عن أبيهم إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-.

قارئ المتن: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَوْلُهُ: قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ) [البقرة: 199]، أَوْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ جَمِيعُ الْقُرْآنِ. وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ أَنَّ سَلْمَ بْنَ جُنَادَةَ، حَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

كَانَتْ قُرَيْشٌ وَمَنْ دَانَ دِينَهَا يَقِفُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ وَكَانُوا يُسَمَّوْنَ الْحُمْسَ، وَكَانَ سَائِرُ الْعَرَبِ يَقِفُونَ بِعَرَفَةَ، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنْ يَأْتِيَ عَرَفَاتٍ، فَيَقِفَ ثُمَّ يُفِيضُ مِنْهَا. قَالَتْ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾[البقرة: 199].

فَهَذَا الْخَبَرُ دَالٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - إِنَّمَا أَمَرَ نَبِيَّهُ بِالْوُقُوفِ بِعَرَفَاتٍ، وَمُخَالَفَةِ قُرَيْشٍ فِي وُقُوفِهِمْ بِالْمُزْدَلِفَةِ، وَتَرْكِهُمُ الْخُرُوجَ مِنَ الْحَرَمِ لِتَسْمِيَتِهِمْ أَنْفُسَهُمُ الْحُمْسَ لِهَذِهِ الْآيَةِ (أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ) أَيْ غَيْرُ قُرَيْشٍ الَّذِينَ كَانُوا يَقِفُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ، وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي نَقُولُ إِنَّ اسْمَ النَّاسِ قَدْ يَقَعُ عَلَى بَعْضِهِمْ، إِذِ الْعِلْمُ مُحِيطٌ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ لَمْ يَقِفُوا بِعَرَفَاتٍ، وَإِنَّمَا وَقَفَ بِعَرَفَاتٍ بَعْضُهُمْ لَا جَمِيعُهُمْ.

شرح الشيخ: هذه اللفظة تفيد العموم، ويراد بها الخصوص، يراد بها بعض الناس، ليس كل الناس، ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾[البقرة: 199] دليل على أن أهل مكة لا يقفون؛ فهم ليسوا داخلين في (الناس) هنا: (وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي نَقُولُ إِنَّ اسْمَ النَّاسِ قَدْ يَقَعُ عَلَى بَعْضِهِمْ، إِذِ الْعِلْمُ مُحِيطٌ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ لَمْ يَقِفُوا بِعَرَفَاتٍ، وَإِنَّمَا وَقَفَ بِعَرَفَاتٍ بَعْضُهُمْ لَا جَمِيعُهُمْ).

قارئ المتن: وَفِي قَوْلِ جُبَيْرٍ: مَا ذَاكَ إِلَّا تَوْفِيقًا مِنَ اللَّهِ، لَهُ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ أَمَرَهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ بِوَحْيٍ مُنَزَّلٍ عَلَيْهِ بِالْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ

الشيخ: لأنه ما بعث في ذلك الوقت -عليه الصلاة والسلام-.

قارئ المتن: إِذْ لَوْ كَانَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ كَانَ اللَّهُ قَدْ أَمَرَهُ بِالْوُقُوفِ بِعَرَفَة

الشيخ: بالوقوف كذا؟ في المطبوعة بالوقف، نعم؟

القارئ: عندي بالوقوف.

الشيخ: بالوقوف هو الصواب، الصواب بالوقوف، نعم.

قارئ المتن: إِذْ لَوْ كَانَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ كَانَ اللَّهُ قَدْ أَمَرَهُ بِالْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ عِنْدَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ لَأَشْبَهَ أَنْ يَقُولَ: فَعَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ. وَإِنَّمَا قُلْتُ إِنَّهُ جَائِزٌ أَنْ يَكُونَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ أَرَادَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ -أَيْ جَمِيعُ الْقُرْآنِ- لِأَنَّ جَمِيعَ الْقُرْآنِ لَمْ يَنْزِلْ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِمَكَّةَ قَبْلَ هِجْرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَإِنَّمَا نَزَلَ عَلَيْهِ بَعْضُ الْقُرْآنِ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ وَبَعْضُهُ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ، وَاسْتَدْلَلْتُ بِأَنَّهُ أَرَادَ بِقَوْلِهِ: قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جَمِيعَ الْقُرْآنِ، لَا أَنَّهُ أَرَادَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا، قَالَ: حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ:

أَضْلَلْتُ جَمَلًا لِي يَوْمَ عَرَفَةَ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى عَرَفَةَ أَتَتَبَّعُهُ، فَإِذَا أَنَا بِمُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- وَاقِفًا فِي النَّاسِ بِعَرَفَةَ عَلَى بَعِيرِهِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ.

الشيخ: تخريجه؟

القارئ: إسناده ضعيف لضعف عبد العزيز بن جريج والد عبد الملك، أخرجه أحمد من طريق ابن جريج، وقد أبهم من سمع منه عن جبير.

الشيخ: كيف أبهم؟ (أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرنا أبي عن جبير).

القارئ: لعله يقصد رواية أحمد، قال: أخرجه أحمد من طريق ابن جريج، وقد أبهم من سمع منه عن جبير.

قارئ المتن: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنْ كَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جُرَيْجٍ قَدْ أَدْرَكَ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ فَهَذَا الْخَبَرُ يُبَيِّنُ أَنَّ تَأْوِيلَ خَبَرِ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَيْ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ جَمِيعُ الْقُرْآنِ.

الشيخ: أعد: لأن محمد بن معمر حدثنا ...

قارئ المتن: لِأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا، قَالَ: حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: أَضْلَلْتُ جَمَلًا لِي يَوْمَ عَرَفَةَ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى عَرَفَةَ أَتَتَبَّعُهُ، فَإِذَا أَنَا بِمُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- وَاقِفًا فِي النَّاسِ بِعَرَفَةَ عَلَى بَعِيرِهِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ. القارئ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنْ كَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جُرَيْجٍ قَدْ أَدْرَكَ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ فَهَذَا الْخَبَرُ يُبَيِّنُ أَنَّ تَأْوِيلَ خَبَرِ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَيْ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ جَمِيعُ الْقُرْآنِ.

قال: حدثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، حدثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ – رضي الله عنهم - قَالَ: ذَهَبْتُ أَطْلُبُ بَعِيرًا لِي بِعَرَفَةَ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَاقِفًا بِعَرَفَةَ مَعَ النَّاسِ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لِمَنَ الْحُمْسِ فَمَا شَأْنُهُ هَاهُنَا. وَكَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَقِفُ بِعَرَفَةَ سِنِيهِ الَّتِي كَانَ بِهَا.

الشيخ: سِنِيهِ؟ كان يقف بعرفة سِنِيَّهُ التي كان بها.

قارئ المتن: يقف بعرفة سِنِيَّهُ التي كان بها.

حدثَنَاهُ الْمَخْزُومِيُّ، وَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ: فَمَا لَهُ خَرَجَ مِنَ الْحَرَمِ؟ وَكَانَتْ قُرَيْشٌ لَا تُجَاوِزُ الْحَرَمَ. تَقُولُ: نَحْنُ أَهْلُ اللَّهِ، لَا نَخْرُجُ مِنَ الْحَرَمِ. وَلَمْ يَقُلْ: كَانَ يَقِفُ بِعَرَفَةَ سِنِيهِ الَّتِي كَانَ بِهَا.

وَخَبَرُ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ مِنْ هَذَا الْبَابِ.

حدثَنَاهُ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قال: حدثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ:

رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَاتٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ..

الشيخ: أعد، حدثنا عبد الجبار؟ حدثنا من؟ المخزومي؟

قارئ المتن: حدثَنَاهُ الْمَخْزُومِيُّ، وَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ:فَمَا لَهُ خَرَجَ مِنَ الْحَرَمِ؟ وَكَانَتْ قُرَيْشٌ لَا تُجَاوِزُ الْحَرَمَ. تَقُولُ: نَحْنُ أَهْلُ اللَّهِ، لَا نَخْرُجُ مِنَ الْحَرَمِ. وَلَمْ يَقُلْ: كَانَ يَقِفُ بِعَرَفَةَ سِنِيهِ الَّتِي كَانَ بِهَا.

الشيخ: تخريج الحديث الأول [00:19:57] عبد الجبار، قال: أخرجه الإمام مسلم من طريق سفيان.

القارئ: نعم، قال أخرجه البخاري ومسلم.

الشيخ: والثاني؟

القارئ: الثاني أحال على الذي قبله، حديث المخزومي أحال على الذي قبله.

الشيخ: حدثنا المخزومي ماذا؟

قارئ المتن: حدثَنَاهُ الْمَخْزُومِيُّ، وَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ: فَمَا لَهُ خَرَجَ مِنَ الْحَرَمِ؟ وَكَانَتْ قُرَيْشٌ لَا تُجَاوِزُ الْحَرَمَ. تَقُولُ: نَحْنُ أَهْلُ اللَّهِ، لَا نَخْرُجُ مِنَ الْحَرَمِ. وَلَمْ يَقُلْ: كَانَ يَقِفُ بِعَرَفَةَ سِنِيهِ الَّتِي كَانَ بِهَا.

الشيخ: الحميدي ماذا قال عليه؟

القارئ: قال: انظر الحديث الذي قبله.

الشيخ: وكان -صلى الله عليه وسلم- يقف بعرفة سنيه التي كان ... يعني سنينه يقف بعرفة، ماذا قال على كلمة المخزومي؟

القارئ: قال: انظر الأحاديث السابقة، ذكر منها الحديث الذي قبله.

قارئ المتن: حدثَنَاهُ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قال: حدثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ ابن رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ.

الشيخ: عن ابن ربيعة، أم عن ربيعة؟

القارئ: عن ابن ربيعة، عن أبيه.

الشيخ: تكلم عليه؟

القارئ: ما تكلم عليه.

الشيخ: نعم؟

مداخلة: [00:21:37]

الشيخ: عن ربيعة ... ماذا عندك؟

القارئ: عندي عن ابن ربيعة عن أبيه.

الشيخ: عن ابن ربيعة، تكلم عليه؟

القارئ: ما تكلم عليه.

الشيخ: اقرأ ترجمة ابن ربيعة.

قارئ المتن: قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَاتٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ فِي الْإِسْلَامِ وَاقِفًا مَوْقِفَهُ ذَلِكَ، فَعَرَفْتُ أَنَّ اللَّهَ وَفَّقَهُ لِذَلِكَ.

الشيخ: الحديث هنا مُبهم، هذا الرجل من قريش! إسناده ضعيف لاختلاط عطاء بن السائب، ماذا قال عليه؟

القارئ: قال: إسناده ضعيف لاختلاط عطاء بن السائب وسماع جرير منه بعد الاختلاط. أخرجه الطبراني.

مداخلة: لا يصح هذا الحديث.

الشيخ: لكن الحديث الأول حسن، واقفاً في عرفات مع المشركين هذا لا يصح.

قارئ المتن: بَابُ الرُّخْصَةِ فِي دُخُولِ مَكَّةَ بِغَيْرِ إِحْرَامٍ عِنْدَ الْعِلْمِ بِحَدَثٍ

قال: حدثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قال: حدثنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ابْنُ أَخْطَلَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اقْتُلُوهُ" قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَئِذٍ مُحْرِمًا.

الشيخ: تخريجه؟

القارئ: قال: أخرجه البخاري ومسلم.

الشيخ: نعم، [00:24:22] أنه جاء للقتال، جاء لفتح مكة، ما جاء للحج، ما قصد إلا النسك، الحديث للشيخين عندك؟

القارئ: نعم.

الشيخ: اقتصر على مسلم. نعم، حدثنا محمد بن عيسى ...

قارئ المتن: قال حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، قال: حدثَنَا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ:

بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَبَعَثَ مَعِي رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: "ائْتِيَا أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ فَاقْتُلَاهُ"، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَالَ: فَلَمَّا دَخَلْنَا مَكَّةَ قَالَ لِي صَاحِبِي: هَلْ لَكَ أَنْ نَبْدَأَ فَنَطُوفَ بِالْبَيْتِ أُسْبُوعًا وَنُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أَعْلَمُ بِأَهْلِ مَكَّةَ، إنَهُمْ إِذَا أَظْلَمُوا رَسُوا أَفْنِيَتَهُمْ، ثُمَّ جَلَسُوا بِهَا

الشيخ: كذا رشوا؟

القارئ: نعم، قال في مطبوعة: رسوا.

الشيخ: رشوا، رشوها للجلوس، حتى يجلسوا عليها.

قارئ المتن: إنَّهُمْ إِذَا أَظْلَمُوا رَسُوا أَفْنِيَتَهُمْ، ثُمَّ جَلَسُوا بِهَا، وَأَنَا أَعْرِفُ فِيهَا مِنَ الْفَرَسِ الْأَبْلَقِ، فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَتَيْنَا الْبَيْتَ، فَطُفْنَا بِهِ أُسْبُوعًا، وَصَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْنَا.

شرح الشيخ: والشاهد أنهم دخلوا بدون إحرام، (فَطُفْنَا بِهِ أُسْبُوعًا) يعني سبعة أشواط، وصلى ركعتين، قال: سُبُعا أو أسبوع؟ ماذا قال عليه، إسناده ضعيف؟

القارئ: إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن.

الشيخ: قوله: بعثني رسول الله ...

قارئ المتن: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبَعَثَ مَعِي رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: "ائْتِيَا أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ فَاقْتُلَاهُ"، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَالَ: فَلَمَّا دَخَلْنَا مَكَّةَ قَالَ لِي صَاحِبِي: هَلْ لَكَ أَنْ نَبْدَأَ فَنَطُوفَ بِالْبَيْتِ أُسْبُوعًا وَنُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أَعْلَمُ بِأَهْلِ مَكَّةَ أَنَّهُمْ إِذَا أَظْلَمُوا رَشوا أَفْنِيَتَهُمْ، ثُمَّ جَلَسُوا بِهَا، وَأَنَا أَعْرِفُ فِيهَا مِنَ الْفَرَسِ الْأَبْلَقِ، فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَتَيْنَا الْبَيْتَ، فَطُفْنَا بِهِ أُسْبُوعًا، وَصَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْنَا.

شرح الشيخ: هذا ضعيف، لكن يكفي الحديث الأول، فالحديث الأول صحيح، رواه الشيخان، دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر، ما دخل محرما، الترجمة فيها الرخصة في دخول مكة بغير إحرام عند العلم بحدث إذا لم أقصد ... لكن هذا يكون عند العلم بحدث، لكن إذا لم يكن هناك –يعني- حدث، فهل يجوز له أن يدخل مكة بغير إحرام؟

فيها قولان لأهل العلم:

القول الأول وقد [00:27:45] جماعة: أنها لا يجوز دخول مكة إلا بإحرام، وهذا من خصائص مكة، كل من دخل مكة عليه أن يحرم، ويستثنى من ذلك من يتكرر دخوله، قالوا: مثل الحطاب يحتطب سابقا، والحشاش يحتش الحشيش، الآن مثل صاحب السيارة بالأجرة، يتردد، قالوا: هذا يحرم في المرة الأخيرة، آخر مرة يحرم؛ لأنه يشق، وما عداه يجب.

والقول الثاني لأهل العلم: أنه لا يجب إلا على من قصد الحج والعمرة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما وقت المواقيت وقت لأهل المدينة في حديث ابن عباس وقت للمدينة الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل اليمن يلملم، ولأهل نجد قرن المنازل، قال: «هن لهن ولمن أتى عليهنّ ممن سواهم، ممن أراد الحج والعمرة»، فقوله: «ممن أراد الحج والعمرة» دليل على أن من لم يرد الحج والعمرة فلا يجب عليه.

وهذا هو الصواب والأقرب، أنه يجوز دخول مكة بغير إحرام للذي لا يريد النسك، دخلها مثلا للتجارة أو لزيارة بعض الأقارب، أو غير ذلك، فهو لا يريد النسك؛ فلا بأس؛ لهذا الحديث، أما القول الأول فإنه يجب على كل داخل أن يُحرم، لكن من يتكرر دخوله يكون هذا في آخر مرة.

سؤال: لكن لو طال الفصل، له سنتين ما اعتمر، ثم ذهب زيارة، يكون فيه حكم؟

الشيخ: على الخلاف، القول الأول أنه يجب عليه، والقول الثاني لا يجب.

سؤال: ومن يدخل بثيابه أيام الحج على أنه لا يقتصر على العمرة أو الحج، عليه ذبيحة؟

الشيخ: وهو يريد الحج؟

سؤال: نعم.

الشيخ: عليه فدية أو عليه التوبة، تعمد فعل محظور، ولا يعود لمثل هذا، وأيضا فيه مخالفة لولاة الأمور.

مداخلة: يدخل في النسك ويلبس ثوبه.

الشيخ: عصى، عاصي لأنه يلبس ثوبه، مأمور بنزع الثوب، يكون عاصي بهذا مخالف، إلا إذا كان محتاج؛ كأنه يكون مثلا من شدة البرد لا يستطيع، مثل من يحلق شعره لمداواة جروح في رأسه، هذا معذور، يفعل المحظور، العمدة على الحديث الأول، الحديث الثاني ضعيف.

قارئ المتن: جُمَّاعُ ذِكْرِ أَبْوَابِ الْعُمْرَةِ وَشَرَائِعِهَا وَسُنَنِهَا وَفَضَائِلِهَا

الشيخ: بارك الله فيك، هذا إن شاء الله تكون للجلستين (جُمَّاعُ ذِكْرِ أَبْوَابِ الْعُمْرَةِ) الأحد والاثنين إن شاء الله، عندكم طبعة الأصيل، وفيه إضافة، إضافة حديث؟

القارئ: نعم، أيضاً طبعة الفحل أضاف مجلد من إتحاف المهرة ومن صحيح ابن حبان.

الشيخ: فيه زيادة على ما كتب في الأصيل.

القارئ: طبعة التأصيل أضافوا من إتحاف المهرة فقط، وطبعة الفحل أضاف من إتحاف المهرة ومن صحيح ابن حبان.

الشيخ: يعني زيادة؟ الذي في إتحاف المهرة.

مداخلة: مجلد كامل.

القارئ: ثلاثمائة حديث تقريبا.

الشيخ: ثلاثمائة؟

القارئ: نعم.

الشيخ: هذا الفحل، والأصيل؟

القارئ: قريب منها، أظنه مائتين وخمسين ونحوه.

الشيخ: في أبواب متعددة.

القارئ: نعم.

الشيخ: في تكرار في الأصيل والفحل؟ ولا ما في تكرار؟

القارئ: طبعة الفحل فيها زيادة على ما في ...

الشيخ: بس زيادة، لكن ما في الأصيل موجود في الفحل وزيادة.

القارئ: المفروض نعم.

الشيخ: وعلى هذا يكون ما زاده الفحل يكون فيه أبواب متعددة؟

القارئ: نعم.

سؤال: تنسب الزيادة لابن خزيمة ولاّ؟

الشيخ: هم يقولون هذا، هم وجدوها، لابن خزيمة نعم. ليست لهم.

سؤال: ما ذكر عند الحنابلة أن أكثر من أربعين يوم يلزمه أن يعتمر إذا دخل مكة؟

الشيخ: لا الحنابلة قالوا: كل من دخل مكة يعتمر، ولا في تحديد المدة.

مداخلة: ليس له تبويب، حديث مرسل.

الشيخ: ما فيها تبويب عندك؟ أو ذكر أنها في ...، إن شاء الله نرى الطبعة التي مع الأصيل ثم ما زاد ... وفق الله الجميع لطاعته.

سؤال: [00:32:46]

الشيخ: نعم، إن شاء الله، سبحانك اللهم وبحمد، أشهد أن لا إله إلا أنت أستعفرك وأتوب إليك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد