بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين أما بعد
قال الإمام البخاري رحمه الله في كتابه الأدب المفرد
بَابُ عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ
15 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟» ثَلَاثًا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ - وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا - أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ»، مَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْتُ: لَيْتَهُ سَكَتَ صحيح
الشيخ هذا فيه تحذير من الكبائر وأعظمها الشرك بالله ثم عقوق الوالدين وأما قول الزور فكونه جلس وكان متكئا لأن قول الزور يتساهل فيه كثير من الناس فلهذا اهتم به عليه الصلاة والسلام وكان متكئا فجلس وليس معنى ذلك أنه أكبر من الشرك أو من عقوق الوالدين
16 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ وَرَّادٍ، كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ: اكْتُبْ إِلَيَّ بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ وَرَّادٌ: فَأَمْلَى عَلَيَّ وَكَتَبْتُ بِيَدَيَّ: إِنِّي سَمِعْتُهُ يَنْهَى عَنْ كَثْرَةِ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَعَنْ قِيلَ وَقَالَ صحيح
الشيخ كثرة السؤال يعني سؤال المال بغير حق هذا فيه يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم وكذلك كثرة السؤال الأسئلة التي لا يقصد بها الاسترشاد وغنما يقصد بها إعنات المسئول وإيقاعه في الحرج هذا مني عنه في الآية " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء تبد لكم تسؤكم " كذلك إضاعة المال وعن قيل وقال كثرة القيل والقال قال فلان كذا وقال كذا لأنه يقع في الخطأ فلا ينبغي أن يشتغل بكثرة القيل والقال ما ينقل من أخبار يختار إلا ما صح
بَابُ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ
17 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ: هَلْ خَصَّكُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ يَخُصَّ بِهِ النَّاسَ كَافَّةً؟ قَالَ: مَا خَصَّنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ يَخُصَّ بِهِ النَّاسَ، إِلَّا مَا فِي قِرَابِ سَيْفِي، ثُمَّ أَخْرَجَ صَحِيفَةً، فَإِذَا فِيهَا مَكْتُوبٌ: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَرَقَ مَنَارَ الْأَرْضِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا» صحيح
الشيخ هذا فيه رد على الشيعة الرافضة يقولون إن أهل البيت خصوا بشيء إنهم خصوا بالولاية بالوصاية سرق منار الأرض يعني غير المراسيم التي بينه وبين جيرانه أو المراسيم العلامات التي في السفر يهتدي بها الناس «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَرَقَ مَنَارَ الْأَرْضِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ يعني تسبب في لعنهما جاء في الحديث الآخر كيف يلعن والديه قال يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه يعني يتسبب وإذا لعنهما مباشرة هكذا أقبح وأقبح الصحابة استنكروا كيف هل يمكن أن يلعن الرجل والديه قال يعني يتسبب في لعنهما فإذا تسبب فقد لعنهما وإذا لعنهما مباشرة من الناس من يلعنهما والعياذ بالله هذا أعظم وأعظم